كلمة العـدد
المختبرات الملونة أو المخابر التي تعنى بتظهير الأفلام الملونة وما أكثرها في لبنان والوطن العربي ، بدأت تعكس حالة تجارية بحتة على مستوى النتيجة دون النظر إلى العطاءات الفنية والتي يكون المصور قد جهد في الحصول عليها فبعض هذه المختبرات اذا لم نقل كلها تساهم بقصد أو غير قصد في نفور الكثير من المصورين من التعاطي مع الأفلام الملونة والسبب الواضح هو اما الإهمال و إما السعي للربح عن طريق إستعمال المحاليل الكيميائية لأكثر من المدة المحددة لها أو باستعمال مواد تالفة لانتهاء مدتها أو لتعرضها للرطوبة وما شابه وبعض الشكاوي والصور المرفقة التي وردت الينا تبين بوضوح استهتار هذه المختبرات بزبانها لتاتي النتائج برداءة طباعية وكيميائية في أن إضافة لما تعانيه الأفلام من خدوش تبدو آثارها واضحة عند الطبعة أو من تلف بعض الأفلام نتيجة لحادث ميكانيكي أو يدوي ، إلى آخر المعروفة أو التبريرات التي يقدمونها الينا في كل مرة هذا اذا لم نتكلم عن فقدان الفيلم .
من هنا ندعو أصحاب هذه المختبرات إلى الجدية والالتزام وندعو بالتالي إلى قيام مختبرات للالوان تعمل بأسلوب المحترفين
كما ندعو القاريء إلى البحث عن مختبرات صغيرة تعمل بالطريقة اليدوية وتختص بأعمال المحترفين
ففي ذلك الحصول على نتائج مرضية أو ندعو كل مهتم بالتحول عن الأفلام الملونة إلى الأسود والأبيض إحتجاجاً . الى أن تبدأ المختبرات بالعمل بجديه وبنتائج مرضية .
رئيس التحرير
فلاش تقديم : فرید ظفور
- الجمال بين الحقيقة والوهم -
إحذروا ... فن التصوير الضوئي كلما تقدم التصوير ... إقتربنا جادة الحضارة إنتبهوا ... لا تستهينوا بالتصوير الفوتوغرافي ... إنه سلاح رهيب للحرب الحديثة ، ولبناء صرح الحضارة الإنسانية ... و إذا علمنا أن غاية كل الأديان السماوية والفلسفات الأرضية جمعاء هي الانسان .. فحري بنا توجيه عدساتنا باتجاه سعادة ومستقبل الإنسانية ! ..
لأن الأعمال الضوئية الجيدة تنبثق من الواقع والذات وتكتمل بالمشاهدة فيتم التكامل المثمر المعطاء وعلى العكس إذا ارتد الإنعكاس الى الذات التي انطلق منها يوقع صاحبه في متاهات الفراغ ويؤدي به الى النهاية المأسوية ـ قتل الذات - إن رعاية الهاوي شرط أساسي لاستمرار الحياة الضوئية الجمالية والرعاية والإهتمام تعني فهم الآخر وتشجيعه وتأييده وان تكون تحت تصرفه أن تسعد معه وتشاركه إضطرابه و أن تضع نفسك مكانه أن يكون إتجاهك هو رعاية الجميع وبذل ذاتك من أجلهم أن تعطي دون أن تتوقع مقابلا أن تؤيد دون أن توجه ، أن تهتم وتبتهج مع الهاوي حينما يكون سعيداً وتعيسا على السواء ..
ولكن هل يوجد إنسان يستطيع أن يعطي دون أن يتوقع مقابلا ؟ هل يستطيع إنسان أن يحب
دون أن يعطي الحب ؟..
ربما استطاع ذلك .. الفنان وحده .
ولكن بالنسبة للإنسان العادي هناك مبدأ مهم يفسر سلوكه هو مبدأ التدعيم ، فسلوكنا يستمرحين نكافأ وأنا أستطيع أن أرى الآخرين وأن أهتم بهم حين أجد شيئاً من التقدير عند بعض الناس .
