لوكسمبورغ
Luxembourg - Luxembourg
لوكسمبورغ
دوقيّة لوكسمبورغ العظمى Grand Duchy of Luxembourg هي إحدى أقدم دول أوربا وأصغرها، تقع في شمال غربي أوربا؛ بين درجتي العرض 30 َ 49 ْ-3 َ 50 ْ شمالاً وخطي الطول 50 َ 5 ْ-29 َ 6 ْ شرقاً. يحدّها من الشمال والغرب دولة بلجيكا، ومن الشرق ألمانيا، ومن الجنوب فرنسا، وتبلغ مساحتها 2586كم2.
تغلب في لوكسمبورغ التضاريس المنخفضة على السطح، وهي تتألف من منطقتين متميّزتين: الأولى هي منطقة الأردين Ardennes، وتشمل الثلث الشمالي من البلاد، وهي جزء من سلسلة جبلية قليلة الارتفاع تمتد من أرض الراين في ألمانيا حتى بلجيكا عبر أراضي لوكسمبورغ، وفيها أعلى نقطة في البلاد في تل بورغبلاتس Buurgplaatz، الذي يصل ارتفاعه إلى 559 م فوق سطح البحر، ويتخلل هذه المنطقة الجبلية مجموعة من الأودية الصغيرة.
أما المنطقة الثانية فهي منطقة بون بيزBon Pays (الأرض الطيبة)، وتشمل ثلثي البلاد في الجنوب، وهي عبارة عن هضبة تلّيّة فيها عدة مناطق سهليّة على ضفاف الأنهار التي تمرّ بهذه المنطقة، مثل نهر آلزت Alzette، كما يوجد فيها أهم المناطق الزراعية في البلاد.
يسيطر المناخ البارد الرطب على معظم مناطق لوكسمبورغ، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى صفر المئوي في شهر كانون الثاني/يناير، فيما لا يزيد متوسط درجة الحرارة على 17 درجة مئوية في شهر تموز/يوليو. وتتلقى البلاد كميات كبيرة من الأمطار في فصل الشتاء الماطر، ولاسيما في الأجزاء الجنوبية الغربية منها، حيث تصل كميات الهطل السنوي إلى 1000مم، وتقلّ عن ذلك في الأجزاء الجنوبية الشرقية؛ لتصل إلى 300 -400 مم، فيما يتحول الهطل إلى ثلوج في الأقسام الشمالية من البلاد فوق مرتفعات الأردين.
بلغ عدد سكان لوكسمبورغ 468571 ألف نسمة في عام 2005، فتزيد بذلك الكثافة على 181 نسمة/كم2. وتبلغ المجموعة الكلتية (مزيج فرنسي ألماني) نحو 75% من مجموع السكان. يتكلم السكان لغتين أساسيتين هما الألمانية والفرنسية ولهجة ليتسبورغيش Letzeburgesch العامية المحلية المشتقة من اللغة الألمانية، وتستعمل في الحياة اليومية.
تستعمل اللغة الألمانية في مرحلة التعليم الابتدائي، كما تعدّ اللغة الرسميّة للصحافة، فيما تستخدم اللغة الفرنسية في المدارس الثانوية وفي المحاكم والبرلمان.
تدين الغالبية العظمى من السكان بالمسيحية، حيث يبلغ الروم الكاثوليك نحو 97% منهم، فيما يعتنق البروتستنتية والديانات الأخرى نحو 3% من السكان.
يتمتع معظم سكان لوكسمبورغ بمستوى معيشي مرتفع، ويعيش نحو 91.9% من السكان في المدن، ويرتفع معدل العمر إلى 77.5 سنة (80.7 سنة للإناث و74.4 سنة للذكور)، وبالمقابل يتمتع السكان في لوكسمبورغ بأعلى دخل بين الدول الأوربية، حيث يزيد الدخل السنوي للفرد على 58.900 ألف دولار سنوياً. وتتجاور الأبنية الحديثة في المدينة مع المباني التاريخية القديمة التي يعود تاريخها إلى القرون الثاني عشر حتى الثامن عشر الميلادية.
التعليم في لوكسمبورغ إلزامي من سن السادسة حتى الخامسة عشرة من العمر، وقد انعكس ذلك على ارتفاع مستوى التعليم حيث تنعدم الأمية بين الراشدين، كما انعكس ذلك على ارتفاع المستوى الصحي، حيث تشمل أنظمة التأمين الصحي والاجتماعي جميع السكان.
