ليلي (محمد عبد الرحمن) Ibn abi Layla (Mohammad ibn Abdul Rahman-) - Ibn abi Layla (Mohammad ibn Abdul Rahman-)
ابن أبي ليلى (محمد بن عبد الرحمن ـ)
(74 ـ 148هـ/693ـ 765م)
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، يسار بن بلال بن بليل بن أُحَيْحَة ابن الجُلاح بن الحريش بن جحجبا ابن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي أبو عبد الرحمن، الإمام العلم المقرئ مفتي الكوفة وقاضيها.
ولد أبو عبد الرحمن سنة نيف وسبعين، مات أبوه وهو صبي فلم يأخذ عنه. بل أخذ عن أخيه عيسى عن أبيه.
أبوه عبد الرحمن بن أبي ليلى، كان من كبار التابعين، ولد لست سنين بقين من خلافة عمر بن الخطاب t، استعمله الحجاج على القضاء، وجده أبو ليلى من أصحاب علي t يلازمه ويسمر معه، وصاحب لوائه يوم وقعة الجمل.
روى ابن أبي ليلى عن: الشعبي ونافع وعطية العوفي وعطاء والحكم وعمرو ابن مرة وأخيه عيسى وابن أخيه عبد الله بن عيسى وابن أخيه أسن منه.
روى عنه: سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة وابن جريج وشريك وقيس وعلي بن مسهر وزكريا بن أبى زائدة ووكيع بن الجراح وعبيدالله بن موسى وأبو نُعيم.
كان ابن أبي ليلى قارئاً عالماً بالقرآن. قال حفص بن غياث: من جلالة ابن أبي ليلى أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ. وقرأ عليه القرآن حمزة الزيات، وقال: «إنما تعلمنا جودة القرآن عند ابن أبي ليلى وكان من أحسب الناس ومن أنقط الناس لمصحف وأخطه بقلم وكان جميلاً نبيلاً».
كان نظيراً لأبي حنيفة في الفقه ومن مدرسة أهل الرأي، وشهد له غير واحد من العلماء، كشعبة، وعطاء، ومنصور بن المعتمر، وأحمد بن يونس: أنه كان من أفقه أهل الدنيا. قال أبو يوسف - صاحب أبي حنيفة - «ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله ولا أقرأ لكتاب الله ولا أقْولُ حقاً بالله ولا أعف عن الأموال من ابن أبي ليلى».
أما في الحديث فقد حكم عليه جهابذة هذا العلم: بأنه سيئ الحفظ مضطرب الحديث، قاله: يحيى بن سعيد القطان، وشعبة بن الحجاج، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، وبيَّن أبو حاتم الرازي سبب ضعفه في الحديث، أنه لا يتهم بشيء من الكذب إنما ينكر عليه كثرة الخطأ لسوء حفظه؛ وذلك لاشتغاله بالقضاء، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الذهبي: حديثه في وزن الحسن ولا يرتقي إلى الصحة لأنه ليس بالمتقن عندهم.
ولي ابن أبي ليلى القضاء لبني أمية ثم وليه لبني العباس، وأول من استقضاه على الكوفة الأمير يوسف بن عمر الثقفي؛ فقال له لما أُدخل عليه: «أنت موضع لحاجتنا فما رأيك في القضاء؟ قال: أعملُ بما رأيت، قال: قد وليتك قضاء الكوفة وأجريت عليك مائتي درهم واقعد للناس بالغداة والعشي إلا أن يستغنوا».
كان يتحرى عن عدالة الشهود، وهو أول من سأل البينة على كتاب القاضي إلى القاضي، وكان يقيم الحدود في المساجد، ولم يكن يجيز شهادة الرافضة.
وكانت بينه وبين أبي حنيفة رحمه الله تعالى وحشة، فقد كان يجلس للحكم في مسجد الكوفة، قيل إنه انصرف يوماً من مجلسه فسمع امرأة تقول لرجل يا ابن الزانيين، فأمر بها فأُخذت ورجع إلى مجلسه وأمر بها فضُربت حدّين وهي قائمة، فبلغ ذلك أبا حنيفة، فقال أخطأ القاضي في هذه الواقعة في ستة أشياء: في رجوعه إلى مجلسه بعد قيامه منه، ولا ينبغي له أن يرجع بعد أن قام منه، وفي ضربه الحد في المسجد وقد نهى رسول الله r عن إقامة الحدود في المساجد، وفي ضربه المرأة قائمة وإنما تضرب النساء قاعدات كاسيات، وفي ضربه إياها حدّين، وإنما يجب على القاذف إذا قذف جماعة بكلمة واحدة حدّ واحد، ولو وجب أيضاً حدّان لا يوالي بينهما بل يضرب أولاً ثم يترك حتى يبرأ من ألم الأول، وفي إقامة الحدّ عليها بغير طالب. فبلغ ذلك محمد بن أبي ليلى فقال لوالي الكوفة: هاهنا شاب يقال له أبو حنيفة يعارضني في أحكامي ويُفتي بخلاف حكمي ويشنع علي بالخطأ فأريد أن تزجره عن ذلك فبعث إليه الوالي ومنعه من الفتيا.
