لينين (فلاديمير ايلتش)
Lenin (Vladimir Ilyich-) - Lenin (Vladimir Ilyich-)
لينين (فلاديمير إيليتش ـ)
(1870ـ 1924)
فلاديمير إيليتش أوليانوف (لينين) Vladimir Ilich Ulyanov (Lenin) قائد ثوري ومفكر روسي ماركسي، مؤسس الحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) ومهندس أول ثورة بروليتارية، وباني أول دولة اشتراكية في العالم، ومطوِّر النظرية الماركسية في عصر الامبريالية.
ولد فلاديمير إيليتش أوليانوف-الذي عرف باسمه الحركي (لينين Lenin) - في 22 نيسان/إبريل في مدينة سيمبرسك Simbirsk. كان جده فلاحاً ووالده إيليا نيقولايفيتش أوليانوف ناظر مدرسة، ثم مفتشاً للمدارس الثانوية في منطقة سيمبرسك. أما والدته ماريا فكانت ابنة طبيب، وامرأة مثقفة. وكان أخوه الأكبر ألكسندر عضواً في جمعية إرادة الشعب السرية، وقد اشترك في محاولة لاغتيال القيصر ألكسندر الثالث، فاعتقل وأعدم في عام 1887.
أظهر لينين منذ دراسته الثانوية شغفاً بالقراءة والتعرف على آثار الكتاب والمفكرين الروس العظام. في عام 1887 التحق بجامعة قازان لدراسة القانون، وتأثر بالماركسية التي كانت تنتشر في أوساط المثقفين. اعتقل وفصل من الجامعة ونفي إلى قرية نائية بسبب مشاركته النشيطة في مظاهرات الطلاب حيث تفرغ لدراسة الماركسية. وبعد عام من نفيه سُمح له بالعودة إلى جامعة سانت بطرسبورغ طالباً غير مداوم. وفي عام 1891حصل على إجازة في الحقوق، ومارس المحاماة فترة قصيرة. وفي أثناء دراسته الجامعية انتسب إلى إحدى الحلقات الماركسية السرية، وترجم إلى الروسية أحد أهم أعمال ماركس وإنغلز.
في عام 1895 تمكن لينين من تجميع الحلقات الماركسية في بطرسبورغ في تنظيم واحد أطلق عليه «اتحاد النضال لتحرير الطبقة العاملة». وفي العام نفسه سافر إلى الخارج حيث التقى مع بليخانوف Plekhanov مؤسس منظمة «تحرير العمل» الماركسية، واتفق معه على إصدار نشرة باسم «البروليتاري» Proletari (العامل). وفي خريف عام 1895 عاد إلى روسيا حيث اعتقل مجدداً وحكم بالنفي إلى سيبيريا مدة ثلاثة أعوام. وهناك كتب في المنفى «تطور الرأسمالية في روسيا» الذي أثبت فيه أن الرأسمالية تتطور في روسيا، وأكد الدور الطليعي للطبقة العاملة وضرورة تحالفها مع الفلاحين الذين عدّهم مع العمال القوة الثورية الرئيسة.
بعد عودته من المنفى أصدر لينين صحيفة الإيسكرا Iskra (الشرارة) لتكون وسيلة للربط بين مختلف التنظيمات، كما نشر كتاب «ما العمل؟» الذي أوضح فيه حاجة الطبقة العاملة إلى حزب ثوري من طراز جديد. وبدأ التحضير للمؤتمر الثاني للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي - الذي أخفق مؤتمره الأول التأسـيسي (1898) - في بلورة كيان تنظيمي للحزب بعد اعتقال قيادته. انعقد المؤتمر الثاني في تموز/يوليو 1903، وبرز فيه جناحان: البلشفيك Bolshevik الأكثرية بزعامة لينين، والمنشفيك Menshevik الأقلية بزعامة مارتوف Martov. وتركز الخلاف حول شروط العضوية في الحزب، ومبادىء تنظيمه، وحول الدور القيادي للطبقة العاملة في الثورة البرجوازية الديمقراطية.
في 9 كانون الثاني/يناير 1905 اندلعت في روسيا الثورة البرجوازية الأولى بعد المجزرة التي ارتكبها الجنود ضد العمال في يوم الأحد الدامي. وأعلن لينين في المؤتمر الثالث للحزب نيسان/إبريل 1905 أن المهمة الرئيسة الراهنة هي تسليح الطبقة العاملة والتحضير للانتفاضة المسلحة. وعدّ سوڤييتات (مجالس) العمال التي تشكلت في أثناء الثورة أجنحة الحكم الثوري الشعبي. ولكن الثورة انتهت بالإخفاق وأعقب ذلك مرحلة قمع شديدة اضطر لينين معها إلى اللجوء إلى أوربا.
