عبد رحمن ملجم
Abdul Rahman ibn Muldjam - Abdel Rahman ibn Muldjam
عبد الرحمن بن مُلْجَم
(…ـ40هـ/… ـ660م)
عبد الله بن مُلْجم الحميري تارة والمرادي تارة أخرى، حسب المصادر التاريخية واختلاف الروايات. ولايُعْرَفُ تاريخ مولده في أرض مراد الواقعة أسفل نجران إلا أنه كان شاباً حديثاً حين التقى الصحابي معاذ بن جبل الأنصاري الشاب[ر]، الذي كان أعلم الأمة بالحلال والحرام، فأصبح في عداد تلك الطبقة من الدعاة التي عرفت باسم القراء أو العباد القانتين أو أصحاب الجباه السود من أثر العبادة والتشدد في الدين والمتحمسين للإسلام والمتمسكين أحياناً بحروفه دون روحه.
عُدَّ من المصريين إذ شهد فتح مصر وشهد أحداث الفتح كلِّها وعاش فيها ما بين عامي 21ـ34هـ وتكتفي المصادر التاريخية بالقول: «إنه كان له ذكر بمصر وإنه كان فارس قومه المعدود فيهم …»، ولكن ابن حجر العسقلاني في كتابه «لسان الميزان» يذكر أن الخليفة عمر طلب من عمرو بن العاص أن «يقرِّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلِّم الناس القرآن والفقه فوسَّع له فكانت داره إلى جانب دار عبد الرحمن بن عديس…» أي إنه كان جاراً لسيد قبيلة (بَلِيّ) أحد قادة الفتح ومن أهل الراية شديدي اللصوق بعمرو بن العاص.
لاتشير المصادر إلى اسمه في أحداث الفتنة التي انتهت بمقتل الخليفة عثمان، ولا بعدها من الأحداث الجسام، ولا تذكر اشتراكه في معركة الجمل سنة 36هـ وفي صفين سنة 37هـ، ولايرد له ذكر في معركة النهروان سنة 38هـ، وإن كان شريكاً في المؤامرة السياسية لقتل القادة الثلاث، الخليفة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان والي الشام وعمرو بن العاص والي مصر، وتذكر الروايات أن ابن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا في مكة المكرمة في أثناء الحج «فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم، ثم ذكروا أهل النهروان وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً…، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا البلاد منهم وثأرنا لإخواننا»، فتكفل عبد الرحمن بن ملجم بقتل الخليفة علي بن أبي طالب، وتكفل البرك بن عبد الله بقتل معاوية والي الشام، وعمرو بن بكر بقتل عمرو بن العاص والي مصر، ثم تعاهدوا وتواثقوا بالله واتعَّدوا لسبع عشرة من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه، وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلبه.
قدم ابن ملجم إلى الكوفة واجتمع بأصحابه، وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئاً من أمره، وفي الكوفة لقي امرأة من تميم الرِّباب يقال لها قَطام بنت الشِّجنة وكانت فائقة الجمال، فأعجب بها ثم خطبها فقبلت شريطة أن يكون مهرها ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب لأن أباها وأخاها قُتلا يوم النهر، فأخبرها بأنه ما جاء إلى الكوفة إلا لقتل علي بن أبي طالب، فلما كان اليوم الذي واعد فيه ابن ملجم صاحبيه جلس مقابل السدَّة التي يخرج منها علي فلما خرج لأداء صلاة الفجر ضربه ابن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه، وطلب علي من أبنائه أن يحسنوا نزله ويكرموا مثواه، فإن بقي قتله أو عفا عنه. وإن مات فليقتلوه كما قتله {إن الله لا يحب المعتدين}.
تتعدد الروايات عن موت ابن ملجم ولكنها روايات لاتثبت ولاتنسجم مع روح الدين الإسلامي الذي كان عليٌّt خير من يعيها، ولا مع خلقه وسلوكه أميراً للمؤمنين، ولعل رواية السجستاني في كتابه «المعمرون والوصايا» هي أصدقها «إنَّ الحسن ضربه ضربة تلقاها بخنصره فقطعها، ثم انثنى عليه بضربة أخيرة في الموضع الذي أصاب فيه أباه فقتله». دفن غربي جبَّانة الكوفة، ويقال إن ابن بطوطة رأى قبره يُزار ليلعن، وأنه سأل عنه فقيل إنه قبر الشقي.
