متوكل عباسي (محمد بكر)
Al-Mutawakil al-Abbasi (Mohammad ibn abi Bakr-) - Al-Mutawakil al-Abbasi (Mohammad ibn abi Bakr-)
المتوكل العباسي (محمد بن أبي بكر ـ)
(740 ـ 808هـ/1340ـ 1405م)
المتوكل العباسي، أو المتوكل على الله، أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر «المعتضد بالله»، ابن سليمان «المستكفي بالله» من الخلفاء العباسيين بمصر.
وُلِّي الخلافة بعد أبيه (763هـ - 808هـ)، وكان انقطاع خلافته مرتين ثم استقرت له حتى مات عنها، وبلغ مجموع سِنِيِّ حكمه تسعاً وثلاثين سنة.
يُذكر أنه كان إماماً كريماً ممدوحاً كثير البر والصدقات محبباً. وقد كان عهده حافلاً بالأحداث والتقلبات؛ إذ خُلع السلطان المنصور محمد سنة 764هـ، وولي السلطنة ابن عمه الأشرف شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون، وفي سنة 767 استولى الفرنجة ومعهم ملك قبرص على الإسكندرية، إذ كانت الجزيرة منطلقهم للإغارة على بلاد المسلمين، وفي السنة نفسها كان ظهور أمر تيمورلنك في الشرق، وفي عام 778هـ قُتل الأشرف شعبان، وسُلمت السلطنة إلى ابنه المنصور علي فبقي حتى توفي عام 783هـ، وتسلم الأمر من بعده أخوه الصالح حاجي مدة سنة فخُلع بعدها، وآلَ الأمر إلى السلطان الظاهر برقوق، وهو أول المماليك الجراكسة.
كان الانقطاع الأول لخلافته بإخراجه إلى مدينة قوص (مدينة كبيرة في صعيد مصر) من قِبَل أمير العساكر أيبك البدري الذي جاء بزكريا ابن الخليفة الواثق بالله إبراهيم وأعطاه الخلافة من دون بيعة ولا إجماع، لكن بعد خمسة عشر يوماً أُزِيْحَ زكريا وعاد المتوكل إلى الخلافة، وكان ذلك في العشرين من شهر ربيع الأول من عام 779هـ.
أما الانقطاع الثاني لخلافته فكان إثر ما وُشِيَ به إلى السلطان برقوق سنة 785هـ؛ أن الخليفة المتوكل اتفق مع بعض الأمراء المعزولين وجماعة من الأكراد والتركمان أن ينقضّوا عليه ويعزلوه عن السلطنة، وعلى الرغم من إنكار الخليفة هذه الوشاية إلا أنها كانت سبباً في خلع المتوكل وسجنه في قلعة الجبل، حيث لبث في قيده نحو ست سنوات.
بايع السلطان برقوق محمد بن الواثق بالله إبراهيم خليفةً، ولقبَّه بلقب أبيه «الواثق بالله»، وبقي في الخلافة ثلاث سنوات حتى توفي عام 788هـ، فطلب الناس من السلطان برقوق إعادة المتوكل إلى الخلافة فرفض، وآثر تنصيب زكريا بن الواثق بالله إبراهيم - أخوه- للمرة الثانية، وأُطلق عليه اسم المستعصم بالله، وبقي حتى سنة 791هـ، إذ شعر السلطان برقوق أن أمراء الشام قد توغر صدرهم عليه لكثرة ما كان يعزل من أمرائهم ويسجن من أعيانهم، وزاد في الأمر نفور أهل الشام من السلطان لتحكمه بالخلافة؛ فندم على ما فعل وأخرج المتوكل من السجن، وأعاد إليه مراسم الخلافة وبالغ في إكرامه ليخفف من الأزمة.
لكن ثورة نائب حلب يلبغا الناصري الذي ضم الشام وقاتل السلطان برقوق على أسوار القاهرة سنة 791هـ أدت إلى إضعافه كثيراً.
حاول الخليفة المتوكل في أثناء ذلك إيقاف الفتنة بالوساطة بين الأطراف المتقاتلة ولكن من دون جدوى، فتوارى برقوق إثر تأزم الأوضاع وآثر الاختفاء، ولكن سرعان ما كُشف مكان اختبائه وقُبض عليه وسُجن في الكرك، وأعيد السلطان الصالح حاجي إلى السلطنة فغير لقبه من الصالح إلى المنصور.
وتتالت الأحداث فلم يمكث المنصور حاجي في السلطنة سوى ثمانية أشهر إذ استغل برقوق الخلاف بين خصومه الذين سجنوه وفرَّ من السجن، وخلع المنصور حاجي وعاد إلى السلطنة في شهر صفر من عام 792هـ. وانتهى بذلك عهد الأسرة القلاوونية وانقضى حكم المماليك البحرية، وجاء عهد المماليك الجراكسة، في ظل خلافة المتوكل العباسي.