النهوض الثوري والموقف من الحرب العالمية الأولى:
بدءاً من عام 1910 بدأ النهوض الثوري في روسيا حين عمَّت البلاد مظاهرات كبيرة شارك فيها العمال والفلاحون، وفي عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى. وقد دان لينين الحرب بشدة لأنها حرب استعمارية ترمي إلى إعادة اقتسام العالم بين المتحاربين، ودعا إلى تحويلها إلى حرب أهلية لإسقاط الحكومات الرأسمالية. وفي هذه الفترة نشر كتابه الأهم «الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية» الذي تضمن استنتاجه بإمكانية انتصار الثورة الاشتراكية في بلد واحد.
في شباط/فبراير 1917 عمّت المدن الروسية الكبرى مظاهرات عمالية ضخمة، انضم إليها عشرات الآلاف من الفلاحين والجنود الفارين من الحرب. وتلبية لنداء البلاشفة أُعلن في البلاد إضراب سياسي عام أدى إلى سقوط القيصرية وانتصار الثورة البرجوازية الديمقراطية، وبدء مرحلة ازدواجية السلطة: سلطة الحكومة المؤقتة الرأسمالية، وسلطة السوڤييتات (مجالس العمال والفلاحين والجنود) التي عادت مجددا إلى الظهور.
في نيسان/إبريل 1917 عاد لينين إلى روسيا وطرح في «موضوعات نيسان» خطة ملموسة للانتقال من الثورة البرجوازية الديمقراطية إلى الثورة الاشتراكية. في هذه الفترة أدت الخسائر الجسيمة في الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي إلى غضب شديد في أوساط العمال والفلاحين والجنود. وفي تموز/يوليو 1917 نظم البلاشفة في بتروغراد مظاهرة ضخمة تطالب بالسلم والأرض والخبز، ولكن الحكومة المؤقتة واجهت المظاهرة بقوة السلاح، وشنت حملة قمع واسعة ضد البلاشفة، فأعلن لينين انتهاء مرحلة ازدواجية السلطة، ودعا قيادة الحزب إلى العمل الفوري من أجل إسقاط سلطة البرجوازية عن طريق الانتفاضة المسلحة. وحدد ليلة السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1917 موعداً لذلك، وفي فجر ذلك اليوم نفذت خطة الانتفاضة بنجاح، وسقطت الحكومة الرأسمالية، واستولى البلاشفة على السلطة.
وفي اليوم نفسه، وافق المؤتمر الثاني لسوڤييتات عامة روسيا على انتقال السلطة إلى السوڤييتات وإعلان ولادة «الجمهورية السوڤييتية الروسية». وانتخب لينين رئيساً لمجلس مفوضي الشعب (رئيس مجلس الوزراء)، وأقر المؤتمر مرسوم السلام لوقف الحرب، ومرسوم الأرض الذي ألغى الملكية الإقطاعية و قضى بتوزيع الأرض على الفلاحين.
الانتصار على أعداء الثورة و وضع أسس بناء الاشتراكية:
في الفترة ما بين 1918- 1921 كان لينين يعمل على جبهتين:
الدفاع عن الوطن الاشتراكي، ووضع أسس بناء الاشتراكية.على الجبهة الأولى جندت جميع الإمكانات لدعم الجيش الأحمر في معاركه ضد الغزاة الأجانب وقوات الحرس الأبيض المعادية للثورة. وفي شتاء 1921 أمكن دحر المتدخلين الأجانب وإلحاق الهزيمة بأعداء الثورة في الداخل، ولقي انتصار الثورة تأييداً واسعاً من جانب الطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم.
وعلى الجبهة الثانية صاغ لينين برنامجاً متكاملاً لبناء الاشتراكية اشتمل على: بناء الصناعة الثقيلة، وكهربة البلاد، وإنشاء التعاونيات الزراعية على أساس طوعي، وتأسيس مصرف مركزي، وتحقيق إنتاجية عمل عالية من خلال تنظيم المباراة الاشتراكية… إلخ. وفي الفترة نفسها جرت تطورات مهمة أخرى كان من أبرزها تأسيس الأممية الشيوعية في آذار/مارس 1919، وإقرار أول دستور لجمهورية روسيا السوڤييتية الاشتراكية، ثم إنشاء اتحاد الجمهوريات السوڤييتية الاشتراكية في كانون الأول/ديسمبر 1922.
