اللقاحات والمصول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاحات والمصول

    لقاحات مصول Vaccines and serums - Vaccins et sérums
    اللقاحات والمصول



    اللقاح هو معلق أحياء مجهرية microorganism تتم معاملتها بعوامل فيزيائية أو كيميائية لتفقد حدتها المرضية أو تضعف على نحو لا تقدر فيه على أحداث المرض، ويؤدي زرقها في البدن إلى تمنيعه تجاه إصابته بخمجها وذلك بتشكيل أضداد antibodies نوعية لها.

    نشأ مفهوم التمنيع هذا مما لوحظ من أن الأشخاص الذين كانوا يشفون من أمراض خمجية كالجدري والحصبة لا يصابون بها مرة ثانية. وهو ما يؤلف أساس التمنيع الفاعل الذي يقوم على حقن حي دقيق بكامله أو جزء منه أو منتجاته المعدلة كالذوفان toxoid أو المستضد المنقى أو مستضد مصنع بالهندسة الوراثية كيما يثير استجابة مناعية تقلد تلك التي تعقب الإصابة بالخمج الطبيعي، ولكنها لا تشكل خطراً على المتلقي.

    توفر بعض اللقاحات وقاية تامة طوال الحياة، في حين يكسب بعضها الآخر وقاية جزئية تستدعي إعطاء زرقة بعد فترة زمنية تدعم هذه الوقاية.

    للقاحات أنواع ثلاثة هي: اللقاحات الحية المضعفة، واللقاحات المعطلة inactivated (الميتة)، والجزيء الملقِح ويتم تحضيره من وحدات فرعية للكائن الحي الدقيق مثل عديد سكاريد محفظة المكورات الرئوية والمكورات السحائية.

    إن كثيراً من اللقاحات الفيروسية الراهنة حية مضعفة، ومع أن هذه اللقاحات تحدث بعد إعطائها خمجاً فعالاً active infection فإنها لا تسبب تفاعلات ضارة في متلقيها. إن بعض اللقاحات الفيروسية ومعظم اللقاحات الجرثومية معطلة، أو إنها محضرة من وحدات فرعية يصح أن يطلق عليها مصطلح الجزيء الملقِح. واللقاحات المعطلة غير قادرة على التكاثر في المتلقي مما يوجب احتواءها على كمية مستضدات antigens كافية لتنبيه الاستجابة المطلوبة.

    إن المحافظة على المناعة مدة طويلة باللقاحات المعطلة سواء كانت فيروسية أم جرثومية تتطلب إعطاء زرقات داعمة دورية لأنها لا تثير الاستجابة المناعية التي تثيرها اللقاحات الحية المضعفة. يشكل اللقاح المعطل أضداداً مصلية أو مناعة متواسطة بالخلايا، ولكنه لايشكل أضداداً موضعية من نوع الغلوبولين المناعي IgA الإفرازي؛ ولذا فإن الوقاية في المخاطية تكون أقل مما هي عليه في اللقاح الحي المضعف. لا يمكن للقاحات المعطلة أن تتكاثر أحياؤها المجهرية أو أن تنطرح في المفرغات على شكل عوامل خامجة من قبل الملقح، ولذا يمكن إعطاؤها للمصاب بكبت مناعي.

    هذا ويبين الجدول (1) بعض اللقاحات المتوافرة ونوعها وطريقة إعطائها، علماً أنه لبعض الأخماج أكثر من لقاح واحد.



    اللقاح

    الشكل

    طريق الإعطاء

    الفيروس الغدي

    فيروس حي مضعف

    فم

    الجمرة الخبيثة

    جرثوم معطل

    تحت الجلد

    ب ث ج B. C. G.

