جيفري هينتون الأب الروحي للذكاء الصنعي.. كيف ألهم جيلاً من الباحثين؟
هل تساءلت يوما عن كيفية عمل الشبكات العصبية الصنعية التي تمكّن الآلات من التعلّم والتفكير والإبداع بمثل هذه الإتقان، هل تريد معرفة العقل الذي يقف وراء هذه التقنية المذهلة، إذا، سنتحدث عن شخصية رائدة في مجال الذكاء الصنعي والتعلم العميق، وهو جيفري هينتون، الذي يطلق عليه لقب “الأب الروحي للذكاء الصنعي” أو “عراب التعلم العميق”، سنستكشف معا مسيرة هينتون العلمية والمهنية وإنجازاته الرائعة، وكيف ساهم عمله في تحويل الذكاء الصنعي من حلم إلى حقيقة.
كما نستمع أيضا إلى رأيه في تأثير وإمكانيات الذكاء الصنعي على المجتمع والاقتصاد والثقافة، ونتابع موقفه من مخاطر الذكاء الصنعي على البشرية وضرورة التحكم فيه ووضع قواعد أخلاقية لاستخدامه، فهل يتفق جيفري هينتون مع من يرون أن الذكاء الصنعي سيقضي على البشرية، أم يرى أن هذه المخاوف مبالغ بها، وما هي نصائحه للتعامل مع هذه التقنية المدهشة.
قد يهمك:
نافذة على عالم جيفري هينتون
جيفري هينتون يعد واحدا من أهم العقول في مجال الذكاء الصنعي والتعلم العميق، ولد عام 1947 في ويمبلدون بإنجلترا، وهو حفيد عالم الفيزياء الشهير جورج هوارد داروين، وابن عالم البيولوجيا الجزيئية هوارد هينتون.
هينتون تخرج من كلية الملك في كامبردج في عام 1970 بدرجة البكالوريوس في علم النفس التجريبي، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الذكاء الصنعي من جامعة “إدنبره” في المملكة المتحدة عام 1978.
في عام 1986، نشر هينتون وديفيد روميلهارت ورونالد ويليامز ورقة بحثية مؤثرة عن التروية الخلفية، التي أصبحت أساسا للتعلم المشرف على الشبكات العصبية متعددة الطبقات.
في عام 2006، اقترح هينتون وزملاؤه فكرة تدريب شبكات عصبية متصلة بشكل غير مشروط باستخدام آلات بولتزمان مقيَّدة، وهو ما أطلق عليه اسم التعلم المتعمق.
منذ ذلك الحين، أصبح هذا المجال من أسرع المجالات نموا في مجال الذكاء الصنعي، وأظهر نتائج مذهلة بمجالات مثل رؤية الكمبيوتر ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الصوت والإبداع الفني.
في عام 2013، انضم هينتون إلى “جوجل” كمهندس بحث كبير، حيث قاد فريق “جوجل براين” (Google Brain)، لتطوير تطبيقات التعلم العميق في “جوجل”.
كان من بين إنجازاته في “جوجل” تطوير نظام التعرف على الصور باستخدام شبكات عصبية التفافية “CNNs” (Convolutional Neural Networks)، والذي حقق نسبة خطأ أقل من 6 بالمئة في تحدي “ImageNet” لعام 2012، وهو تحد سنوي يتم تنظيمه من قبل “جامعة ستانفورد” في الولايات المتحدة الأميركية.
يهدف التحدي إلى تحسين تقنيات التعرف على الصور والكشف عن الأشياء والأشخاص والمناظر المختلفة الموجودة في الصور، باستخدام تقنيات التعلم العميق والشبكات العصبية الصنعية.
كما ساهم في تطوير نظام الترجمة التلقائية باستخدام شبكات عصبية متكررة “RNNs” (Recurrent Neural Networks)، والذي حسَّن جودة الترجمة بشكل كبير.
في عام 2017، تبرع هينتون بأسهمه بشركة “جوجل” لإنشاء مؤسسة فكتور “Vector Institute” للذكاء الصنعي في تورنتو بكندا، حيث يشغل منصب كبير المستشارين العلميين فيها.
تهدف المؤسسة إلى جذب وتدريب المواهب في مجال التعلم العميق والذكاء الصنعي، وتعزيز التعاون بين الأكاديمية والصناعة، ودعم الابتكار والأخلاق في هذا المجال.
في عام 2018، حصل هينتون على جائزة “Turing” إلى جانب يان لوكون ويوشوا بنجيو لإسهاماتهم الرائدة في مجال التعلم العميق، وهذه الجائزة هي أعلى تقدير في علوم الحاسوب، وتُعرف بأنها جائزة نوبل في مجال علم الحاسوب.
أما في أحدث أخبار هينتون، فقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، خبرا مفاده استقالة هينتون من شركة “جوجل”، ويبدو أن سبب الاستقالة يعود إلى اختلاف مع الشركة في الرؤية المستقبلية للذكاء الصنعي وخاصة فيما يتعلق بتطوير تطبيقات الدردشة الآلية.
