مارلبورو (جون تشرشل دوق)
Marlborough (John Churchill duke of-) - Marlborough (John Churchill duc de-)
مارلبورو (جون تشرشل دوق ـ)
(1650 ـ 1722)
جون تشرشل دوق مارلبورو الأول John Churchill, 1st Duke of Marlborough قائد إنكليزي يعدّ من أعظم القادة العسكريين في تاريخ بريطانيا، قاد جيوش إنكلترا وحلفائها في حملات مظفرة على فرنسا في عهد لويس الرابع عشر [ر]، ولمع نجمه خاصة في المعارك التي خاضتها قواته عند بلنهايم Blenheim وراميلّيز Ramillies وأودن آرده Oudenaarde.
ولد جون تشرشل في مزبوري Musbury (إنكلترا) لأسرة من الملاكين المتوسطي الحال. كان والده السير ونستون تشرشل عضواً في البرلمان، و كان واسع النفوذ في بلاط الملك تشارلز الثاني Charles II؛ الأمر الذي مكنه من توفير الفرص لأولاده في البلاط وفي القوات المسلحة. فتدرج جون - أكبر إخوته - في مراتب البلاط وفي الجيش بسرعة. غير أنه ظل طوال حياته في الخدمة العامة مفتقراً إلى الدعم المالي.
عين جون تشرشل عام 1667 في حرس المشاة الملكي ثم نقل إلى طنجة (المغرب) وبقي فيها ثلاث سنوات (1668- 1670)، وعمل في الحرب الهولندية الثالثة 1672- 1674 تحت إمرة دوق يورك (الذي اعتلى العرش بعد ذلك باسم جيمس الثاني [ر] James II ورقي إلى رتبة نقيب captain، والتحق بعدها بالقوات الإنكليزية التي أرسلت لمساعدة لويس الرابع عشر ضد الهولنديين بقيادة جيمس سكوت دوق مونماوث Duke of Monmouth، وأظهر كفاية عالية في معركة ماستريخت Maastricht (1672)، فرقاه لويس الرابع عشر قائدا للفوج الإنكليزي، ومنحه رتبة عقيد colonel سنة 1674، كما برهن على مقدرة كبيرة في القيادة في معركة إنزهايم Enzheim.
تزوج جون تشرشل سارة جنينغز Sarah Jennings وصيفة الأميرة آن Anne (التي اعتلت العرش فيما بعد). وقد فتح له زواجه أبواب المجد على مصراعيه، فبعد تسنم جيمس الثاني العرش سنة 1685 رقي جون إلى رتبة لواء وعين قائداً عاماً تنفيذياً، إضافة إلى رتبة النبالة. ولما أقصي جيمس الثاني الكاثوليكي عن العرش عام 1688أبدى جون تشرشل كثيراً من الحنكة السياسية، وحوّل ولاءه إلى أمير أورانج الهولندي Prince of Orange الذي نزل على البر الإنكليزي، ونُصب ملكاً باسم وليم الثالث William III، وتعهد لمليكه الجديد أن يبقى نصيراً للعقيدة البروتستنتية مهما كانت الظروف؛ فكافأه وليم بأن منحه لقب إيرل مارلبورو Earl of Marlborough وعضوية مجلس الشورى الخاص Privy Council، مع احتفاظه برتبته العسكرية، وتوليته القيادة في الفلاندر Flanders وفي إيرلندا Ireland بين العامين 1689- 1691.
غير أنه لم يلبث أن أعفي فجأة من جميع مناصبه في نهاية عام 1691، وهو في أوج عظمته، واعتقل بعد خمسة أشهر وسجن في برج لندن للاشتباه بتورطه في مؤامرة لإعادة جيمس الثاني إلى العرش، ثم سرح بعد مدة، غير أنه ظل محروماً من دخول البلاط ثلاث سنوات، وبطالاً من غير أي منصب حتى نهاية ذلك النزاع. ومع أن مارلبورو لم يرتكب أي خيانة فإنه ولا شك سلك سلوك كل السياسيين القياديين في تلك الحقبة بأن تعهد للمطالب بالعرش بالولاء فيما إذا تم قلب النظام، وهو ما شهده مارلبورو مرتين في حياته. ولم يكن خلافه مع وليم الثالث مرده إلى الشك في خيانته، وإنما لأنه تزعم عصبة من الإنكليز المعارضين نفوذ مساعدي الملك من الهولنديين.
