مجاعه سعر
Mudja’a ibn Si’er - Mudja’a ibn Si’er
مُجّاعة بن سعر
(… ـ 76هـ/… ـ 695م)
مجاعة بن سعر بن يزيد بن خليفة السعدي التميمي، من الأمراء الذين تميّزوا بالجرأة والشدة والحنكة. كان من الذين شاركوا في حرب الأزارقة وأدوا دوراً حاسماً في التصدي لهم ومن المعروف أن الأزارقة هم أتباع نافع بن الأزرق، وهم من فرق الخوارج الذين كانوا مصدر قلق للسلطات الأموية؛ لذلك كانت أسباب محاربة الأمويين لهم كثيرة. وقد استفحل أمر الأزارقة أكثر مما توقعته السلطة الأموية وخلقوا لها كثيراً من المتاعب؛ فانتدب عبد الله بن الحارث أمير البصرة المهلب ابن أبي صفره القائد الأزدي المعروف لقتالهم، ولقي المهلب منهم مقاومة كبيرة، وخاض معهم معارك ضارية وقد استبسلوا في الدفاع عن وجودهم ومبادئهم. وكان هناك العديد من القواد الذين تصدوا للأزارقة إضافة إلى المهلب أمثال مسلم بن عبيس بن عبد شمس بن عبد مناف، وعمر بن عبيد الله، ومجاعة بن سعر. وكاد عمر ابن عبيد الله - القائد الشجاع وسيد بني تميم في عصره - أن يقتل في إحدى المعارك لولا حماية مجاعة بن سعر له ودفاعه عنه، وتشير الروايات إلى أنه قتل في تلك المعركة أربعة عشر رجلاً بعمود كان يحمله بيده ويقاتل به؛ فوهب له عمر بن عبيدالله بعد انتهاء المعركة تسعمئة ألف درهم تقديراً لشجاعته وعرفاناً بالجميل لما فعله من أجله، ومما قال فيه يزيد بن الحكم الثقفي:
ومن الطبيعي أن ترتفع أسهم مجاعة وتذاع شهرته نتيجة مواقفه الشجاعة هذه. فقربه الحجاج وأوكل إليه مهاماً متميزة كان يقوم بها على أكمل وجه ومن دون أي تردد.
ومن المهام التي كلفه بها الحجاج ولاية عمان، وكان أهلها قد قتلوا الوالي وصلبوه وهو القاسم بن سعر أخو مجاعة، وعندما وصل مجاعة إلى عمان رأى أخاه ما يزال مصلوباً، فأبى أن ينزله حتى يقتص من قاتليه وأوقع بهم العقاب ثم عاد إلى الحجاج فأرسله إلى السند سنة 75هـ.
وكان الحجاج قد كتب لعبد الملك بن مروان يذمّ يزيد بن المهلب ويخوّفه غدره، وعندما طلب إليه الخليفة أن يسمّي له رجلاً يصلح لخراسان سمّى له مجاعة، ولكن عبد الملك لم يرض وطلب أن يرشح له رجلاً آخر فرشح قتيبة بن مسلم. وكان الحجاج قد ولى سعيد بن أسلم بن زرعة السند، فخرج عليه معاوية ومحمد ابنا الحارث العلافي، فقتلاه وغلبا على الثغر. فولى الحجاج مجاعة بن سعر التميمي فغلب على ذلك الثغر وغنم وفتح أماكن من قندابيل، وتوفي مجاعة بن سعر بعد ذلك بسنة بمكران.
عبد الكريم العلي
Mudja’a ibn Si’er - Mudja’a ibn Si’er
مُجّاعة بن سعر
(… ـ 76هـ/… ـ 695م)
مجاعة بن سعر بن يزيد بن خليفة السعدي التميمي، من الأمراء الذين تميّزوا بالجرأة والشدة والحنكة. كان من الذين شاركوا في حرب الأزارقة وأدوا دوراً حاسماً في التصدي لهم ومن المعروف أن الأزارقة هم أتباع نافع بن الأزرق، وهم من فرق الخوارج الذين كانوا مصدر قلق للسلطات الأموية؛ لذلك كانت أسباب محاربة الأمويين لهم كثيرة. وقد استفحل أمر الأزارقة أكثر مما توقعته السلطة الأموية وخلقوا لها كثيراً من المتاعب؛ فانتدب عبد الله بن الحارث أمير البصرة المهلب ابن أبي صفره القائد الأزدي المعروف لقتالهم، ولقي المهلب منهم مقاومة كبيرة، وخاض معهم معارك ضارية وقد استبسلوا في الدفاع عن وجودهم ومبادئهم. وكان هناك العديد من القواد الذين تصدوا للأزارقة إضافة إلى المهلب أمثال مسلم بن عبيس بن عبد شمس بن عبد مناف، وعمر بن عبيد الله، ومجاعة بن سعر. وكاد عمر ابن عبيد الله - القائد الشجاع وسيد بني تميم في عصره - أن يقتل في إحدى المعارك لولا حماية مجاعة بن سعر له ودفاعه عنه، وتشير الروايات إلى أنه قتل في تلك المعركة أربعة عشر رجلاً بعمود كان يحمله بيده ويقاتل به؛ فوهب له عمر بن عبيدالله بعد انتهاء المعركة تسعمئة ألف درهم تقديراً لشجاعته وعرفاناً بالجميل لما فعله من أجله، ومما قال فيه يزيد بن الحكم الثقفي:
ودعاك دعوة مرهق فأجبته عـمر وقد نسـي الحياة وضاعا قد ذدت عادية الكتيبة عن فتىً قد كاد يترك لحمـــه أقطاعـا |
ومن المهام التي كلفه بها الحجاج ولاية عمان، وكان أهلها قد قتلوا الوالي وصلبوه وهو القاسم بن سعر أخو مجاعة، وعندما وصل مجاعة إلى عمان رأى أخاه ما يزال مصلوباً، فأبى أن ينزله حتى يقتص من قاتليه وأوقع بهم العقاب ثم عاد إلى الحجاج فأرسله إلى السند سنة 75هـ.
وكان الحجاج قد كتب لعبد الملك بن مروان يذمّ يزيد بن المهلب ويخوّفه غدره، وعندما طلب إليه الخليفة أن يسمّي له رجلاً يصلح لخراسان سمّى له مجاعة، ولكن عبد الملك لم يرض وطلب أن يرشح له رجلاً آخر فرشح قتيبة بن مسلم. وكان الحجاج قد ولى سعيد بن أسلم بن زرعة السند، فخرج عليه معاوية ومحمد ابنا الحارث العلافي، فقتلاه وغلبا على الثغر. فولى الحجاج مجاعة بن سعر التميمي فغلب على ذلك الثغر وغنم وفتح أماكن من قندابيل، وتوفي مجاعة بن سعر بعد ذلك بسنة بمكران.
عبد الكريم العلي