لوكلير (فيليب ماري دي اوتكلوك) Leclerc (Jacques Philippe-) - Leclerc (Jacques Philippe-)
لوكلير (فيليب ماري دي أوتكلوك ـ)
(1902ـ 1947)
جاك فيليب لوكلير Jacques- Philippe Leclerc الاسم الحركيّ المستعار لفيليب ماري فيكونت دي أوتكلوك Philippe-Marie vicomte de Hauteclocque جنرال فرنسي وبطل حرب ومحرر باريس من الاحتلال الألماني.
ولد لوكلير لأسرة أرستقراطية في بِلوا سان ليونار Beloy Saint-Léonard (مقاطعة السوم - فرنسا)، انتسب إلى كلّيّة سان سير العسكرية École Militaire de Saint- Cyr، وتخرّج فيها عام 1924، والتحق بصفوف الجيش، وقاتل في قوام القوات الفرنسية التي أرسلت لإخماد ثورة الريف بقيادة عبد الكريم الخطابي. اشتهر بجرأته وبراعته في القيادة. تدرّج بسرعة في الرتب العسكرية، فرقّي إلى رتبة نقيب عام 1937.
شارك لوكلير برتبة نقيب مشاة في المعارك التي دارت على تخوم فرنسا مع بداية الغزو الألماني، وجرح، ووقع في أسر القوات الألمانية مرتين. غير أنه تمكن من الهرب من الأسر في المرتين، ولجأ إلى إنكلترا، وانضم إلى قوات فرنسا الحرّة بزعامة الجنرال شارل ديغول [ر. دوغول (شارل ـ)] في لندن، واتخذ لنفسه اسماً حركياً هو «لوكلير» (لوكليرك)؛ ليجنب أسرته في فرنسا أي ملاحقة من الألمان. منحه ديغول رتبة عقيد، ثم رتبة عميد (1941)، وأوفده إلى إفريقيا الاستوائية الفرنسية حاكماً للكاميرون؛ ليلم شتات القوات الفرنسية فيها، ويضمّها إلى قوات فرنسا الحرة. وتمكن لوكلير من تنظيم جيش صغير مهلهل انطلق به في أوائل سنة 1943 في مسير منهك استغرق 39 يوماً إلى طرابلس الغرب، واجتاز خلاله مسافة2400كم (1500 ميل)، حيث انضم في 25 نيسان/أبريل 1943 إلى الجيش الثامن البريطاني بقيادة الجنرال مونتغمري، وشاركت قواته جنبا إلى جنب مع البريطانيين في حملتي تونس وطرابلس، ورّقي إلى رتبة لواء عام 1943. في 6 حزيران/يونيو عام 1944 شارك لوكلير في عبور القنال الإنكليزي وغزو النُّرمَندي[ر] قائداً للفرقة الثانية المدرعة الفرنسية، ومنحه أيزنهاور [ر] شرف دخول باريس على رأس فرقته في 24 آب/أغسطس حيث توجه في اليوم التالي في مسيرة مؤزرة إلى دار البلدية Hôtel-de-Ville؛ ليتلقى استسلام قائد الحامية العسكرية الألمانية الجنرال ديتريش فون شولتيتس Dietrich von Choltitz عند محطة مونبارناسGare Montparnasse.
تابع لوكلير مسيرته في تلك الحرب بتحرير ستراسبورغ Strasbourg، وأنهاها في مقرّ قيادة هتلر برشتسغاردن Berchtesgarden في جبال الألب النمساوية.
بعيد انتهاء الحرب في أوربا كُلّف لوكلير قيادة القوات الفرنسية في المحيط الهادئ، ومثّل فرنسا في مراسم استسلام اليابان (2 أيلول/سبتمبر 1945). وفي السنة نفسها بدَّل لوكلير اسمه رسمياً إلى «جاك فيليب لوكلير دي أوتكلوك» محتفظاً بلقبه المستعار. وفي تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام عيّنه ديغول حاكماً عسكرياً للهند الصينية حيث كان ثوار الفييت مينه Viêt -Minh قد نشطوا واتسع نفوذهم.
أدرك لوكلير منذ وصوله إلى سايغون استحالة القضاء على الثوار؛ لأن هذه المهمة تتطلب جيشاً ضخماً وسنوات من حرب الغوار. ومع أنه نجح في هزيمتهم في جنوبي ڤييتنام وفكّ الحصار عن سايغون، وشرع في التقدم شمالاً على امتداد نهر الميكونغ؛ فقد اقترح الدخول في مفاوضات معهم. لم تلق آراء لوكلير أذناً مصغية من السياسيين في باريس وعصبة الاستعماريين الفرنسيين في سايغون، واتهم بالتخاذل، فطلب إعفاءه من منصبه. ولم يعش لوكلير؛ ليشاهد بعينه حرب السنوات السبع الطاحنة التي انتهت بهزيمة فرنسا في ديان بيان فو (1947-1954). فقد عيّن إثر عودته إلى فرنسا مفتشاً عاماً للقوات الفرنسية في شمالي إفريقيا، وقتل في حادث تحطّم طائرة كان يستقلها بالقرب من كولومبيشار Colomb-Béchar في الجزائر. وسرت شائعات قوية - لم تؤكد- أن الحادث كان من تدبير مجموعة الاستعماريين الذين وقفوا ضده في ڤييتنام.
كرّم الجنرال ديغول لوكلير بعضوية «أخويّة التحرير» Order of the Liberation، وسماه الرئيس فرانكلين روزفلت «آمر فيلق الجدارة» Commander of the Legion of Merit. وفي عام 1952 منحته الحكومة الفرنسية رتبة مارشال فرنسا بعد الوفاة.
