لينّا (ڤَينو) روائي وكاتب مقالات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لينّا (ڤَينو) روائي وكاتب مقالات

    لينا (فين) Linna (Vaino-) - Linna (Vaino-)
    لينّا (ڤَينو ـ)

    (1920ـ 1992)



    ڤَينو لينّا Väinö Linna، روائي وكاتب مقالات، يُعدُّ الأكثر تأثيراً وشهرة في الأدب الفنلندي بعد الحرب العالمية الثانية. ولد في بلدة أوريَلا Urjala في وسط فنلندا، وتوفي في مدينة تَمْبِره Tampere. كان والده عاملاً في المسلخ المحلي وكانت والدته عاملة زراعية، وهو الابن السابع لعائلته. تعلّم في المدرسة العامة مدة ست سنوات، ثم عمل في مهن مختلفة في البلدة والمزارع المجاورة إلى أن سافر في عام 1938 إلى مدينة تمبره الصناعية الكبيرة حيث عمل في معامل النسيج، وكان يمضي أوقات فراغه في المكتبات العامة يقرأ الأدب الفنلندي والمترجم والتاريخ. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية خدم لينّا بين 1940- 1944 على الجبهة الشرقية في مواجهة الجيش السوڤييتي قائداً لمجموعة رشاشات، وكتب قصة حول تقدم القوات الفنلندية شرقاً حتى مدينة سوڤري Syväri، فنُقل في ربيع عام 1943 إلى الداخل مدرباً. وتزوج بعد الحرب كِرْتو سيوري Kerttu Seuri الحاصلة حديثاً على الشهادة الثانوية، وكانت ثياب العروسين في حفل الزفاف مستأجرة.


    بدأ لينّا حياته الأدبية في تمبره بمجموعة شعرية لم تجد قبولاً لدى دور النشر، وفي عام 1947 صدرت روايته الأولى «الهدف» Päämäärä التي انطوت على كثير من سمات سيرته الذاتية، وصار على أثرها عضواً في الحلقة الأدبية التابعة للمكتبة المركزية برئاسة الناقد الأدبي المعروف ألكس ماتْسُن Alex Matson والتي كانت نوعاً من المختبر الكتابي، نتج منه في سنة روايته الثانية «الحب الأسود» Musta rakkaus (1948) حول علاقة عاطفية ثلاثية وتأثير الغيرة في السلوك البشري. وبعد سنوات من البحث التاريخي الاجتماعي الاقتصادي أصدر لينّا في عام 1954 رواية «الجندي المجهول» Tuntematon sotilas التي كان لها وقع الزلزال في الأوساط الثقافية والسياسية الفنلندية، إذ فجرّت جدلاً حول مفاهيم البطولة والوطنية في الظروف السياسية للحرب العالمية الثانية. وفي الوقت نفسه لم تلق الرواية قبولاً لدى النقاد والكتاب الحداثيين بسبب واقعيتها التي تقارب الطبيعية من حيث أسلوب السرد ولغة الحوارات ووصف الأحداث. والجديد في الرواية هو تركيز الكاتب على مجموعة من شخصيات الجنود بالدرجة نفسها من الأهمية بدلاً من إبراز شخصية البطل الفرد. أما موقفه من الضباط والقيادة السياسية في أثناء الحرب فقد كان بعيداً كل البعد عن أي مجاملة أو اعتبار، ما أثار حنق النخبة العسكرية والسياسية. فقد قدّم الكاتب الحرب من وجهة نظر الجنود على الجبهة، بما يكتنفها من حالات ومواقف متباينة، عبَّر فيها بكل ما تحمله العامية من ظُرف وفجاجة ومباشرة، من دون أي هالات بطولية مفخمة، خلافاً لما قدّمته روايات بعض الكتّاب من تمجيد زائف لأخلاقيات المقاتلين وبطولاتهم إلى جانب القوات الهتلرية ضد الجيش الأحمر. وقد نجحت الرواية أيما نجاح على مستوى القراء، وتتالت طبعاتها بتسارع لافت، وسرعان ما ترجمت إلى معظم اللغات الأوربية. وكان لترجمتها إلى الألمانية بعنوان «صلبان في كَرْيَلا» Kreuze in Karelien (1956) وقع خاص، ولاسيما أن الرواية تصوّر استخدام الجيش النازي خطة الأرض المحروقة عند انسحابه من الجبهة الفنلندية في كَرْيَلا. تحولت الرواية إلى فيلم نجح نجاح الرواية نفسها، التي كُتب عنها كثير من النقد إيجاباً وسلباً.

    عاش لينّا بين 1955- 1964 حياة مزارع في منطقة هَمينكورو Hämeenkyrö، لكنه باع المزرعة عام 1964 وعاد إلى تمبره، فقد ساعده نجاح «الجندي المجهول» مالياً على التفرغ للكتابة كلياً. وكان قد خطط منذ عام 1958 لمشروعه الروائي «هنا تحت نجم القطب» Täällä Pohjantähden alla الذي صدر جزؤه الأول عام 1959، ثم صدر الجزءان المتممان للثلاثية بين 1962- 1963. تناول لينّا في ثلاثيته هذه تطور المجتمع الفنلندي منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكان هدفه الرئيسي توضيح خلفية الحرب الأهلية (1917- 1918) في فنلندا، والصراع الدموي بين الحمر والبيض، وانقسام المجتمع على أثر ذلك على نحو كارثي، حتى تسوية الخلافات والصلح عقب الحرب العالمية الثانية. وهنا أيضاً يبرز في الرواية أناس عاديون شاركوا في الأحداث فأثروا فيها وتأثروا بها، ولكن ليس أولئك الذين تذكرهم كتب التاريخ الرسمية، بل ثلاثة أجيال من الفلاحين الضمّانين في منطقة هَمِه Häme. وكما حدث مع رواية «الجندي المجهول»، أثارت الثلاثية نقاشاً حاداً حول تأويل المؤلف للأحداث التاريخية، وكذلك حول أسلوبها الأدبي ولغتها. ولكنها سرعان ما تُرجمت إلى السويدية، ثم إلى الإنكليزية في الولايات المتحدة، وإلى كثير من اللغات الأخرى، كما تحولت إلى فيلم سينمائي ضخم لاقى استحساناً كبيراً. وبعد الثلاثية توقف لينّا عن الكتابة الروائية والتفت إلى المقالات السياسية التاريخية، وأصدر المجموعة الأولى عام 1967، والثانية عام 1980.

    توفي الكاتب في تمبره بمرض السرطان.

    م. ن. ح
يعمل...
X