عبد واحد مراكشي
Abdul Wahid al-Marakeshi - Abdel Wahid al-Marakeshi
عبد الواحد المراكشي
(581 ـ 647هـ/1186ـ 1250م)
عبد الواحد بن علي المراكشي الملقب بمحيي الدين، ولد بمدينة مراكش في مستهل خلافة أبي يوسف المنصور الموحدي. ترك مدينة مراكش حينما كان في سن التاسعة، واستقر بمدينة فاس، حيث درس علوم القرآن، ولم تكن إقامته بفاس دائمة، بل حرص على التنقل بينها وبين مراكش، وبمدينة فاس التقى بأبا بكر بن زهر وغيره، وحينما بلغ الثانية والعشرين، انتقل إلى الأندلس، وفيها التقى العديد من الشخصيات العلمية والسياسية، كان في طليعتهم أبو إسحاق بن أبي يوسف الموحدي، وكان يومئذ حاكماً لمدينة إشبيلية من قبل أخيه محمد الناصر، ومن إشبيلية انتقل إلى قرطبة، حيث لزم حلقة أستاذه أبي جعفر الحِمْيَرِيِّ فترة سنتين. وفي سنة 610هـ/1214م عاد إلى مراكش، وحضر بيعة السلطان يوسف الثاني، وتمكن من مقابلته والتَحدث معه، ولم تطل إقامته بمراكش هذه المرة، فتركها متوجهاً إلى إشبيلية ليقيم في كنف الأمير الموحدي أبي إسحاق حاكم إشبيلية.
في أواخر سنة 613هـ/1217م، غادر الأندلس والمغرب لأسباب مازال يكتنفها الغموض، والتجأ إلى المشرق على عادة الكثيرين من الأندلسيين والمغاربة، الذين أجبروا على ترك بلادهم في هذه الفترة، فطاف في مصر والحجاز والشام والعراق، وفي أثناء تطوافه في هذه البلاد، التقى أحد وزراء الخليفة العباسي الناصر لدين الله، الذي طلب منه وضع مؤلف حول حكم الموحدين بالمغرب والأندلس، وقد استجاب عبد الواحد المراكشي لطلب الوزير العباسي، فألَّف كتابه المعروف «المعجب في تلخيص أخبار المغرب» وقد انتهى من تأليفه سنة 621هـ/1225م، واحتوى هذا الكتاب على تلخيص تاريخ الأندلس والمغرب منذ الفتح العربي حتى عصر الخليفة أبي محمد عبد العزيز بن أبي يعقوب يوسف، واهتم خاصة بعصر الموحدين ودولتهم، التي نشأ في كنفها، ولكنه على سبيل الاستطراد قدم له بمقدمة موجزة في تاريخ المغرب والأندلس منذ الفتح العربي، فصار الكتاب تاريخاً عاماً وشاملاً للأندلس، له قيمة أدبية وتاريخية كبيرة، ولاسيما فيما يخص تاريخ الموحدين لأنه كُتِبَ بقلم رجل معاصر وشاهدِ عيان على الأحداث. ويمكن تصنيف ما كُتبَ عن الموحدين في هذا الكتاب في سياق ما يسمى عادة بالتاريخ الأصلي، الذي يكون صاحبه معاصراً للأحداث التي يؤَرخ لها، وهو أقرب أصناف التاريخ إلى الصدق والحقيقة.
وقد جاء هذا الكتاب في عشرة فصول، الأول في ذكر جزيرة الأندلس وحدودها، والثاني في فضل المغرب، والثالث في بني حمود، والرابع في ذكر أحوال الأندلس، والخامس في ملك بني عباد بإشبيلية، والسادس في دولة المرابطين، والسابع في حياة عبد المؤمن بن علي الموحدي وأعماله، والثامن في أحوال الأندلس بعد سقوط دولة المرابطين، والتاسع في دخول بني مردنيش في طاعة الموحدين، والعاشر في ذكر أنهار الأندلس المشهورة.
من أهم مصادر عبد الواحد المراكشي في هذا الكتاب، المشاهدة الشخصية والمعاينة، ثم النقل عن شهود عيان اطلعوا على الأحداث وخبروا تفاصيلها، وهذا ينطبق على الفترة الموحدية التي عاصرها، والتي تتميز بشيء من التفصيل والتركيز، ممَّا لايُرى في بقية الفترات، التي اتسمت بفقرها الشديد بالمعلومات التاريخية والفكرية والإدارية والاجتماعية، ومع ذلك فإن هذا الكتاب، يُظهر بوضوح سعة ثقافة عبد الواحد المراكشي وغناها وتنوعها، مما جعله في طليعة مصادر تاريخ الأندلس والمغرب، وخاصة فيما يتعلق بفترة حكم الموحدين.
