لكام (جب) - - -
اللُكـام (جبال ـ)
كتلة جبلية على الساحل السوري في لواء إسكندرون السليب، يُطلق عليها جبال اللكام أو الأمانوس، تنحصر بين درجتي العرض 15 َ 36 ْ ـ 48 َ 36 ْ؛ وهي جبال قادمة من داخل تركيا متجهة نحو الجنـوب الغربي، لتعبر الحدود السورية ـ التركية عند جبل النور، وتمتد حتى رأس الخنزير على شاطىء المتوسط، وترسم بذلـك قوساً جبلية اتجاهها شمال شرق ـ جنوب غرب، محتضنة خليج إسكندرونة غرباً، ومخلّفة وراءها سهل العمق والانهدام السوري ـ الإفريقي. يصل طولها نحو 100كم، على امتداد خليج إسكندرونة من ساحل المتوسط الشرقي، ولا تزيــد مساحتها على 1600كم2، ويفصلها عن الشريط الساحلي سهلا إسكندرونة وأرسوز اللذين لايتجاوز عرضهما 7 ـ 9كم.
تقسم جبال اللكام إلى كتلتيـن: شمالية شرقية تسمى كتلة نورداغ أو جبل النور، وأعلى قمة فيها مغر تيبه، التي ترتفع 2224م عن سطح البحر، وأخرى جنوبيــة غربية تسمى كيزيل داغ أو الجبل الأحمر، وتصل أعلى قمة فيها إلى 1795م عن سطح البحر، ويفصل بين الكتلتين الجبليتين ممر بيلان الذي يرتفع نحو 687م عن سطح البحر، الذي يصل بين سهل العمق وشاطىء خليج إسكندرونة.
يعود تشكّل هذه الجبال إلى الحركة الألبيـة ـ في الزمن الثالث ـ نتيجة الضغط الطوروسي، الناجم عن دخول الصفيحة العربية تحت الصفيحة الأناضولية، والانزيـاح الناجم عن الفالق العربي الآسيوي ـ الإفريقي.
فمن الناحية البنائية ـ البنيوية تنحصر جبال اللكام القوسية بين وهدة العاصي (قره صو الانهدامية) التي تفصلها عن كتلة جبل الكرد (كرد ـ داغ) وكتلة الأقـرع والباير ـ من الشرق، وبين خليج الإسكندرونة من الغرب، وتأخذ هذه الجبال شكل نجد ناهض على أطراف الركيزة العربية السورية. أما بنية جبل النور الجيولوجية، فهي عبارة عن طبقات رسوبية كلسـية، تعود إلى الزمنين الأول والثاني، لكن بنيتها الإستراتيغرافية متخلّعة نتيجـة الضغــط والانكباس، وفي الجبل الأحمر تسود الصخور الخضراء ـ اندفاعات بركانية تحت سطحية ـــ المركبة من الغابرو والدولوريت وكذلك اللابا الوسائدية.
اللكام جبال ضيقة عالية وشديدة الوعـورة، ولايتجــاوز عرضها الوسطي 15كم، إذ إن فرق الارتفاع بين سهل العمق وأعلى قمة فيهـا نحو 2100م، وعليه فسفوحها شديدة الانحدار، وهي سفوح غير متناظرة، وتختلف في جبل النور عنها في الجبل الأحمر، فالسفوح شديدة الانحدار في جبــل النور، وهي السفوح الشرقية المشرفة على حوض العاصي، في حين تكون السفوح الغربية أقل انحداراً، وتنتهي متدرجة على سواحل إسكندرونة، وعلى العكس من ذلك في الجبل الأحمر، الذي تنحدر سفوحه الشرقية ببطء إلى وادي نهر العاصي، فهي أقل انحداراً من السفوح الغربية، التي تنتهي بانحدار شديد إلى سهل أرسوز في الشمال الغربي من الكتلة.
تشكل قممها خط تقسيم المياه بين حوضي العاصي وساحل إسكندرونة، لكن الشبكة المائية التي تنحدر على السفوح الشرقية لسلسلة اللكام، هي مجاري قصيرة، لايتجاوز طولها بضعة كيلومترات، وتنتهي إلى نهر العاصي، وعلى السفوح الغربية أودية سيلية تجف صيفاً، وتزيد كميـة الهطل فوق هذه الجبال على 1000 ملم/سنوياً، فتنمو عليها الغابة المتوسطية كثيرة الأنواع، حيث تظهر فيها أشجار السنديان والبلوط والصنوبر وأحراج الماكي وأشجار متنوعة أخرى، ويعيش في هـذه الجبال بعض الأرانب والغزلان والثعالب وابن آوى، وبعض الحيوانات الزاحفة والطيور المتنوعـة، وتعدّ هذه الجبال مناطق اصطياف، يلجأ إليها سكان السهل والساحل صيفاً ليتقـوا حرارة الصيف ورطوبته الشديدتين.
