الاباضية في المغرب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاباضية في المغرب

    الإباضية في المغرب:
    أول من نشر المذهب الإباضي في المغرب، سلامة بن سعيد (أو سلامة بن سعد) الذي ظهر في القيروان في بدايات القرن الثاني للهجرة مع الداعية عكرمة مولى ابن عباس، ويبدو أن دعوته لاقت نجاحاً كبيراً، لأننا نجد في طرابلس بعد عشرين سنة من ظهوره، فئة كبيرة من الإباضية يتزعمها عبد الله بن مسعود التجيبي الذي استمد قوته من قبيلة هوارة القاطنة في طرابلس والمنطقة الواقعة إلى الشرق منها، ثم انضوت تحت لواء الدعوة قبيلة زناتة القاطنة غربي طرابلس، وقبيلة نَفُوسة التي كانت تقطن الجبل الذي يحمل اسمها، وفي 132هـ استولى إسماعيل بن زياد النفوسي، إمام الدفاع، على قابس، ولكنه قتل بعد مدة وجيزة بالقرب من قابس في أثناء مواجهته عبد الرحمن بن حبيب والي القيروان.
    ضعفت الدولة الإباضية في طرابلس بعد مقتل إسماعيل بن زياد، ولكن المذهب بقي منتشراً، وتكون منهم جماعة من «نَقلَة العلم» ذهبت إلى البصرة وحملته، ومن بينهم عاصم السدراتي الذي يُعد من قادة الإِباضيين في المغرب، وإسماعيل بن دَرَّار الغدامسي، وأبو الخطاب عبد العلاء بن السمح المعافري، وعبد الرحمن بن رستم.
    وقد تلقى هؤلاء تعليماتهم من أبي عبيدة لتنظيم إمامة في طرابلس يكون فيها أبو الخطاب إماماً في المستقبل، واجتمع مجمع منهم على مقربة من طرابلس عام 140هـ ونادوا بأبي الخطاب إماماً وسيطرت إمامتهم على كل ليبية الحالية، ثم احتلوا القيروان (141هـ/758م). وقد انهارت هذه الإمامة الإباضية الثانية بعد أربع سنوات من قيامها على يد حاكم مصر العباسي محمد بن الأشعث الذي اشتبك في معركة مع أبي الخطاب شرقي طرابلس. وقُتل أبو الخطاب وآلاف من أتباعه، وتراجع الإباضيون إثر هذه الهزيمة إلى المناطق الداخلية من طرابلس أو المغرب الأوسط، واستطاع إثر ذلك عبد الرحمن بن رستم، حاكم القيروان الإباضي السابق، وأحد حملة العلم أن يلجأ إلى بلاد الجريد ومنها إلى تاهرت حيث أسس سنة 160هـ الدولة الرستمية [ر].
    وبعد قضاء الفاطميين على الدولة الرستمية عام 296هـ ظهرت في أنحاء متعددة من المغرب تنظيمات سياسية إباضية مستقلة أو تكاد عن الفاطميين وعن الأسر السنية في بلاد المغرب. وبدأ تراجع الإباضية من القرن الرابع الهجري وزاد في تراجعها دخول عرب بني هلال المغرب. وقد ظهر هذا التراجع بوضوح في القرن السادس الهجري إذ انحصر وجودهم في مناطق معينة لاتزال مراكز لهم حتى اليوم كمنطقة مزاب (الجزائر) وجزيرة جربة (تونس)، وجبل نفوسة (ليبية). ولايزال الإباضيون في هذه المناطق منقسمين إلى فئتين هما الوهبيون والنُكَّار، ذلك أنه عندما تولى عبد الوهاب الحكم بعد وفاة أبيه عبد الرحمن بن رستم (168هـ/784م) اتجهت الدولة الرستمية نحو الحكم الوراثي على الرغم من بقاء الصفة الانتخابية شكلاً ممثلة بمجلس شورى من سبعة أعضاء، وأدى ذلك إلى انفصال جماعة رفضت بيعة الإمام الجديد، فدعوا بالنُكَّار، ولم يقتصر الأمر على انشقاق مذهبي فحسب، بل تعداه إلى صدام عسكري، فقد خرج النكار من تاهرت إلى الجبال المجاورة. وحاولوا اغتيال الإمام عبد الوهاب فقاتلهم وقتل زعيمهم.
    مبادئ الإباضية:
    يتفق الإباضيون مع غيرهم من الخوارج في تصورهم الخلافة والإيمان، فهم يرون أن الخلافة يجب أن تكون باختيار حر من المسلمين، وإذا تم اختيار الخليفة، فلايصح أن يتخلى أو يُحكِّم، وعليه أن يخضع خضوعاً تاماً لما أمر الله وإلا وجب عزله. أما ما يتصل بالإيمان، فهم يرون أن العمل بأوامر الدين من صلاة وصوم وصدق وعدل جزء من الإيمان، وليس الإيمان الاعتقاد وحده. وإذا كان جمهور الإباضية يقول: إن تأدية جميع ما فرض الله سبحانه على خلقه إيمان، فإنهم يرون أن كل كبيرة كفر نعمة لا كفر شرك.
    ويرون أن مخالفيهم من أهل الصلاة كفار وليسوا بمشركين، حلال مناكحتهم وموارثتهم، وحلال غنيمة أموالهم من السلاح والكراع عند الحرب، حرام ماوراء ذلك، وحرام قتلهم وسبيهم في السر إلا من دعا إلى الشرك في دار التقية ودان به ورأوا أن الدار، أي دار مخالفيهم، دار توحيد إلا عسكر السلطان فإنه دار كفر عندهم، وحرّموا الاستعراض إذا خرجوا، كما حرموا دماء مخالفيهم حتى يدعوهم إلى دينهم، ولهم فقه يقوم على الكتاب والسنة، والإجماع، والقياس. وهم يحتجون بخبر الآحاد وبالحديث المرسل.
    وقد نبغ من الإباضيين فقهاء ومتكلمون نشطوا للدفاع عن عقيدتهم، وبسط مذاهبهم، والردّ على خصومهم. وقد ذكر النديم صاحب الفهرست طائفة من أكابر مؤلفيهم، وسرد جملة من كتبهم ومصنفاتهم.
    ومن أشهر مؤلفات المتأخرين في الفقه الإباضي كتاب «النيل وشفاء العليل».
    نجدة خماش
يعمل...
X