زين شاشاني اسلوب مبسّط باتجاه اللوحة الضوئية
مدرس لمادة التصوير يتعامل مع الصغار في أكثر من مجال بينها مجلة متخصصة في شؤونهم . ومصور متحيز للطبيعة ولا يجد أي موقع فيها لا يشكل جاذبا له نحو الالتقاط ... زين شاشاني صاحب عدة معارض فردية ومشتركة ، نقدمه في هذا اللقاء الموسّع والشامل .
زين شاشاني صياد ماهر للتدرجات اللونية والرمادية عبر جدلية الطبيعة ما بين الماء والبيئة ومخلوقاتها ، فبراعة التعبير وجمال الاسلوب والإطار المدروس والالوان الدافئة المتدفقة وحيوية ... كلها تطرح شاشاني نفسه عبر اسلوب مبسط إلى اللوحة الفوتوغرافية باعتماد النظرة الفنية التي هي اساس تكوين اللوحة .
زين العابدين شاشائي من مواليد دمشق عام ١٩٤٥ ويعمل كمصور في مجلة متخصصة للاطفال ويدرس مادة التصوير الضوئي في أحد المعاهد بدمشق .
اما حول بداية عمله مع التصوير وحول الخبرات السابقة لديه فيقول :
- كانت البداية مع الكاميرا في المرحلة الدراسية الإعدادية ، حيث كنت التقط الصور لبعض زملاء الدراسة ، إضافة لعدد من المشاهد العامة ، وبعد ذلك اكتسبت الخبرة في التعامل مع الغرفة المظلمة حيث تحميض وتكبير أفلام الاسود والأبيض التي كنت أصورها بنفسي وكذلك افلام الاصدقاء .
◻أيهما تفضل التعامل بالأبيض والأسود أم الملون ؟
- لا أستطيع أن أفضل أحدهما على الآخر ، ففي حين يلعب الضوء والظل الدور الأساسي في لوحة الأسود والأبيض نجد أن تناسق الألوان وتدرجها أو تضادها له اليد الطولى في العمل الملون .
والفنان الضوئي يجب ان يتقن التعامل مع النوعين بنفس المقدار ولكل منهما رونقه الخاص وعوامل إنجاحه التي لا بد منها وكثيراً ما يظهر الدمج في العملين عبر لوحة فوتوغرافية متميزة وأخاذة .
◻هل تعتبر الفن الفوتوغرافي فناً قائماً بذاته ، أم أنه ينضوي ضمن فن التشكيل ؟
- إن الكاميرا ما هي إلا أداة في يد الفنان الضوئي ، مهما كانت متقدمة ، كما هي الريشة بيد الفنان التشكيلي وكل منهما يبدع من واقعه ومن خياله . ففي مجال التصوير من المعروف ان التلاعب بفتحات العدسة والسرعات ومدة التعريض للورق الحساس ، كثيراً ما تعطي لوحات لا تشاهد على الطبيعة والواقع ، من هنا ومن جملة أمور أخرى يمكن أن تعتبر الفن الفوتوغرافي فناً قائماً بذاته .
◻كيف ترى موقع التصوير بالنسبة للفنون الأخرى كالرسم والنحت والموسيقى وغيرها ؟
- صحيح أن التصوير بدأ متأخرا جدا عن الفنون الأخرى ، وذلك بسبب تآخر ابتكار آلة التصوير ، ولكنه قفز قفزات نوعية وسريعة في كافة مجالات التصوير الفنية لدرجة أن العديد من المصورين العالميين يمكن التعرف على أعمالهم دون الحاجة لقراءة تواقيعهم وهكذا بدأت تقام المعارض الفوتوغرافية في كافة أنحاء العالم ، وظهرت المجلات المتخصصة في العديد من دول العالم ، مما يؤكد أنه اتخذ لنفسه موقعاً متقدما إلى جانب الفنون الأخرى .