عبد الكريم حليمة
اللُكـام (جبال ـ)
كتلة جبلية على الساحل السوري في لواء إسكندرون السليب، يُطلق عليها جبال اللكام أو الأمانوس، تنحصر بين درجتي العرض 15 َ 36 ْ ـ 48 َ 36 ْ؛ وهي جبال قادمة من داخل تركيا متجهة نحو الجنـوب الغربي، لتعبر الحدود السورية ـ التركية عند جبل النور، وتمتد حتى رأس الخنزير على شاطىء المتوسط، وترسم بذلـك قوساً جبلية اتجاهها شمال شرق ـ جنوب غرب، محتضنة خليج إسكندرونة غرباً، ومخلّفة وراءها سهل العمق والانهدام السوري ـ الإفريقي. يصل طولها نحو 100كم، على امتداد خليج إسكندرونة من ساحل المتوسط الشرقي، ولا تزيــد مساحتها على 1600كم2، ويفصلها عن الشريط الساحلي سهلا إسكندرونة وأرسوز اللذين لايتجاوز عرضهما 7 ـ 9كم.
تقسم جبال اللكام إلى كتلتيـن: شمالية شرقية تسمى كتلة نورداغ أو جبل النور، وأعلى قمة فيها مغر تيبه، التي ترتفع 2224م عن سطح البحر، وأخرى جنوبيــة غربية تسمى كيزيل داغ أو الجبل الأحمر، وتصل أعلى قمة فيها إلى 1795م عن سطح البحر، ويفصل بين الكتلتين الجبليتين ممر بيلان الذي يرتفع نحو 687م عن سطح البحر، الذي يصل بين سهل العمق وشاطىء خليج إسكندرونة.
يعود تشكّل هذه الجبال إلى الحركة الألبيـة ـ في الزمن الثالث ـ نتيجة الضغط الطوروسي، الناجم عن دخول الصفيحة العربية تحت الصفيحة الأناضولية، والانزيـاح الناجم عن الفالق العربي الآسيوي ـ الإفريقي.
فمن الناحية البنائية ـ البنيوية تنحصر جبال اللكام القوسية بين وهدة العاصي (قره صو الانهدامية) التي تفصلها عن كتلة جبل الكرد (كرد ـ داغ) وكتلة الأقـرع والباير ـ من الشرق، وبين خليج الإسكندرونة من الغرب، وتأخذ هذه الجبال شكل نجد ناهض على أطراف الركيزة العربية السورية. أما بنية جبل النور الجيولوجية، فهي عبارة عن طبقات رسوبية كلسـية، تعود إلى الزمنين الأول والثاني، لكن بنيتها الإستراتيغرافية متخلّعة نتيجـة الضغــط والانكباس، وفي الجبل الأحمر تسود الصخور الخضراء ـ اندفاعات بركانية تحت سطحية ـــ المركبة من الغابرو والدولوريت وكذلك اللابا الوسائدية.
اللكام جبال ضيقة عالية وشديدة الوعـورة، ولايتجــاوز عرضها الوسطي 15كم، إذ إن فرق الارتفاع بين سهل العمق وأعلى قمة فيهـا نحو 2100م، وعليه فسفوحها شديدة الانحدار، وهي سفوح غير متناظرة، وتختلف في جبل النور عنها في الجبل الأحمر، فالسفوح شديدة الانحدار في جبــل النور، وهي السفوح الشرقية المشرفة على حوض العاصي، في حين تكون السفوح الغربية أقل انحداراً، وتنتهي متدرجة على سواحل إسكندرونة، وعلى العكس من ذلك في الجبل الأحمر، الذي تنحدر سفوحه الشرقية ببطء إلى وادي نهر العاصي، فهي أقل انحداراً من السفوح الغربية، التي تنتهي بانحدار شديد إلى سهل أرسوز في الشمال الغربي من الكتلة.
تشكل قممها خط تقسيم المياه بين حوضي العاصي وساحل إسكندرونة، لكن الشبكة المائية التي تنحدر على السفوح الشرقية لسلسلة اللكام، هي مجاري قصيرة، لايتجاوز طولها بضعة كيلومترات، وتنتهي إلى نهر العاصي، وعلى السفوح الغربية أودية سيلية تجف صيفاً، وتزيد كميـة الهطل فوق هذه الجبال على 1000 ملم/سنوياً، فتنمو عليها الغابة المتوسطية كثيرة الأنواع، حيث تظهر فيها أشجار السنديان والبلوط والصنوبر وأحراج الماكي وأشجار متنوعة أخرى، ويعيش في هـذه الجبال بعض الأرانب والغزلان والثعالب وابن آوى، وبعض الحيوانات الزاحفة والطيور المتنوعـة، وتعدّ هذه الجبال مناطق اصطياف، يلجأ إليها سكان السهل والساحل صيفاً ليتقـوا حرارة الصيف ورطوبته الشديدتين.
عبد الكريم حليمة