ليكورغوس Lycurgus - Lycurgue
ليكورغوس
ليكورغوس Lycorgos شخصية إسبرطيّة غامضة، ينسب المؤرخون لها وضع الدستور والنظام العسكري الإسبرطي، ورد أقدم ذكر له عند المؤرخين هيرودوت وأكسنوفون، ونقل عنهما معظم المؤرخين اللاحقين من أمثال بلوتارخوس، ونسبوا إلى هذه الشخصية كل ما اتصف به دستور إسبرطة من تشريع غريب، ويعتقد معظم المؤرخين المعاصرين بعد ترجيحهم وجود هذه الشخصية - وإبعادها عن الصفة الأسطورية - ظهورها في الفترة ما بين 1000-600ق.م، وأن ليكورغوس قام بجمع الأعراف والتقاليد الإسبرطية ووضعها في قالب قانوني بتكليف من أحد ملوك إسبرطة، وقدّمه للإسبرطيين؛ لتحكم حياتهم السياسية والعسكرية، وأضاف إليها كثيراً من التشدد الذي أعطى الحياة الإسبرطية سمعتها القاسية والتاريخ الإسبرطي صفة المحافظة. ويشير عدد من المؤرخين القدماء إلى ليكورغوس على أنه كان مصلحاً بقدر ما كان مشرعاً، ويوردون عدداً من الروايات عن حياته الخاصة وموته، تثبت هذه الحقيقة من إيذاء بعض الشبان له وصفحه عنهم وتأييدهم إياه فيما بعد وتعلقهم به لدرجة تقديسه.
ويقسم دستور ليكورغوس النظام الإسبرطي إلى أربع هيئات تشريعية وتنفيذية، يرأسها ملكان يتمتع كل واحد منهما بسلطات موازية للآخر، مثل قيادة الجيوش ورئاسة مجلس الشيوخ (الغِروسيا) Gerosia؛ هذا المجلس الذي يتألف من ثمانية وعشرين عضواً منتخبين بطريقة التصفيق، لا يقل عمر كل واحد منهم عن ستّين سنة، ويملك كل واحد أرضاً في إقليم لاكونيا (إقليم مملكة إسبرطة). وينظر هذا المجلس بالدرجة الأولى في السياسة الخارجية والفصل في الشؤون الجنائية التي يكون ضحيتها مواطنون إسبرطيون وحقّ الإشراف الإداري على هيئات الدولة المختلفة، وإعداد المشروعات العامة للعرض على الجمعية العامة (الأپـلا) Apella التي كانت نظرياً الوحدة الديمقراطية الوحيدة في دستور ليكورغوس، إذ كانت عضويتها مفتوحة لكل مواطن اسبرطي بلغ الثلاثين من العمر، وأتمّ مراحل التدريب العسكري، وكانت الجمعية تعقد اجتماعاتها في منتصف الشهر القمري، وكانت سلطتها محددة بالموافقة أو رفض القوانين التي كانت تقدم لها من مجلس الشيوخ، وإن كانت قراراتها لا تأخذ الصفة الرسمية إلا بعد تصديقها من المجلس وموافقة الحكام (الإفورات) Ephoroi. وتتألف هيئة الإفورات من خمسة أشخاص يطلق على كل واحد منهم لقب إفورُس Ephoros؛ وتعني حاكماً أو مراقباً أو ضابط تنفيذ. ويرتبط عددهم غالباً بعدد القرى التي تجمّعت، وكوّنت مدينة إسبرطة في فجر تاريخها. وكان هؤلاء يشرفون على تطبيق النظام، وينتخبون سنوياً من قبل الجمعية العامة، ويرافق اثنان منهم الملك أيام الحرب، ويفاوضون الدول في حالات السلم، ويعرضون أنشطتهم على مجلس الشيوخ بتصديق على ما قاموا به. والغريب أن هيئة الإفورات هي الهيئة الوحيدة التي لم يأت ليكورغوس على ذكرها في دستوره. ويبدو أن قدم تشكيل هذه الهيئة وثانوية الدور الذي كانت تقوم به في بدايات تشكيل المدينة كان السبب في إغفال ذكرها.
ويلاحظ المؤرّخون المعاصرون أن دستور ليكورغوس قدّم مدينته للعالم بصورة الدولة ذات النظام العسكري المتزمت الذي كان لا يطلب من المواطنين الإسبرطيين أكثر من التدريب على الأعمال العسكرية للحفاظ على قوة إسبرطة وسيطرتها، في حين يقوم الأقنان بتقديم الطعام والخدمات للمواطنين، ولهذا خضع المواطن الإسبرطي لمجموعة أنظمة قاسية منذ ولادته وحتى وفاته، حرمته من تحقيق أي متع حقيقية في حياته قياساً بمواطني الدول المدن City-state في بلاد اليونان في ذلك الزمان، وهو أمر أدهش المؤرخين المعاصرين في كيفية تمكن مشرع واحد هو ليكورغوس من فرض هذا الدستور على مجتمعه وإقناعهم بأهمية الالتزام به.