زهير محمد ناجي
Abdul Rahman ibn Muldjam - Abdel Rahman ibn Muldjam
عبد الرحمن بن مُلْجَم
(…ـ40هـ/… ـ660م)
عبد الله بن مُلْجم الحميري تارة والمرادي تارة أخرى، حسب المصادر التاريخية واختلاف الروايات. ولايُعْرَفُ تاريخ مولده في أرض مراد الواقعة أسفل نجران إلا أنه كان شاباً حديثاً حين التقى الصحابي معاذ بن جبل الأنصاري الشاب[ر]، الذي كان أعلم الأمة بالحلال والحرام، فأصبح في عداد تلك الطبقة من الدعاة التي عرفت باسم القراء أو العباد القانتين أو أصحاب الجباه السود من أثر العبادة والتشدد في الدين والمتحمسين للإسلام والمتمسكين أحياناً بحروفه دون روحه.
عُدَّ من المصريين إذ شهد فتح مصر وشهد أحداث الفتح كلِّها وعاش فيها ما بين عامي 21ـ34هـ وتكتفي المصادر التاريخية بالقول: «إنه كان له ذكر بمصر وإنه كان فارس قومه المعدود فيهم …»، ولكن ابن حجر العسقلاني في كتابه «لسان الميزان» يذكر أن الخليفة عمر طلب من عمرو بن العاص أن «يقرِّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلِّم الناس القرآن والفقه فوسَّع له فكانت داره إلى جانب دار عبد الرحمن بن عديس…» أي إنه كان جاراً لسيد قبيلة (بَلِيّ) أحد قادة الفتح ومن أهل الراية شديدي اللصوق بعمرو بن العاص.
لاتشير المصادر إلى اسمه في أحداث الفتنة التي انتهت بمقتل الخليفة عثمان، ولا بعدها من الأحداث الجسام، ولا تذكر اشتراكه في معركة الجمل سنة 36هـ وفي صفين سنة 37هـ، ولايرد له ذكر في معركة النهروان سنة 38هـ، وإن كان شريكاً في المؤامرة السياسية لقتل القادة الثلاث، الخليفة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان والي الشام وعمرو بن العاص والي مصر، وتذكر الروايات أن ابن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا في مكة المكرمة في أثناء الحج «فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم، ثم ذكروا أهل النهروان وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً…، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا البلاد منهم وثأرنا لإخواننا»، فتكفل عبد الرحمن بن ملجم بقتل الخليفة علي بن أبي طالب، وتكفل البرك بن عبد الله بقتل معاوية والي الشام، وعمرو بن بكر بقتل عمرو بن العاص والي مصر، ثم تعاهدوا وتواثقوا بالله واتعَّدوا لسبع عشرة من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه، وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلبه.
قدم ابن ملجم إلى الكوفة واجتمع بأصحابه، وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئاً من أمره، وفي الكوفة لقي امرأة من تميم الرِّباب يقال لها قَطام بنت الشِّجنة وكانت فائقة الجمال، فأعجب بها ثم خطبها فقبلت شريطة أن يكون مهرها ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب لأن أباها وأخاها قُتلا يوم النهر، فأخبرها بأنه ما جاء إلى الكوفة إلا لقتل علي بن أبي طالب، فلما كان اليوم الذي واعد فيه ابن ملجم صاحبيه جلس مقابل السدَّة التي يخرج منها علي فلما خرج لأداء صلاة الفجر ضربه ابن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه، وطلب علي من أبنائه أن يحسنوا نزله ويكرموا مثواه، فإن بقي قتله أو عفا عنه. وإن مات فليقتلوه كما قتله {إن الله لا يحب المعتدين}.
تتعدد الروايات عن موت ابن ملجم ولكنها روايات لاتثبت ولاتنسجم مع روح الدين الإسلامي الذي كان عليٌّt خير من يعيها، ولا مع خلقه وسلوكه أميراً للمؤمنين، ولعل رواية السجستاني في كتابه «المعمرون والوصايا» هي أصدقها «إنَّ الحسن ضربه ضربة تلقاها بخنصره فقطعها، ثم انثنى عليه بضربة أخيرة في الموضع الذي أصاب فيه أباه فقتله». دفن غربي جبَّانة الكوفة، ويقال إن ابن بطوطة رأى قبره يُزار ليلعن، وأنه سأل عنه فقيل إنه قبر الشقي.
زهير محمد ناجي