ميخائيل يوريڤيتش ليرمنتوڤ Mikhail Yurevich Lermontov

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ميخائيل يوريڤيتش ليرمنتوڤ Mikhail Yurevich Lermontov

    ليرمنتوف (ميخاييل) Lermontov (Mikhail-) - Lermontov (Mikhail-)
    ليرمنتوڤ (ميخائيل ـ)

    (1814ـ 1841)



    ولد ميخائيل يوريڤيتش ليرمنتوڤ Mikhail Yurevich Lermontov في موسكو لكنه أمضى طفولته في محافظة بينزا Pensa الجنوبية، في كنف جدته لأمه، وهي امرأة متسلطة مستبدة أوصت له بكل أملاكها شرط ألا يتدخل أبوه في تربيته، وقد نزل والده عند رغبة الجدة. ومن البدهي أن الخلافات العائلية تركت بصماتها في حياة الفتى، وسببت له العذاب والمعاناة .

    انتسب ليرمنتوڤ في عام 1828 إلى جامعة موسكو، حيث تعلم الفرنسية والإنكليزية والألمانية. وكتب في اثناء دراسته زهاء 300 قصيدة وعدة ملاحم، وعدداً من الأعمال الدرامية. وفي عام 1832 انتقل إلى بطرسبورغ، حيث انتسب إلى كلية الضباط الفرسان، وأمضى عامين رهيبين في الثكنة العسكرية .

    صدرت مسرحية ليرمنتوڤ الشعرية المعروفة «الحفلة التنكرية» Maskarad (1835) التي تصور حياة بطرسبورغ الأرستقراطية، المفعمة بالتزلف والنميمة والدسائس والتعطش إلى الثروة، فمنعت الرقابة نشرها. وعلى الرغم من كثرة التعديلات التي أدخلها ليرمنتوڤ على مسرحيته فإنها لم تر النور في حياته. بعد قصيدته «موت الشاعر» Smert poeta (1837) التي يرثي فيها ألكسندر بوشكين [ر] نقل ليرمنتوڤ إلى منطقة القفقاس. ومن هناك استقى كثيراً من الموضوعات التي نسج منها لاحقاً ملاحمه الشعرية «متسيري» Metsiri (1840) و«إبليس» Demon (1841)، إضافة إلى روايته «بطل عصرنا» Geroi nasheg vremini (1841).

    عاد ليرمنتوڤ في عام 1838 إلى العاصمة بعد توسط جدته، إلا أنه نُفي إلى القفقاس من جديد إثر اشتراكه في مبارزة مخفقة، لكنه عاد إلى العاصمة سراً مما أثار غضب القيصر عليه. إزاء هذا الوضع راح الشاعر يسعى جاهداً من أجل الاستقالة من الجيش، والتفرغ للأعمال الأدبية. وفي طريقه إلى فَوجِه، عرج الشاعر على مدينة بيتيغورسك Pjatigorsk، حيث لقي مصرعه في مبارزة غير متكافئة.

    كان ليرمنتوڤ شاعراً وجدانياً رصد أهم الأحداث السياسية المعاصرة، وكتب حول رسالة الشعر والشعراء ومغزى الحياة والصداقة والحب متأثراً إلى حد كبير بالشاعرين بوشكين وبايرون [ر]. فقد تحدث بألم في عدد من قصائده، مثل «شكاوى تركي» و«مونولوغ» و«الفارس الأسي» و«أحبك ياوطني» عن واقع روسيا القاتم، حيث يئن الإنسان تحت وطأة القنانة، ويرسف في الأغلال في ظل الاستبداد السياسي. ظل الإحساس بالوحدة رفيق الشاعر الدائم في حله وترحاله، وتجلى ذلك في قصائده «وحيد أنا- فلا سرور» و«شراع وحيد» و«وحيداً أخرج إلى الطريق» Vychoshu odin ja na dorogu. وفي قصيدته «الحب لا يزين حياتي» يشكو الشاعر من الحياة التي ضنت عليه بكل شيء، بما في ذلك الحب، حب المرأة، ويودع أحلامه، ويأسف على حبه الضائع.

    بدأ ليرمنتوڤ كتابة روايته «بطل عصرنا» عام 1838 وصدرت في طبعة مستقلة عام 1840، فصوّر فيها مأساة الناس الأذكياء، المفعمين بالنشاط، الذين يذبلون في ربيع حياتهم من دون أن يتمكنوا من استخدام مواهبهم وطاقاتهم. تضم الرواية خمس قصص هي: «بيلا» و«مكسيم مكسيميتش» و«تامان» و«الأميرة ماري» و«القدري»، بينها قاسم مشترك هو البطل الرئيسي بيتشورين Petshorin الذي يتحلى بالعقل الراجح، والقلب العطوف، والإرادة الصلبة، لكن المجتمع يغتال كل ذلك لديه، ويجعله عاجزاً ليس فقط عن التضحيات الكبرى من أجل خير البشرية، بل حتى عن التضحية من أجل سعادته الشخصية، وهذا ما وسم جيلاً بأكمله. لقد أثارت الرواية جدلاً حاداً، فقد عدّها بعضهم مثل بلينسكي وهيرتسنو صورة صادقة للمجتمع الروسي الذي يئد المواهب، ويخنق الطاقات، في حين عدّها بعضهم الآخر، مثل شيفيروف وبولفارين تشويهاً لهذا المجتمع، غريبة عنه، ولا تمت إليه بصلة.

    يعدّ أدب ليرمنتوڤ صلة وصل بين الديسمبريين Dekabrist (انتفاضة كانون الأول/ديسمبر 1825 في بطرسبورغ التي قامت بها الجمعيات السرية الأرستقراطية وضباط الحرس القيصري) وبين الديمقراطيين الثوريين.

    هاشم حمادي
يعمل...
X