الفنانة التشكيلية خلود الزغير الجسد من التفاصيل الى الاختزال
عندما تهاجر الطيور ذاهبـة أوعائدة تحمـل على ريشها عبقـا من وطـن ليس له مهنة إلا طبع ذكـراه وعبقه في ذاكرة أبنائه ، في لوحات الفنانة خلود الزغير ( مـن وجهة نظرنا ) ألونا لسماء مشرقية وبحر مشرقي وفيها لونا لغروب في أرض ، مشرقية كذلك ، أما عن لوحاتها بالعموم فهي متقاطعة بشكل كبير مع أشعارها ولا سيما في ديوانهـا " امرأة تمارس هواية التسكع علـى حبل المشنقة " وفيها نوعا من أنثى تقول أنا في بلاد لم تعد تسمح واحدانياتها إلا لأنا الرجل فقط . خلـود الزغيـر فنـانـة وشـاعـرة سورية وباحثة في جامعة السوربون الجديدة مقيمة في باريس في الوقت الحالي . وفي معرضهـا الأخيـر في باريسـ أسـرت لمجلة أبولـودور ببعض خباياها عن تجربتها الفنية . بعد تخرجي من مركز أدهم اسماعيل 2001 بدأت بالعمل علـى مـوضـوع الجسد وعلى فكرة علاقة الواقـع بالحلم كنت أرى أن الحيـاة ليسـت واقع محض ولا يمكن أن تعاش فقط في المخيلـة إنها هذا الجدل بين لحظـة الحقيقة ولحظة المخيلة ، فـي تلك الفترة اشتغلت على الحـالات النفسية المتنوعة من خلال الجسد مستخدمـة اللون البني بشكل رئيسي مع ألوان أخرى كالبرتقالي والأصفر وعلى سطوح خشنة . بعدها بدأ اللون الأزرق يدخل لوحتي وبدأت مرحلة جديدة لـم أتخلى فيها عـن موضوع الجسد لكنه أصبـح مختزلا وأقل ملامح لقد تحول الجسد من تفاصيل إلى كتل لونية ، استمرت هذه المرحلة من 2004-2007 . مؤخـرا بـدأت لـوحـتـي تأخذ منحى جديـد ومختلف على صعيد اللون والتقنية والفكرة : لقد خرج الجسـد كليا من لوحتي وبدأت العمل على الرمز واستخدمت تقنيـات مختلفة مثل الغرافيـك والطباعة باللون علـى سطـوح متنوعة قماش أو ورق ، وبألوان مثـل الاكريليك والباستيل الزيتـي والحبر ، في معرضي الأخير 2009 اشتغلت علـى نقطتين : أولا جمالية حضور التضـاد في مساحة واحدة مستخدمـة ثنائيات كاللون الأزرق / اللون البرتقالي وكذلك
اللون الاصفر / البنفسجي كلونين متضاديـن نفسيا وكيميائيـا لاظهار الجمـال الـذي يضفيه كل لون على الآخر دون أن يلغيـه النقطة الثانية هي مفاهيم هندسية كالدائرة والمستطيل لأعطيها بعد جمالي وفكري ، حيث كان المستطيل هو نافذة بلحظة ما وإطار بلحظة أخرى كنت أريد أن أسأل هل العالم في الداخل أم في الخارج ؟ بجانب هذا المستطيل هناك دائرة تختصر العالم لونيا هل هي كينونة الذات ؟ في معرضي الأخير حاولت أن أجيب على بعض تساؤلاتي ، هذه اللوحات هي إجابات لكنها ليست إجابات مغلقة بل مفتوحة على تساؤلات جديدة . وخلـود الزغيـر مولودة في سوريا عام 1980 ، حاصلة على دبلوم في الفن التشكيلي من معهـد أدهم إسماعيل في دمشق عام 2001 ، ولسانس في الآداب من جامعة دمشق عام 2002 ، ودبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الاجتماعية من نفس الجامعة عام 2003. ولها العديد من المعارض كان أولها في معرض صحاري في دمشق عـام 2003 ، وآخرها في باريس عام 2009 ، كما ستعرض لوحاتها في المركز الثقافي المصري في باريس في نهاية شهر آذار الحالي .