    جرثوم حي معطل

    في الأدمة

    التهاب الكبد A

    مستضد فيروسي معطل

    في العضل

    التهاب الكبد B

    مستضد فيروسي معطل

    في العضل

    النزلة الوافدة (الإنفلونزا)

    فيروس معطل (كامل الفيروس) مقومات فيروسية

    في العضل

    التهاب الدماغ الياباني

    فيروس معطل

    تحت الجلد

    الحصبة

    فيروس حي موهن

    تحت الجلد

    المكورات السحائية

    عديد السكاريد

    تحت الجلد

    النكاف

    فيروس حي

    تحت الجلد

    الشاهوق (السعال الديكي)

    جرثوم معطل

    في العضل

    الطاعون

    جرثوم معطل

    في العضل

    المكورات الرئوية

    عديد السكاريد

    في العضل أو تحت الجلد

    شلل الأطفال IPV

    فيروس معطل

    تحت الجلد

    شلل الأطفال OPV

    فيروس حي مضعف

    بالفم

    الكلب

    فيروس معطل

    في العضل أو في الأدمة

    الكزاز

    ذوفان toxoid

    في العضل

    الحمى التيفية parentesol

    جرثوم معطل

    تحت الجلد

    الحمى التيفية

    عديد سكاريد المحفظة

    تحت الجلد (الداعمات قد تكون في الأدمة)

    الحمى التيفية

    جرثوم حي مضعف

    بالفم

    الحماق

    فيروس حي مضعف

    تحت الجلد

    الحمى الصفراء

    فيروس حي مضعف

    تحت الجلد

    آلية التأثير

    إن اللقاح بكونه مستضداً يثير استجابة مناعية تحدث بتنبيه الخلايا البائية مباشرة لتوليد أضداد من جهة، ومن جهة أخرى تقوم الخلايا المقدمة للمستضد APC بعد تعاملها مع هذا المستضد بتقديمه إلى الخلايا التائية المساعدة التي تقوم بتأثير ذلك إلى إطلاق وسائط تعرف بالإنترلوكينات تسهم في تنظيم الاستجابة المناعية ومن ضمنها تحريض الخلايا البائية على إفراز الأضداد.

    يؤدي حقن اللقاح إلى ظهور الأضداد في المصل بعد 7 -10 أيام، وهي من نوع IgM في البدء ثم تصبح من نوع IgG ويؤدي حقن جرعات مُعَززة إلى إطلاق الأضداد بسرعة أكثر في 4- 5 أيام.

    وتؤدي اللقاحات الحية المضعفة التي تعطى عن طريق الفم إلى إطلاق النوع IgA الإفرازي موضعياً.

    تحفظ اللقاحات وتنقل وتوزع ضمن ما يعرف بسلسلة التبريد، ابتغاء الإبقاء على تأثيرها وحسن جدواها.

    طرق الإعطاء

    يُعطى اللقاح بالفم أو في العضل أو تحت الجلد أو في الأدمة.

    يعطى لقاح شلل الأطفال OPV بالفم من دون أن يكون لحليب الأم تأثير في فعاليته.

    ويتم الزرق العضلي في الثلث العلوي من الوجه الأمامي الجانبي للفخذ في الرضع، وقد تكون كتلة العضلة الإليوية في الأطفال الكبار ملائمة لحقن اللقاح في الربع العلوي الوحشي من الإلية. وإذا كان اللقاح يحتوي مادة مساعدة adjuvant حُقن عميقاً بالعضل.

    يتم الحقن تحت الجلد في الثلث العلوي من الوجه الأمامي الجانبي للفخذ، أو في القسم العلوي من الوجه الخارجي للعضد، ويتم الحقن في الأدمة في الوجه الأمامي للساعد، أو في مكان ارتكاز العضلة الدالية على العضد الأيسر (لقاح ب ث ج. B.C.G).

    تكون التأثيرات الجانبية للقاح خفيفة أو متوسطة الشدة عادة. وتعود في أصلها إلى اللقاح ذاته أو إلى أحد مكوناته، ولايمكن تجنبها مثل الالتهاب الموضعي المرافق للقاح الحصبة كالحرارة والطفح الجلدي. وقد تحدث خراجات عقيمة في كثير من اللقاحات المعطلة تعود إلى الطبيعة المخرشة للقاح أو إلى إحدى المواد المساعدة فيه، أو حين حقنها تحت الجلد بدل حقنها عميقاً بالعضل. ويشاهد التهاب العقد الموضعية مضاعفة للقاح ب ث ج B.C.G. في نحو 1-2% من الحالات. ويندر حدوث ارتكاسات فرط الحساسية عقب التلقيح.