في عام 1701 أعلن لويس الرابع عشر مطالبته بعرش الامبراطورية الإسبانية الخالي، وكان وليم الثالث قد اعتلَّ جسده وشارف على الموت، فاختار مارلبورو ليكون خلفاً له في قيادة الجيش، والوقوف في وجه طموحات لويس الرابع عشر. وبعد أن تسنمت الملكة آن ابنة جيمس الثاني العرش أقرّت مارلبورو في منصبه، فعبر المانش إلى البر الأوربي وشن عشر حملات متواليات على رأس القوات الإنكليزية والهولندية وحلفائها، فاستولى على كايزرسويرث Kaiserswerth سنة 1702 وحرر الأراضي الواقعة بين نهري الراين Rhein والموز Meuse، وكافأته الملكة على خدماته فمنحته لقب دوق مارلبورو.
خضعت كفاية مارلبورو الدبلوماسية لاختبارات صعبة، فتوصل إلى عقد «الحلف العظيم» الذي ضم القوى الكبرى والصغرى التي اجتمعت على معارضة طموحات لويس الرابع عشر. غير أن باڤاريا دخلت الحرب إلى جانب فرنسا في هجومها على الامبراطورية الرومانية المقدسة في حين كانت القوات النمساوية منشغلة في الحرب في منطقة الراين وفي إيطاليا. وكان الموقف ينبئ عن خسارة الحرب من دون النمسا، لكن مارلبورو - الذي كان يعلم أن الهولنديين يعارضون القيام بحملات بعيدة - قام بهجوم كاسح على نهر الموزل Moselle River خدع فيه العدو والصديق، وكرر العملية مرة ثانية في هجوم كاذب على الألزاس Alsace، وبعد صراع دامٍ تمكن من الاستيلاء على قلعة شِلنبرغ Schellenberg وشق طريقه إلى معابر الدانوب عند دوناوفورت Donauwörth، واشتبك في شهر آب/أغسطس عام 1704 في معركة ضارية مع القوى الرئيسية المعادية عند بلنهايم حيث فقد ربع تعداد قواته بين قتيل وجريح (نحو 12000 رجل) غير أن خسائر العدو تجاوزت ثلاثة أضعاف ذلك العدد. وفي طريق العودة إلى الأراضي المنخفضة استولى مارلبورو على ترير Trier وترارباخ Trarbach، وقد قلبت هذه الانتصارات موازين القوى في أوربا وأجبرت فرنسا على اتخاذ موقف الدفاع. وحصل مارلبورو على إمارة مندلهايم من امبراطور النمسا مكافأة له.
في عام 1705 كان مارلبورو على يقين من هزيمة الفرنسيين في كل مكان ماعدا بعض المواقع الحصينة، غير أن النمساويين والهولنديين اكتفوا بانتصارات السنة المنصرمة؛ مما حال دون أن يستثمر مارلبورو النصر، كذلك اقتنع لويس الرابع عشر بأن السلم أفضل له، ولكن بشروط أراد فرضها على الواقع، فشن هجوماً عاماً على جميع الجبهات. وتعرض مارلبورو للتهديد عند مروره بين نامور Namur والجيش الفرنسي، فدخل في مواجهة حاسمة عند راميلّيز (1706)، وشن هجوماً كاذباً بجناحه الأيمن في حين حشد قواه الرئيسية على الجناح الأيسر، وتحمل الهولنديون العبء الأكبر من المعركة، وكاد مارلبورو نفسه أن يسقط فيها لكنه نجا في اللحظات الأخيرة وظل النصر حليفه، وبلغت خسائر الفرنسيين ستة أضعاف خسائر الحلفاء. وبهذا النصر المؤزر، وانتصاره الآخر عند أودن آرده (1708) أصاب مارلبورو شهرة لم يزاحمه عليها سوى نابليون [ر].
في عام 1711 اتهم مارلبورو كذباً بتبذير الأموال العامة وسوء الاستخدام؛ فأُعفي من منصب القائد العام ونُزعت عنه جميع مراتبه المدنية التي كان قد مُنِحها لمنجزاته العسكرية، وعاش في منفى اختياري حتى عام 1714، وبعد أن اعتلى جورج الأول عرش بريطانيا العظمى وإيرلندا عاد مارلبورو إلى إنكلترا وأعيد إليه اعتباره العسكري معتزلاً الحياة العامة إلى وفاته في وندسور Windsor حيث دفن.