مدينة لوكسمبورغ أهم المدن وهي العاصمة، ويزيد عدد سكانها على 75 ألف نسمة، وتضم جميع المباني الحكومية وأهم المباني الاقتصادية والثقافية والعلمية، حيث يوجد فيها جامعة دولية للعلوم المقارنة، إضافة إلى العديد من الكليات التقنية والمهنية، والمتاحف والمسارح. ومن المدن الرئيسية أيضاً إش Esch وفيلتس Wiltz.
نظام الحكم في لوكسمبورغ ملكي وراثي دستوري، يعد فيه الدوق الأكبر الذي ينتمي إلى أسرة ناساو Nassau الملك والسلطة التنفيذية الرئيسية في الدولة، ويمثل البرلمان الذي يسمى مجلس النواب - والمؤلف من 60 عضواً منتخبين من قبل الشعب - السلطة التشريعية في البلاد. ويعيّن الملك رئيس الوزراء وعشرة وزراء آخرين لتنفيذ أعمال الحكومة، كما يعين هيئة استشارية مكونة من 21 عضواً تسمى الهيئة الاستشارية لمجلس الدولة.
الاقتصاد في لوكسمبورغ متطور جداً، وتتمثل فيه جميع الأنشطة الاقتصادية؛ حيث يمارس الفلاحون في منطقة الأرض الطيبة الزراعة الحديثة، فيزرعون الشعير والشوفان والقمح والبطاطا والعنب وأنواعاً مختلفة من الفاكهة، إلى جانب تربية الماشية والخنازير والدواجن، وعلى الرغم من أن الأرض الزراعية تعادل نصف مساحة البلاد، إلا أن العاملين في الزراعة لا يزيدون على 2% من مجموع القوة العاملة.
تعد لوكسمبورغ من أهم الدول المنتجة للحديد والصلب على الرغم من تناقص أعداد المناجم التي تنتج الحديد الخام الذي يتحول إلى صلب. ومنذ أواخر السبعينيات من القرن العشرين بدأت الحكومة في لوكسمبورغ تسعى إلى تنويع الاقتصاد، وتطورت بناءً على ذلك مجموعة من الصناعات ذات التقنية المتطورة، مثل صناعة الحديد والصلب والصناعات الكيماوية والصناعات الهندسية والكهربائية الدقيقة، والصناعات الغذائية وصناعة الإطارات والصناعات البلاستيكية.
كما تعد لوكسمبورغ مركزاً دولياً مالياً بدأ ينافس سويسرا، حيث يوجد فيها نحو 200 مصرف دولي. وهي الوقت نفسه من أهم مراكز الأزياء والموضة في أوربا؛ إضافة إلى تطور السياحة فيها تطوراً كبيراً. ولوكسمبورغ عضو في الاتحاد الأوربي، وكانت أول الدول الموقعة على اتفاقية ماستريخت، وتنحصر معاملاتها التجارية مع دول الاتحاد الأوربي. تعد التجارة الخارجية من أهم الأنشطة الاقتصادية فيها، وتتمثل صادراتها بمنتجات الحديد والصلب والصناعات الكيمياوية، ومنتجات المطّاط والزجاج وغيرها من المنتجات الصناعية، فيما تتكون وارداتها من الخامات المعدنية والمعادن المصنعة والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية.
يعود تاريخ تأسيس لوكسمبورغ دولة مستقلة إلى عام 963م، عندما تمكّن الأمير زيغفريد Siegfried من السيطرة على المنطقة، وقام ببناء قلعة في موقع مدينة لوكسمبورغ حالياً، وفي عام 1308م أصبح هنري السابع أمير لوكسمبورغ امبراطور الامبراطورية الرومانية، وقام حفيده شارل (كارل) الرابع بإنشاء دوقيّة لوكسمبورغ عام 1354م، وهنا بدأ عصر الازدهار والرخاء.
في عام 1684م سيطرت فرنسا على لوكسمبورغ، ثم إسبانيا عام 1697م، والنمسا عام 1714م، وفي عام 1795م عادت إلى السيطرة الفرنسية مرة أخرى. وبعد هزيمة نابليون عام 1815م تحولت لوكسمبورغ إلى دوقية كبرى تحكمها هولندا.
