ساريكوسكي (بنتي) (Saarikoski (Pentti شاعر فنلندي، ، ومترجم من مقام رفيع.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ساريكوسكي (بنتي) (Saarikoski (Pentti شاعر فنلندي، ، ومترجم من مقام رفيع.

    ساريكوسكي (بنتي ـ)
    (1937 ـ 1983)

    بنتي ساريكوسكي Pentti Saarikoskiشاعر فنلندي، وكاتب زوايا صحفية ساخرة، ومترجم من مقام رفيع. وهو الشخصية الأدبية الأكثر إثارة للجدل في فنلندا القرن العشرين. ولد في مدينة إيمبيلاهتي Impilahtiوتوفي في يوْوِنْسو Joensuu. كان والده صحفياً وموظفاً، أما والدته فهي ابنة خباز من مقاطعة كارِليا Karelia التي تُعد موطن الفنلنديين الأصلي وينبوع الشعر الفنلندي. في عام 1979 كتب ساريكوسكي عن والدته يقول: «لم تكن شخصاً مهماً لكن اللغة التي أستخدمها هي لغتها». درس ساريكوسكي في جامعة هلسنكي الأدب واللغة اليونانية القديمة من دون أن يختم دراسته بدرجة علمية، ونشر في عام 1958 ديوانين أولهما بعنوان «قصائد» Runoja، وثانيهما بعنوان «قصائد أخرى» Toisia Runoja وتلاهما في العام التالي ديوان «قصائد، وقصائد هيبوناكس» (1959) Runot ja Hiponaksin Runot، ويشير عنوانه إلى الشاعر اليوناني الساخر هيبوناكس الذي استوحى ساريكوسكي روحه. وبين عامي 1959و1960 عمل ساريكوسكي في الصحيفة المحافظة «فنلندا الجديدة» Uusi Suomi وكان يوقع زواياه التي لاقت صدى واسعاً لدى القراء بالاسم الموحي «أنف»Nenâ. ثم نشر عام 1961 ديوان «من العالم»Maailmasta. وفي ستينيات القرن العشرين شارك الشاعر في نضال القوى اليسارية من أجل تحقيق إصلاحات ديمقراطية في فنلندا. وبتأثير ماياكوفسكي [ر] وبريشت[ر] نظم ساريكوسكي كثيراً من القصائد السياسية ذات الموضوعات الراهنة كما في ديوان «ماذا يحدث حقاً؟» (1962) Mitä tapahtuu todella? وديوان «إني ذاهب حيث أشاء» (1965) Kuljen missä Kuljen. وهجا الشاعر في مقالاته الصحفية سلطة الكنيسة والجيش والأخلاق المزيفة السائدة، ولكنه مع نهاية عقد الستينيات ابتعد كلية عن أي نشاط سياسي، وصارت قصائده منذ السبعينيات تعبّر عن هواجسه ومخاوفه من تطورات العالم نحو الكارثة، وعن الطرق المسدودة في وجه أي أمل، كما في ديوان «مرقص على الجبل» (1977) Tanssilattia vuorella وديوان «دعوة إلى الرقص» (1980) Tanssiinkustu.
    كان ساريكوسكي شخصية قلقة واستفزازية لا توارب في الجهر بمواقفها بعبارات صريحة وأفكار واضحة، فصار مرغوباًُ فيه من جانب الصحافة والإعلام المسموع والمرئي، وتحول إلى شخصية شعبية محببة لما أدخله أيضاً من تجديد على الشعر الفنلندي، سواء على صعيد اللغة، إذ استخدم المحكية أيضاً، أو على صعيد الموضوعات. كانت حياته أيضاً لا تستقر على حال، فقد تزوج أربع مرات، وغيّر مسكنه عشرات المرات لشدة ما ضايقه الإعلام بإلحاحه كان ساريكوسكي كثير السفر في جميع أنحاء أوربا، وكانت هذه الرحلات الطويلة مصدر إلهام ومعرفة أنتجت إلى جانب القصائد الشعرية عدداً لافتاً من كتب الرحلات، ومن أهمها «حافة أوربا» (1983)Europaan reuna. ولأنه كان يجيد عدة لغات وشغوفاً بالترجمة التي صارت نشاطاً إبداعياً ثانياً بعد الشعر، فقد ترجم عن الإنكليزية لكل من سالنجر[ر] وهنري ميللر[ر] وجويس[ر] وغنسبرغ، وعن الإيطالية لإيتالو كالفينو[ر]، وعن اليونانية لأوربيديس[ر] وهوميروس[ر]. واللافت في ترجمته «الأوديسة»[ر] هو أنه أنجزها في سنتين فقط، كما أنه لم يتقيد بالوزن السداسي الذي حافظ عليه معظم المترجمين الأوربيين، بل أوجد بديلاً إبداعياً ملائماً في نثر إيقاعي رشيق. كما أعاد ترجمة «إنجيل متَّى» (1969) Evankeliumi Matteuksen mukaan ، متأثراً بفيلم المخرج الإيطالي بيير باولو باسوليني[ر] «الإنجيل حسب القديس متَّى» (1964) The Gospel According to St.Mathew.
    إن ما يميز شخصية الشاعر ساريكوسكي هو سلوكه غير الامتثالي تجاه الأعراف والمواضعات الاجتماعية الموروثة عبر أجيال، بل كان دائب الخروج عليها، مطالباً بالتجديد المواكب لروح العصر، ومع ذلك فإن أعماله الشعرية تشي بتأثره بالأدب الإغريقي والروماني القديم وأدب عصر النهضة الإيطالية.
    قضى ساريكوسكي سنوات حياته الأخيرة في السويد مع زوجته المدرسة الجامعية ميّا بِرنَر Mia Berner، ونشر معها مجموعة من الأعمال الأدبية باللغتين الفنلندية والسويدية. وفي أثناء آخر رحلاته إلى وطنه توفي الشاعر جرّاء تسمم كحولي.
    نبيل الحفار
يعمل...
X