عبيد الله قيس رقيات
’Ubayd Allah ibn Qays al-Ruqayat - ’Ubayd Allah ibn Qays al-Ruqayat
عُبَيد الله بن قَيس الرُّقيَّات
(…ـ نحو 75هـ/… ـ 694م)
عبيد الله بن قيس بن شريح، ينتهي نسبه إلى لؤي بن غالب، وأمه قتيلة بنت وهب بن عبد الله، يرتفع نسبها إلى مناة بن كنانة، قُرشيّ الأبوين، لذا عدّه بعض النقاد شاعر قريش في الإسلام. والرُّقيات (بتشديد الراء وضمِّها) لقب له، لُقّب به لأنه شَبَّب بثلاث نسوة سُمّين كلهن رُقيّة، غير أن هواه كان في رقية بنت عبد الواحد، ومما قال فيها:
رُقيَّ بِعيشِكم لا تهجرينا
ومَنِّينا المُنى ثم امْطُلينا
عِدينا في غد ما شِْئت ِ إِنّا
نحبُّ وإن مَطًلْتِ الواعدينا
ليس بين أيدينا من أخباره ما يدل على العام الذي ولد فيه، لكن الراجح أنه ولد في أوائل العقد الثاني من الهجرة، واختلف الذين ترجموا له في سنة وفاته فزعم محقق الديوان أنها كانت سنة 75 هـ، بينما ذهب صاحب الأعلام إلى أنها نحو 85 هـ.
كان أول عهد عبيد الله بالشعر أن عرض في حداثة سنه بضعة أبيات على عمّه طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري، فأجازه إعجاباً بشعره. وعاش الشاعر في العصر الأموي، وما يموج به من أحداث سياسية وفتن وثورات اكتوى بنارها، إذ اختار حزب عبد الله ابن الزبير وأخيه مصعب، وعبر عن موقفه بالعديد من القصائد، فمدح مصعب بن الزبير، من ذلك قوله:
إنما مصعبٌ شهاب من الله
تجلت في وجهه الظَلْمَاءُ
مَلْكُهُ ملكُ قوةٍ ليس فيه
جبروتٌ منه ولا كبرياءُ
واحتج للزبيريين، وحقهم في الخلافة، ومما قال في ذلك:
وابن أسماء خير من مسح الرُكْ
ن فِعالاً وخيرهم بنيانا
وإذا قيل مَن هِجانُ قريش
كنت أنت الفتى وأنت الهجانا
أخلص الشاعر لمصعب بن الزبير، فخرج معه إلى العراق لمّا ولاه أخوه عليها، ولازمه في أحلك أوقاته عندما حاصره جيش عبد الملك بن مروان، ورفض أن ينفض عنه، وظلّ معه حتى قتل، عندها فر الشاعر متخفياً عند امرأة من أهل الكوفة ظل في ضيافتها أكثر من عام، ثم عاد إلى مكة، ولجأ إلى كنف عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، الذي يَسَّرَ له وقف ملاحقته، وتوسط لدى الخليفة عبد الملك بن مروان حتى استأمنه، لذلك نجد الشاعر يكاد ينقطع إلى عبد الله الذي وصله وأجزل له ووفى دينه مما كان له أكبر الأثر في نفسه، فمدحه بقصائد عدّة منها قوله:
تداركني عبد الإله وقد بدت
لذي الحِقد والشَّنآن مني مقاتلي
فأنقذني من غمرة الموت بعدما
رأيت حياض الموت جُمّ المناهل
وعلى الرغم من هوى عبيد الله للزُّبيريين وإيمانه بأحقيتهم في الخلافة وصدقه في ذلك، مَدَحَ الشيعة، واتصل بالأمويين ووفد على عبد الملك ابن مروان ومدحه قائلاً:
إن الأغرّ الذي أبوه أبو الـ
عاصي عليه الوقار والحُجُبُ
يعتدل التاج فوق مفرقه
على جبينٍ كأنه الذهب
ومع ذلك فقد منع عبد الملك عنه العطاء، لإدراكه الفارق بين مديحه ومديح مصعب ومايمور به من عاطفة صادقة، لذلك قال له عبد الملك مستنكراً: يا بن قيس تمدحني بالتاج، وتمدح مصعباً بالشهاب!
لم يقصر عبيد الله شعره على السياسة، فتغزل ووصف الإبل والخيل، ومدح الشيعة والأمويين وافتخر بقريش واتسم شعره السياسي بصيغة خطابية. وفي شعره وتنوع أغراضه صدى لما كانت تمور به الحياة السياسية والاجتماعية في العصر الأموي. له ديوان شعر مطبوع.
