عبده طبيب
’Abda ibn al-Tabib - ’Abda ibn al-Tabib
عَبَدة بن الطَّبِيب
(…ـ بعد20هـ/… ـ بعد 640م)
عَبَدَة بن يزيد (الطبيب) بن عمرو ابن وَعْلة، أبو زيد، شاعر مخضرم، من بني عبد شمس (عبشمس) بن كعب من تميم. وكان يقال لعبشمس: «قريش سعد؛ لجمالهم»، إلا أنه لم يكن جميلاً كباقي أفراد قبيلته.
ولد في الجاهلية، وعاش معظم حياته فيها مع قومه، والظاهر أنه عاش حياة اللصوص، وكان يفعل فعلهم، قال الزمخشري في «ربيع الأبرار»: «وكان حبشياً من لصوص الرباب»، وهو بذلك يشير إلى سواد لونه أيضاً.
ولم يرد في المصادر أخبار تجلو صورة حياته بدقة، وثمة ما يشير إلى أنه كان ينادم بعض الشعراء، ويتبادلون الآراء والأحكام في الشعر والشعراء، وقصته مشهورة لما اختلف مع الزبرقان ابن بدر والمُخَبّل السعدي وعمرو بن الأهتم أيهم أشعر، فاحتكموا إلى أول القادمين عليهم.
وقد أدرك عَبَدةُ الإسلامَ وأسلم وحسُن إسلامه، وشارك في حروب الفتح الإسلامي، وأبلى فيها بلاءً حسناً، كما شارك في فتح بابل، ومعركة القادسية، وأشار إلى مشاركته في فتح المدائن (سنة 15ـ16هـ) بقوله:
يقارعون رؤوسَ العُجم ضاحيةً
منهم فوارسُ لا عُزْلٌ ولا مِيْل
ويبدو أنه أنجب عدداً من الأبناء، إلا أن المصادر تذكر ابنه واثلة وتورد له بعض الشعر. ولما كبر عبدة وتقدمت به السن جمع بنيه وأوصاهم بأمور منها:
أبنيّ إني قد كبرتُ ورابني
بصري وفيَّ لمُصْلِحٍ مُسْتَمْتَعُ
أوصيكم بتقى الإله فإنه
يُعطي الرغائبَ من يشاء ويمنع
واعصوا الذي يُسدي النميمةَ بينكم
مُتنصّحاً وهو السِّمامُ المُنقَعُ
يُزجي عقاربَه ليبعثَ بينكم
حرباً كما بعث العُروقَ الأجدع
لا تأمنوا قوماً يَشِبُّ صبيّهم
بين القوابل بالعداوة يُنشَع
إن الذين ترونهم خلاّنكم
يَشفي صداعَ رؤوسهم أن تُصرعوا
وكان من أخلاقه أنه وفيٌّ، يترفّع عن الهجاء ويراه منقصةً، قيل لأحد العلماء «كان عبدة بن الطبيب لايحسن أن يهجو. فقال: «لاتقل ذاك. فوالله ما أبى من عِيٍّ، ولكنه كان يترفع عن الهجاء ويراه ضَعةً؛ كما يرى تركَه مروءة وشرفاً»، قال:
وأجرأ من رأيتُ بظهر غيب
على عيبِ الرجال أولو العيوب
وليس بين أيدينا ما يثبت سنة وفاته، ويقدّر الباحثون أنها كانت بعد سنة 20هـ.
وكان عبدة جيد الشعر إلا أنه مُقِلٌّ منه، وقد اختار له المفضل الضبي قصيدة جعلها في مختاراته، وهو صاحب أرثى بيت قالته العرب في رثائه قيس بن عاصم إذ يقول:
فما كان قيسٌ هلكُه هُلْكُ واحدٍ
ولكنـه بنيان قومٍ تهدّمـا
وشعره «جزل العبارة، رصين الأسلوب، جميل الأداء، أُعجِب الأدباءُ والنقاد والعلماء بشعره معنى وأسلوباً، فأثنوا عليه ومدحوا قائله».
وقد جمع شعرَه يحيى الجبوري ونشره عام 1979.
