عبيد الله بكره ثقفي
’Ubayd Allah ibn abi Bukrah al-Thaqafi - ’Ubayd Allah ibn abi Bukrah al-Thaqafi
عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي
(14ـ 79هـ/635ـ 698م)
أبو حاتم عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي، تابعي ثقة، أبوه الصحابي أبو بكرة نفيع بن الحارث، وأمه سمية، فهو أخو زياد بن أبيه لأمه، لقب والده أبي بكرة؛ لأنه تدلى إلى جيش رسول اللهr في بكرة في أثناء حصاره للطائف، وكان آنذاك عبداً فأعتقه رسول اللهr.
كان أسود اللون جواداً ممدوحاً شاعراً كبير القدر، روى أحاديث رسول اللهr عن أبيه وعلي بن أبي طالبt وسعيد بن جمهان ومحمد بن سيرين وغيرهما، وهو أول من قرأ القرآن بالألحان، ولي قضاء البصرة وسجستان، وقد أوصاه والده ألا يحكم بين اثنين وهو غضبان، عملاً بقول رسول اللهr «لايحكمن حاكم بين اثنين وهو غضبان».
كان عبيد الله عامل معاوية على سجستان من سنة 50ـ53هـ، فغزا، فلما كان في رذان، قرية بنواحي نسا من أرض خراسان، بعث إليه رتبيل، حاكم سجستان المحلي، يسأله الصلح عن بلاده، فتم الصلح على ألف ألف درهم، ووفد عبيد الله على زياد بن أبيه فأعلمه ذلك فأمضى الصلح، ثم رجع إلى سجستان فأقام بها إلى أن مات زياد سنة 53هـ، فتولى سجستان بعد موت زياد عباد بن زياد من قبل معاوية.
ولما كان عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، ولي سجستان ثانية في إمرة الحجاج سنة 78هـ، فمكث عبيد الله بن أبي بكرة سنة لم يغزُ، وكان رتبيل مصالحاً يؤدي الخراج، ولما امتنع عنه، بعث الحجاج إليه يأمره بمناجزته، وأن لايرجع حتى يستبيح بلاده، فسار عبيد الله في أهل البصرة وأهل الكوفة، حتى دخل بلاد رتبيل فأصاب من الغنائم ماشاء، وهدم حصوناً، وغلب على أرض من أراضيهم، وأصحاب رتبيل من الترك يتركون لهم أرضاً بعد أرض حتى أمعنوا في بلادهم، ودنوا من مدينتهم، وكانوا منها على عشرة فراسخ (الفرسخ يُقدَّر ثلاثة أميال بنحو خمسة كيلومترات)، أحاطوا بالمسلمين، فصالحهم عبيد الله على سبعمئة ألف درهم يوصلها إلى رتبيل ليمكن المسلمين من الخروج من أرضه، ولما بلغ الحجاج ذلك، كتب إلى عبد الملك يعرفه بذلك، ويخبره أنه قد جهز من أهل الكوفة وأهل البصرة جيشاً، واستأذنه في إرساله إلى بلاد رتبيل، فأذن له، فعين عبد الرحمن بن محمد ابن الأشعث عاملاً على سجستان وسير معه الجيش، وتوفي عبيد الله كمداً لما أصابه، ويقال اشتكى أذنه ومات.
كانت لعبيد الله ثروة واسعة، فاشتهر بأخبار الجود التي تشبه الخيال، فقد كان ينفق على جيرانه، ويزوج من أراد الزواج، ويعتق في كل عيد مئة عبد.
يروى أنه ابتنى داراً بالبصرة، وأنفق عليها عشرة آلاف دينار، فاستحسنها عبيد الله بن عمر التيمي، فوهبها له بجميع ما فيها، وهي اليوم تعرف بدار المعمريين.