علي أحمد
Abdul Wahid al-Marakeshi - Abdel Wahid al-Marakeshi
عبد الواحد المراكشي
(581 ـ 647هـ/1186ـ 1250م)
عبد الواحد بن علي المراكشي الملقب بمحيي الدين، ولد بمدينة مراكش في مستهل خلافة أبي يوسف المنصور الموحدي. ترك مدينة مراكش حينما كان في سن التاسعة، واستقر بمدينة فاس، حيث درس علوم القرآن، ولم تكن إقامته بفاس دائمة، بل حرص على التنقل بينها وبين مراكش، وبمدينة فاس التقى بأبا بكر بن زهر وغيره، وحينما بلغ الثانية والعشرين، انتقل إلى الأندلس، وفيها التقى العديد من الشخصيات العلمية والسياسية، كان في طليعتهم أبو إسحاق بن أبي يوسف الموحدي، وكان يومئذ حاكماً لمدينة إشبيلية من قبل أخيه محمد الناصر، ومن إشبيلية انتقل إلى قرطبة، حيث لزم حلقة أستاذه أبي جعفر الحِمْيَرِيِّ فترة سنتين. وفي سنة 610هـ/1214م عاد إلى مراكش، وحضر بيعة السلطان يوسف الثاني، وتمكن من مقابلته والتَحدث معه، ولم تطل إقامته بمراكش هذه المرة، فتركها متوجهاً إلى إشبيلية ليقيم في كنف الأمير الموحدي أبي إسحاق حاكم إشبيلية.
في أواخر سنة 613هـ/1217م، غادر الأندلس والمغرب لأسباب مازال يكتنفها الغموض، والتجأ إلى المشرق على عادة الكثيرين من الأندلسيين والمغاربة، الذين أجبروا على ترك بلادهم في هذه الفترة، فطاف في مصر والحجاز والشام والعراق، وفي أثناء تطوافه في هذه البلاد، التقى أحد وزراء الخليفة العباسي الناصر لدين الله، الذي طلب منه وضع مؤلف حول حكم الموحدين بالمغرب والأندلس، وقد استجاب عبد الواحد المراكشي لطلب الوزير العباسي، فألَّف كتابه المعروف «المعجب في تلخيص أخبار المغرب» وقد انتهى من تأليفه سنة 621هـ/1225م، واحتوى هذا الكتاب على تلخيص تاريخ الأندلس والمغرب منذ الفتح العربي حتى عصر الخليفة أبي محمد عبد العزيز بن أبي يعقوب يوسف، واهتم خاصة بعصر الموحدين ودولتهم، التي نشأ في كنفها، ولكنه على سبيل الاستطراد قدم له بمقدمة موجزة في تاريخ المغرب والأندلس منذ الفتح العربي، فصار الكتاب تاريخاً عاماً وشاملاً للأندلس، له قيمة أدبية وتاريخية كبيرة، ولاسيما فيما يخص تاريخ الموحدين لأنه كُتِبَ بقلم رجل معاصر وشاهدِ عيان على الأحداث. ويمكن تصنيف ما كُتبَ عن الموحدين في هذا الكتاب في سياق ما يسمى عادة بالتاريخ الأصلي، الذي يكون صاحبه معاصراً للأحداث التي يؤَرخ لها، وهو أقرب أصناف التاريخ إلى الصدق والحقيقة.
وقد جاء هذا الكتاب في عشرة فصول، الأول في ذكر جزيرة الأندلس وحدودها، والثاني في فضل المغرب، والثالث في بني حمود، والرابع في ذكر أحوال الأندلس، والخامس في ملك بني عباد بإشبيلية، والسادس في دولة المرابطين، والسابع في حياة عبد المؤمن بن علي الموحدي وأعماله، والثامن في أحوال الأندلس بعد سقوط دولة المرابطين، والتاسع في دخول بني مردنيش في طاعة الموحدين، والعاشر في ذكر أنهار الأندلس المشهورة.
من أهم مصادر عبد الواحد المراكشي في هذا الكتاب، المشاهدة الشخصية والمعاينة، ثم النقل عن شهود عيان اطلعوا على الأحداث وخبروا تفاصيلها، وهذا ينطبق على الفترة الموحدية التي عاصرها، والتي تتميز بشيء من التفصيل والتركيز، ممَّا لايُرى في بقية الفترات، التي اتسمت بفقرها الشديد بالمعلومات التاريخية والفكرية والإدارية والاجتماعية، ومع ذلك فإن هذا الكتاب، يُظهر بوضوح سعة ثقافة عبد الواحد المراكشي وغناها وتنوعها، مما جعله في طليعة مصادر تاريخ الأندلس والمغرب، وخاصة فيما يتعلق بفترة حكم الموحدين.
علي أحمد