مرايا في الفن الهندسي
بين الشرق والغرب
الدكتور المهندس عصام ملحم عميد كلية الهندسة المدنية جامعة البعث
ضمن فعاليات مهرجان الثقافة الاسكندينافية ، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور عامر فاخوري رئيس جامعة البعث ، وضمن نشاطات كلية الهندسة المدنية بجامعة البعث بإقامة الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العلمية المتميزة . يـقـوم بزيارة الكلية مجموعة من الأساتذة والباحثين في جامعات أوروبية عريقة وبإلقاء محاضرات لتسليط الضوء على أهم الأبحاث الهندسية . ومن أهم هذه النشاطات قام المهندس المعماري الدنماركي يان أوتسون بزيارة الكلية و ألقى محاضرة بعنوان " مرايا في الفن الهندسي بين الشرق والغرب إذ يقترن اسم مكتب الدراسات الهندسية العائد للمهندس أوتسـون برائعـة القـرن العشرين المعمارية " أوبرا سيدني " ، والتي قـام المهندسـ يـان أوتسـون بتصميمها والده يـورن أوتسون في عـام 1974 ، وبتكلفة إجمالية وصلت 100 مليون دولار . من المعلوم أن الفن ليس مجرد ترف - مهما يكن هذا الترف رفيعا- بل الفن ضرورة ملحـة مـن ضـرورات النفس الإنسانية . في حوارهـا الشـاق المستمر مع الكـون المحيط بها . وهنا نتساءل : أي حـوار ، ومـن أي نـوع قـام بـه الفنان
المبدع المهندس يان أوتسون مع والده الفنان المهندس يورن أوتسون حتـى أبدعا لنا أوبرا سيدنـي هـذه التحفـة المعمارية التي تعتبر مـن أفضل التصاميم المعمارية في القرن العشرين . قد تعجبنا بعض المنتجات الفنية فقط عنـد النظـر إليهـا للمـرة الأولى ، والأخرى تعجبنـا عنـد المـرة العاشرة ، لكـن التحفة الفنيـة أوبرا سيدنـي أعجبتنا مـن اللحظة الأولى التي ولدت فكرة ، وحتى أصبحت لؤلؤة نادرة من إبداعـات الفـكـر الإنساني على يد المهندس يان أوتسون ووالده . وإني على يقين أنها ستبهرنا وتبهر الأجيال القادمة في كل لحظة ننظر إليها . إن فـن الـعـمـارة موسيقا صامتة والموسيقى حديث الملائكة فأي حديث جرى بين الملائكة ليلهم يان أوتسون ووالده لكتابة هذه الموسيقى وإبداع هذا الفن . أشـار المهندس يان فـي محاضرته إلى أنه : " بدأ اهتمـام والدي بالعمـارة منذ كان صغيراً ، وظهـر ذلـك بأشياء بسيطـة داخل المنـزل . إلا أن عمله الحقيقي بدأ مع تخرجه ، من كلية الهندسة المعمارية إثر انتهاء الحرب العالمية الثانيـة ، بمشاريع أظهـر فيها تأثره بالعمارة الإسلامية التي شاهدها في المغرب وإيران " . وهنـا لابد لنا أن ننوه لمـا أكده المهندس يـان بأنه مؤمـن بضرورة أن يكون التصميم المعماري مستنبط من حضـارة وبيئة البلد
ويكون منسجماً مـع روح وثقافة هـذا البلد . وأشار إلى أن سوريا تمتلك حضـارة عريقة ومتنوعة ، بحيث يمكن استثمارهـا لتصميم منشآت غاية في الجمال . وتأكيدا لانسجـام التصميـم مـع البيئة أشـار المهندس يـان إلى أنـه : " صمم والده مخطط البنـاء ليتناسـب مـع شـكل المكان الذي هو عبارة عن لسان في البحر ، والطبيعة الموجـودة فـي استراليا سمـاء رمادية ومياه زرقـاء احتاجت لتصميم يبرز ضمن الطبيعة وبالبساطـة ذاتهـا ، فكانـت دار الأوبـرا على شكل صدفات منحنية مكسوة بنوع خاص من السيراميك "
Dr. Eng. Issam Melhem, Dean of the College of Civil Engineering, Al-Baath University, within the activities of the Scandinavian Culture Festival, and under the auspices of Prof. Dr. Amer Fakhoury, President of Al-Baath University, and within the activities of the College of Civil Engineering at Al-Baath University, by holding distinguished seminars, conferences, and scientific lectures. A group of professors and researchers from prestigious European universities visit the college and give lectures to shed light on the most important engineering research. Among the most important of these activities, the Danish architect Jan Utson visited the college and delivered a lecture entitled “Mirrors in the Engineering Art between East and West. Utson in 1974, at a total cost of 100 million dollars.It is well known that art is not just a luxury - no matter how sublime this luxury may be - but rather art is an urgent necessity of the human soul, in its continuous arduous dialogue with the surrounding universe. Here we wonder: what kind of dialogue? And of what kind did the artist
