الليث بن سعد الفهمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الليث بن سعد الفهمي

    ليث سعد فهمي Al-Layth ibn Sa’d al-Fahmi - Al-Layth ibn Sa’d al-Fahmi
    اللَّيث بن سعد الفهمي

    (94 ـ 175هـ/713 ـ 791م)



    أبو الحارث، اللَّيث بن سعد عبد الرحمن الفَهْمي مولاهم، المصري، أصله - فيما قيل- فارسي إصبهاني من خراسان.

    ولد بقَرْقَشندة ويقال: قَلْقَشندة، قال الزَّبيدي: «قلقشندة: بلدة بمصر من أعمال قليوب وفيها ولد الإمام الليث بن سعد] وخرج منها أكابر العلماء والمحدثين منهم العشرة من أصحاب الحافظ ابن حجر».

    حجَّ سنة 113هـ، وله تسعة عشر عاماً، فسمِع الحديث في الحِجاز من ابن شهاب الزهري[ر] ونافع مولى ابن عمر [ر] وعطاء بن أبي رباح، وابن أبي مُلَيْكة وشيوخٍ كُثر. ثمَّ رحل إلى بلاد الشام والعراق، فدخل بيت المقدس وبغداد، وسمع فيهما من العشرات من علماء التابعين. وروى عنه محمد بن عجلان وهشام بن سعد وهما من شيوخه، وقيس بن الربيع وعبد الله ابن المبارك وعبد الله بن وهب وابنُ لَهِيعة قاضي مصر، وعبد الله بن صالح كاتبه وخلائق لا يحصون من الأئمة وغيرهم.

    كان اللَّيث إماماً من أئمة المسلمين في عصره أجمع العلماء على جلالته وإمامته، تمكَّن في الحديث وعلومه رواية ودراية، يتبع الأثر، ويحسن القرآن والنحو ويحفظ الشعر، وكان فقيهاً، وقد قيل: إنَّه كان حنفي المذهب، وقيل: بل كان من أصحاب مالك بن أنس وعلى مذهبه، وكان يكاتبه ويسأَله، ثم استقل بمذهبه الذي عُرف به، إلا أَنَّ مذهبه اندثر من بعده ولم ينتشر؛ ولعل السبب في ذلك يعود إلى تقصير تلاميذه من ناحية حتى قال الإمام الشافعي في حقِّه: «الليث أفقه من مالك، إِلا أَنَّ أصحابه لم يقوموا به» ومنهم من أرجع ذلك إلى غلبة مذهب الإمام مالك بعد وفاته ثم دخول الشافعي إلى مصر وتكاثر الطلاب عليه. خالف الليثُ مالكاً في مسائل منها مسألة الأخذ بعمل أهل المدينة، وقد جرت بينهما مكاتبات في هذا الأمر، وكان الشافعي يتأسَّف على فوات لقيه.

    أوتي اللَّيث إضافة إلى العلم جاهاً عريضاً ودنيا واسعة، فقد عرض عليه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور [ر] إمرة مصر فامتنع، ومع ذلك فقد كان نائب مصر وقاضيها يأتمر بأَوامره، وإذا رابه من أحدهم شيء يكاتِبُ فيه الخليفة فيعزله، يقول مؤرِّخ مصر ابن تَغْري بَرْدي عنه: «كان كبير الديار المصرية ورئيسها وأمير من بها في عصره، بحيث إن القاضي والنائب من تحت أمره ومشورته».

    وكان من الكُرماء، وأخبار جوده كثيرة، منها أنه كان يتصدَّق كلَّ يوم على ثلاثمئة مسكين، وكان دخله في السنة ثمانين ألف دينار وما وجبت عليه زكاة درهم لكثرة إنفاقه، قال ابن أبي مريم: «ما رأيت أحدًا من خَلْقِ الله أفضل من اللَّيث، وما كانت خصلة يُتََقرَّب بها إلى الله إلا كانت تلك الخصلة فيه».

    ذكر كل من ترجمه أنَّ له تصانيف منها: «التاريخ» و«مسائل في الفقه».

    وللحافظ ابن حجر العسقلاني، كتاب في سيرته بعنوان «الرحمة الغيثية في الترجمة الليثية» ولأبي العدل قاسم بن قطلوبغا الحنفي «عوالي الليث بن سعد».

    توفي الليث رحمه الله تعالى في القاهرة في التاريخ المذكور، وقيل في سنة وفاته غير ذلك.

    بديع السيد اللحام
يعمل...
X