188 When the birds migrate, going or returning, they carry on their feathers a fragrant from a homeland that has no profession but to imprint its memory and its fragrant in the memory of its children. In general, it intersects greatly with her poems, especially in her diwan “A Woman Practicing the Hobby of Loitering on the Gallows,” and there is a kind of female who says, “I am in a country that no longer allows its oneness but because I am the man only.” Kholoud Al-Zughair is a Syrian artist and poet, and a researcher at the new Sorbonne University, currently residing in Paris. In her last exhibition in Paris, she told Apollodore magazine some of her secrets about her artistic experience. After graduating from the Adham Ismail Center in 2001, I started working on the subject of the body and on the idea of the relationship between reality and dreaming. The body is mainly brown with other colors such as orange and yellow and has rough surfaces. After that, the blue color began to enter my painting, and a new phase began in which I did not abandon the subject of the body, but it became shorthand and less features. The body transformed from details into color blocks. This phase lasted from 2004-2007. Recently, my painting began to take a new and different turn in terms of color, technique and idea: the body completely came out of my painting and I started working on the symbol and used different techniques such as graphics and printing with color on various surfaces, canvas or paper, and with colors such as acrylic, oil pastel and ink. In my last exhibition 2009 I worked on Two points: First, the aesthetic presence of contrast in one space, using pairs such as blue / orange, as well
Yellow / Violet are two colors that are psychologically and chemically opposite, to show the beauty that each color gives to the other without canceling it. The second point is geometric concepts such as the circle and the rectangle, to give them an aesthetic and intellectual dimension, as the rectangle was a window at one moment and a frame at another moment. I wanted to ask whether the world is inside or outside ? Next to this rectangle there is a circle that sums up the world in color. Is it the entity of the self? In my last exhibition, I tried to answer some of my questions. These paintings are answers, but they are not closed answers, but open to new questions. Kholoud Al-Zughair was born in Syria in 1980. She holds a diploma in plastic art from the Adham Ismail Institute in Damascus in 2001, a BA in Arts from the University of Damascus in 2002, and a diploma in advanced studies in social sciences from the same university in 2003. She has many exhibitions, the first of which was In the Sahara exhibition in Damascus in 2003, and the last one in Paris in 2009. Her paintings will also be shown in the Egyptian Cultural Center in Paris at the end of March. the fence.
عندما تهاجر الطيور ذاهبـة أوعائدة تحمـل على ريشها عبقـا من وطـن ليس له مهنة إلا طبع ذكـراه وعبقه في ذاكرة أبنائه ، في لوحات الفنانة خلود الزغير ( مـن وجهة نظرنا ) ألونا لسماء مشرقية وبحر مشرقي وفيها لونا لغروب في أرض ، مشرقية كذلك ، أما عن لوحاتها بالعموم فهي متقاطعة بشكل كبير مع أشعارها ولا سيما في ديوانهـا " امرأة تمارس هواية التسكع علـى حبل المشنقة " وفيها نوعا من أنثى تقول أنا في بلاد لم تعد تسمح واحدانياتها إلا لأنا الرجل فقط . خلـود الزغيـر فنـانـة وشـاعـرة سورية وباحثة في جامعة السوربون الجديدة مقيمة في باريس في الوقت الحالي . وفي معرضهـا الأخيـر في باريسـ أسـرت لمجلة أبولـودور ببعض خباياها عن تجربتها الفنية . بعد تخرجي من مركز أدهم اسماعيل 2001 بدأت بالعمل علـى مـوضـوع الجسد وعلى فكرة علاقة الواقـع بالحلم كنت أرى أن الحيـاة ليسـت واقع محض ولا يمكن أن تعاش فقط في المخيلـة إنها هذا الجدل بين لحظـة الحقيقة ولحظة المخيلة ، فـي تلك الفترة اشتغلت على الحـالات النفسية المتنوعة من خلال الجسد مستخدمـة اللون البني بشكل رئيسي مع ألوان أخرى كالبرتقالي والأصفر وعلى سطوح خشنة . بعدها بدأ اللون الأزرق يدخل لوحتي وبدأت مرحلة جديدة لـم أتخلى فيها عـن موضوع الجسد لكنه أصبـح مختزلا وأقل ملامح لقد تحول الجسد من تفاصيل إلى كتل لونية ، استمرت هذه المرحلة من 2004-2007 . مؤخـرا بـدأت لـوحـتـي تأخذ منحى جديـد ومختلف على صعيد اللون والتقنية والفكرة : لقد خرج الجسـد كليا من لوحتي وبدأت العمل على الرمز واستخدمت تقنيـات مختلفة مثل الغرافيـك والطباعة باللون علـى سطـوح متنوعة قماش أو ورق ، وبألوان مثـل الاكريليك والباستيل الزيتـي والحبر ، في معرضي الأخير 2009 اشتغلت علـى نقطتين : أولا جمالية حضور التضـاد في مساحة واحدة مستخدمـة ثنائيات كاللون الأزرق / اللون البرتقالي وكذلك
