ليلى الأخيلية(شاعرة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليلى الأخيلية(شاعرة)

    ليلي اخيليه Layla al-Akhyaliyya - Layla al-Akhyaliyya
    ليلى الأخيلية

    (…ـ 85هـ/… ـ 704م)



    ليلى بنت عبد الله بن الرحّال بن شداد بن كعب بن معاوية بن عبادة، العامرية، من بني عامر بن صعصعة، الأخيلية؛ نسبة إلى جدها معاوية بن عبادة المعروف بالأخيل، والأخيل هذا فارس الهَرّار، والهرّار حصان كان ركِبه في الجاهلية.

    شاعرة من شعراء العصر الأموي، عاشت شطراً من حياتها في آخر عهد الخلفاء الراشدين، قال أبو الفرج الأصفهاني: «من النساء المتقدمات من شعراء الإسلام».

    لم تذكر المصادر شيئاً عن مولدها ونشأتها الأولى، ويُستشفُّ من الأخبار أنها كانت فصيحة بليغة جميلة، بارعة في حفظ الأنساب وأخبار العرب وأيامهم وأشعارهم، وقد ذاع أمرُها بين الناس، ونشأت مَحبةٌ شديدة بينها وبين توبة بن الحُمَيِّر أحد فرسان قومها وشعرائهم، فخطبها إلى أبيها، فرفض أن يزوجها له، وزوّجها رجلاً غيره، إلا أن توبة لم يستطع البعد عنها، وظل يتابعها ويزورها، ولا يرى في ذلك حرجاً لما بينهما من توافق على العفة، وهذا ما أشار إليه في قوله:

    عليَّ دماءُ البُدْن إن كان زوجُهـا

    يرى لي ذنبـاً غيرَ أنـي أزورهـا

    وأني إذا ما زرتُها قلتُ يا اسلمي

    وما كان في قولي اسلمي ما يضيرها

    وكان زوجها شديد الغَيرة عليها، فشكاه إلى أهله، ثم إلى قومه، فلم يرتدع توبة، فشكاه إلى الخليفة الذي أهدر دمه إن فعل ذلك ثانية، فنبهته ليلى إلى ذلك، فنجا بنفسه.

    وقد اشتُهرت قصة حبها مع توبة بن الحمير بين الناس، وتناقلوها، حتى إن الحجاج لما لقيها سألها إن كان بينها وبين توبة ما يريب، فأنكرت ذلك.

    ويُفهم من أخبارها أنها تزوجت رجلاً آخر، وهو سوار بن أوفى القُشَيري، وكان ذلك بعد وفاة توبة، ونشأت مهاجاة بين سوار والنابغة الجعدي، فانبرت ليلى لهجاء النابغة الجعدي، ومما قالته فيه:

    أنابغُ إن تنبغْ بلؤمـك لا تجـدْ

    بلـؤمك إلا وسـطَ جَعـدةَ مجعـلا

    فغلبته وأفحمته. واستمرت في هجاء بني جعدة حتى شكوها إلى والي المدينة مروان بن الحكم.

    وبلغت ليلى شهرة كبيرة ومنزلة عظيمة بين الناس، وجالست الخلفاء والأمراء، وحكمت بين الشعراء، وممن وفدت عليهم معاوية بن أبي سفيان[ر]، ومروان بن الحكم[ر]، وعبد الملك بن مروان[ر]، والحجاج بن يوسف الثقفي[ر]، «وليلى -وهي تحضر مجالس هؤلاء- مثال المرأة العربية التي جمعت إلى جانب شاعريتها وسرعة بديهتها فصاحةً وعقلاً راجحاً، فلا غرابة إن وجدنا معاوية يسألها الرأي في مضر ويستفتيها»، كما أن ردها على عبد الملك يدل على بديهتها وشخصيتها، فقد دخلت عليه بعدما أسنّت، فسألها: «ما رأى فيك توبة حين هويك؟!» قالت «ما رآه الناس فيك حين ولّوك».

    توفيت ليلى في ساوة أو الري من بلاد فارس في طريقها إلى قتيبة بن مسلم الباهلي طالبة النابغة الجعدي للقصاص منه، ودُفنت هناك. وقد اختلف الرواة في تحديد سنة وفاتها، والراجح أنها كانت نحو سنة 85هـ.

    تعد ليلى من شواعر العرب المتقدمات، وربما فاضلوا بينها وبين الخنساء، أو قدّموها على بعض شعراء العرب.

    وقد اهتم القدماء بشعرها، فجمعوا ديوانها وشرحوه وتناقلوه فيما بينهم، إلا أنه لم يصل إلينا، فأُعيد جمعُه، ونشر بعضه على مراحل، إلى أن صدر بتحقيق خليل العطية وجليل العطية في العراق.

    كانت ليلى الأخيلية فصيحة بليغة حسنة الإنشاد، وشعرها متين السبك يجري على النهج القديم، ومعظم شعرها الرثاءُ في توبة، ولها شيء من الرثاء في عثمان بن عفان، ولها أيضاً فخر وحماسة، ولها شيء من المديح في الحجاج، إضافة إلى ما كان لها من هجاء في النابغة الجعدي.

    فمن رثائها توبة:

    آليتُ أبكي بعـد توبـةَ هالكــا أخا الحرب إن دارتْ عليه الدوائر
    لعمرُك ما بالموت عارٌ على الفتى إذا لم تصبـه في الحياة المعايـر
    فكل جديـدٍ أو شبابٍ إلى البلـى وكـل امرئٍ يوماً إلى الله صائـر
    وقالت في رثاء عثمان بن عفان:

    أبعد عثمانَ ترجو الخيـرَ أمتُّـه وكـان آمنَ من يمشـي على ساق
    خـليفة الله أعطـاهم وخوّلهـم ما كان من ذهـبٍ جُـومٍ وأوراق
    وقالت تمدح الحجاج:

    إذا هبط الحجاجُ أرضاً مريضـة تـتبّع أقصـى دائهـا فشـفاهـا
    شفاها من الداء العضال الذي بها غـلامُ إذا هـزَّ القنـاةَ سـقاهـا
    سقاها دمـاءَ المارقيـن وعلَّهـا إذا جمجمت يومـاً وخِيف أذاهـا
    علي أبوزيد
يعمل...
X