لوبران (شارل) مصور ومزخرف ومنظر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لوبران (شارل) مصور ومزخرف ومنظر

    لوبران (شارل) Le Brun (Charles-) - Le Brun (Charles-)
    لوبران (شارل ـ)

    (1619ـ 1690)



    ولد شارل لوبران Charles Le Brun المصور والمزخرف والمنظّر في باريس، وتُوفِّي فيها. وكان ولعه منذ طفولته بالفن وبمهارته بالتصوير قد دفع المستشار سيغوييه Séguier لدعمه في ممارسة الفن بإشراف ڤويه[ر] Vouet، ثم لم يلبث أن أوفده إلى روما، وهناك التقى بأستاذه القديم ڤويه والمصور بوسان [ر] Poussin والمصور غاسبر.

    في روما درس الآثار القديمة وأعمال كبار رجال عصر النهضة، وعند عودته سُمّي مصوراً للملك لويس الرابع عشر وشارك بحماسة في تأسيس الأكاديمية الملكية [ر] L’Académie Royale الخاصة بالتصوير والنحت؛ التي افتتحت في العام 1648، ثم صارت مدرسة لتكوين الفنانين والمزخرفين المؤهلين للعمل في المقرات الملكية. وعين شارل لوبران مديراً لهذه المدرسة في العام 1663. وفي هذا العام منحه الملك لويس الرابع عشر وسام المصنع الملكي للغوبلان [ر]Gobelins ولم يكن هذا المصنع ينتج الأقمشة والأصبغة فحسب، بل الفسيفساء وفنّ المعادن والأثاث أيضاً. وبعد وفاة رئيس الوزراء كولبير [ر] Colbert في العام 1683 فقد لوبران بعض اهتمام الملك.


    شارل لوبران: "المستشار سيغوييه" (1660)

    في أعماله الأولى التي أنجزها في بداية حياته يمكن تمييز محاولاته المتعددة للوصول إلى أسلوب خاص، يبدو ذلك في لوحته المحفوظة في متحف بوشكين[ر] Pouchkine في موسكو وتمثّل السيد المسيحu مصلوباً.

    ليس بالإمكان معرفة مدى مشاركة لوبران معلمه ڤويه في تنفيذ لوحاته التي كثيراً ما كان يشترك طلابه في إنجازها. وفي لوحته «الورع» أو «العذراء المنتحبة» La Pietà(1642)؛ والمحفوظة في متحف اللوڤر [ر] في باريس يُلاحظ تأثره بأسلوب كاراتشي[ر] Carracci. كما يُلاحظ في لوحات أخرى تأثير المصور الإيطالي دومينيكان Dominiquin، وتأثير بوسان في لوحات أخرى، كما في لوحة «أفعى إيرين». وظل تأثير بوسان واضحاً في أعماله التي تمثل حياة السيد المسيحu حتى نهاية حياته.

    ومن أعماله تُذكر المؤلفات التزيينية المصورة على سقف فندق لامبير Lambert في باريس، وكان اشترك فيها مع المصور لوسيور [ر] Le Sueur في العام 1649، وفي قصر اللوڤر زيّن رواق أبولون Apollon. كما زين في قصر ڤرساي Versailles رواق المرايا- صالة الحرب والسلام ودرج السفراء.

    يعود إلى شارل لوبران أيضاً تصوير اللوحة الكبيرة التي تمثّل استشهاد القديس جان الإنجيلي St.Jean (1642)؛ والمحفوظة في كنيسة القديس نيكولاس دي شاردونيه St.Nicolas du Chardonnet. وموت كاتون Caton (1646)؛ والموجودة في أراس Arras، واللوحة الشخصية للمستشار سيغوييه؛ والمحفوظة في متحف اللوڤر، وفي هذا المتحف أيضاً لوحاته الزيتية الضخمة التي تمثّل تاريخ الإسكندر الكبير؛ والتي تعود إلى العام (1665). وتتوزع لوحاته حول حياة السيد المسيحu بين متاحف اللوڤر وتروا Troyes وسانت ايتيين St.Étienne وبوشكين.


    شارل لوبران: "عبادة الرعاة" (1690)

    كان لوبران أشبه بالمخرج المسرحي الذي يرتّب عمله بدقة، فلا ينسى في أعماله أدق التفاصيل، فهو يهتم بالأثاث والرياش وبالتماثيل وبالفسيفساء وبالمشاعل وبالمشبكات، سواء كان ذلك في التزيينات التي كان الملك يكلفه بها أم بالأعمال المستقلة، وكان في أعماله انتخابياً توثيقياً، ولم يصل في أعماله إلى مستوى ڤويه أو ڤينيون Vignon، ولكنه بقي دائماً إنساناً مجدّاً متزناً في عمله، وكان شاعرياً، بل كان شاعراً أيضاً مثَّل بأمانة أسلوب لويس الرابع عشر Louis XIV.

    إن أعماله الضخمة التي تمثّل مشاهد كلاسية واسعة، مثل لوحة «انتصار الإسكندر» وأمثالها، مازالت موضع دهشة بكفاءتها التأليفية وبكثافتها وبحركة الأشخاص، وبالعناية الفائقة بالتوابع والضروريات الصغيرة التي تساعد على إكمال العمل التأليفي الذي يمارسه.

    كان من الجدير أن يقارن لوبران بالمصور الفرنسي بوسان أو بالمصور الإيطالي كاراڤاجيو [ر] Caravaggio، ولكنه مازال ممثلاً لفن يتجاوز النهجية والبدع؛ لكي يكون أكثر واقعية في أعماله الكبيرة التي مازالت موضع دراسة النقاد ومثالاً يحتذى في الأكاديميات.

    ولابدّ من الاعتراف بدور شارل لوبران الكبير في تكوين معالم الفن الفرنسي في القرن السابع عشر؛ هذا الفن المرتبط باسم الملك لويس الرابع عشر، وكان شارل لوبران أميناً على تعاليم هذا الفن، وقد شارك في تكوينه مع جيل من الفنانين، من أمثال ڤينيون ولونوتر Le Nôtre وڤويه ولو ڤو Le Vau.

    عفيف البهنسي
يعمل...
X