لوكسمبورغ (روزا) Luxemburg (Rosa-) - Luxemburg (Rosa-)
لوكسمبورغ (روزا ـ)
(1871ـ 1919)
روزا لوكسمبورغ Rosa Luxemburg مناضلة في الحركة العمالية الألمانية والبولونية وإحدى مؤسسي الحزب الشيوعي الألماني.
ولدت في مدينة زاموش Zamosc البولونية إبّان الحكم الروسي لبولونيا. وهي الابنة الصغرى من خمس بنات لعائلة يهودية بولونية متوسطة الحال، وكانت منذ ولادتها تعاني من العرج. ومنذ دراستها الثانوية انخرطت روزا في النضال السري للحركة الثورية البولونية، وتفادياً للاعتقال هاجرت عام 1889 إلى سويسرا، ودخلت الجامعة، ودرست الحقوق والاقتصاد السياسي، وحصلت على الدكتوراه عام 1898، وكتبت أطروحتها عن «التطور الصناعي لبولونيا». ثمّ هاجرت إلى ألمانيا حيث تزوّجت من العامل الألماني غوستاف لوبِك G.Lubeck؛ لكي تحصل على الجنسية الألمانية.
نشاطاتها الثورية ونضالها ضد الحرب
في أثناء وجودها في ألمانيا انخرطت روزا في الحركة «الاشتراكية الدولية»، واعتنقت الماركسية، وتولّت تحرير مجلة «أربايتر تسايتونغ» Arbeiter Zeitung (جريدة العمال). وفي عام 1899 نشرت كتابها المشهور «إصلاح سياسي أم ثورة» هاجمت فيه أفكار الاشتراكي الإصلاحي إدوارد برنشتاين Bernstein الذي أعلن أن الماركسية فات أوانها، وأن الاشتراكية سوف تتحقق بالتدريج في البلدان الصناعية المتقدمة عن طريق النقابات والبرلمانات.
عندما اندلعت الثورة الروسية الأولى عام 1905 عادت روزا إلى وارسو، وشاركت فيها، واعتقلت فترة قصيرة. وكان لهذه الثورة تأثير كبير على أفكارها، فحتى ذلك الحين كانت تعتقد أن ألمانيا هي مهد الثورة الاشتراكية المنتظرة، ولكنها بعد ثورة 1905 أيقنت أن روسيا هي البلد الأكثر نضوجاً للثورة.
بعد عودتها إلى برلين عملت ـ بين عامي 1907و1914ـ محاضرة في مدرسة تابعة «للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني». وفي هذه الفترة أسست مع الألماني كارل ليبكنشت Karl Liebknecht «جمعية سبارتاكوس» Spartakusbund التي كانت النواة الأولى للحزب الشيوعي الألماني.
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 وقفت روزا ضدّ الحرب، وهاجمت الحكومات التي شنّتها، فاتُّهمت بالتمرد، وحكم عليها بالسجن مدة عام. وبعد إطلاق سراحها فرضت عليها الإقامة الجبرية حتى عام 1918. وفي عام 1919 شاركت في انتفاضة يناير/كانون الثاني الشيوعية (السبارتاكيين)، فاعتقلت مع ليبكنشت بتهمة التحريض على أعمال الشغب. وفي أثناء نقلهما إلى السجن هاجمتهما مجموعة من العسكريين اليمينيين المعادين للاشتراكية، فقتل ليبكنشت على الفور، وماتت روزا بعده بساعات، وألقيت جثتها في ترعة، ولم تكتشف إلا بعد أيام.
أفكارها ومواقفها
في تحليلها لجوهر الرأسمالية الاقتصادي أوضحت روزا أن تراكم رأس المال محال في نظام مغلق، وأن الرأسمالية لا تستطيع تفادي انهيارها إلا بابتلاع قطاع الإنتاج السلعي الصغير (إنتاج الفلاحين والحرفيين). وعندما ينهار هذا القطاع فإن الرأسمالية سوف تنهار من تلقاء ذاتها.
عدّت روزا أن الامبريالية تمثّل سياسة التوسع الرأسمالي إلى البلدان المتخلّفة، ووجّهت نقداً لاذعاً إلى الاستعمار الأوربي، وعدّته مسؤولاً عن التفكك الذي أصاب مجتمعات الفلاحين البدائية في آسيا وإفريقيا.
في المسألة القومية: عدّت روزا أن الأفكار القومية تمثل تنازلاً أمام العدو الطبقي، وأن حلّ المسألة القومية سيكون عن طريق الأممية الاشتراكية. ومن هذا المنطلق عارضت استقلال بولونيا عن روسيا، ودخلت في صراع فكري مع لينين V.Lenine الذي كان يدافع عن حقّ الأمم في تقرير مصيرها.
وفي مجال التنظيم الحزبي للطبقة العاملة، عارضت روزا أفكار لينين حول بناء الحزب، ولاسيما فكرة المركزية الديمقراطية والانضباط الصارم، ودعت إلى بناء حزب تسوده الديمقراطية الداخلية والمشاركة الجماهيرية؛ داعمة بذلك موقف المنشفيك (تيار الأقلية) في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي.
وشدّدت روزا في كتاباتها على الطاقة الثورية لدى الجماهير، ودافعت عن الإضراب الجماهيري العام؛ لكونه الأداة الأساسية للطبقة العاملة في أوربا لتحقيق النصر على الرأسمالية.
أبرز مؤلفاتها
- «تراكم الرأسمال»، «المدخل إلى الاقتصاد السياسي»، «إصلاح سياسي أم ثورة»، «الحزب السياسي والنقابات»، «مسألة القوميات والحكم الذاتي»، «رسائل من السجن»، وقد صدرت أعمالها الكاملة في ستّة مجلدات.