قد يهمك: الذكاء الصنعي.. هل حان وقت الشعور بالخوف؟
مشاعر مختلطة
ما رأي جيفري هينتون في تأثير وإمكانيات الذكاء الصنعي على المجتمع والاقتصاد والثقافة.
هينتون يرى، أن تقنيات الذكاء الصنعي لها إمكانات هائلة لتحسين حياة البشرية في مختلف المجالات، مثل الطب والبحث العلمي والتعليم والفن.
مع ذلك، فهو يحذر أيضا من المخاطر المحتملة للذكاء الصنعي، خاصة إذا تطور إلى ما يسمى بالذكاء الصنعي العام، وهو القادر على القيام بكل ما يستطيع الإنسان فعله أو أكثر.
يقول هينتون إن هذا السيناريو ليس مستبعدا، وأنه يجب على البشرية التفكير في كيفية إدارة ومراقبة هذه التكنولوجيا قبل أن تصبح خارجة عن السيطرة.
في مقابلة مع موقع “The Verge” التقني، قال هينتون، إنه استقال من “جوجل” ليتحدث بحرية عن خطر الذكاء الصنعي على البشرية، وأنه يعتقد أن الذكاء الصنعي العام قد يقضي على البشرية إذا لم يتم التحكم فيه.
في مقابلة “مع سي بي إس نيوز”، ذكر هينتون أنه ليس مستبعدا أن يتسبب الذكاء الصنعي بانقراض البشرية، وأنه يجب على البشرية التفكير في كيفية إدارة ومراقبة هذه التكنولوجيا قبل أن تصبح خارجة عن السيطرة.
في الختام، يعد جيفري هينتون واحدا من أهم علماء الحوسبة في العصر الحديث، حيث ساهم بشكل كبير في تحقيق تقدم ملحوظ بمجال الذكاء الصنعي والتعلم العميق، فقد ساعدت إسهاماته في تطوير العديد من التقنيات المستخدمة بالكثير من المجالات، وأحدث تغييرات جذرية في الطريقة التي ننظر بها إلى الذكاء الصنعي.
- نيرودان
- نيرودا حسين
كما نستمع أيضا إلى رأيه في تأثير وإمكانيات الذكاء الصنعي على المجتمع والاقتصاد والثقافة، ونتابع موقفه من مخاطر الذكاء الصنعي على البشرية وضرورة التحكم فيه ووضع قواعد أخلاقية لاستخدامه، فهل يتفق جيفري هينتون مع من يرون أن الذكاء الصنعي سيقضي على البشرية، أم يرى أن هذه المخاوف مبالغ بها، وما هي نصائحه للتعامل مع هذه التقنية المدهشة.
قد يهمك:
نافذة على عالم جيفري هينتون
جيفري هينتون يعد واحدا من أهم العقول في مجال الذكاء الصنعي والتعلم العميق، ولد عام 1947 في ويمبلدون بإنجلترا، وهو حفيد عالم الفيزياء الشهير جورج هوارد داروين، وابن عالم البيولوجيا الجزيئية هوارد هينتون.
هينتون تخرج من كلية الملك في كامبردج في عام 1970 بدرجة البكالوريوس في علم النفس التجريبي، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الذكاء الصنعي من جامعة “إدنبره” في المملكة المتحدة عام 1978.
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، عمل هينتون في جامعات مختلفة في بريطانيا وأميركا، مثل “جامعة ساسكس” و”جامعة كاليفورنيا” في سان دييغو و”جامعة كارنيغي ميلون”، كان اهتمامه الرئيسي في دراسة الشبكات العصبية الصنعية، وهي نماذج حاسوبية تحاكي آلية عمل خلايا المخ.
هينتون وزملاؤه ابتكروا طرقا جديدة لتدريب هذه الشبكات باستخدام خوارزمية التروية الخلفية (Backpropagation Algorithm)، والتعلم بالإشارات المحسَّنة، والتعلم بالإشارات المضادة.في عام 1986، نشر هينتون وديفيد روميلهارت ورونالد ويليامز ورقة بحثية مؤثرة عن التروية الخلفية، التي أصبحت أساسا للتعلم المشرف على الشبكات العصبية متعددة الطبقات.
في عام 2006، اقترح هينتون وزملاؤه فكرة تدريب شبكات عصبية متصلة بشكل غير مشروط باستخدام آلات بولتزمان مقيَّدة، وهو ما أطلق عليه اسم التعلم المتعمق.
منذ ذلك الحين، أصبح هذا المجال من أسرع المجالات نموا في مجال الذكاء الصنعي، وأظهر نتائج مذهلة بمجالات مثل رؤية الكمبيوتر ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الصوت والإبداع الفني.
في عام 2013، انضم هينتون إلى “جوجل” كمهندس بحث كبير، حيث قاد فريق “جوجل براين” (Google Brain)، لتطوير تطبيقات التعلم العميق في “جوجل”.