اللون الاصفر / البنفسجي كلونين متضاديـن نفسيا وكيميائيـا لاظهار الجمـال الـذي يضفيه كل لون على الآخر دون أن يلغيـه النقطة الثانية هي مفاهيم هندسية كالدائرة والمستطيل لأعطيها بعد جمالي وفكري ، حيث كان المستطيل هو نافذة بلحظة ما وإطار بلحظة أخرى كنت أريد أن أسأل هل العالم في الداخل أم في الخارج ؟ بجانب هذا المستطيل هناك دائرة تختصر العالم لونيا هل هي كينونة الذات ؟ في معرضي الأخير حاولت أن أجيب على بعض تساؤلاتي ، هذه اللوحات هي إجابات لكنها ليست إجابات مغلقة بل مفتوحة على تساؤلات جديدة . وخلـود الزغيـر مولودة في سوريا عام 1980 ، حاصلة على دبلوم في الفن التشكيلي من معهـد أدهم إسماعيل في دمشق عام 2001 ، ولسانس في الآداب من جامعة دمشق عام 2002 ، ودبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الاجتماعية من نفس الجامعة عام 2003. ولها العديد من المعارض كان أولها في معرض صحاري في دمشق عـام 2003 ، وآخرها في باريس عام 2009 ، كما ستعرض لوحاتها في المركز الثقافي المصري في باريس في نهاية شهر آذار الحالي .
188 When the birds migrate, going or returning, they carry on their feathers a fragrant from a homeland that has no profession but to imprint its memory and its fragrant in the memory of its children. In general, it intersects greatly with her poems, especially in her diwan “A Woman Practicing the Hobby of Loitering on the Gallows,” and there is a kind of female who says, “I am in a country that no longer allows its oneness but because I am the man only.” Kholoud Al-Zughair is a Syrian artist and poet, and a researcher at the new Sorbonne University, currently residing in Paris. In her last exhibition in Paris, she told Apollodore magazine some of her secrets about her artistic experience. After graduating from the Adham Ismail Center in 2001, I started working on the subject of the body and on the idea of the relationship between reality and dreaming. The body is mainly brown with other colors such as orange and yellow and has rough surfaces. After that, the blue color began to enter my painting, and a new phase began in which I did not abandon the subject of the body, but it became shorthand and less features. The body transformed from details into color blocks. This phase lasted from 2004-2007. Recently, my painting began to take a new and different turn in terms of color, technique and idea: the body completely came out of my painting and I started working on the symbol and used different techniques such as graphics and printing with color on various surfaces, canvas or paper, and with colors such as acrylic, oil pastel and ink. In my last exhibition 2009 I worked on Two points: First, the aesthetic presence of contrast in one space, using pairs such as blue / orange, as well
Yellow / Violet are two colors that are psychologically and chemically opposite, to show the beauty that each color gives to the other without canceling it. The second point is geometric concepts such as the circle and the rectangle, to give them an aesthetic and intellectual dimension, as the rectangle was a window at one moment and a frame at another moment. I wanted to ask whether the world is inside or outside ? Next to this rectangle there is a circle that sums up the world in color. Is it the entity of the self? In my last exhibition, I tried to answer some of my questions. These paintings are answers, but they are not closed answers, but open to new questions. Kholoud Al-Zughair was born in Syria in 1980. She holds a diploma in plastic art from the Adham Ismail Institute in Damascus in 2001, a BA in Arts from the University of Damascus in 2002, and a diploma in advanced studies in social sciences from the same university in 2003. She has many exhibitions, the first of which was In the Sahara exhibition in Damascus in 2003, and the last one in Paris in 2009. Her paintings will also be shown in the Egyptian Cultural Center in Paris at the end of March. the fence.