محمد وليد الجلاد
Marlborough (John Churchill duke of-) - Marlborough (John Churchill duc de-)
مارلبورو (جون تشرشل دوق ـ)
(1650 ـ 1722)
جون تشرشل دوق مارلبورو الأول John Churchill, 1st Duke of Marlborough قائد إنكليزي يعدّ من أعظم القادة العسكريين في تاريخ بريطانيا، قاد جيوش إنكلترا وحلفائها في حملات مظفرة على فرنسا في عهد لويس الرابع عشر [ر]، ولمع نجمه خاصة في المعارك التي خاضتها قواته عند بلنهايم Blenheim وراميلّيز Ramillies وأودن آرده Oudenaarde.
عين جون تشرشل عام 1667 في حرس المشاة الملكي ثم نقل إلى طنجة (المغرب) وبقي فيها ثلاث سنوات (1668- 1670)، وعمل في الحرب الهولندية الثالثة 1672- 1674 تحت إمرة دوق يورك (الذي اعتلى العرش بعد ذلك باسم جيمس الثاني [ر] James II ورقي إلى رتبة نقيب captain، والتحق بعدها بالقوات الإنكليزية التي أرسلت لمساعدة لويس الرابع عشر ضد الهولنديين بقيادة جيمس سكوت دوق مونماوث Duke of Monmouth، وأظهر كفاية عالية في معركة ماستريخت Maastricht (1672)، فرقاه لويس الرابع عشر قائدا للفوج الإنكليزي، ومنحه رتبة عقيد colonel سنة 1674، كما برهن على مقدرة كبيرة في القيادة في معركة إنزهايم Enzheim.
تزوج جون تشرشل سارة جنينغز Sarah Jennings وصيفة الأميرة آن Anne (التي اعتلت العرش فيما بعد). وقد فتح له زواجه أبواب المجد على مصراعيه، فبعد تسنم جيمس الثاني العرش سنة 1685 رقي جون إلى رتبة لواء وعين قائداً عاماً تنفيذياً، إضافة إلى رتبة النبالة. ولما أقصي جيمس الثاني الكاثوليكي عن العرش عام 1688أبدى جون تشرشل كثيراً من الحنكة السياسية، وحوّل ولاءه إلى أمير أورانج الهولندي Prince of Orange الذي نزل على البر الإنكليزي، ونُصب ملكاً باسم وليم الثالث William III، وتعهد لمليكه الجديد أن يبقى نصيراً للعقيدة البروتستنتية مهما كانت الظروف؛ فكافأه وليم بأن منحه لقب إيرل مارلبورو Earl of Marlborough وعضوية مجلس الشورى الخاص Privy Council، مع احتفاظه برتبته العسكرية، وتوليته القيادة في الفلاندر Flanders وفي إيرلندا Ireland بين العامين 1689- 1691.
غير أنه لم يلبث أن أعفي فجأة من جميع مناصبه في نهاية عام 1691، وهو في أوج عظمته، واعتقل بعد خمسة أشهر وسجن في برج لندن للاشتباه بتورطه في مؤامرة لإعادة جيمس الثاني إلى العرش، ثم سرح بعد مدة، غير أنه ظل محروماً من دخول البلاط ثلاث سنوات، وبطالاً من غير أي منصب حتى نهاية ذلك النزاع. ومع أن مارلبورو لم يرتكب أي خيانة فإنه ولا شك سلك سلوك كل السياسيين القياديين في تلك الحقبة بأن تعهد للمطالب بالعرش بالولاء فيما إذا تم قلب النظام، وهو ما شهده مارلبورو مرتين في حياته. ولم يكن خلافه مع وليم الثالث مرده إلى الشك في خيانته، وإنما لأنه تزعم عصبة من الإنكليز المعارضين نفوذ مساعدي الملك من الهولنديين.
