غوستاف لوبون Gustave Le Bon طبيب وباحث وعالم اجتماع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غوستاف لوبون Gustave Le Bon طبيب وباحث وعالم اجتماع

    لوبون (غوستاف) Le Bon (Gustave-) - Le Bon (Gustave-)
    لوبون (غوستاف ـ)

    (1841ـ 1931)



    غوستاف لوبون Gustave Le Bon طبيب وباحث وعالم اجتماع، غزير الإنتاج متعدد الموضوعات، عُرف بفكره الشمولي واشتهر بآرائه التي تخص الجماعة ونفسية الجماهير.


    ولد لوبون في بلدة نوجن لوروترو Nogent- le- Rotrou، وتُوفِّي في باريس. أنهى تعليمه الثانوي في مدينة تور Tours، ثم درس الطب في باريس، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1866.

    عمل في أثناء الحرب التي نشبت بين فرنسا وألمانيا عام 1870 رئيساً لمركبات الإسعاف، وقام في أثناء حياته برحلات كثيرة شملت أوربا وإفريقيا الشمالية وجزءاً من آسيا.

    اتجهت بحوث لوبون الطبية في البدء نحو الفيزيولوجية والتشريح والفيزياء، ثم نشر دراسات عن الهيضة (الكوليرا) والموت الظاهري، وصحة الجندي، والاختناق. والتفت بعد ذلك إلى دراسة الأنتربولوجية البيولوجية (علم الإنسان من الناحية البيولوجية)، فألف كتاباً في الفيزيولوجية البشرية عام 1875، وانتقل بعدها إلى الأنتربولوجية الاجتماعية. وكان أول كتاب له في هذا المضمار «تاريخ نشوء ونمو الإنسان والمجتمعات» عام 1877، ثم أصدر كتاب «الإنسان والمجتمعات» عام 1881، واتجه بعد ذلك نحو علم النفس الاجتماعي.

    انصرف لوبون بعد عام 1896 إلى دراسة الفيزياء النظرية، لكن التجارب التي قام بها في مخبر خاص لم تلق ترحيباً من علماء عصره، على الرغم من أنها شملت أفكاراً تتصل بعلاقة المادة بالقدرة.

    نشر لوبون عدداً كبيراً من المؤلفات ترجمت إلى عشرات اللغات وأعيد طبعها في حياته وبعد مماته منها: «حضارة العرب» (1883)، و«حضارات الهند» (1887)، و«الحضارات الأولى» (1889)، و«القوانين النفسية لتطور الشعوب» (1894)، و«نفسية الجماهير» (1895)، و«نفسية الاشتراكية» (1897)، و«تطور المادة» (1905)، و«النفسية السياسية والدفاع الاجتماعي» (1910)، و«الآراء والمعتقدات» (1911)، و«الثورة الفرنسية ونفسية الثورات» (1912) وغيرها.

    عُرف لوبون في فرنسا على أنه في كتبه ودراساته جعل معرفة نفسية الجماهير في متناول الجميع. ويرى بعض المتخصصين في علم النفس الاجتماعي أن كتابه «نفسية الجماهير» Psychologie des foules هو عمل رائد، وأن لوبون هو أول من أظهر أن الجمهور يبتلع الفرد، وأن الجمهور انفعالي وعنيف وخطر وساذج، في حين يرى بعض المتخصصين الآخرين أن أفكار لوبون مشّوشة وغير دقيقة. ولكن مهما يكن الحكم على أفكاره فإن ما يدعو إلى الدهشة أنه توقع بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 نشوبَ حرب عالمية ثانية، وفوز أحكام ديكتاتورية في أوربا وظهور نزاعات في الشرق وأمريكا الجنوبية وإيرلندا، وانتشار الاشتراكية، ونهوض الإسلام.

    وقد أتى لوبون بوجهة نظر مؤادها أن التاريخ هو نتاج سمة عرقية race أو وطنيّة، تلتقي مع العاطفة لا مع العقل، لتؤلف القوة المسيطرة في التطور الاجتماعي. وكلمة عرق race تعني بالنسبة إلى لوبون «الثقافة والتقاليد المشتركة»؛ لأنه «لم تبق هناك عروق صافية في البلاد المتمدنة». ويرى أن عمل النخبة المثقفة هو الذي أدى إلى تقدم حقيقي، وأن الحياة العصرية تتميز بظهور مجتمعات جماهيرية. وقد ناقش في أكثر كتبه شيوعاً «نفسية الجماهير» فكرة ذوبان الشخصية الواعية للفرد، وأن الفكر الجماعي للجمهور هو الذي يسيطر، وأن السلوك الجماعي انفعالي وضحل من الناحية الفكرية. كما يقول: «إن دراسة مختلف الحضارات التي تعاقبت على العالم تظهر بأنها كانت موجهة دوماً في نموها بعدد قليل من الأفكار الأساسية». ويضرب على ذلك أمثلة، منها قوله: «أليس من الأمور التي لا تصدق أن عدة جماعات من الأعراب خرجت من صحرائها فاستطاعت أن تفتح القسم الأكبر من العالم الإغريقي الروماني القديم، وتؤسس إمبراطورية أكبر من إمبراطورية الإسكندر؟».

    لقد قدح لوبون في كتابه حضارة العرب La Civilisation des Arabes في العقيدة الإسلامية، لكنه امتدح الحضارة العربية فقال: «نستطيع أن نؤكد أن القرون الوسطى لم تتعرف العصورَ القديمةَ إلا بوساطة العرب، وأن جامعات الغرب عاشت خمسمئة عام على كتبهم وحدها، وأنه من وجهات النظر المادية والفكرية والأخلاقية هم الذين مدّنوا أوربا». كما قال في الكتاب نفسه: «إن الشعوب التي حكمت الأرض سابقاً من آشوريين وفرس ومصريين ورومان اندثرت تحت غبار القرون، ولم تترك إلا بقايا حطام؛ فدياناتهم ولغاتهم وفنونهم لم تعد إلا ذكريات، كما أن العرب زالوا بدورهم. ولكن العوامل الأساسية في حضارتهم - أي الدين واللغة والفنون - لم تزل حية. لقد أطاح بالعرب فاتحون مختلفون، ولكن لم يفكّر أحدهم باستبدال حضارة العرب، لا بل إنهم جميعاً تبنّوا ديانتهم وفنونهم كما تبنّى معظمهم لغتهم».

    عدنان تكريتي
يعمل...
X