أبو مِحْجَن الثقفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو مِحْجَن الثقفي

    محجن ثقفي

    Abu Mihdjan al-Thaqafi - Abu Mihdjan al-Thaqafi

    أبو مِحْجَن الثقفي
    (نحو … ـ 28هـ/… ـ 648م)

    أبو مِحْجَن بن حَبيب بن عمرو بن عُمَير الثقفي، هذا الشائع من اسمه ونسبه، وبعضهم يرى أن اسمه عمرو، أو عبد الله، أو مالك. شاعر فارس مخضرم، أسلم بعد عام الوفود.
    ينتمي إلى أسرة غنية عريقة في الشرف والسيادة، في بني ثَقِيف الذين كانوا يقيمون في الطائف على مقربة من مكة. فأبوه سيد من سادات بني ثقيف، عاش في الجاهلية، وأسلم بعدما أعلن وفد بني ثقيف إسلامه أمام النبيr، وأمه هي كَنود بنت أمية ابن عبد شمس، من قريش.
    ولد في الطائف بين أفراد قبيلته، ولم تذكر المصادر شيئاً عن نشأته الأولى، إلا أنه أشار في شعره إلى ما يوحي أنه عاش حياة اللهو والمتعة وارتياد مجالس الخمر والغناء، فقد قال:
    فقد أُباكرُها رِيّاً، وأشربهـا
    صِرفاً، وأطربُ أحيانـاً فأمتـزجُ
    وقد تقوم على رأسي مغنيةٌ
    فيها، إذا رفعت من صوتِها، غُنُجُ
    ولما حاصر النبيr بجيشه الطائفَ سنة ثمانٍ للهجرة وقف أبو محجن مدافعاً عنها، ولم يكن قد أسلم، ثم كان في وفد بني ثقيف الذين أعلنوا إسلامهم في السنة التاسعة للهجرة، ولذلك يُعَد أبو محجن في الصحابة الذين رأوا النبيr.
    ويبدو أن أبا محجن لم يستطع الإقلاعَ عن شرب الخمر بعد إسلامه، فظل يشربها سراً، ثم انتقل إلى المدينة المنورة عاصمة الخلافة، ولقي أبا بكرt، وفيه يقول:
    وسُمّيت صِدّيقاً وكلُّ مهاجـرٍ
    سواك يُسمَّى باسمه غيرَ منكر
    سبقتَ إلى الإسلام واللهُ شاهدٌ
    وكنتَ جليساً بالعريشِ المشَهّر
    وبالغار إذ سُمِّيْتَ بالغار صاحباً
    وكنتَ رفيقـاً للنبـي المُطهَّـر
    ثم التحق بجيش المثنى بن حارثة الشيباني الذي كان قد توجه إلى بلاد فارس بعد وفاة أبي بكر، وشارك في المعارك التي جرت، ومنها معركة الجسر سنة 13هـ التي أبلى فيها بلاء حسناً، وقال في ذلك:
    وما لمتُ نفسي فيهمُ غيرَ أنهـا
    إلى أجلٍ لم يأتها وهـو عاجـل
    وما رِمتُ حتى خرّقوا برماحهم
    ثيابي وجادت بالدمـاء الأباجـلِ
    وحتى رأيتُ مهرتي مُزْوَئِـرّةٍ
    لدى الفيل يَدمى نحرُها والشواكل
    وما رحتُ حتى كنت آخر رائح
    وصُرِّع حولي الصالحون الأماثـل
    إلا أن بقاءه في جيش المثنى لم يطل بعدها، إذ هرب عائداً إلى المدينة، فأقام فيها يشربُ الخمر وينشد:
    إذا متّ فادفنّي إلى جنب كرمة
    تروّي عظامي بعد موتي عروقُها
    ولا تدفننّي بالفلاة فإنني
    أخـاف إذا ما متّ أن لا أُذوقُـها
    مما حمل الخليفة عمر بن الخطابt على إقامة الحد عليه أكثر من مرة، ثم نفاه بعدها إلى جزيرة في البحر، إلا أنه هرب من الحارس الذي رافقه، واتجه إلى القادسية حيث كان سعد بن أبي وقاص يُعد لمعركة القادسية سنة 14هـ، إلا أن سعداً سجن أبا محجن قبل بدء المعركة، فتشوقت نفسه إلى الجهاد، وطلب من سعد إطلاقه فأبى، فاتجه إلى زوجة سعد يرجوها أن تطلقه من قيوده ويعدها إن سلم أن يعود إلى سجنه، ففعلت بعدما سمعته ينشد:
    كفى حَزَناً أن تَرْدِيَ الخيلُ بالقنا
    وأُترَكَ مشـدوداً عليَّ وثاقيـا
    إذا قمتُ عنّاني الحديدُ وأُغلقت
    مصاريعُ دوني قد تُصمُّ المناديا
    فلله دري يوم أُتـرَكُ موثَقـاً
    وتَذهلُ عني أسرتـي ورجاليـا
    فمضى يقاتلُ قتالاً شديداً، ثم عاد إلى سجنه وقيّد نفسه، ولما علم بذلك سعد أطلقه، وآلى أبو محجن على نفسه بعدها ألا يشرب الخمر، ومما قاله في ذلك:
    وقال لي الندمان لمـا تركتهـا
    أألجدُّ هذا منك أم أنت تلعـب
    وقالوا عجيبٌ تركك اليومَ قهوةً
    كأنيَ مجنونٌ وجلديَ أجـربُ
    سأتركهـا للـه، ثـم أذمهـا
    وأهجرها في بيتها حيث تُشربُ
    ويبدو أن أبا محجن ذهب في الجهاد إلى فارس فتوفي أيام عثمانt وقبره فيما قيل في أذربيجان، وقيل في أرمينيا.
    وقد ذكره ابن سلام مع فحول شعراء الطائف، على أنه يُعدُّ مع الشعراء المقلين، وقد غلب على شعره وصفُ الخمر، ثم الفخر، إضافة إلى ما أورده عن الفتوح التي شارك فيها، مع شيء من الغزل والحكمة وغيرهما.
    وقد جُمع شعره قديماً، ونُشر محققاً حديثاً، اعتنى بتحقيقه أكثر من باحث أولهم المستشرق لندبرغ Landberg، وآخرهم محمود فاخوري.
    علي أبو زيد
يعمل...
X