المتوكل الثالث (محمد بن يعقوب ـ)أديباً فاضلاً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المتوكل الثالث (محمد بن يعقوب ـ)أديباً فاضلاً

    متوكل ثالث (محمد يعقوب)

    Al-Mutawakil al-Thalith (Mohammad ibn Yakub-) - Al-Mutawakil al-Thalith (Mohammad ibn Yakub-)

    المتوكل الثالث (محمد بن يعقوب ـ)
    (780 ـ 950هـ/1466ـ 1543م)

    المتوكل الثالث، أو المتوكل على الله، محمد بن يعقوب «المستمسك بالله» بن عبد العزيز «المتوكل الثاني» العباسي، آخر خلفاء الدولة العباسية الثانية بمصر.
    كان أديباً فاضلاً. ناب عن أبيه حيّاً في شؤون الخلافة، ثم نزل له أبوه عن الخلافة إذ كُفَّ بصره في سابقةٍ لم تحدث في مؤسسة الخلافة الإسلامية من قبل؛ وأورد المؤرخ العصامي (ت1111هـ) في كتابه «سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي» نَظْماً يسوّغ شرعية انتقال الخلافة من المستمسك بالله إلى المتوكل على الله:
    ولم يكنْ خَلعُهُ من أجلِ مَنْقَصةٍ
    في دينه ثم دنياهُ ولـيسَ جَرى
    شبيـهُ ذاك ولكـنْ أمرُ خالقنا
    مُذ حلَّ في عينِه فأذْهَبَ البصرا
    وأهلُ حلٍّ وعقدٍ بايَعُوا بِرضا
    لنـجله لَيْسَ فِيْهِمْ واحدٌ غَـدرا
    بذي التوكُّلِ حقّاً لقبُوهُ وَقُـلْ
    محـمدٌ اسـمه لازَال مُنْتـَصرا
    في ساعةِ الخلعِ والمخلوعُ والدُه
    كـانَت بنو عَمهِ راضينَ ما ذكرا
    وقد اختلف الرواة في السنة التي ناب عن أبيه في شؤون الخلافة وفي السنة التي نزل له أبوه عنها، وكان السلطان المملوكي في مصر حينئذٍ الأشرف قانصوه الغوري [ر].
    تميز عهده بكثير من الأحداث والتغيرات السياسية والاضطرابات؛ فمن جهة لم تتوقف حملات الصليبيين الإسبتاريين في غاراتهم على بلاد المسلمين بين (915-917هـ/1510-1512م)، ومن جهة أخرى استفحل خطر البرتغاليين الذين وصلوا إلى رأس الرجاء الصالح سنة 892هـ/1487م بعد أن سيطروا على المدن المهمة في الساحل الغربي لإفريقيا، وأحكموا السيطرة على مدن السواحل الإفريقية الشرقية، واستأثروا بتجارة الهند بأن ألزموا الهنود طرد التجار العرب من مدنهم التجارية، وهاجموا الأسطول المملوكي في المحيط الهندي، كما انتزعوا الجزر المهمة على طريق تجارتهم كجزيرة سُقطرة عند باب المندب وهرمز في مدخل الخليج العربي، واستولوا على مسقط وعُمان والأحساء في حملاتهم المتواصلة بين 912هـ/1507م و929هـ/1523م، وحاولوا الاستيلاء على عدن، حتى إنهم هددوا ميناء جدة والمدينة المنورة، وأرادوا تطويق الدولة الإسلامية بتحالفاتهم مع الحبشة، ومع الصفويين الذين عَلا أمرهم في الشرق إذ وصلت طلائع جندهم إلى نهر الفرات (البيرة)، في الوقت الذي كان فيه العثمانيون المنشغلون بحروبهم في أوربا متأذين من الحملات التي يقودها إسماعيل الصفوي في الأناضول.
    وقد زاد الأمر تأزماً رفضُ المماليك مؤازرة العثمانيين في حربهم ضد الصفويين، مما جعل مصر موطن الخلافة المقصد الثاني للسلطان سليم بعد انتهائه من أمر الصفويين في معركة غالديران [ر] سنة 920هـ، وحسمت معركة الريدانية الأمر لمصلحة العثمانيين، وقُتِلَ قانصوه الغوري وتولى السلطنة طومان باي.
    دخل السلطان سليم مصر سنة 922هـ/1517م، وكان المتوكل على الله قائماً بالخلافة فيها، وأعلن الأشراف كلهم الطاعة للسلطان، الذي عاد إلى اصطنبول منتصراً حاملاً لقب خادم الحرمين الشريفين، مصطحباً معه الخليفة المتوكل على الله الثالث، وذلك دَرْءاً لاحتمال حدوث أي فتنة، وترك المستمسك بالله لكبر سنه في مصر.
    ليس ثمة وثائق تثبت موقف المتوكل من السلطان سليم في عاصمته، وليس هناك وثيقة واحدة تثبت نزول المتوكل عن الخلافة للسلطان العثماني كما تذكر بعض المراجع المتأخرة.
    عاد المتوكل إلى مصر بعد وفاة السلطان سليم، فأقام فيها وأجري له كل يوم 60 درهماً. وفي أثناء إقامته فيها أُتيحت له فرصة ليظهر أثره المعنوي عندما خلع خلعة السلطنة على أحمد باشا الذي ثار على العثمانيين.
    وبوفاة المتوكل على الله الثالث كانت نهاية الخلافة العباسية في مصر.
    جواد معين ترجمان
يعمل...
X