وقعت لوكسمبورغ تحت الاحتلال الألماني في فترة الحرب العالمية الثانية ، وفي عام 1945م أصبحت عضواً في الأمم المتحدة، وكانت من الأعضاء المؤسسين لاتحاد البِنِلوكس Benelux الذي يضمها مع بلجيكا وهولندا، ومن ثم السوق الأوربية المشتركة، ثم الاتحاد الأوربي، والهيئة الأوربية للفحم والصلب، وفي عام 1949م أصبحت عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
تؤدي لوكسمبورغ حالياً دوراً مهماً في الشؤون الدولية، وهي مقر للعديد من الهيئات الدولية، على رأسها هيئة الفحم والصلب الأوربية، ومحكمة العدل الأوربية.
عبد الرؤوف رهبان
Luxembourg - Luxembourg
لوكسمبورغ
دوقيّة لوكسمبورغ العظمى Grand Duchy of Luxembourg هي إحدى أقدم دول أوربا وأصغرها، تقع في شمال غربي أوربا؛ بين درجتي العرض 30 َ 49 ْ-3 َ 50 ْ شمالاً وخطي الطول 50 َ 5 ْ-29 َ 6 ْ شرقاً. يحدّها من الشمال والغرب دولة بلجيكا، ومن الشرق ألمانيا، ومن الجنوب فرنسا، وتبلغ مساحتها 2586كم2.
أما المنطقة الثانية فهي منطقة بون بيزBon Pays (الأرض الطيبة)، وتشمل ثلثي البلاد في الجنوب، وهي عبارة عن هضبة تلّيّة فيها عدة مناطق سهليّة على ضفاف الأنهار التي تمرّ بهذه المنطقة، مثل نهر آلزت Alzette، كما يوجد فيها أهم المناطق الزراعية في البلاد.
يسيطر المناخ البارد الرطب على معظم مناطق لوكسمبورغ، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى صفر المئوي في شهر كانون الثاني/يناير، فيما لا يزيد متوسط درجة الحرارة على 17 درجة مئوية في شهر تموز/يوليو. وتتلقى البلاد كميات كبيرة من الأمطار في فصل الشتاء الماطر، ولاسيما في الأجزاء الجنوبية الغربية منها، حيث تصل كميات الهطل السنوي إلى 1000مم، وتقلّ عن ذلك في الأجزاء الجنوبية الشرقية؛ لتصل إلى 300 -400 مم، فيما يتحول الهطل إلى ثلوج في الأقسام الشمالية من البلاد فوق مرتفعات الأردين.
بلغ عدد سكان لوكسمبورغ 468571 ألف نسمة في عام 2005، فتزيد بذلك الكثافة على 181 نسمة/كم2. وتبلغ المجموعة الكلتية (مزيج فرنسي ألماني) نحو 75% من مجموع السكان. يتكلم السكان لغتين أساسيتين هما الألمانية والفرنسية ولهجة ليتسبورغيش Letzeburgesch العامية المحلية المشتقة من اللغة الألمانية، وتستعمل في الحياة اليومية.
تستعمل اللغة الألمانية في مرحلة التعليم الابتدائي، كما تعدّ اللغة الرسميّة للصحافة، فيما تستخدم اللغة الفرنسية في المدارس الثانوية وفي المحاكم والبرلمان.
تدين الغالبية العظمى من السكان بالمسيحية، حيث يبلغ الروم الكاثوليك نحو 97% منهم، فيما يعتنق البروتستنتية والديانات الأخرى نحو 3% من السكان.
يتمتع معظم سكان لوكسمبورغ بمستوى معيشي مرتفع، ويعيش نحو 91.9% من السكان في المدن، ويرتفع معدل العمر إلى 77.5 سنة (80.7 سنة للإناث و74.4 سنة للذكور)، وبالمقابل يتمتع السكان في لوكسمبورغ بأعلى دخل بين الدول الأوربية، حيث يزيد الدخل السنوي للفرد على 58.900 ألف دولار سنوياً. وتتجاور الأبنية الحديثة في المدينة مع المباني التاريخية القديمة التي يعود تاريخها إلى القرون الثاني عشر حتى الثامن عشر الميلادية.
التعليم في لوكسمبورغ إلزامي من سن السادسة حتى الخامسة عشرة من العمر، وقد انعكس ذلك على ارتفاع مستوى التعليم حيث تنعدم الأمية بين الراشدين، كما انعكس ذلك على ارتفاع المستوى الصحي، حيث تشمل أنظمة التأمين الصحي والاجتماعي جميع السكان.