    ليس لإجراء التلقيح مضادات استطباب شديدة، إذ يتم إجراؤه في الرضيع ذي الصحة الحسنة وإن ارتفعت درجة حرارته قليلاً أو عانى إسهالاً بسيطاً، ولا يحول دون التلقيح النقه من المرض ولا المعالجة الجارية بالصادات ولا الخداج ولا الصمل rigidity، ولا التعرض الحديث للخمج ولا الإرضاع الوالدي.

    المصول

    المصل هو مصل الدم المستخلص من حيوان لقح بجراثيم أو ذيفاناتها، حينما يزرق مثل هذا المصل في البدن يحدث مناعة منفعلة passive immunity بفعل مايحويه من أضداد.

    وقد تم تعرف ذلك من دراسة بهرنغ Behring في أواخر القرن التاسع عشر، حينما درس التأثير الوقائي للمصول الحيوانية الممنعة تجاه الخناق (الدفتريا) والكزاز. وقد احتل استعمال المصل في معالجة الأمراض الخمجية معالجة نوعية واتقائها مكانة مرموقة. تستخلص المصول من مصل الحصان وقد تتوافر مصول مستخلصة من أنواع حيوانية أخرى أو من البشر.

    وتشتق هذه المنتجات بتكثيف غلوبولين المصل بسلفات الألومنيوم، وربما أُخضع بعضها إلى عملية الهضم الإنزيمي enzyme digestion process، في مسعى إلى إنقاص الارتكاسات تجاه البروتينات الغريبة، إلا أن هذه المسألة ما تزال تحتاج إلى الحذر في إعطاء هذه المصول واللجوء إلى إزالة التحسس تجاهها كما يحدث في معالجة الخناق والكزاز.

    ولما كانت المصول تعرض متلقيها لبعض المخاطر فمن الواجب التشدد في قَصْر استعمالها على استطبابات خاصة لا تتوافر لمعالجتها مصول بشرية مثل الخناق والتسمم الوشيقي botulism. لقد دفع ظهور أعراض تحسسية تجاه المصل إلى استبداله بركازات ضدية بشرية يستحصل عليها من المصورة (البلاسما) بطريقة التجزيء الكحولي alcohol fractionation تعرف بالغلوبولينات وهي أصناف عدة منها:

    ـ الغلوبولين المناعي IG) immune globulin يشتق من المصورة (البلاسما) plasma للبالغين بطريقة التجزيء الكحولي. ويتألف في أساسه من الغلوبولين المناعي 95% منه من صنف IgG وآثار زهيدة من IgA و IgM. وهو عقيم ولا يعرف أنه ينقل التهاب الكبد B أو C وفيروس عوز المناعة HIV وأمراضاً خمجية أخرى، ويحتوي أضداداً نوعية متناسبة مع الخبرة الخمجية والمناعية للجمهرة التي يؤخذ منها، ويعطى بطريق الزرق العضلي العميق. ويطبق في معالجة بعض الأعواز المناعية، وفي الوقاية من التهاب الكبد A والوقاية من الحصبة.

    ـ الغلوبولين المناعي النوعي specific immune globulin: ويختلف عن الغلوبولين المناعي IG بأنه يحصل عليه من أفراد يعرف أن لديهم مقادير مرتفعة من الأضداد المطلوبة، سواء تم ذلك على نحو طبيعي أم تم اكتسابها بالتمنيع. وتحضر هذه الغلوبولينات بالطريقة نفسها التي يحضر فيها الغلوبولين المناعي IG، وتتضمن هذه الغلوبولينات في معالجة الأمراض الخمجية والوقاية منها: الغلوبولين المناعي النوعي لالتهاب الكبد B والكَلَب والكزاز والحماق varicella.

    ـ الغلوبولين المناعي الوريدي (IGIV): ويستخلص من مصورة البالغين بطريقة التجزيء الكحولي ثم يعدل ليصبح ملائماً للحقن الوريدي. يستعمل في حالات عديدة منها بعض الأعواز المناعية وداء كوازاكي Kawasaki وغيلان باريه Guillain-Barré ونقص الصفيحات الأساسي.

    محمد ياسين
يعمل...
X