لكي نتجنب الخطأ الفادح الذي يمثل الصور الخادعة كحقيقة قائمة علينا سير الغور البعيد في أعماق الذات ، لا الإفتتان بالشكل على حساب المضمون ، فالغوص بأعماق ، الأنا » هو السبيل لكشف سر الجمال الدفين ، فلا تسحر بجمال الشكل الذي يعمي القلب والعقل ، والإنسياق وراء جمال الشكل لأنه مجرد صورة خادعة وخيوط ظلال أشبه بالصورة المنعكسة على صفحة الماء التي قام بها » نرسيس » ذاك المغرور بنفسه وجماله والذي عشق ظله وتاه في الفيافي يبحث عنه ، حتى أعياه التعب والبحث ومات لتنبت على ضريحه زهرة النرجس . وكل إنهماك بالشكل الغابر والصورة الكاذبة بدافع الأنانية والإكتفاء به سيكون صورة نرجسية على حساب المضمون . والحقيقة التي نغفلها وننساق وراء سحب سوداء في دياجر الظلام .
فلا نقف على قارعة الرصيف الفني مكتوفي الأيدي معصوبي الأعين . ساقطين في لجة الفراغ الضوئي - بل لنستلهم الجمال المزروع في بلادنا الجميلة ، ولننزع من أنفسنا ما هو واه وزائف ، ونصقلها حتى تبزغ شمس الجمال الحقيقي .
فلو إستمر بنا الغرور والتمسك بأحد وجهي عجلة الجمال الشكل أو المضمون ، لإنحدرنا الى قاع الهاوية الفنية وللدرك الأسفل ولكن لحسن الحظ يعيش بيننا فنانون مصورون ومفكرون وأساتذة يتمتعون بتواضع العارفين فيمسكون علينا الحياة الفنية ، فاتحين عيوننا على الحقيقة التي تحدد موقفنا ومسارنا من مدارس فن التصوير الضوئي ، للبحث على الدوام ونتقصى جادة الصواب ولكن الصورة تزوغ ولا نستطيع إدراكها وتحديدها الصورة التي نتخيل أنها شكلنا أننا واحد من مظاهرها وصور كثيرة للشيء لامنا الحياة ، ولسنا نحن مثالها الكامل الصحيح لأنه لا مثال لها إلا ذاتها لتعدد صورها من هنا ندعو زملاءنا المصورين لرعاية الحياة الضوئية على الأرض من حولهم بازهارها وأشجارها وآثارها وما شاكلها ، لأن الإقتطاف والتدمير قتل لهذه الحياة الجميلة ، فلنرحمها من الضياع بعين فنانه وعدسة ذكية⏹
المختبرات الملونة أو المخابر التي تعنى بتظهير الأفلام الملونة وما أكثرها في لبنان والوطن العربي ، بدأت تعكس حالة تجارية بحتة على مستوى النتيجة دون النظر إلى العطاءات الفنية والتي يكون المصور قد جهد في الحصول عليها فبعض هذه المختبرات اذا لم نقل كلها تساهم بقصد أو غير قصد في نفور الكثير من المصورين من التعاطي مع الأفلام الملونة والسبب الواضح هو اما الإهمال و إما السعي للربح عن طريق إستعمال المحاليل الكيميائية لأكثر من المدة المحددة لها أو باستعمال مواد تالفة لانتهاء مدتها أو لتعرضها للرطوبة وما شابه وبعض الشكاوي والصور المرفقة التي وردت الينا تبين بوضوح استهتار هذه المختبرات بزبانها لتاتي النتائج برداءة طباعية وكيميائية في أن إضافة لما تعانيه الأفلام من خدوش تبدو آثارها واضحة عند الطبعة أو من تلف بعض الأفلام نتيجة لحادث ميكانيكي أو يدوي ، إلى آخر المعروفة أو التبريرات التي يقدمونها الينا في كل مرة هذا اذا لم نتكلم عن فقدان الفيلم .
من هنا ندعو أصحاب هذه المختبرات إلى الجدية والالتزام وندعو بالتالي إلى قيام مختبرات للالوان تعمل بأسلوب المحترفين
كما ندعو القاريء إلى البحث عن مختبرات صغيرة تعمل بالطريقة اليدوية وتختص بأعمال المحترفين
ففي ذلك الحصول على نتائج مرضية أو ندعو كل مهتم بالتحول عن الأفلام الملونة إلى الأسود والأبيض إحتجاجاً . الى أن تبدأ المختبرات بالعمل بجديه وبنتائج مرضية .
رئيس التحرير
فلاش تقديم : فرید ظفور
- الجمال بين الحقيقة والوهم -
إحذروا ... فن التصوير الضوئي كلما تقدم التصوير ... إقتربنا جادة الحضارة إنتبهوا ... لا تستهينوا بالتصوير الفوتوغرافي ... إنه سلاح رهيب للحرب الحديثة ، ولبناء صرح الحضارة الإنسانية ... و إذا علمنا أن غاية كل الأديان السماوية والفلسفات الأرضية جمعاء هي الانسان .. فحري بنا توجيه عدساتنا باتجاه سعادة ومستقبل الإنسانية ! ..
