لويس خامس عشر Louis XV - Louis XV
لويس الخامس عشر
(1710 ـ 1774)
لويس الخامس عشر Louis XV سليل أسرة البوربون les Bourbons الشهيرة، وملك فرنسا في الفترة ما بين 1715 - 1774. تولى العرش الفرنسي بعد وفاة جده الأكبر لويس الرابع عشر Louis XIV الذي مات ولده سنة 1711، وحفيده والد لويس سنة 1712 بمرض الحصبة. ولد لويس الخامس عشر في ڤرساي Versailles وتولى الحكم وهو في سن الخامسة، فقام بالوصاية عليه فيليب Philippe دوق أورليان duc d’Orléans ابن شقيقة لويس الرابع عشر، وتعهدته مربيته وحاضنته دي فينتادور de Ventadour، وقد لاحظت ميله الشديد إلى اللعب وعدم الاهتمام بالمسائل التي يؤمل فيه أن يكون فيها على قدر من المسؤولية، فعهدت إلى المارشال دي ڤيلروا de Villeroy بتربيته إلى أن بلغ السابعة من عمره، ثم انتقلت كفالته إلى المربي الموهوب الكاردينال فلوري Fleury الذي اكتشف حسه المرهف واستجابته السريعة إلى التعلم فكان له دور فعال في تنمية مواهبه وتهذيبه. وحينما توفي الوصي على العرش فيليب أورليان سنة 1723 تولى الحكم بمفرده من دون الاستعانة بكبار النبلاء في الحكومة واستغنى عن المستشارين العاملين في بلاطه، باستثناء مرشده فلوري، وفي سنة 1725 تزوج ماريا لسكزنسكي Marie Leszczynska ابنة ملك بولندا ستانيسلاس Stanislas وكانت تكبره بخمس سنوات وأنجبا عشرة من الأبناء. وفي سنة 1726 كلف أستاذه فلوري تشكيل الوزارة، وظل هذا الأخير يشغل هذا المنصب حتى وفاته سنة 1743، وشهدت فرنسا في ظل وزارة فلوري حالة من الازدهار الاقتصادي والاستقرار النسبي بفضل العودة إلى نظم الاقتصادي الفرنسي جان كولبير Colbert (1619- 1683)، وكان لفلوري أيادٍ بيضاء في ظهور مرحلة جديدة أثراها جيل من الفلاسفة والمثقفين الكبار، كان لهم دور حاسم في تسريع حركة التنوير وتنميتها.
شهدت فرنسا في عهد لويس الخامس عشر عدة حروب ، كان أبرزها حرب الوراثة النمساوية (1740- 1748) التي خاضتها فرنسا إلى جانب بروسيا وباڤاريا وإسبانيا, وحرب السنوات السبع إلى جانب النمسا وروسيا في مواجهة بريطانيا وبروسيا، والتي انتهت بالإخفاق وأدت إلى فقدان فرنسا كثيراً من مستعمراتها. ويظهر أن لويس الخامس عشر فقد قدرته على اتخاذ القرارت الحاسمة بعد وفاة وزيره فلوري الذي كان يعتمد عليه في المهمات الكبيرة، فأصبح النفوذ من بعد وفاته داخل القصر الملكي خاضعاً لنساء القصر وعشيقات الملك، وعلى وجه الخصوص الماركيزة بومبادور Marquise de Pompadour والكونتيسة دي باري Comtesse du Barry، وعاشت فرنسا سنوات عصيبة تميزت إجمالاً بالعجز المالي، ولم يعد للملك إرادة مستقلة، غير أن الضربة الموجعة التي تعرض لها البلاط الفرنسي جاءت حينما اختفى الملك فجأة في ميتز Metz ووقع مريضاً هناك، وعندما عثر عليه، طُلب منه أن يعترف في الكنيسة علناً، بأنه غير جدير بلقب ملك يقع على عاتقه حماية الكنيسة،, وأنه مذنب وعليه أن يطلب الصفح والغفران، الأمر الذي عدّه الفرنسيون إهانة للكرامة الفرنسية، فزاد من كراهية الناس له، وهو الذي كان يعرف عندهم بـ«لويس المحبوب»، ومن جهة أخرى اتسعت شقة الخلاف بينه وبين مجموع البرلمانات الفرنسية، وعلى وجه الخصوص برلمان باريس الذي كان مصرّاً على حق مراجعة الأوامر والبيانات الملكية قبل إصدارها، وفي آخر مدته اتسمت قراراته التي كان يتخذها بالحدة والانفعال، عرضّت فرنسا لأزمات سياسية واقتصادية حادة استمرت حتى وفاته، ومهدت لاندلاع الثورة الفرنسية الكبرى سنة 1789 والتي تجاوزت آثارها حدود القارة الأوربية.
