لو فو (لويس)معماري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لو فو (لويس)معماري

    لو فو (لويس) Le Vau (Louis-) - Le Vau (Louis-)
    لو ڤو (لويس ـ)

    (1612ـ 1670)



    لويس لو ڤو Louis Le Vau أحد أهم معماريي عصر النهضة الفرنسيين، اشتهر بإبداعه في مجال التصميم الداخلي، وبقيامه بمداخلات معمارية جريئة قياساً بعصره الذي تميز بالرتابة.

    كانت ثقافة لو ڤو المعمارية والفنية واسعة؛ إذ كان يواصل الاطّلاع على المقالات والأبحاث المتعلقة بهذا المجال، أما الجانب العملي والمهني لديه فقد أسهمت أمور عدة في بلورة التكون الفني والإداري له، إذ تعلَّم كثيراً من والده الذي كان يعمل في مجال البناء معلماً في نحت الحجارة، وأخذ كثيراً أيضاً عن متعهدي البناء الذين عمل معهم في بداية مسيرته المهنية في «الورشات» العديدة التي عمل بها.


    الواجهة الشرقية للوفر

    لا تتضمن المصادر معلومات كافية حول بداية لويس لو ڤو سوى أنَّ والده كان يعمل في نحت الحجارة، فاطَّلع لو ڤو منه على أخبار كبار متعهدي البناء ومعلميه. وبدأ منذ عام 1634 بتصميم أبنية سكنية متواضعة لوالده الذي ترك مهنته لينتقل إلى مجال التعهدات، وفي عام 1639 قام لو ڤو بمداخلة معمارية على قصر لاڤريليير Hôtel de la Vrillière أظهرت براعته الفنية في فهم الفراغ الداخلي، وعبَّرت عن قوته الإبداعية في خلق زخارف وتكوينات جمعت بين الذوق الرفيع وإرضاء تطلعات الزبون، فأوجد لأول مرة «المخدع» وهو قسم من غرفة النوم مغطى بقبوة، كما أوجد ما يُسمى بالغرفة ذات الطراز الإيطالي.

    وفي هذه الفترة، تمكن لو ڤو من الدخول إلى مجال العمل الواسع في سان لويس Saint-Louis في باريس، فصّمم ونفذّ عدداً من المساكن التي غلب عليها طـابع البسـاطة، وربما يكون تصميم قصـر دي جيلييه Hôtel de Gillier (1637- 1639) البناءَ الأكثر دقة من ناحية الدراسة والتنفيذ، وتصميمه لم يكن مألوفاً في أبنية القصور، فهو لا يشبه القصر التقليدي في شيء، بل كان أقرب ما يكون إلى مجمَّع سكني مؤلف من كتلتين. وقد عبَّر هذا عن استقلاليته الفنية ونزعته إلى التجديد والخروج عن المألوف في مجال الفن المعماري.



    الواجهة المطلة على الحدائق في قصر فرساي

    بعد استقرار عائلة لو ڤو في سان لويس بباريس، تزوجت أختاه من معلم بناء ومعلم نجارة، وتوسعت أعماله، إذ شهدت هذه الفترة شراء البرجوازيين الأملاك بالقرب من باريس لبناء قصورهم فيها، فاعتمد على صهريه اعتماداً كبيراً في مجال العمل، وتجلى نضجه الفني من مداخلاته المعمارية في أبنية القصور خاصة. وتجلى ذلك في المقرّ الريفي للويس هِسلان Louis Hesselin، وفي قصري سينكتوت Sainctot وڤيول Viole (1640- 1642)، واستطاع لو ڤو أن يُدخل تعديلاً على قانون المباني، ولاسيما على أنظمة الأبنية التي تُطل واجهاتها على الشارع. كما تجلّت خبرته الفنية والزخرفية في الإبداعات التي قدمها في قصر كومانس داستري Comans d’Astry (1644- 1647).

    بعد وفاة المعمار جاك لومرسييه Jacques Lemercier، وفي عام 1655 عُيِّن لو ڤو مسؤولاً عن الأبنية الملكية، فصار في خدمة الملك والبَلاط، وشارك في عدد من الأبنية التي أقامها الملك لويس الرابع عشر Louis XIV، ثم صار معماري اللوفر Le Louvre، فصمَّم الواجهة الشرقية المسماة الواجهة ذات الأعمدة، وقد بدأ العمل بها عام 1667، وشاركه في عمله هذا شارل لوبران Charles Le Brun الرسام الأول، وكلود بيرو Claude Perrault الطبيب الذي صار معمارياً.

    كما قام لو ڤو بتصميم قصر ڤرساي Le Château de Versailles، الذي استمر العمل فيه ما بين الأعوام 1661-1756، إذ تعاون فيه مع الرسام لوبران، ثم انضمَّ إليهما المعمار مانسار Mansart مشكلين فريق عمل أنتج تحفة معمارية لأهم المجمعات الملكية الفرنسية، حيث صُمِّم هذا القصر بشكل يحيط بالقصر القديم الذي كان مخصصاً للصيد في عهد الملك لويس الثالث عشر، ويُعدّ هذا القصر متحفاً حقيقياً للزخارف الفنية، ومثالاً نموذجياً لفن فترة لويس الرابع عشر.

    كما قدَّم لـو ڤو عملاً رائعاً في قصر ڤو- لـو- ڤيكونت Vaux-le-Vicomte (1657- 1661) المتميز بحدائقه الرائعة، ويُعَدُّ من أجمل المشاهد المعمارية الفرنسية. إضافة إلى عدد

    من الأعمال المهمة أيضاً، منها كلّية الكاتر ناسيون (الأمم الأربع) Quatre-Nations في باريس، وتُسمى اليوم معهد فرنسا Institut de France، وكذلك كنيسة القديس سيلبيس St.Sulpice في باريس، التي أكمل واجهتها سيرڤاندوني Servandoni لاحقاً.

    ترك لو ڤو وثائق معمارية عدة تعود إلى بعض أعماله، وقد أعدَّها بنفسه، وهي محفوظة في الأرشيف العدلي، وتُبيِّن طريقة عمله ودوره في «الورشة»، وتدل على مدى خبرته بمهنته معماراً فناناً ترك بصماته الواضحة في تاريخ الفن المعماري الأرستقراطي.

    رضوان طحلاوي
يعمل...
X