مفيد العابد
ليكورغوس
ليكورغوس Lycorgos شخصية إسبرطيّة غامضة، ينسب المؤرخون لها وضع الدستور والنظام العسكري الإسبرطي، ورد أقدم ذكر له عند المؤرخين هيرودوت وأكسنوفون، ونقل عنهما معظم المؤرخين اللاحقين من أمثال بلوتارخوس، ونسبوا إلى هذه الشخصية كل ما اتصف به دستور إسبرطة من تشريع غريب، ويعتقد معظم المؤرخين المعاصرين بعد ترجيحهم وجود هذه الشخصية - وإبعادها عن الصفة الأسطورية - ظهورها في الفترة ما بين 1000-600ق.م، وأن ليكورغوس قام بجمع الأعراف والتقاليد الإسبرطية ووضعها في قالب قانوني بتكليف من أحد ملوك إسبرطة، وقدّمه للإسبرطيين؛ لتحكم حياتهم السياسية والعسكرية، وأضاف إليها كثيراً من التشدد الذي أعطى الحياة الإسبرطية سمعتها القاسية والتاريخ الإسبرطي صفة المحافظة. ويشير عدد من المؤرخين القدماء إلى ليكورغوس على أنه كان مصلحاً بقدر ما كان مشرعاً، ويوردون عدداً من الروايات عن حياته الخاصة وموته، تثبت هذه الحقيقة من إيذاء بعض الشبان له وصفحه عنهم وتأييدهم إياه فيما بعد وتعلقهم به لدرجة تقديسه.
ويقسم دستور ليكورغوس النظام الإسبرطي إلى أربع هيئات تشريعية وتنفيذية، يرأسها ملكان يتمتع كل واحد منهما بسلطات موازية للآخر، مثل قيادة الجيوش ورئاسة مجلس الشيوخ (الغِروسيا) Gerosia؛ هذا المجلس الذي يتألف من ثمانية وعشرين عضواً منتخبين بطريقة التصفيق، لا يقل عمر كل واحد منهم عن ستّين سنة، ويملك كل واحد أرضاً في إقليم لاكونيا (إقليم مملكة إسبرطة). وينظر هذا المجلس بالدرجة الأولى في السياسة الخارجية والفصل في الشؤون الجنائية التي يكون ضحيتها مواطنون إسبرطيون وحقّ الإشراف الإداري على هيئات الدولة المختلفة، وإعداد المشروعات العامة للعرض على الجمعية العامة (الأپـلا) Apella التي كانت نظرياً الوحدة الديمقراطية الوحيدة في دستور ليكورغوس، إذ كانت عضويتها مفتوحة لكل مواطن اسبرطي بلغ الثلاثين من العمر، وأتمّ مراحل التدريب العسكري، وكانت الجمعية تعقد اجتماعاتها في منتصف الشهر القمري، وكانت سلطتها محددة بالموافقة أو رفض القوانين التي كانت تقدم لها من مجلس الشيوخ، وإن كانت قراراتها لا تأخذ الصفة الرسمية إلا بعد تصديقها من المجلس وموافقة الحكام (الإفورات) Ephoroi. وتتألف هيئة الإفورات من خمسة أشخاص يطلق على كل واحد منهم لقب إفورُس Ephoros؛ وتعني حاكماً أو مراقباً أو ضابط تنفيذ. ويرتبط عددهم غالباً بعدد القرى التي تجمّعت، وكوّنت مدينة إسبرطة في فجر تاريخها. وكان هؤلاء يشرفون على تطبيق النظام، وينتخبون سنوياً من قبل الجمعية العامة، ويرافق اثنان منهم الملك أيام الحرب، ويفاوضون الدول في حالات السلم، ويعرضون أنشطتهم على مجلس الشيوخ بتصديق على ما قاموا به. والغريب أن هيئة الإفورات هي الهيئة الوحيدة التي لم يأت ليكورغوس على ذكرها في دستوره. ويبدو أن قدم تشكيل هذه الهيئة وثانوية الدور الذي كانت تقوم به في بدايات تشكيل المدينة كان السبب في إغفال ذكرها.
ويلاحظ المؤرّخون المعاصرون أن دستور ليكورغوس قدّم مدينته للعالم بصورة الدولة ذات النظام العسكري المتزمت الذي كان لا يطلب من المواطنين الإسبرطيين أكثر من التدريب على الأعمال العسكرية للحفاظ على قوة إسبرطة وسيطرتها، في حين يقوم الأقنان بتقديم الطعام والخدمات للمواطنين، ولهذا خضع المواطن الإسبرطي لمجموعة أنظمة قاسية منذ ولادته وحتى وفاته، حرمته من تحقيق أي متع حقيقية في حياته قياساً بمواطني الدول المدن City-state في بلاد اليونان في ذلك الزمان، وهو أمر أدهش المؤرخين المعاصرين في كيفية تمكن مشرع واحد هو ليكورغوس من فرض هذا الدستور على مجتمعه وإقناعهم بأهمية الالتزام به.
مفيد العابد