مدينة لوكسمبورغ أهم المدن وهي العاصمة، ويزيد عدد سكانها على 75 ألف نسمة، وتضم جميع المباني الحكومية وأهم المباني الاقتصادية والثقافية والعلمية، حيث يوجد فيها جامعة دولية للعلوم المقارنة، إضافة إلى العديد من الكليات التقنية والمهنية، والمتاحف والمسارح. ومن المدن الرئيسية أيضاً إش Esch وفيلتس Wiltz.
نظام الحكم في لوكسمبورغ ملكي وراثي دستوري، يعد فيه الدوق الأكبر الذي ينتمي إلى أسرة ناساو Nassau الملك والسلطة التنفيذية الرئيسية في الدولة، ويمثل البرلمان الذي يسمى مجلس النواب - والمؤلف من 60 عضواً منتخبين من قبل الشعب - السلطة التشريعية في البلاد. ويعيّن الملك رئيس الوزراء وعشرة وزراء آخرين لتنفيذ أعمال الحكومة، كما يعين هيئة استشارية مكونة من 21 عضواً تسمى الهيئة الاستشارية لمجلس الدولة.
الاقتصاد في لوكسمبورغ متطور جداً، وتتمثل فيه جميع الأنشطة الاقتصادية؛ حيث يمارس الفلاحون في منطقة الأرض الطيبة الزراعة الحديثة، فيزرعون الشعير والشوفان والقمح والبطاطا والعنب وأنواعاً مختلفة من الفاكهة، إلى جانب تربية الماشية والخنازير والدواجن، وعلى الرغم من أن الأرض الزراعية تعادل نصف مساحة البلاد، إلا أن العاملين في الزراعة لا يزيدون على 2% من مجموع القوة العاملة.
تعد لوكسمبورغ من أهم الدول المنتجة للحديد والصلب على الرغم من تناقص أعداد المناجم التي تنتج الحديد الخام الذي يتحول إلى صلب. ومنذ أواخر السبعينيات من القرن العشرين بدأت الحكومة في لوكسمبورغ تسعى إلى تنويع الاقتصاد، وتطورت بناءً على ذلك مجموعة من الصناعات ذات التقنية المتطورة، مثل صناعة الحديد والصلب والصناعات الكيماوية والصناعات الهندسية والكهربائية الدقيقة، والصناعات الغذائية وصناعة الإطارات والصناعات البلاستيكية.
كما تعد لوكسمبورغ مركزاً دولياً مالياً بدأ ينافس سويسرا، حيث يوجد فيها نحو 200 مصرف دولي. وهي الوقت نفسه من أهم مراكز الأزياء والموضة في أوربا؛ إضافة إلى تطور السياحة فيها تطوراً كبيراً. ولوكسمبورغ عضو في الاتحاد الأوربي، وكانت أول الدول الموقعة على اتفاقية ماستريخت، وتنحصر معاملاتها التجارية مع دول الاتحاد الأوربي. تعد التجارة الخارجية من أهم الأنشطة الاقتصادية فيها، وتتمثل صادراتها بمنتجات الحديد والصلب والصناعات الكيمياوية، ومنتجات المطّاط والزجاج وغيرها من المنتجات الصناعية، فيما تتكون وارداتها من الخامات المعدنية والمعادن المصنعة والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية.
يعود تاريخ تأسيس لوكسمبورغ دولة مستقلة إلى عام 963م، عندما تمكّن الأمير زيغفريد Siegfried من السيطرة على المنطقة، وقام ببناء قلعة في موقع مدينة لوكسمبورغ حالياً، وفي عام 1308م أصبح هنري السابع أمير لوكسمبورغ امبراطور الامبراطورية الرومانية، وقام حفيده شارل (كارل) الرابع بإنشاء دوقيّة لوكسمبورغ عام 1354م، وهنا بدأ عصر الازدهار والرخاء.
لوكسمبورغ القرون الوسطى |
وقعت لوكسمبورغ تحت الاحتلال الألماني في فترة الحرب العالمية الثانية ، وفي عام 1945م أصبحت عضواً في الأمم المتحدة، وكانت من الأعضاء المؤسسين لاتحاد البِنِلوكس Benelux الذي يضمها مع بلجيكا وهولندا، ومن ثم السوق الأوربية المشتركة، ثم الاتحاد الأوربي، والهيئة الأوربية للفحم والصلب، وفي عام 1949م أصبحت عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
تؤدي لوكسمبورغ حالياً دوراً مهماً في الشؤون الدولية، وهي مقر للعديد من الهيئات الدولية، على رأسها هيئة الفحم والصلب الأوربية، ومحكمة العدل الأوربية.
عبد الرؤوف رهبان