أحمد مكيّس
لوكسمبورغ (روزا ـ)
(1871ـ 1919)
روزا لوكسمبورغ Rosa Luxemburg مناضلة في الحركة العمالية الألمانية والبولونية وإحدى مؤسسي الحزب الشيوعي الألماني.
ولدت في مدينة زاموش Zamosc البولونية إبّان الحكم الروسي لبولونيا. وهي الابنة الصغرى من خمس بنات لعائلة يهودية بولونية متوسطة الحال، وكانت منذ ولادتها تعاني من العرج. ومنذ دراستها الثانوية انخرطت روزا في النضال السري للحركة الثورية البولونية، وتفادياً للاعتقال هاجرت عام 1889 إلى سويسرا، ودخلت الجامعة، ودرست الحقوق والاقتصاد السياسي، وحصلت على الدكتوراه عام 1898، وكتبت أطروحتها عن «التطور الصناعي لبولونيا». ثمّ هاجرت إلى ألمانيا حيث تزوّجت من العامل الألماني غوستاف لوبِك G.Lubeck؛ لكي تحصل على الجنسية الألمانية.
نشاطاتها الثورية ونضالها ضد الحرب
في أثناء وجودها في ألمانيا انخرطت روزا في الحركة «الاشتراكية الدولية»، واعتنقت الماركسية، وتولّت تحرير مجلة «أربايتر تسايتونغ» Arbeiter Zeitung (جريدة العمال). وفي عام 1899 نشرت كتابها المشهور «إصلاح سياسي أم ثورة» هاجمت فيه أفكار الاشتراكي الإصلاحي إدوارد برنشتاين Bernstein الذي أعلن أن الماركسية فات أوانها، وأن الاشتراكية سوف تتحقق بالتدريج في البلدان الصناعية المتقدمة عن طريق النقابات والبرلمانات.
عندما اندلعت الثورة الروسية الأولى عام 1905 عادت روزا إلى وارسو، وشاركت فيها، واعتقلت فترة قصيرة. وكان لهذه الثورة تأثير كبير على أفكارها، فحتى ذلك الحين كانت تعتقد أن ألمانيا هي مهد الثورة الاشتراكية المنتظرة، ولكنها بعد ثورة 1905 أيقنت أن روسيا هي البلد الأكثر نضوجاً للثورة.
بعد عودتها إلى برلين عملت ـ بين عامي 1907و1914ـ محاضرة في مدرسة تابعة «للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني». وفي هذه الفترة أسست مع الألماني كارل ليبكنشت Karl Liebknecht «جمعية سبارتاكوس» Spartakusbund التي كانت النواة الأولى للحزب الشيوعي الألماني.
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 وقفت روزا ضدّ الحرب، وهاجمت الحكومات التي شنّتها، فاتُّهمت بالتمرد، وحكم عليها بالسجن مدة عام. وبعد إطلاق سراحها فرضت عليها الإقامة الجبرية حتى عام 1918. وفي عام 1919 شاركت في انتفاضة يناير/كانون الثاني الشيوعية (السبارتاكيين)، فاعتقلت مع ليبكنشت بتهمة التحريض على أعمال الشغب. وفي أثناء نقلهما إلى السجن هاجمتهما مجموعة من العسكريين اليمينيين المعادين للاشتراكية، فقتل ليبكنشت على الفور، وماتت روزا بعده بساعات، وألقيت جثتها في ترعة، ولم تكتشف إلا بعد أيام.
أفكارها ومواقفها
في تحليلها لجوهر الرأسمالية الاقتصادي أوضحت روزا أن تراكم رأس المال محال في نظام مغلق، وأن الرأسمالية لا تستطيع تفادي انهيارها إلا بابتلاع قطاع الإنتاج السلعي الصغير (إنتاج الفلاحين والحرفيين). وعندما ينهار هذا القطاع فإن الرأسمالية سوف تنهار من تلقاء ذاتها.
عدّت روزا أن الامبريالية تمثّل سياسة التوسع الرأسمالي إلى البلدان المتخلّفة، ووجّهت نقداً لاذعاً إلى الاستعمار الأوربي، وعدّته مسؤولاً عن التفكك الذي أصاب مجتمعات الفلاحين البدائية في آسيا وإفريقيا.
في المسألة القومية: عدّت روزا أن الأفكار القومية تمثل تنازلاً أمام العدو الطبقي، وأن حلّ المسألة القومية سيكون عن طريق الأممية الاشتراكية. ومن هذا المنطلق عارضت استقلال بولونيا عن روسيا، ودخلت في صراع فكري مع لينين V.Lenine الذي كان يدافع عن حقّ الأمم في تقرير مصيرها.
وفي مجال التنظيم الحزبي للطبقة العاملة، عارضت روزا أفكار لينين حول بناء الحزب، ولاسيما فكرة المركزية الديمقراطية والانضباط الصارم، ودعت إلى بناء حزب تسوده الديمقراطية الداخلية والمشاركة الجماهيرية؛ داعمة بذلك موقف المنشفيك (تيار الأقلية) في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي.
وشدّدت روزا في كتاباتها على الطاقة الثورية لدى الجماهير، ودافعت عن الإضراب الجماهيري العام؛ لكونه الأداة الأساسية للطبقة العاملة في أوربا لتحقيق النصر على الرأسمالية.
أبرز مؤلفاتها
- «تراكم الرأسمال»، «المدخل إلى الاقتصاد السياسي»، «إصلاح سياسي أم ثورة»، «الحزب السياسي والنقابات»، «مسألة القوميات والحكم الذاتي»، «رسائل من السجن»، وقد صدرت أعمالها الكاملة في ستّة مجلدات.
أحمد مكيّس