محمد أمين المحبي العلامة الأديب، المؤرخ الشاعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد أمين المحبي العلامة الأديب، المؤرخ الشاعر

    محبي (محمد امين)

    Al-Muhibi (Mohammad Amin-) - Al-Muhibi (Mohammad Amin-)

    المحبي (محمد أمين ـ)
    (1061 ـ 1111هـ/1651 ـ 1699م)

    محمد أمين بن فضل الله بن محب الله (محب الدين) بن محمد بن أبي بكر بن داود بن عبد الرحمن بن عبد الخالق العلواني المحبي، الحموي الأصل، الدمشقي المولد والدار، العلامة الأديب، المؤرخ الشاعر المصنف، أحد أشهر أعلام العصر العثماني في بلاد الشام.
    ولد في دمشق، ونشأ في أسرة معروفة بالعلم والأدب، فجده محب الدين كان متبحراً في علوم اللغة والدين، أديباً ناظماً ناثراً، عمل في القضاء ووضع مصنفات مفيدة، ووالده فضل الله كان أيضاً عالماً أديباً شاعراً مؤلفاً، تخرج محمد أمين على يده في الشعر والإنشاء، وأخذ عنه مبادئ العلوم قبل التحاقه بمجالس العلماء في دمشق، ليقرأ القرآن الكريم ويسمع الحديث الشريف ويأخذ الفقه والتصوف، ويدرس اللغة والأدب. وبعد تحصيله قدراً وافياً من العلم وشروعه بالاشتغال صحب والده في بعض سفراته إلى مقر الخلافة العثمانية، فأخذ هناك عن شيوخها والشيوخ الوافدين إليها، وعاد إلى دمشق واشتغل بالتدريس، ثم رحل منها إلى الحجاز للحج والمجاورة، فأخذ عن علماء الحرمين واطلع على مصنفاتهم، وبعد عودته إلى الشام بمدة سافر إلى القاهرة، فأخذ عن أهل العلم بها، وناب في القضاء بمكة والقاهرة، واستقر أخيراً في دمشق مدرساً حتى وفاته.
    كان المحبي فقيهاً محدثاً مؤرخا لغوياً أديباً، وأمضى حياته متعلماً ومعلماً ومصنِّفاً في اللغة والأدب والتاريخ.
    وقد عرف بدماثته وتواضعه وحسن معاملته لإخوانه وشيوخه وتلاميذه، وبحرصه على اللغة العربية وآدابها، فشارك مشاركة كبيرة في الحركة الأدبية إبداعاً وتوثيقاً، وبرع في الشعر والنثر وكتابة الخط الحسن، وترك مصنفات كثيرة مهمة، بدأ التصنيف شاباً، فوضع في اللغة كتابه «قصد السبيل فيما في لغة العرب من الدخيل» جمع في ما جاء في هذا الباب من قبل ورتبه وأضاف إليه ما هداه إليه تقصيه وما استجد في عصره، وكتابه «الناموس» وهو حاشية عن معجم القاموس المحيط، مات ولم يكمله. ووضع في التاريخ كتابه المهم «خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر» ترجم فيه زهاء ستة آلاف ما بين ترجمة أساسية وترجمة عارضة. وصنف في الأدب كتابه «ما يعول عليه في المُضاف والمُضاف إليه» بسط فيه كتاب «ثمار القلوب في المضاف والمنسوب» للثعالبي، وأضاف إليه ما استدركه في هذا الفن على الثعالبي، ثم ألحق به كتاب «جنى الجنتين في تمييز نوع المثنيين» الذي عرف بالمثنى الذي لا يكاد يتثنى، وكتاب «الدر الموصوف في الصفة والموصوف»، وكتاب «الأمالي»، وكتاب «الأمثال»، وله ديوان شعر وأرجوزة طويلة بعنوان «راحة الأرواح وجلابة السرور والأفراح». أما كتابه المشهور «نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة» فقد ذيل به على كتاب «ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا» للخفاجي، وعرض فيه حال الأدب في عصره، واتبع فيه نهج العماد الأصفهاني في «خريدة العصر»، والثعالبي في «يتيمة الدهر»، وقسمه إلى ثمانية أبواب، فجعل الباب الأول في محاسن شعراء دمشق ونواحيها، والثاني في نوادر أدباء حلب، والثالث في نوابغ بلغاء الروم، والرابع في طرائف ظرفاء العراق والبحرين، والخامس في لطائف لطفاء اليمن، والسادس في عجائب نبغاء الحجاز، والسابع في غرائب نبغاء مصر، والثامن في تحائف أذكياء المغرب. ووضع للكتاب ذيلاً، استدرك فيه ما فاته، ومات دونه، فرتبه تلميذه محمد بن محمود المحمودي السؤلاتي. وبكتابيه الخلاصة والنفحة شارك مشاركة كبيرة في تسجيل أدب القرن الحادي عشر الهجري وفي التعريف بأعلامه.
    مال المحبي في نثره إلى الاسترسال والإطالة، واتسم أسلوبه فيه بالصنعة البديعية، فظهر حرصه على تقطيع الجمل وتسجيعها، وتوفير فنون البديع لها مثل الموازنة والطباق، وأكثر من الاقتباس والتضمين والإشارات التراثية في تكوين معانيه وأدائها، موفراً سمات الإبداع والبراعة السائدة في نثر عصره الأدبي، التي تُظهر صاحبها ملماً بالتراث ومتقناً للصنعة، وقد اتبع هذا الأسلوب في تراجمه حتى كاد حديثه عن الأعلام لا يغني ولا يفيد؛ لأنه يرصف العبارات الإنشائية المثقلة بالصنعة البديعية، وأما نظمه فقد قلّت فيه الصنعة حتى كادت تختفي في كثير منه، وبدا واضحاً عليه مسحة من متانة وفصاحة وإن ظل أثر علمه واضحاً فيه، وقد نظمه في الفنون المختلفة وخاصة في المدح، والإخوانيات والغزل وشيء من الحكمة والتأمل في أحوال عصره، وله أرجوزة طويلة في الأمثال ومقصورة ضافية في المدح النبوي.
    ومن نثره قوله في مقدمة كتاب نفحة الريحانة:
    «… وسوّدت أعياناً بيّضت بهم وجه الطروس، وأحييت لهم أبيات أشعار كادت تشارف الدروس، من كل لفظ أرق من نفحة الزهر في الروض للناشق، وأحسن موقعاً من تبسم المعشوق في وجه العاشق، وأتيت فيهم بفصول تشهد لهم بالتفضيل، وتقضي بأن كل وصف فيهم فضول بالإجمال والتفصيل، وإني محاسب لقلبي إذا مال وللساني إذا قال، ولا أمدح إلا ممدوحاً، ولا أقدح إلا مقدوحاً، ولا يستفزني رعد كل سحابة، ولا يستخفني طنين كل ذبابة…».
    ومن شعره قوله في مقدمة مقصورته النبوية:
    دع الهوى فآفة العقل الهوى
    ومن أطاعه من المجد هـوى
    وفي الغـرام لذة لوسلمت
    من الـهوان والملام والنـوى
    كأنما الـهم غريم مقسـم
    أن لا يغيب لحظة عن الحشا
    كأنما وجه البسيطة شـقة
    لا تنطوي ولا لحـدها انتهى
    لا استقر سـاعة بمنـزل
    إلا اقتضى الأمر تجدد النوى
    ولا تراني قـط إلا راكبـاً
    في طلب المجد وتحصيل العلا
    والحرلايرضى الهوان صاحباً
    وليس دار الذل مسـكن الفتى
    والعقل في هذا الزمان آفـة
    وربمـا يقتـل أهـله الذكـا
    محمود سالم محمد

يعمل...
X