لوسيور (اوستاش) مصور ورسام ومزخرف فرنسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لوسيور (اوستاش) مصور ورسام ومزخرف فرنسي

    لوسيور (اوستاش) Le Sueur (Eustache-) - Le Sueur (Eustache-)
    لوسيور (أوستاش ـ)

    (1616ـ 1655)



    أوستاش لوسيور Eustache le Sueur مصور ورسام ومزخرف فرنسي ولد وتوفي في باريس. كان والده حرفياً فقيراً، وفي الخامسة عشرة من عمره التحق بمرسم المصور سيمون فويه S.Vouet وصار تلميذه وصديقه المفضل. وقد عرفه أستاذه إلى الطبقة الاجتماعية الراقية في باريس، وفي عام 1642 صمم بعض اللوحات في ورشة غوبلان Gobelins للسجاد. درس الفنان في البداية أساليب الفنانين الكبار ولاسيما الإيطاليين منهم عن طريق لوحاتهم المنقولة ورسوم الحفر؛ إذ لم يستطع زيارة إيطاليا لنسخ تلك الأعمال عن الواقع مباشرة، وتأثر أيضاً بأعمال الفنان الفرنسي بوسان Poussin التي عرضت بين عامي 1639-1640 في باريس والمتأثرة أيضاً بالفن الإيطالي.

    بدا لوسيور في أعماله الأولى متأثراً بأسلوب أستاذه ڤويه، ويظهر هذا التأثير عموماً في اللوحات التي نفذها لتزيين رواق دير شارتروز Chartreuse في باريس. وبين عامي 1645- 1648 صور وأنجز اثنتين وعشرين لوحة تمثل حياة القديس برونو Bruno. وهذه اللوحات موجودة اليوم في متحف اللوڤر[ر] Louvre. ومع أن لوسيور كان متديناً وحريصاً على التقاليد الكنسية المتوارثة منذ العصور الوسطى، ودعوتها إلى التقشف والبساطة، إلا أن أعماله بدت بتكويناتها وبنائها القوي أقرب إلى أعمال فناني عصر النهضة الإيطاليين منها إلى فناني عصره.


    أوستاش لوسيور: "المسيح يحمل صليبه" (متحف اللوفر)


    أوستاش لوسيور: "عودة توبياس" (1640)

    كلف لوسيور بعد ذلك تزيين قصر في لامبِر Hôtel Lambert بلوحات كبيرة منها سبع لوحات في القاعة المعروفة بقاعة الحب، وخمس لوحات قي قاعة ربات الفنون Les Muses. وقد أظهر الشخصيات في هذه الأعمال بصورة رمزية، أكثر منها شخصيات أسطورية، كما بدت صور ربات الفنون الثلاث كفتيات شقراوات معاصرات يتميزن بالعفة والبراءة، وهذه المميزات لشخصياته تبدو ظاهرة في كل أعماله.

    كان لوسيور من الذين اشتركوا في تأسيس الأكاديمية الملكية للرسم والنحت عام 1648. وفي عام 1649 رسم في كنيسة نوتردام Notre-Dame لوحة «القديس بولس في إفيز»، وقد لقبه بعضهم بعد مشاهدتها برفايلّو فرنسا.

    وقد أثبتت الوثائق المكتشفة أخيراً أن للفنان أعمالاً كثيرة فقدت أو أزيلت بفعل الإصلاحات التي جرت على القصور في القرن الثامن عشر. وتبين أنه رسم في قصر اللوڤر لوحات عدة وزين القاعة الملكية وجناح حمامات الملكة آن النمساوية Anne d’Autriche وقد زادت هذه الوثائق من أهمية الفنان في تاريخ الفن الفرنسي.

    ومع أن أعماله تظهر ميله إلى تبسيط الموضوعات، وإهماله بعض التفاصيل إلا أن الإحساس الديني في هذه الأعمال يبقى مؤثراً كما يلاحظ في لوحة «إنزال المسيح عن الصليب» في متحف اللوڤر بباريس، وفي لوحة «المسيح عند مارتا ومريم» في ميونخ Munich، ولوحة «السلام الملائكي» في متحف اللوڤر، والتي يظهر فيها الانسجام اللوني الكلاسي جلياً. ومن أعماله الأخيرة لوحة «قداس القديس مرتان» (1654)، ولوحة «القديسين جرفيه وبروتيه يرفضان التضحية». توفي في أوج عطائه عن عمر لم يتجاوز الثامنة والثلاثين.

    يبقى لوسيور من أكثر الفنانين العالميين لدى الملكة آن النمساوية حساسية، وعلى الرغم من فقدان كثير من أعماله فإن ما بقي منها يظهر بجلاء موضوعاته الدينية الأثيرة برمزيتها وبساطتها وتناغم ألوانها، وتضعه في مصاف الفنانين الفرنسيين الكبار.

    حسان أبو عياش
يعمل...
X