تُوفي ابن أبي ليلى بالكوفة وهو باق على القضاء فجعل أبو جعفر المنصور ابن أخيه مكانه.
نصار نصار
ابن أبي ليلى (محمد بن عبد الرحمن ـ)
(74 ـ 148هـ/693ـ 765م)
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، يسار بن بلال بن بليل بن أُحَيْحَة ابن الجُلاح بن الحريش بن جحجبا ابن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي أبو عبد الرحمن، الإمام العلم المقرئ مفتي الكوفة وقاضيها.
ولد أبو عبد الرحمن سنة نيف وسبعين، مات أبوه وهو صبي فلم يأخذ عنه. بل أخذ عن أخيه عيسى عن أبيه.
أبوه عبد الرحمن بن أبي ليلى، كان من كبار التابعين، ولد لست سنين بقين من خلافة عمر بن الخطاب t، استعمله الحجاج على القضاء، وجده أبو ليلى من أصحاب علي t يلازمه ويسمر معه، وصاحب لوائه يوم وقعة الجمل.
روى ابن أبي ليلى عن: الشعبي ونافع وعطية العوفي وعطاء والحكم وعمرو ابن مرة وأخيه عيسى وابن أخيه عبد الله بن عيسى وابن أخيه أسن منه.
روى عنه: سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة وابن جريج وشريك وقيس وعلي بن مسهر وزكريا بن أبى زائدة ووكيع بن الجراح وعبيدالله بن موسى وأبو نُعيم.
كان ابن أبي ليلى قارئاً عالماً بالقرآن. قال حفص بن غياث: من جلالة ابن أبي ليلى أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ. وقرأ عليه القرآن حمزة الزيات، وقال: «إنما تعلمنا جودة القرآن عند ابن أبي ليلى وكان من أحسب الناس ومن أنقط الناس لمصحف وأخطه بقلم وكان جميلاً نبيلاً».
كان نظيراً لأبي حنيفة في الفقه ومن مدرسة أهل الرأي، وشهد له غير واحد من العلماء، كشعبة، وعطاء، ومنصور بن المعتمر، وأحمد بن يونس: أنه كان من أفقه أهل الدنيا. قال أبو يوسف - صاحب أبي حنيفة - «ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله ولا أقرأ لكتاب الله ولا أقْولُ حقاً بالله ولا أعف عن الأموال من ابن أبي ليلى».
أما في الحديث فقد حكم عليه جهابذة هذا العلم: بأنه سيئ الحفظ مضطرب الحديث، قاله: يحيى بن سعيد القطان، وشعبة بن الحجاج، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، وبيَّن أبو حاتم الرازي سبب ضعفه في الحديث، أنه لا يتهم بشيء من الكذب إنما ينكر عليه كثرة الخطأ لسوء حفظه؛ وذلك لاشتغاله بالقضاء، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الذهبي: حديثه في وزن الحسن ولا يرتقي إلى الصحة لأنه ليس بالمتقن عندهم.
ولي ابن أبي ليلى القضاء لبني أمية ثم وليه لبني العباس، وأول من استقضاه على الكوفة الأمير يوسف بن عمر الثقفي؛ فقال له لما أُدخل عليه: «أنت موضع لحاجتنا فما رأيك في القضاء؟ قال: أعملُ بما رأيت، قال: قد وليتك قضاء الكوفة وأجريت عليك مائتي درهم واقعد للناس بالغداة والعشي إلا أن يستغنوا».
كان يتحرى عن عدالة الشهود، وهو أول من سأل البينة على كتاب القاضي إلى القاضي، وكان يقيم الحدود في المساجد، ولم يكن يجيز شهادة الرافضة.
وكانت بينه وبين أبي حنيفة رحمه الله تعالى وحشة، فقد كان يجلس للحكم في مسجد الكوفة، قيل إنه انصرف يوماً من مجلسه فسمع امرأة تقول لرجل يا ابن الزانيين، فأمر بها فأُخذت ورجع إلى مجلسه وأمر بها فضُربت حدّين وهي قائمة، فبلغ ذلك أبا حنيفة، فقال أخطأ القاضي في هذه الواقعة في ستة أشياء: في رجوعه إلى مجلسه بعد قيامه منه، ولا ينبغي له أن يرجع بعد أن قام منه، وفي ضربه الحد في المسجد وقد نهى رسول الله r عن إقامة الحدود في المساجد، وفي ضربه المرأة قائمة وإنما تضرب النساء قاعدات كاسيات، وفي ضربه إياها حدّين، وإنما يجب على القاذف إذا قذف جماعة بكلمة واحدة حدّ واحد، ولو وجب أيضاً حدّان لا يوالي بينهما بل يضرب أولاً ثم يترك حتى يبرأ من ألم الأول، وفي إقامة الحدّ عليها بغير طالب. فبلغ ذلك محمد بن أبي ليلى فقال لوالي الكوفة: هاهنا شاب يقال له أبو حنيفة يعارضني في أحكامي ويُفتي بخلاف حكمي ويشنع علي بالخطأ فأريد أن تزجره عن ذلك فبعث إليه الوالي ومنعه من الفتيا.
تُوفي ابن أبي ليلى بالكوفة وهو باق على القضاء فجعل أبو جعفر المنصور ابن أخيه مكانه.
نصار نصار