في أواخر آب/أغسطس 1918 تعرض لينين لمحاولة اغتيال برصاص مسموم على يد امرأة من الاشتراكيين الثوريين. وكان لهذه الإصابة، وللعمل المرهق الذي كان يقوم به في تلك الفترة تأثير سلبي على صحته، واضطر في عام 1922 إلى الاعتكاف في قرية غوركي قرب موسكو. وفي كانون الثاني/يناير 1924 أصيب بنزيف حاد في الدماغ أدى إلى وفاته.
أفكاره ومؤلفاته:
ترك لينين تراثاً فكرياً أسس لمرحلة جديدة في تطور النظرية الماركسية ارتبطت باسمه وعرفت بـ (اللينينية). ومن أبرز منجزاته:
- حول الامبريالية: اكتشف لينين سمات المرحلة الامبريالية للرأسمالية وقانون تطورها الذي يجري بقفزات ومن دون انتظام؛ مما يؤدي إلى الحروب بين البلدان الامبريالية من أجل إعادة اقتسام العالم، وفي مجرى التطور تظهر حلقات ضعيفة في جبهة الامبريالية يمكن أن تؤدي إلى انتصار الاشتراكية في عدد قليل من البلدان، أو حتى في بلد واحد.
- حول تحول الثورة البرجوازية الديمقراطية إلى ثورة اشتراكية:
حلل طبيعة القوى المحركة في الثورة البرجوازية الديمقراطية.
- المرحلة الانتقالية إلى الاشتراكية:
صاغ جميع المسائل النظرية والعملية المتعلقة بالثورة الاشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا ومرحلة الانتقال إلى الاشتراكية.
- حق الأمم في تقرير مصيرها، والتحالف بين الطبقة العاملة العالمية والشعوب المضطهدة:
أظهر تحليل لينين للإمبريالية ضرورة التحالف بين الطبقة العاملة العالمية وحركات التحرر الوطني في المستعمرات في النضال ضد الامبريالية، ودافع عن حق الأمم في تقرير المصير.
- موضوع الحزب:
طوَّر لينين فكرة ماركس عن الحزب، موضحاً أن الطبقة العاملة تحتاج إلى حزب ثوري من طراز جديد موحد الفكر والإرادة، ويبنى على أساس نظام الطاعة الحديدي ومبدأ المركزية الديمقراطية، ويقاد من قبل مجموعة من القادة المحترفين.
أحمد مكيّس
Lenin (Vladimir Ilyich-) - Lenin (Vladimir Ilyich-)
لينين (فلاديمير إيليتش ـ)
(1870ـ 1924)
فلاديمير إيليتش أوليانوف (لينين) Vladimir Ilich Ulyanov (Lenin) قائد ثوري ومفكر روسي ماركسي، مؤسس الحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) ومهندس أول ثورة بروليتارية، وباني أول دولة اشتراكية في العالم، ومطوِّر النظرية الماركسية في عصر الامبريالية.
ولد فلاديمير إيليتش أوليانوف-الذي عرف باسمه الحركي (لينين Lenin) - في 22 نيسان/إبريل في مدينة سيمبرسك Simbirsk. كان جده فلاحاً ووالده إيليا نيقولايفيتش أوليانوف ناظر مدرسة، ثم مفتشاً للمدارس الثانوية في منطقة سيمبرسك. أما والدته ماريا فكانت ابنة طبيب، وامرأة مثقفة. وكان أخوه الأكبر ألكسندر عضواً في جمعية إرادة الشعب السرية، وقد اشترك في محاولة لاغتيال القيصر ألكسندر الثالث، فاعتقل وأعدم في عام 1887.
في عام 1895 تمكن لينين من تجميع الحلقات الماركسية في بطرسبورغ في تنظيم واحد أطلق عليه «اتحاد النضال لتحرير الطبقة العاملة». وفي العام نفسه سافر إلى الخارج حيث التقى مع بليخانوف Plekhanov مؤسس منظمة «تحرير العمل» الماركسية، واتفق معه على إصدار نشرة باسم «البروليتاري» Proletari (العامل). وفي خريف عام 1895 عاد إلى روسيا حيث اعتقل مجدداً وحكم بالنفي إلى سيبيريا مدة ثلاثة أعوام. وهناك كتب في المنفى «تطور الرأسمالية في روسيا» الذي أثبت فيه أن الرأسمالية تتطور في روسيا، وأكد الدور الطليعي للطبقة العاملة وضرورة تحالفها مع الفلاحين الذين عدّهم مع العمال القوة الثورية الرئيسة.