كان من بين إنجازاته في “جوجل” تطوير نظام التعرف على الصور باستخدام شبكات عصبية التفافية “CNNs” (Convolutional Neural Networks)، والذي حقق نسبة خطأ أقل من 6 بالمئة في تحدي “ImageNet” لعام 2012، وهو تحد سنوي يتم تنظيمه من قبل “جامعة ستانفورد” في الولايات المتحدة الأميركية.
يهدف التحدي إلى تحسين تقنيات التعرف على الصور والكشف عن الأشياء والأشخاص والمناظر المختلفة الموجودة في الصور، باستخدام تقنيات التعلم العميق والشبكات العصبية الصنعية.
كما ساهم في تطوير نظام الترجمة التلقائية باستخدام شبكات عصبية متكررة “RNNs” (Recurrent Neural Networks)، والذي حسَّن جودة الترجمة بشكل كبير.
في عام 2017، تبرع هينتون بأسهمه بشركة “جوجل” لإنشاء مؤسسة فكتور “Vector Institute” للذكاء الصنعي في تورنتو بكندا، حيث يشغل منصب كبير المستشارين العلميين فيها.
تهدف المؤسسة إلى جذب وتدريب المواهب في مجال التعلم العميق والذكاء الصنعي، وتعزيز التعاون بين الأكاديمية والصناعة، ودعم الابتكار والأخلاق في هذا المجال.
في عام 2018، حصل هينتون على جائزة “Turing” إلى جانب يان لوكون ويوشوا بنجيو لإسهاماتهم الرائدة في مجال التعلم العميق، وهذه الجائزة هي أعلى تقدير في علوم الحاسوب، وتُعرف بأنها جائزة نوبل في مجال علم الحاسوب.
أما في أحدث أخبار هينتون، فقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، خبرا مفاده استقالة هينتون من شركة “جوجل”، ويبدو أن سبب الاستقالة يعود إلى اختلاف مع الشركة في الرؤية المستقبلية للذكاء الصنعي وخاصة فيما يتعلق بتطوير تطبيقات الدردشة الآلية.
قد يهمك: الذكاء الصنعي.. هل حان وقت الشعور بالخوف؟
مشاعر مختلطة
ما رأي جيفري هينتون في تأثير وإمكانيات الذكاء الصنعي على المجتمع والاقتصاد والثقافة.
هينتون يرى، أن تقنيات الذكاء الصنعي لها إمكانات هائلة لتحسين حياة البشرية في مختلف المجالات، مثل الطب والبحث العلمي والتعليم والفن.
مع ذلك، فهو يحذر أيضا من المخاطر المحتملة للذكاء الصنعي، خاصة إذا تطور إلى ما يسمى بالذكاء الصنعي العام، وهو القادر على القيام بكل ما يستطيع الإنسان فعله أو أكثر.
يقول هينتون إن هذا السيناريو ليس مستبعدا، وأنه يجب على البشرية التفكير في كيفية إدارة ومراقبة هذه التكنولوجيا قبل أن تصبح خارجة عن السيطرة.
هينتون يشير أيضا، إلى أهمية التأكد من أن الذكاء الصنعي يستخدم بشكل أخلاقي ومسؤول، وألاّ يؤدي إلى انتشار المعلومات المضللة أو التحامل أو التلاعب أو التهديد، مضيفا، أنه يجب على المجتمع تشجيع التعاون والشفافية والتنوع في مجال الذكاء الصنعي، وألاّ يسمح لقلة مختارة من الشركات أو الحكومات بالهيمنة على هذه التكنولوجيا.
إذا، يمكن تلخيص رأي جيفري هينتون في تأثير وإمكانيات الذكاء الصنعي بأنه رأي متفائل ولكن حذر، وأنه يدعو إلى التفكير الاستراتيجي والأخلاقي في تطوير وتطبيق هذه التقنية.في مقابلة مع موقع “The Verge” التقني، قال هينتون، إنه استقال من “جوجل” ليتحدث بحرية عن خطر الذكاء الصنعي على البشرية، وأنه يعتقد أن الذكاء الصنعي العام قد يقضي على البشرية إذا لم يتم التحكم فيه.
في مقابلة “مع سي بي إس نيوز”، ذكر هينتون أنه ليس مستبعدا أن يتسبب الذكاء الصنعي بانقراض البشرية، وأنه يجب على البشرية التفكير في كيفية إدارة ومراقبة هذه التكنولوجيا قبل أن تصبح خارجة عن السيطرة.
في الختام، يعد جيفري هينتون واحدا من أهم علماء الحوسبة في العصر الحديث، حيث ساهم بشكل كبير في تحقيق تقدم ملحوظ بمجال الذكاء الصنعي والتعلم العميق، فقد ساعدت إسهاماته في تطوير العديد من التقنيات المستخدمة بالكثير من المجالات، وأحدث تغييرات جذرية في الطريقة التي ننظر بها إلى الذكاء الصنعي.