سبيريت (مسبار ـ)
سبيريت Spirit هو الاسم الذي أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA على مركبة استكشاف المريخ MER-A التي أرسلتها في عام 2003 إلى الكوكب الأحمر (الشكل ـ1).
وتشبه سبيريت عربة غولف كهربائية مزودة بست عجلات، ويبلغ وزنها 180كغ، أما ارتفاعها فيبلغ 1.5م. وتحمل سبيريت معدات علمية فائقة التقانة (آلة تصوير ثلاثية الأبعاد وأجهزة قياس للطيف وآلة تصوير مجهرية ومحلل للصخور وغيرها). وأعدت المركبة سبيريت لتكون جيولوجياً آلياً ميدانياً مستقلاً.
لمحة تاريخية
أُطلقت السفينة الفضائية التي حملت المركبة الجوالة سبيريت بنجاح في التاسع من حزيران عام 2003 عند الساعة19:58:47 من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا بوساطة الصاروخ دلتا 2.
وقد حطت سبيريت بنجاح على سطح المريخ في الرابع من كانون الثاني عام 2004، بعد أن قطعت مسافة 500مليون كم، وذلك داخل الحفرة غوسيف ,Gusevالتي تقع جنوب خط استواء المريخ. ويعد اختراق المركبة للغلاف الجوي للمريخ حتى هبوطها على السطح، والذي استغرق نحو ست دقائق، أكثر مراحل الرحلة حرجاً وصعوبة، إذ دخلت المركبة التي تزن قرابة الطن ذلك الغلاف بسرعة 20ألف كم/سا، لكن الدرع الحرارية والصواريخ والمظلات والوسادات الهوائية أدت مهامها على أكمل وجه.
زُودت سبيريت بوسيلتي اتصال تسمح لها الأولى بإرسال معلومات مميزة بسرعة عالية عن طريق الساتلين الموجودين في مدار المريخ مارس غلوبال سيرفيور Mars Global Surveyor ومارس أوديسة Mars Odyssey في أثناء تحليقهما فوقها، وتسمح الثانية بإرسال المعلومات مباشرة إلى الأرض بسرعة أقل (الشكل ـ2).
مهمة سبيريت وديمومتها
تتمثل مهمة المركبتين الفضائيتين التوأمين سبيريت وأوبورتشونيتيOpportunity، في دراسة سطح المريخ وفحص الصخور والأحجار والتربة بحثاً عن دليل على وجود ماء، مما يشير إلى وجود حياة سابقة على الكوكب الأحمر. وتعد مهمة استكشاف المريخ هذه، التي أطلقتها ناسا عام 2003، من أعقد البعثات الآلية التي أرسلت إلى المريخ حتى تاريخه. وقد بلغت تكلفتها الإجمالية (بما في ذلك تكلفة المركبتين الجوالتين وخدمات الإطلاق) قرابة 820مليون دولار أمريكي. وقد قدر العلماء أن تدوم مهمة سبيريت 90يوماً.
أهم المعلومات التي أرسلتها المركبة سبيريت
أرسلت سبيريت إلى وكالة ناسا، بُعيد هبوطها، أول صور ملونة لسطح كوكب المريخ، وأظهرت تلك الصور عدداً كبيراً الصخور الصغيرة (التي لا يزيد ارتفاعها على30سم) متناثرة عشوائياً. وبعد تحريكها لذراعها الآلي الذي يحمل آلة تصوير ميكروسكوبية، أرسلت صوراً جديدة كشفت عن وجود مادة تشبه الطمي وصخور تشبه تلك التي تتشكل في المناطق الباردة من الأرض (الشكل ـ3).
فقدت ناسا الاتصال بسبيريت بعد أقل من أسبوع على هبوطها وبدء حركتها على المريخ، لكنها نجحت في إعادتها للعمل بعد اكتشاف مشكلة في ذاكرة حاسوب المركبة ومعالجتها. وقامت سبيريت بحفر أخدود دائري داخل صخرة أُطلق عليها اسم أديرونداك Adirondack، تشبه كرة الركبي من حيث الحجم، بوساطة أداة سحج صخري، وتبين من الدراسة أنها من أصل بركاني وقد تكون من البازلت.
وفي السادس من آذار قامت سبيريت بتحليل الصخرة همفري Humphrey، وحفرت أخدوداً بعمق 2مم، وأظهرت الصور المجهرية المأخوذة شقوقاً تحمل أثاراً براقة قد تكون معادن بلورية، مما يدل على أن الماء السائل قد جرى داخل هذا الصخر البركاني.
وصلت سبيريت في الحادي عشر من آذار إلى حفرة بونفيل Bonneville، بعد رحلة استغرقت 60يوماً مريخياً (والذي يدوم 24ساعة و37دقيقة أرضية). وأرسلت سبيريت صورة جميلة لحفرة كبيرة قطرها 150م تمتد أمامها. ثم قامت بتحليل محيط الحفرة، وحفرت أخدوداً ضيقاً داخلها. وقامت بعد ذلك بتحليل صخرة مازاتزالMazatzal مما سمح بتأكيد وجود ماء سائل فيما مضى. وعلى الرغم من حدوث عطل برمجي مفاجئ في شهر أيار إلا أن العلماء نجحوا في تجاوز المشكلة، وتوجهت سبيريت في10 حزيران 2004 نحو هضاب كولومبيا Columbia hills التي تفصلها عنها مسافة 220م. وكانت المركبة ماتزال تعمل حتى منتصف شهر آب 2004.