جواد معين ترجمان
Al-Mutawakil al-Abbasi (Mohammad ibn abi Bakr-) - Al-Mutawakil al-Abbasi (Mohammad ibn abi Bakr-)
المتوكل العباسي (محمد بن أبي بكر ـ)
(740 ـ 808هـ/1340ـ 1405م)
المتوكل العباسي، أو المتوكل على الله، أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر «المعتضد بالله»، ابن سليمان «المستكفي بالله» من الخلفاء العباسيين بمصر.
وُلِّي الخلافة بعد أبيه (763هـ - 808هـ)، وكان انقطاع خلافته مرتين ثم استقرت له حتى مات عنها، وبلغ مجموع سِنِيِّ حكمه تسعاً وثلاثين سنة.
يُذكر أنه كان إماماً كريماً ممدوحاً كثير البر والصدقات محبباً. وقد كان عهده حافلاً بالأحداث والتقلبات؛ إذ خُلع السلطان المنصور محمد سنة 764هـ، وولي السلطنة ابن عمه الأشرف شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون، وفي سنة 767 استولى الفرنجة ومعهم ملك قبرص على الإسكندرية، إذ كانت الجزيرة منطلقهم للإغارة على بلاد المسلمين، وفي السنة نفسها كان ظهور أمر تيمورلنك في الشرق، وفي عام 778هـ قُتل الأشرف شعبان، وسُلمت السلطنة إلى ابنه المنصور علي فبقي حتى توفي عام 783هـ، وتسلم الأمر من بعده أخوه الصالح حاجي مدة سنة فخُلع بعدها، وآلَ الأمر إلى السلطان الظاهر برقوق، وهو أول المماليك الجراكسة.
كان الانقطاع الأول لخلافته بإخراجه إلى مدينة قوص (مدينة كبيرة في صعيد مصر) من قِبَل أمير العساكر أيبك البدري الذي جاء بزكريا ابن الخليفة الواثق بالله إبراهيم وأعطاه الخلافة من دون بيعة ولا إجماع، لكن بعد خمسة عشر يوماً أُزِيْحَ زكريا وعاد المتوكل إلى الخلافة، وكان ذلك في العشرين من شهر ربيع الأول من عام 779هـ.
أما الانقطاع الثاني لخلافته فكان إثر ما وُشِيَ به إلى السلطان برقوق سنة 785هـ؛ أن الخليفة المتوكل اتفق مع بعض الأمراء المعزولين وجماعة من الأكراد والتركمان أن ينقضّوا عليه ويعزلوه عن السلطنة، وعلى الرغم من إنكار الخليفة هذه الوشاية إلا أنها كانت سبباً في خلع المتوكل وسجنه في قلعة الجبل، حيث لبث في قيده نحو ست سنوات.
بايع السلطان برقوق محمد بن الواثق بالله إبراهيم خليفةً، ولقبَّه بلقب أبيه «الواثق بالله»، وبقي في الخلافة ثلاث سنوات حتى توفي عام 788هـ، فطلب الناس من السلطان برقوق إعادة المتوكل إلى الخلافة فرفض، وآثر تنصيب زكريا بن الواثق بالله إبراهيم - أخوه- للمرة الثانية، وأُطلق عليه اسم المستعصم بالله، وبقي حتى سنة 791هـ، إذ شعر السلطان برقوق أن أمراء الشام قد توغر صدرهم عليه لكثرة ما كان يعزل من أمرائهم ويسجن من أعيانهم، وزاد في الأمر نفور أهل الشام من السلطان لتحكمه بالخلافة؛ فندم على ما فعل وأخرج المتوكل من السجن، وأعاد إليه مراسم الخلافة وبالغ في إكرامه ليخفف من الأزمة.
لكن ثورة نائب حلب يلبغا الناصري الذي ضم الشام وقاتل السلطان برقوق على أسوار القاهرة سنة 791هـ أدت إلى إضعافه كثيراً.
حاول الخليفة المتوكل في أثناء ذلك إيقاف الفتنة بالوساطة بين الأطراف المتقاتلة ولكن من دون جدوى، فتوارى برقوق إثر تأزم الأوضاع وآثر الاختفاء، ولكن سرعان ما كُشف مكان اختبائه وقُبض عليه وسُجن في الكرك، وأعيد السلطان الصالح حاجي إلى السلطنة فغير لقبه من الصالح إلى المنصور.
وتتالت الأحداث فلم يمكث المنصور حاجي في السلطنة سوى ثمانية أشهر إذ استغل برقوق الخلاف بين خصومه الذين سجنوه وفرَّ من السجن، وخلع المنصور حاجي وعاد إلى السلطنة في شهر صفر من عام 792هـ. وانتهى بذلك عهد الأسرة القلاوونية وانقضى حكم المماليك البحرية، وجاء عهد المماليك الجراكسة، في ظل خلافة المتوكل العباسي.
جواد معين ترجمان