في عام 1701 أعلن لويس الرابع عشر مطالبته بعرش الامبراطورية الإسبانية الخالي، وكان وليم الثالث قد اعتلَّ جسده وشارف على الموت، فاختار مارلبورو ليكون خلفاً له في قيادة الجيش، والوقوف في وجه طموحات لويس الرابع عشر. وبعد أن تسنمت الملكة آن ابنة جيمس الثاني العرش أقرّت مارلبورو في منصبه، فعبر المانش إلى البر الأوربي وشن عشر حملات متواليات على رأس القوات الإنكليزية والهولندية وحلفائها، فاستولى على كايزرسويرث Kaiserswerth سنة 1702 وحرر الأراضي الواقعة بين نهري الراين Rhein والموز Meuse، وكافأته الملكة على خدماته فمنحته لقب دوق مارلبورو.
خضعت كفاية مارلبورو الدبلوماسية لاختبارات صعبة، فتوصل إلى عقد «الحلف العظيم» الذي ضم القوى الكبرى والصغرى التي اجتمعت على معارضة طموحات لويس الرابع عشر. غير أن باڤاريا دخلت الحرب إلى جانب فرنسا في هجومها على الامبراطورية الرومانية المقدسة في حين كانت القوات النمساوية منشغلة في الحرب في منطقة الراين وفي إيطاليا. وكان الموقف ينبئ عن خسارة الحرب من دون النمسا، لكن مارلبورو - الذي كان يعلم أن الهولنديين يعارضون القيام بحملات بعيدة - قام بهجوم كاسح على نهر الموزل Moselle River خدع فيه العدو والصديق، وكرر العملية مرة ثانية في هجوم كاذب على الألزاس Alsace، وبعد صراع دامٍ تمكن من الاستيلاء على قلعة شِلنبرغ Schellenberg وشق طريقه إلى معابر الدانوب عند دوناوفورت Donauwörth، واشتبك في شهر آب/أغسطس عام 1704 في معركة ضارية مع القوى الرئيسية المعادية عند بلنهايم حيث فقد ربع تعداد قواته بين قتيل وجريح (نحو 12000 رجل) غير أن خسائر العدو تجاوزت ثلاثة أضعاف ذلك العدد. وفي طريق العودة إلى الأراضي المنخفضة استولى مارلبورو على ترير Trier وترارباخ Trarbach، وقد قلبت هذه الانتصارات موازين القوى في أوربا وأجبرت فرنسا على اتخاذ موقف الدفاع. وحصل مارلبورو على إمارة مندلهايم من امبراطور النمسا مكافأة له.
في عام 1705 كان مارلبورو على يقين من هزيمة الفرنسيين في كل مكان ماعدا بعض المواقع الحصينة، غير أن النمساويين والهولنديين اكتفوا بانتصارات السنة المنصرمة؛ مما حال دون أن يستثمر مارلبورو النصر، كذلك اقتنع لويس الرابع عشر بأن السلم أفضل له، ولكن بشروط أراد فرضها على الواقع، فشن هجوماً عاماً على جميع الجبهات. وتعرض مارلبورو للتهديد عند مروره بين نامور Namur والجيش الفرنسي، فدخل في مواجهة حاسمة عند راميلّيز (1706)، وشن هجوماً كاذباً بجناحه الأيمن في حين حشد قواه الرئيسية على الجناح الأيسر، وتحمل الهولنديون العبء الأكبر من المعركة، وكاد مارلبورو نفسه أن يسقط فيها لكنه نجا في اللحظات الأخيرة وظل النصر حليفه، وبلغت خسائر الفرنسيين ستة أضعاف خسائر الحلفاء. وبهذا النصر المؤزر، وانتصاره الآخر عند أودن آرده (1708) أصاب مارلبورو شهرة لم يزاحمه عليها سوى نابليون [ر].
في عام 1711 اتهم مارلبورو كذباً بتبذير الأموال العامة وسوء الاستخدام؛ فأُعفي من منصب القائد العام ونُزعت عنه جميع مراتبه المدنية التي كان قد مُنِحها لمنجزاته العسكرية، وعاش في منفى اختياري حتى عام 1714، وبعد أن اعتلى جورج الأول عرش بريطانيا العظمى وإيرلندا عاد مارلبورو إلى إنكلترا وأعيد إليه اعتباره العسكري معتزلاً الحياة العامة إلى وفاته في وندسور Windsor حيث دفن.
محمد وليد الجلاد