بعد عودته من المنفى أصدر لينين صحيفة الإيسكرا Iskra (الشرارة) لتكون وسيلة للربط بين مختلف التنظيمات، كما نشر كتاب «ما العمل؟» الذي أوضح فيه حاجة الطبقة العاملة إلى حزب ثوري من طراز جديد. وبدأ التحضير للمؤتمر الثاني للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي - الذي أخفق مؤتمره الأول التأسـيسي (1898) - في بلورة كيان تنظيمي للحزب بعد اعتقال قيادته. انعقد المؤتمر الثاني في تموز/يوليو 1903، وبرز فيه جناحان: البلشفيك Bolshevik الأكثرية بزعامة لينين، والمنشفيك Menshevik الأقلية بزعامة مارتوف Martov. وتركز الخلاف حول شروط العضوية في الحزب، ومبادىء تنظيمه، وحول الدور القيادي للطبقة العاملة في الثورة البرجوازية الديمقراطية.
في 9 كانون الثاني/يناير 1905 اندلعت في روسيا الثورة البرجوازية الأولى بعد المجزرة التي ارتكبها الجنود ضد العمال في يوم الأحد الدامي. وأعلن لينين في المؤتمر الثالث للحزب نيسان/إبريل 1905 أن المهمة الرئيسة الراهنة هي تسليح الطبقة العاملة والتحضير للانتفاضة المسلحة. وعدّ سوڤييتات (مجالس) العمال التي تشكلت في أثناء الثورة أجنحة الحكم الثوري الشعبي. ولكن الثورة انتهت بالإخفاق وأعقب ذلك مرحلة قمع شديدة اضطر لينين معها إلى اللجوء إلى أوربا.
النهوض الثوري والموقف من الحرب العالمية الأولى:
بدءاً من عام 1910 بدأ النهوض الثوري في روسيا حين عمَّت البلاد مظاهرات كبيرة شارك فيها العمال والفلاحون، وفي عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى. وقد دان لينين الحرب بشدة لأنها حرب استعمارية ترمي إلى إعادة اقتسام العالم بين المتحاربين، ودعا إلى تحويلها إلى حرب أهلية لإسقاط الحكومات الرأسمالية. وفي هذه الفترة نشر كتابه الأهم «الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية» الذي تضمن استنتاجه بإمكانية انتصار الثورة الاشتراكية في بلد واحد.
في شباط/فبراير 1917 عمّت المدن الروسية الكبرى مظاهرات عمالية ضخمة، انضم إليها عشرات الآلاف من الفلاحين والجنود الفارين من الحرب. وتلبية لنداء البلاشفة أُعلن في البلاد إضراب سياسي عام أدى إلى سقوط القيصرية وانتصار الثورة البرجوازية الديمقراطية، وبدء مرحلة ازدواجية السلطة: سلطة الحكومة المؤقتة الرأسمالية، وسلطة السوڤييتات (مجالس العمال والفلاحين والجنود) التي عادت مجددا إلى الظهور.
في نيسان/إبريل 1917 عاد لينين إلى روسيا وطرح في «موضوعات نيسان» خطة ملموسة للانتقال من الثورة البرجوازية الديمقراطية إلى الثورة الاشتراكية. في هذه الفترة أدت الخسائر الجسيمة في الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي إلى غضب شديد في أوساط العمال والفلاحين والجنود. وفي تموز/يوليو 1917 نظم البلاشفة في بتروغراد مظاهرة ضخمة تطالب بالسلم والأرض والخبز، ولكن الحكومة المؤقتة واجهت المظاهرة بقوة السلاح، وشنت حملة قمع واسعة ضد البلاشفة، فأعلن لينين انتهاء مرحلة ازدواجية السلطة، ودعا قيادة الحزب إلى العمل الفوري من أجل إسقاط سلطة البرجوازية عن طريق الانتفاضة المسلحة. وحدد ليلة السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1917 موعداً لذلك، وفي فجر ذلك اليوم نفذت خطة الانتفاضة بنجاح، وسقطت الحكومة الرأسمالية، واستولى البلاشفة على السلطة.