The creative engineer Jan Utzon, along with his father, the artist, engineer Jorn Utzon, even created this architectural masterpiece for us at the Sydney Opera House, which is considered one of the best architectural designs in the twentieth century. We may like some artistic products only when we look at them for the first time, and we like others at the tenth time, but the Sydney Opera masterpiece impressed us from the first moment that an idea was born, until it became a rare pearl of the creations of human thought at the hands of the engineer Jan Otson and his father. I am sure that it will dazzle us and dazzle future generations every moment we look at it. The art of architecture is silent music, and music is the speech of the angels. What conversation took place between the angels to inspire Jan Otzon and his father to write this music and create this art. Engineer Yan indicated in his lecture that: "My father's interest in architecture began when he was young, and that was evident in simple things inside the house. However, his real work began with his graduation from the Faculty of Architecture after the end of World War II, with projects in which he showed his influence on Islamic architecture that he witnessed." in Morocco and Iran. Here, we must note what Engineer Yan asserted that he believes in the need for architectural design to be derived from the country's civilization and environment.
And be in harmony with the spirit and culture of this country. He pointed out that Syria possesses an ancient and diverse civilization, which can be invested in designing very beautiful facilities. Emphasizing the harmony of the design with the environment, Engineer Yan pointed out that: “His father designed the building plan to suit the shape of the place, which is a tongue in the sea, and the nature in Australia has gray skies and blue waters that needed a design that stands out within nature and with the same simplicity, so the opera house was in the form of shells.” curved and covered with a special type of ceramic
معلومات عن أوبرا سيدني : تقدم إلى المسابقة المعمارية لمشروع / 933 / معمـاري وشركة استشارية عالمية ، إلا أن اللذيـن قـدمـوا المشاريع للمسابقة لم يزد عددهم عن / 230 / . وفـي الاستفتاء الذي أجرته جريدة التايمز البريطانية وصحيفة استراليا في عام 1992 ، أن حوالي % 65 من القراء قد اعتبروا دار الأوبرا بسيدنـي الأعجوبة رقم واحد من أعاجيـب العـالـم الحديث . وهـي لا تعد رمزا لمدينـة سيدنـي فقط ، بـل لأستراليـا . حيث استخـدم المنظر العـام لدار الأوبرا كشعار للألعاب الأولمبية باستراليا في العام 2000 . تحتوي الأوبرا علـى صالتين تتسع أحداهما لـ 3500 شخص والأخرى تتسع لـ 1200 .
Information about the Sydney Opera House: 933 architects and international consulting firms submitted projects to the architectural competition, but those who submitted projects to the competition did not exceed 230. In a poll conducted by the British newspaper The Times and the Australian newspaper in 1992, about 65% of readers considered the Sydney Opera House the number one wonder of the modern world. It is not only a symbol of Sydney, but also of Australia. Where the general view of the Opera House was used as a logo for the Olympic Games in Australia in the year 2000. The opera contains two halls, one of which can accommodate 3,500 people, and the other can accommodate 1,200.