علي أبو زيد
’Abda ibn al-Tabib - ’Abda ibn al-Tabib
عَبَدة بن الطَّبِيب
(…ـ بعد20هـ/… ـ بعد 640م)
عَبَدَة بن يزيد (الطبيب) بن عمرو ابن وَعْلة، أبو زيد، شاعر مخضرم، من بني عبد شمس (عبشمس) بن كعب من تميم. وكان يقال لعبشمس: «قريش سعد؛ لجمالهم»، إلا أنه لم يكن جميلاً كباقي أفراد قبيلته.
ولد في الجاهلية، وعاش معظم حياته فيها مع قومه، والظاهر أنه عاش حياة اللصوص، وكان يفعل فعلهم، قال الزمخشري في «ربيع الأبرار»: «وكان حبشياً من لصوص الرباب»، وهو بذلك يشير إلى سواد لونه أيضاً.
ولم يرد في المصادر أخبار تجلو صورة حياته بدقة، وثمة ما يشير إلى أنه كان ينادم بعض الشعراء، ويتبادلون الآراء والأحكام في الشعر والشعراء، وقصته مشهورة لما اختلف مع الزبرقان ابن بدر والمُخَبّل السعدي وعمرو بن الأهتم أيهم أشعر، فاحتكموا إلى أول القادمين عليهم.
وقد أدرك عَبَدةُ الإسلامَ وأسلم وحسُن إسلامه، وشارك في حروب الفتح الإسلامي، وأبلى فيها بلاءً حسناً، كما شارك في فتح بابل، ومعركة القادسية، وأشار إلى مشاركته في فتح المدائن (سنة 15ـ16هـ) بقوله:
يقارعون رؤوسَ العُجم ضاحيةً
منهم فوارسُ لا عُزْلٌ ولا مِيْل
ويبدو أنه أنجب عدداً من الأبناء، إلا أن المصادر تذكر ابنه واثلة وتورد له بعض الشعر. ولما كبر عبدة وتقدمت به السن جمع بنيه وأوصاهم بأمور منها:
أبنيّ إني قد كبرتُ ورابني
بصري وفيَّ لمُصْلِحٍ مُسْتَمْتَعُ
أوصيكم بتقى الإله فإنه
يُعطي الرغائبَ من يشاء ويمنع
واعصوا الذي يُسدي النميمةَ بينكم
مُتنصّحاً وهو السِّمامُ المُنقَعُ
يُزجي عقاربَه ليبعثَ بينكم
حرباً كما بعث العُروقَ الأجدع
لا تأمنوا قوماً يَشِبُّ صبيّهم
بين القوابل بالعداوة يُنشَع
إن الذين ترونهم خلاّنكم
يَشفي صداعَ رؤوسهم أن تُصرعوا
وكان من أخلاقه أنه وفيٌّ، يترفّع عن الهجاء ويراه منقصةً، قيل لأحد العلماء «كان عبدة بن الطبيب لايحسن أن يهجو. فقال: «لاتقل ذاك. فوالله ما أبى من عِيٍّ، ولكنه كان يترفع عن الهجاء ويراه ضَعةً؛ كما يرى تركَه مروءة وشرفاً»، قال:
وأجرأ من رأيتُ بظهر غيب
على عيبِ الرجال أولو العيوب
وليس بين أيدينا ما يثبت سنة وفاته، ويقدّر الباحثون أنها كانت بعد سنة 20هـ.
وكان عبدة جيد الشعر إلا أنه مُقِلٌّ منه، وقد اختار له المفضل الضبي قصيدة جعلها في مختاراته، وهو صاحب أرثى بيت قالته العرب في رثائه قيس بن عاصم إذ يقول:
فما كان قيسٌ هلكُه هُلْكُ واحدٍ
ولكنـه بنيان قومٍ تهدّمـا
وشعره «جزل العبارة، رصين الأسلوب، جميل الأداء، أُعجِب الأدباءُ والنقاد والعلماء بشعره معنى وأسلوباً، فأثنوا عليه ومدحوا قائله».
وقد جمع شعرَه يحيى الجبوري ونشره عام 1979.
علي أبو زيد