عبد الرحمن عبد الرحيم
’Ubayd Allah ibn Qays al-Ruqayat - ’Ubayd Allah ibn Qays al-Ruqayat
عُبَيد الله بن قَيس الرُّقيَّات
(…ـ نحو 75هـ/… ـ 694م)
عبيد الله بن قيس بن شريح، ينتهي نسبه إلى لؤي بن غالب، وأمه قتيلة بنت وهب بن عبد الله، يرتفع نسبها إلى مناة بن كنانة، قُرشيّ الأبوين، لذا عدّه بعض النقاد شاعر قريش في الإسلام. والرُّقيات (بتشديد الراء وضمِّها) لقب له، لُقّب به لأنه شَبَّب بثلاث نسوة سُمّين كلهن رُقيّة، غير أن هواه كان في رقية بنت عبد الواحد، ومما قال فيها:
رُقيَّ بِعيشِكم لا تهجرينا
ومَنِّينا المُنى ثم امْطُلينا
عِدينا في غد ما شِْئت ِ إِنّا
نحبُّ وإن مَطًلْتِ الواعدينا
ليس بين أيدينا من أخباره ما يدل على العام الذي ولد فيه، لكن الراجح أنه ولد في أوائل العقد الثاني من الهجرة، واختلف الذين ترجموا له في سنة وفاته فزعم محقق الديوان أنها كانت سنة 75 هـ، بينما ذهب صاحب الأعلام إلى أنها نحو 85 هـ.
كان أول عهد عبيد الله بالشعر أن عرض في حداثة سنه بضعة أبيات على عمّه طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري، فأجازه إعجاباً بشعره. وعاش الشاعر في العصر الأموي، وما يموج به من أحداث سياسية وفتن وثورات اكتوى بنارها، إذ اختار حزب عبد الله ابن الزبير وأخيه مصعب، وعبر عن موقفه بالعديد من القصائد، فمدح مصعب بن الزبير، من ذلك قوله:
إنما مصعبٌ شهاب من الله
تجلت في وجهه الظَلْمَاءُ
مَلْكُهُ ملكُ قوةٍ ليس فيه
جبروتٌ منه ولا كبرياءُ
واحتج للزبيريين، وحقهم في الخلافة، ومما قال في ذلك:
وابن أسماء خير من مسح الرُكْ
ن فِعالاً وخيرهم بنيانا
وإذا قيل مَن هِجانُ قريش
كنت أنت الفتى وأنت الهجانا
أخلص الشاعر لمصعب بن الزبير، فخرج معه إلى العراق لمّا ولاه أخوه عليها، ولازمه في أحلك أوقاته عندما حاصره جيش عبد الملك بن مروان، ورفض أن ينفض عنه، وظلّ معه حتى قتل، عندها فر الشاعر متخفياً عند امرأة من أهل الكوفة ظل في ضيافتها أكثر من عام، ثم عاد إلى مكة، ولجأ إلى كنف عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، الذي يَسَّرَ له وقف ملاحقته، وتوسط لدى الخليفة عبد الملك بن مروان حتى استأمنه، لذلك نجد الشاعر يكاد ينقطع إلى عبد الله الذي وصله وأجزل له ووفى دينه مما كان له أكبر الأثر في نفسه، فمدحه بقصائد عدّة منها قوله:
تداركني عبد الإله وقد بدت
لذي الحِقد والشَّنآن مني مقاتلي
فأنقذني من غمرة الموت بعدما
رأيت حياض الموت جُمّ المناهل
وعلى الرغم من هوى عبيد الله للزُّبيريين وإيمانه بأحقيتهم في الخلافة وصدقه في ذلك، مَدَحَ الشيعة، واتصل بالأمويين ووفد على عبد الملك ابن مروان ومدحه قائلاً:
إن الأغرّ الذي أبوه أبو الـ
عاصي عليه الوقار والحُجُبُ
يعتدل التاج فوق مفرقه
على جبينٍ كأنه الذهب
ومع ذلك فقد منع عبد الملك عنه العطاء، لإدراكه الفارق بين مديحه ومديح مصعب ومايمور به من عاطفة صادقة، لذلك قال له عبد الملك مستنكراً: يا بن قيس تمدحني بالتاج، وتمدح مصعباً بالشهاب!
لم يقصر عبيد الله شعره على السياسة، فتغزل ووصف الإبل والخيل، ومدح الشيعة والأمويين وافتخر بقريش واتسم شعره السياسي بصيغة خطابية. وفي شعره وتنوع أغراضه صدى لما كانت تمور به الحياة السياسية والاجتماعية في العصر الأموي. له ديوان شعر مطبوع.
عبد الرحمن عبد الرحيم