بين الشرق والغرب
الدكتور المهندس عصام ملحم عميد كلية الهندسة المدنية جامعة البعث
ضمن فعاليات مهرجان الثقافة الاسكندينافية ، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور عامر فاخوري رئيس جامعة البعث ، وضمن نشاطات كلية الهندسة المدنية بجامعة البعث بإقامة الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العلمية المتميزة . يـقـوم بزيارة الكلية مجموعة من الأساتذة والباحثين في جامعات أوروبية عريقة وبإلقاء محاضرات لتسليط الضوء على أهم الأبحاث الهندسية . ومن أهم هذه النشاطات قام المهندس المعماري الدنماركي يان أوتسون بزيارة الكلية و ألقى محاضرة بعنوان " مرايا في الفن الهندسي بين الشرق والغرب إذ يقترن اسم مكتب الدراسات الهندسية العائد للمهندس أوتسـون برائعـة القـرن العشرين المعمارية " أوبرا سيدني " ، والتي قـام المهندسـ يـان أوتسـون بتصميمها والده يـورن أوتسون في عـام 1974 ، وبتكلفة إجمالية وصلت 100 مليون دولار . من المعلوم أن الفن ليس مجرد ترف - مهما يكن هذا الترف رفيعا- بل الفن ضرورة ملحـة مـن ضـرورات النفس الإنسانية . في حوارهـا الشـاق المستمر مع الكـون المحيط بها . وهنا نتساءل : أي حـوار ، ومـن أي نـوع قـام بـه الفنان
المبدع المهندس يان أوتسون مع والده الفنان المهندس يورن أوتسون حتـى أبدعا لنا أوبرا سيدنـي هـذه التحفـة المعمارية التي تعتبر مـن أفضل التصاميم المعمارية في القرن العشرين . قد تعجبنا بعض المنتجات الفنية فقط عنـد النظـر إليهـا للمـرة الأولى ، والأخرى تعجبنـا عنـد المـرة العاشرة ، لكـن التحفة الفنيـة أوبرا سيدنـي أعجبتنا مـن اللحظة الأولى التي ولدت فكرة ، وحتى أصبحت لؤلؤة نادرة من إبداعـات الفـكـر الإنساني على يد المهندس يان أوتسون ووالده . وإني على يقين أنها ستبهرنا وتبهر الأجيال القادمة في كل لحظة ننظر إليها . إن فـن الـعـمـارة موسيقا صامتة والموسيقى حديث الملائكة فأي حديث جرى بين الملائكة ليلهم يان أوتسون ووالده لكتابة هذه الموسيقى وإبداع هذا الفن . أشـار المهندس يان فـي محاضرته إلى أنه : " بدأ اهتمـام والدي بالعمـارة منذ كان صغيراً ، وظهـر ذلـك بأشياء بسيطـة داخل المنـزل . إلا أن عمله الحقيقي بدأ مع تخرجه ، من كلية الهندسة المعمارية إثر انتهاء الحرب العالمية الثانيـة ، بمشاريع أظهـر فيها تأثره بالعمارة الإسلامية التي شاهدها في المغرب وإيران " . وهنـا لابد لنا أن ننوه لمـا أكده المهندس يـان بأنه مؤمـن بضرورة أن يكون التصميم المعماري مستنبط من حضـارة وبيئة البلد
ويكون منسجماً مـع روح وثقافة هـذا البلد . وأشار إلى أن سوريا تمتلك حضـارة عريقة ومتنوعة ، بحيث يمكن استثمارهـا لتصميم منشآت غاية في الجمال . وتأكيدا لانسجـام التصميـم مـع البيئة أشـار المهندس يـان إلى أنـه : " صمم والده مخطط البنـاء ليتناسـب مـع شـكل المكان الذي هو عبارة عن لسان في البحر ، والطبيعة الموجـودة فـي استراليا سمـاء رمادية ومياه زرقـاء احتاجت لتصميم يبرز ضمن الطبيعة وبالبساطـة ذاتهـا ، فكانـت دار الأوبـرا على شكل صدفات منحنية مكسوة بنوع خاص من السيراميك "
Dr. Eng. Issam Melhem, Dean of the College of Civil Engineering, Al-Baath University, within the activities of the Scandinavian Culture Festival, and under the auspices of Prof. Dr. Amer Fakhoury, President of Al-Baath University, and within the activities of the College of Civil Engineering at Al-Baath University, by holding distinguished seminars, conferences, and scientific lectures. A group of professors and researchers from prestigious European universities visit the college and give lectures to shed light on the most important engineering research. Among the most important of these activities, the Danish architect Jan Utson visited the college and delivered a lecture entitled “Mirrors in the Engineering Art between East and West. Utson in 1974, at a total cost of 100 million dollars.It is well known that art is not just a luxury - no matter how sublime this luxury may be - but rather art is an urgent necessity of the human soul, in its continuous arduous dialogue with the surrounding universe. Here we wonder: what kind of dialogue? And of what kind did the artist