مصطفى الخطيب
لويس الخامس عشر
(1710 ـ 1774)
لويس الخامس عشر Louis XV سليل أسرة البوربون les Bourbons الشهيرة، وملك فرنسا في الفترة ما بين 1715 - 1774. تولى العرش الفرنسي بعد وفاة جده الأكبر لويس الرابع عشر Louis XIV الذي مات ولده سنة 1711، وحفيده والد لويس سنة 1712 بمرض الحصبة. ولد لويس الخامس عشر في ڤرساي Versailles وتولى الحكم وهو في سن الخامسة، فقام بالوصاية عليه فيليب Philippe دوق أورليان duc d’Orléans ابن شقيقة لويس الرابع عشر، وتعهدته مربيته وحاضنته دي فينتادور de Ventadour، وقد لاحظت ميله الشديد إلى اللعب وعدم الاهتمام بالمسائل التي يؤمل فيه أن يكون فيها على قدر من المسؤولية، فعهدت إلى المارشال دي ڤيلروا de Villeroy بتربيته إلى أن بلغ السابعة من عمره، ثم انتقلت كفالته إلى المربي الموهوب الكاردينال فلوري Fleury الذي اكتشف حسه المرهف واستجابته السريعة إلى التعلم فكان له دور فعال في تنمية مواهبه وتهذيبه. وحينما توفي الوصي على العرش فيليب أورليان سنة 1723 تولى الحكم بمفرده من دون الاستعانة بكبار النبلاء في الحكومة واستغنى عن المستشارين العاملين في بلاطه، باستثناء مرشده فلوري، وفي سنة 1725 تزوج ماريا لسكزنسكي Marie Leszczynska ابنة ملك بولندا ستانيسلاس Stanislas وكانت تكبره بخمس سنوات وأنجبا عشرة من الأبناء. وفي سنة 1726 كلف أستاذه فلوري تشكيل الوزارة، وظل هذا الأخير يشغل هذا المنصب حتى وفاته سنة 1743، وشهدت فرنسا في ظل وزارة فلوري حالة من الازدهار الاقتصادي والاستقرار النسبي بفضل العودة إلى نظم الاقتصادي الفرنسي جان كولبير Colbert (1619- 1683)، وكان لفلوري أيادٍ بيضاء في ظهور مرحلة جديدة أثراها جيل من الفلاسفة والمثقفين الكبار، كان لهم دور حاسم في تسريع حركة التنوير وتنميتها.
شهدت فرنسا في عهد لويس الخامس عشر عدة حروب ، كان أبرزها حرب الوراثة النمساوية (1740- 1748) التي خاضتها فرنسا إلى جانب بروسيا وباڤاريا وإسبانيا, وحرب السنوات السبع إلى جانب النمسا وروسيا في مواجهة بريطانيا وبروسيا، والتي انتهت بالإخفاق وأدت إلى فقدان فرنسا كثيراً من مستعمراتها. ويظهر أن لويس الخامس عشر فقد قدرته على اتخاذ القرارت الحاسمة بعد وفاة وزيره فلوري الذي كان يعتمد عليه في المهمات الكبيرة، فأصبح النفوذ من بعد وفاته داخل القصر الملكي خاضعاً لنساء القصر وعشيقات الملك، وعلى وجه الخصوص الماركيزة بومبادور Marquise de Pompadour والكونتيسة دي باري Comtesse du Barry، وعاشت فرنسا سنوات عصيبة تميزت إجمالاً بالعجز المالي، ولم يعد للملك إرادة مستقلة، غير أن الضربة الموجعة التي تعرض لها البلاط الفرنسي جاءت حينما اختفى الملك فجأة في ميتز Metz ووقع مريضاً هناك، وعندما عثر عليه، طُلب منه أن يعترف في الكنيسة علناً، بأنه غير جدير بلقب ملك يقع على عاتقه حماية الكنيسة،, وأنه مذنب وعليه أن يطلب الصفح والغفران، الأمر الذي عدّه الفرنسيون إهانة للكرامة الفرنسية، فزاد من كراهية الناس له، وهو الذي كان يعرف عندهم بـ«لويس المحبوب»، ومن جهة أخرى اتسعت شقة الخلاف بينه وبين مجموع البرلمانات الفرنسية، وعلى وجه الخصوص برلمان باريس الذي كان مصرّاً على حق مراجعة الأوامر والبيانات الملكية قبل إصدارها، وفي آخر مدته اتسمت قراراته التي كان يتخذها بالحدة والانفعال، عرضّت فرنسا لأزمات سياسية واقتصادية حادة استمرت حتى وفاته، ومهدت لاندلاع الثورة الفرنسية الكبرى سنة 1789 والتي تجاوزت آثارها حدود القارة الأوربية.
مصطفى الخطيب