لأن الأعمال الضوئية الجيدة تنبثق من الواقع والذات وتكتمل بالمشاهدة فيتم التكامل المثمر المعطاء وعلى العكس إذا ارتد الإنعكاس الى الذات التي انطلق منها يوقع صاحبه في متاهات الفراغ ويؤدي به الى النهاية المأسوية ـ قتل الذات - إن رعاية الهاوي شرط أساسي لاستمرار الحياة الضوئية الجمالية والرعاية والإهتمام تعني فهم الآخر وتشجيعه وتأييده وان تكون تحت تصرفه أن تسعد معه وتشاركه إضطرابه و أن تضع نفسك مكانه أن يكون إتجاهك هو رعاية الجميع وبذل ذاتك من أجلهم أن تعطي دون أن تتوقع مقابلا أن تؤيد دون أن توجه ، أن تهتم وتبتهج مع الهاوي حينما يكون سعيداً وتعيسا على السواء ..
ولكن هل يوجد إنسان يستطيع أن يعطي دون أن يتوقع مقابلا ؟ هل يستطيع إنسان أن يحب
دون أن يعطي الحب ؟..
ربما استطاع ذلك .. الفنان وحده .
ولكن بالنسبة للإنسان العادي هناك مبدأ مهم يفسر سلوكه هو مبدأ التدعيم ، فسلوكنا يستمرحين نكافأ وأنا أستطيع أن أرى الآخرين وأن أهتم بهم حين أجد شيئاً من التقدير عند بعض الناس .
لكي نتجنب الخطأ الفادح الذي يمثل الصور الخادعة كحقيقة قائمة علينا سير الغور البعيد في أعماق الذات ، لا الإفتتان بالشكل على حساب المضمون ، فالغوص بأعماق ، الأنا » هو السبيل لكشف سر الجمال الدفين ، فلا تسحر بجمال الشكل الذي يعمي القلب والعقل ، والإنسياق وراء جمال الشكل لأنه مجرد صورة خادعة وخيوط ظلال أشبه بالصورة المنعكسة على صفحة الماء التي قام بها » نرسيس » ذاك المغرور بنفسه وجماله والذي عشق ظله وتاه في الفيافي يبحث عنه ، حتى أعياه التعب والبحث ومات لتنبت على ضريحه زهرة النرجس . وكل إنهماك بالشكل الغابر والصورة الكاذبة بدافع الأنانية والإكتفاء به سيكون صورة نرجسية على حساب المضمون . والحقيقة التي نغفلها وننساق وراء سحب سوداء في دياجر الظلام .
فلا نقف على قارعة الرصيف الفني مكتوفي الأيدي معصوبي الأعين . ساقطين في لجة الفراغ الضوئي - بل لنستلهم الجمال المزروع في بلادنا الجميلة ، ولننزع من أنفسنا ما هو واه وزائف ، ونصقلها حتى تبزغ شمس الجمال الحقيقي .
فلو إستمر بنا الغرور والتمسك بأحد وجهي عجلة الجمال الشكل أو المضمون ، لإنحدرنا الى قاع الهاوية الفنية وللدرك الأسفل ولكن لحسن الحظ يعيش بيننا فنانون مصورون ومفكرون وأساتذة يتمتعون بتواضع العارفين فيمسكون علينا الحياة الفنية ، فاتحين عيوننا على الحقيقة التي تحدد موقفنا ومسارنا من مدارس فن التصوير الضوئي ، للبحث على الدوام ونتقصى جادة الصواب ولكن الصورة تزوغ ولا نستطيع إدراكها وتحديدها الصورة التي نتخيل أنها شكلنا أننا واحد من مظاهرها وصور كثيرة للشيء لامنا الحياة ، ولسنا نحن مثالها الكامل الصحيح لأنه لا مثال لها إلا ذاتها لتعدد صورها من هنا ندعو زملاءنا المصورين لرعاية الحياة الضوئية على الأرض من حولهم بازهارها وأشجارها وآثارها وما شاكلها ، لأن الإقتطاف والتدمير قتل لهذه الحياة الجميلة ، فلنرحمها من الضياع بعين فنانه وعدسة ذكية⏹
تعليق