The creative engineer Jan Utzon, along with his father, the artist, engineer Jorn Utzon, even created this architectural masterpiece for us at the Sydney Opera House, which is considered one of the best architectural designs in the twentieth century. We may like some artistic products only when we look at them for the first time, and we like others at the tenth time, but the Sydney Opera masterpiece impressed us from the first moment that an idea was born, until it became a rare pearl of the creations of human thought at the hands of the engineer Jan Otson and his father. I am sure that it will dazzle us and dazzle future generations every moment we look at it. The art of architecture is silent music, and music is the speech of the angels. What conversation took place between the angels to inspire Jan Otzon and his father to write this music and create this art. Engineer Yan indicated in his lecture that: "My father's interest in architecture began when he was young, and that was evident in simple things inside the house. However, his real work began with his graduation from the Faculty of Architecture after the end of World War II, with projects in which he showed his influence on Islamic architecture that he witnessed." in Morocco and Iran. Here, we must note what Engineer Yan asserted that he believes in the need for architectural design to be derived from the country's civilization and environment.
And be in harmony with the spirit and culture of this country. He pointed out that Syria possesses an ancient and diverse civilization, which can be invested in designing very beautiful facilities. Emphasizing the harmony of the design with the environment, Engineer Yan pointed out that: “His father designed the building plan to suit the shape of the place, which is a tongue in the sea, and the nature in Australia has gray skies and blue waters that needed a design that stands out within nature and with the same simplicity, so the opera house was in the form of shells.” curved and covered with a special type of ceramic
معلومات عن أوبرا سيدني : تقدم إلى المسابقة المعمارية لمشروع / 933 / معمـاري وشركة استشارية عالمية ، إلا أن اللذيـن قـدمـوا المشاريع للمسابقة لم يزد عددهم عن / 230 / . وفـي الاستفتاء الذي أجرته جريدة التايمز البريطانية وصحيفة استراليا في عام 1992 ، أن حوالي % 65 من القراء قد اعتبروا دار الأوبرا بسيدنـي الأعجوبة رقم واحد من أعاجيـب العـالـم الحديث . وهـي لا تعد رمزا لمدينـة سيدنـي فقط ، بـل لأستراليـا . حيث استخـدم المنظر العـام لدار الأوبرا كشعار للألعاب الأولمبية باستراليا في العام 2000 . تحتوي الأوبرا علـى صالتين تتسع أحداهما لـ 3500 شخص والأخرى تتسع لـ 1200 .
Information about the Sydney Opera House: 933 architects and international consulting firms submitted projects to the architectural competition, but those who submitted projects to the competition did not exceed 230. In a poll conducted by the British newspaper The Times and the Australian newspaper in 1992, about 65% of readers considered the Sydney Opera House the number one wonder of the modern world. It is not only a symbol of Sydney, but also of Australia. Where the general view of the Opera House was used as a logo for the Olympic Games in Australia in the year 2000. The opera contains two halls, one of which can accommodate 3,500 people, and the other can accommodate 1,200.