وقضى دين الكثيرين كالفرزدق، ويزيد بن مفرغ الحميري القائل فيه:
يـسائلني أهل العراق عن الندى
فقلت عبيد الـله حلف المكارم
فـتى حاتمي في سجستان رحله
وحسبك جوداً أن يكون كحاتم
شكران خربطلي
’Ubayd Allah ibn abi Bukrah al-Thaqafi - ’Ubayd Allah ibn abi Bukrah al-Thaqafi
عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي
(14ـ 79هـ/635ـ 698م)
أبو حاتم عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي، تابعي ثقة، أبوه الصحابي أبو بكرة نفيع بن الحارث، وأمه سمية، فهو أخو زياد بن أبيه لأمه، لقب والده أبي بكرة؛ لأنه تدلى إلى جيش رسول اللهr في بكرة في أثناء حصاره للطائف، وكان آنذاك عبداً فأعتقه رسول اللهr.
كان أسود اللون جواداً ممدوحاً شاعراً كبير القدر، روى أحاديث رسول اللهr عن أبيه وعلي بن أبي طالبt وسعيد بن جمهان ومحمد بن سيرين وغيرهما، وهو أول من قرأ القرآن بالألحان، ولي قضاء البصرة وسجستان، وقد أوصاه والده ألا يحكم بين اثنين وهو غضبان، عملاً بقول رسول اللهr «لايحكمن حاكم بين اثنين وهو غضبان».
كان عبيد الله عامل معاوية على سجستان من سنة 50ـ53هـ، فغزا، فلما كان في رذان، قرية بنواحي نسا من أرض خراسان، بعث إليه رتبيل، حاكم سجستان المحلي، يسأله الصلح عن بلاده، فتم الصلح على ألف ألف درهم، ووفد عبيد الله على زياد بن أبيه فأعلمه ذلك فأمضى الصلح، ثم رجع إلى سجستان فأقام بها إلى أن مات زياد سنة 53هـ، فتولى سجستان بعد موت زياد عباد بن زياد من قبل معاوية.
ولما كان عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، ولي سجستان ثانية في إمرة الحجاج سنة 78هـ، فمكث عبيد الله بن أبي بكرة سنة لم يغزُ، وكان رتبيل مصالحاً يؤدي الخراج، ولما امتنع عنه، بعث الحجاج إليه يأمره بمناجزته، وأن لايرجع حتى يستبيح بلاده، فسار عبيد الله في أهل البصرة وأهل الكوفة، حتى دخل بلاد رتبيل فأصاب من الغنائم ماشاء، وهدم حصوناً، وغلب على أرض من أراضيهم، وأصحاب رتبيل من الترك يتركون لهم أرضاً بعد أرض حتى أمعنوا في بلادهم، ودنوا من مدينتهم، وكانوا منها على عشرة فراسخ (الفرسخ يُقدَّر ثلاثة أميال بنحو خمسة كيلومترات)، أحاطوا بالمسلمين، فصالحهم عبيد الله على سبعمئة ألف درهم يوصلها إلى رتبيل ليمكن المسلمين من الخروج من أرضه، ولما بلغ الحجاج ذلك، كتب إلى عبد الملك يعرفه بذلك، ويخبره أنه قد جهز من أهل الكوفة وأهل البصرة جيشاً، واستأذنه في إرساله إلى بلاد رتبيل، فأذن له، فعين عبد الرحمن بن محمد ابن الأشعث عاملاً على سجستان وسير معه الجيش، وتوفي عبيد الله كمداً لما أصابه، ويقال اشتكى أذنه ومات.
كانت لعبيد الله ثروة واسعة، فاشتهر بأخبار الجود التي تشبه الخيال، فقد كان ينفق على جيرانه، ويزوج من أراد الزواج، ويعتق في كل عيد مئة عبد.
يروى أنه ابتنى داراً بالبصرة، وأنفق عليها عشرة آلاف دينار، فاستحسنها عبيد الله بن عمر التيمي، فوهبها له بجميع ما فيها، وهي اليوم تعرف بدار المعمريين.
وقضى دين الكثيرين كالفرزدق، ويزيد بن مفرغ الحميري القائل فيه:
يـسائلني أهل العراق عن الندى
فقلت عبيد الـله حلف المكارم
فـتى حاتمي في سجستان رحله
وحسبك جوداً أن يكون كحاتم
شكران خربطلي