محمد وليد الجلاد
لوكلير (فيليب ماري دي أوتكلوك ـ)
(1902ـ 1947)
جاك فيليب لوكلير Jacques- Philippe Leclerc الاسم الحركيّ المستعار لفيليب ماري فيكونت دي أوتكلوك Philippe-Marie vicomte de Hauteclocque جنرال فرنسي وبطل حرب ومحرر باريس من الاحتلال الألماني.
ولد لوكلير لأسرة أرستقراطية في بِلوا سان ليونار Beloy Saint-Léonard (مقاطعة السوم - فرنسا)، انتسب إلى كلّيّة سان سير العسكرية École Militaire de Saint- Cyr، وتخرّج فيها عام 1924، والتحق بصفوف الجيش، وقاتل في قوام القوات الفرنسية التي أرسلت لإخماد ثورة الريف بقيادة عبد الكريم الخطابي. اشتهر بجرأته وبراعته في القيادة. تدرّج بسرعة في الرتب العسكرية، فرقّي إلى رتبة نقيب عام 1937.
شارك لوكلير برتبة نقيب مشاة في المعارك التي دارت على تخوم فرنسا مع بداية الغزو الألماني، وجرح، ووقع في أسر القوات الألمانية مرتين. غير أنه تمكن من الهرب من الأسر في المرتين، ولجأ إلى إنكلترا، وانضم إلى قوات فرنسا الحرّة بزعامة الجنرال شارل ديغول [ر. دوغول (شارل ـ)] في لندن، واتخذ لنفسه اسماً حركياً هو «لوكلير» (لوكليرك)؛ ليجنب أسرته في فرنسا أي ملاحقة من الألمان. منحه ديغول رتبة عقيد، ثم رتبة عميد (1941)، وأوفده إلى إفريقيا الاستوائية الفرنسية حاكماً للكاميرون؛ ليلم شتات القوات الفرنسية فيها، ويضمّها إلى قوات فرنسا الحرة. وتمكن لوكلير من تنظيم جيش صغير مهلهل انطلق به في أوائل سنة 1943 في مسير منهك استغرق 39 يوماً إلى طرابلس الغرب، واجتاز خلاله مسافة2400كم (1500 ميل)، حيث انضم في 25 نيسان/أبريل 1943 إلى الجيش الثامن البريطاني بقيادة الجنرال مونتغمري، وشاركت قواته جنبا إلى جنب مع البريطانيين في حملتي تونس وطرابلس، ورّقي إلى رتبة لواء عام 1943. في 6 حزيران/يونيو عام 1944 شارك لوكلير في عبور القنال الإنكليزي وغزو النُّرمَندي[ر] قائداً للفرقة الثانية المدرعة الفرنسية، ومنحه أيزنهاور [ر] شرف دخول باريس على رأس فرقته في 24 آب/أغسطس حيث توجه في اليوم التالي في مسيرة مؤزرة إلى دار البلدية Hôtel-de-Ville؛ ليتلقى استسلام قائد الحامية العسكرية الألمانية الجنرال ديتريش فون شولتيتس Dietrich von Choltitz عند محطة مونبارناسGare Montparnasse.
تابع لوكلير مسيرته في تلك الحرب بتحرير ستراسبورغ Strasbourg، وأنهاها في مقرّ قيادة هتلر برشتسغاردن Berchtesgarden في جبال الألب النمساوية.
بعيد انتهاء الحرب في أوربا كُلّف لوكلير قيادة القوات الفرنسية في المحيط الهادئ، ومثّل فرنسا في مراسم استسلام اليابان (2 أيلول/سبتمبر 1945). وفي السنة نفسها بدَّل لوكلير اسمه رسمياً إلى «جاك فيليب لوكلير دي أوتكلوك» محتفظاً بلقبه المستعار. وفي تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام عيّنه ديغول حاكماً عسكرياً للهند الصينية حيث كان ثوار الفييت مينه Viêt -Minh قد نشطوا واتسع نفوذهم.
أدرك لوكلير منذ وصوله إلى سايغون استحالة القضاء على الثوار؛ لأن هذه المهمة تتطلب جيشاً ضخماً وسنوات من حرب الغوار. ومع أنه نجح في هزيمتهم في جنوبي ڤييتنام وفكّ الحصار عن سايغون، وشرع في التقدم شمالاً على امتداد نهر الميكونغ؛ فقد اقترح الدخول في مفاوضات معهم. لم تلق آراء لوكلير أذناً مصغية من السياسيين في باريس وعصبة الاستعماريين الفرنسيين في سايغون، واتهم بالتخاذل، فطلب إعفاءه من منصبه. ولم يعش لوكلير؛ ليشاهد بعينه حرب السنوات السبع الطاحنة التي انتهت بهزيمة فرنسا في ديان بيان فو (1947-1954). فقد عيّن إثر عودته إلى فرنسا مفتشاً عاماً للقوات الفرنسية في شمالي إفريقيا، وقتل في حادث تحطّم طائرة كان يستقلها بالقرب من كولومبيشار Colomb-Béchar في الجزائر. وسرت شائعات قوية - لم تؤكد- أن الحادث كان من تدبير مجموعة الاستعماريين الذين وقفوا ضده في ڤييتنام.
كرّم الجنرال ديغول لوكلير بعضوية «أخويّة التحرير» Order of the Liberation، وسماه الرئيس فرانكلين روزفلت «آمر فيلق الجدارة» Commander of the Legion of Merit. وفي عام 1952 منحته الحكومة الفرنسية رتبة مارشال فرنسا بعد الوفاة.
محمد وليد الجلاد