وفي اليوم نفسه، وافق المؤتمر الثاني لسوڤييتات عامة روسيا على انتقال السلطة إلى السوڤييتات وإعلان ولادة «الجمهورية السوڤييتية الروسية». وانتخب لينين رئيساً لمجلس مفوضي الشعب (رئيس مجلس الوزراء)، وأقر المؤتمر مرسوم السلام لوقف الحرب، ومرسوم الأرض الذي ألغى الملكية الإقطاعية و قضى بتوزيع الأرض على الفلاحين.
الانتصار على أعداء الثورة و وضع أسس بناء الاشتراكية:
في الفترة ما بين 1918- 1921 كان لينين يعمل على جبهتين:
الدفاع عن الوطن الاشتراكي، ووضع أسس بناء الاشتراكية.على الجبهة الأولى جندت جميع الإمكانات لدعم الجيش الأحمر في معاركه ضد الغزاة الأجانب وقوات الحرس الأبيض المعادية للثورة. وفي شتاء 1921 أمكن دحر المتدخلين الأجانب وإلحاق الهزيمة بأعداء الثورة في الداخل، ولقي انتصار الثورة تأييداً واسعاً من جانب الطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم.
وعلى الجبهة الثانية صاغ لينين برنامجاً متكاملاً لبناء الاشتراكية اشتمل على: بناء الصناعة الثقيلة، وكهربة البلاد، وإنشاء التعاونيات الزراعية على أساس طوعي، وتأسيس مصرف مركزي، وتحقيق إنتاجية عمل عالية من خلال تنظيم المباراة الاشتراكية… إلخ. وفي الفترة نفسها جرت تطورات مهمة أخرى كان من أبرزها تأسيس الأممية الشيوعية في آذار/مارس 1919، وإقرار أول دستور لجمهورية روسيا السوڤييتية الاشتراكية، ثم إنشاء اتحاد الجمهوريات السوڤييتية الاشتراكية في كانون الأول/ديسمبر 1922.
في أواخر آب/أغسطس 1918 تعرض لينين لمحاولة اغتيال برصاص مسموم على يد امرأة من الاشتراكيين الثوريين. وكان لهذه الإصابة، وللعمل المرهق الذي كان يقوم به في تلك الفترة تأثير سلبي على صحته، واضطر في عام 1922 إلى الاعتكاف في قرية غوركي قرب موسكو. وفي كانون الثاني/يناير 1924 أصيب بنزيف حاد في الدماغ أدى إلى وفاته.
أفكاره ومؤلفاته:
ترك لينين تراثاً فكرياً أسس لمرحلة جديدة في تطور النظرية الماركسية ارتبطت باسمه وعرفت بـ (اللينينية). ومن أبرز منجزاته:
- حول الامبريالية: اكتشف لينين سمات المرحلة الامبريالية للرأسمالية وقانون تطورها الذي يجري بقفزات ومن دون انتظام؛ مما يؤدي إلى الحروب بين البلدان الامبريالية من أجل إعادة اقتسام العالم، وفي مجرى التطور تظهر حلقات ضعيفة في جبهة الامبريالية يمكن أن تؤدي إلى انتصار الاشتراكية في عدد قليل من البلدان، أو حتى في بلد واحد.
- حول تحول الثورة البرجوازية الديمقراطية إلى ثورة اشتراكية:
حلل طبيعة القوى المحركة في الثورة البرجوازية الديمقراطية.
- المرحلة الانتقالية إلى الاشتراكية:
صاغ جميع المسائل النظرية والعملية المتعلقة بالثورة الاشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا ومرحلة الانتقال إلى الاشتراكية.
- حق الأمم في تقرير مصيرها، والتحالف بين الطبقة العاملة العالمية والشعوب المضطهدة:
أظهر تحليل لينين للإمبريالية ضرورة التحالف بين الطبقة العاملة العالمية وحركات التحرر الوطني في المستعمرات في النضال ضد الامبريالية، ودافع عن حق الأمم في تقرير المصير.
- موضوع الحزب:
طوَّر لينين فكرة ماركس عن الحزب، موضحاً أن الطبقة العاملة تحتاج إلى حزب ثوري من طراز جديد موحد الفكر والإرادة، ويبنى على أساس نظام الطاعة الحديدي ومبدأ المركزية الديمقراطية، ويقاد من قبل مجموعة من القادة المحترفين.
أحمد مكيّس