محمد خالد شاهين
الشكل (1) المركبة الجوالة سبيريت |
وتشبه سبيريت عربة غولف كهربائية مزودة بست عجلات، ويبلغ وزنها 180كغ، أما ارتفاعها فيبلغ 1.5م. وتحمل سبيريت معدات علمية فائقة التقانة (آلة تصوير ثلاثية الأبعاد وأجهزة قياس للطيف وآلة تصوير مجهرية ومحلل للصخور وغيرها). وأعدت المركبة سبيريت لتكون جيولوجياً آلياً ميدانياً مستقلاً.
لمحة تاريخية
أُطلقت السفينة الفضائية التي حملت المركبة الجوالة سبيريت بنجاح في التاسع من حزيران عام 2003 عند الساعة19:58:47 من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا بوساطة الصاروخ دلتا 2.
وقد حطت سبيريت بنجاح على سطح المريخ في الرابع من كانون الثاني عام 2004، بعد أن قطعت مسافة 500مليون كم، وذلك داخل الحفرة غوسيف ,Gusevالتي تقع جنوب خط استواء المريخ. ويعد اختراق المركبة للغلاف الجوي للمريخ حتى هبوطها على السطح، والذي استغرق نحو ست دقائق، أكثر مراحل الرحلة حرجاً وصعوبة، إذ دخلت المركبة التي تزن قرابة الطن ذلك الغلاف بسرعة 20ألف كم/سا، لكن الدرع الحرارية والصواريخ والمظلات والوسادات الهوائية أدت مهامها على أكمل وجه.
زُودت سبيريت بوسيلتي اتصال تسمح لها الأولى بإرسال معلومات مميزة بسرعة عالية عن طريق الساتلين الموجودين في مدار المريخ مارس غلوبال سيرفيور Mars Global Surveyor ومارس أوديسة Mars Odyssey في أثناء تحليقهما فوقها، وتسمح الثانية بإرسال المعلومات مباشرة إلى الأرض بسرعة أقل (الشكل ـ2).
الشكل (2) مراحل عملية هبوط سبيريت على سطح المريخ |
تتمثل مهمة المركبتين الفضائيتين التوأمين سبيريت وأوبورتشونيتيOpportunity، في دراسة سطح المريخ وفحص الصخور والأحجار والتربة بحثاً عن دليل على وجود ماء، مما يشير إلى وجود حياة سابقة على الكوكب الأحمر. وتعد مهمة استكشاف المريخ هذه، التي أطلقتها ناسا عام 2003، من أعقد البعثات الآلية التي أرسلت إلى المريخ حتى تاريخه. وقد بلغت تكلفتها الإجمالية (بما في ذلك تكلفة المركبتين الجوالتين وخدمات الإطلاق) قرابة 820مليون دولار أمريكي. وقد قدر العلماء أن تدوم مهمة سبيريت 90يوماً.
أهم المعلومات التي أرسلتها المركبة سبيريت
الشكل (3) أولى الصور الملونة التي أرسلتها سبيريت |
فقدت ناسا الاتصال بسبيريت بعد أقل من أسبوع على هبوطها وبدء حركتها على المريخ، لكنها نجحت في إعادتها للعمل بعد اكتشاف مشكلة في ذاكرة حاسوب المركبة ومعالجتها. وقامت سبيريت بحفر أخدود دائري داخل صخرة أُطلق عليها اسم أديرونداك Adirondack، تشبه كرة الركبي من حيث الحجم، بوساطة أداة سحج صخري، وتبين من الدراسة أنها من أصل بركاني وقد تكون من البازلت.
وفي السادس من آذار قامت سبيريت بتحليل الصخرة همفري Humphrey، وحفرت أخدوداً بعمق 2مم، وأظهرت الصور المجهرية المأخوذة شقوقاً تحمل أثاراً براقة قد تكون معادن بلورية، مما يدل على أن الماء السائل قد جرى داخل هذا الصخر البركاني.
وصلت سبيريت في الحادي عشر من آذار إلى حفرة بونفيل Bonneville، بعد رحلة استغرقت 60يوماً مريخياً (والذي يدوم 24ساعة و37دقيقة أرضية). وأرسلت سبيريت صورة جميلة لحفرة كبيرة قطرها 150م تمتد أمامها. ثم قامت بتحليل محيط الحفرة، وحفرت أخدوداً ضيقاً داخلها. وقامت بعد ذلك بتحليل صخرة مازاتزالMazatzal مما سمح بتأكيد وجود ماء سائل فيما مضى. وعلى الرغم من حدوث عطل برمجي مفاجئ في شهر أيار إلا أن العلماء نجحوا في تجاوز المشكلة، وتوجهت سبيريت في10 حزيران 2004 نحو هضاب كولومبيا Columbia hills التي تفصلها عنها مسافة 220م. وكانت المركبة ماتزال تعمل حتى منتصف شهر آب 2004.
محمد خالد شاهين