◻ما هي المعارض التي اقمتها او شاركت بها ، وما هي الجوائز التي نلتها ؟ !
- في الحقيقة أقمت معارض تصوير للأطفال الذين كنت أقوم بتدريسهم مادة التصوير الضوئي . وهي عديدة وكان أحدها في - صالة الشعب للفنون الجميلة ،
أما على الصعيد الشخصي فقد شاركت في المعرض السنوي العام لعامي ١٩٨٤ و ١٩٨٥ - وكذلك عدة معارض فردية في المحافظات السورية وآخرها معرض بعنوان . الطبيعة في سورية في صالة المعارض بالمركز الثقافي العربي بدمشق كما سبق أن حصلت على الجائزة الأولى في مسابقة أفضل صورة فوتوغرافية أقامتها إحدى الصحف المحلية قبل سنوات .
◻لا باعتبارك تعمل للطفولة فما هو العمل الذي تعتز به وماذا تعد في هذا المجال ؟
- في التعامل مع الطفولة اعتز بكل أعمالي خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالاطفال والطبيعة ، فهم لا يتمردون عليها بل ينظرون اليها كصديقة وفية تقدم لهم كل ما يرغبون من هنا اشعر بسعادة لا توصف حينما ترصد عدستي أنشطة الأطفال ومرحهم ولهوهم في حداثقهم حيث يجدون كل الرعاية اللازمة والتوجيه السليم والترفيه .
وفي هذا المجال أنا بصدد إعداد معرض خاص بالطفولة أرجو أن ينال تقدير المشاهدين وثقتهم .
◻ما هي معاناتك كمصور ، وما هي أطرف حادثة وأجمل حادثة مرت بك ؟
- إن المعاناة تنحصر في فقدان الكثير من المواد التي نحتاجها ، إضافة إلى أسعارها التي ترتفع باستمرار ، أما اطرف حادثة صادفتني فتتلخص في أنني كنت أعبر حديقة عامة فلفت نظري عصفور صغير يقف على حافة ، ماسورة ، للمياه تتسرب منها المياه بشكل قطرات صغيرة وكان العصفور ينتظر كل قطرة لتتجمع حتى يتمكن من التقاطها ـ أو ما إلتقاط بعض منها - . كان المشهد فريداً ولسوء الحظ لم أكن أحمل الكاميرا ا بل أنني حاولت أن أجد انسانا معه كاميرا لكي اقدم له هذا المشهد كهدية ولكن عبثا وبعد قليل ذهب المشهد وبقيت الحسرة .
اما أجمل مشهد ، فقد تم في مجال التصوير السينمائي فبينما كنت اصور مشهد بحيرة نبع بردى ، واتقدم بالزوم باتجاهها ، اذ بخروف يقف في وجه الكاميرا السينمائية مما زاد المشهد جمالا وتابعت الاقتراب بالزوم حتى اصبحت الصورة كاملة لوجه الخروف ، وعندما أخذت اتراجع بالزوم قليلا قليلا فوجئت بخروفين آخرين يقفان على جانبي الخروف الأول وكل منهما ينظر اليه . وما زلت احتفظ بهذه اللقطة الرائعة .
◻انت مدرس لمادة التصوير الضوئي ، ماذا تقول لطلابك أو لطلاب كلية الفنون الجميلة ؟
- احذروا أن تظنوا بأنكم وصلتم لنهاية المعرفة فإن نهاية الطريق تعني العودة ، والعودة تعني التراجع ، لنخطط دوماً للمستقبل ولتكن نصب أعيننا مقولة « أن الصورة الأجمل هي تلك التي لم تلتقط بعد .. فإذا اعتبرت نفسي في بداية الطريق فذلك يعني لي المزيد من التقدم ، أما إذا اعتبرت نفسي قد وصلت فذلك يشكل نهاية الطموح وبداية التراجع .
◻أنت من عشاق الطبيعة فمن هم أحبابك هناك وما هي الأوقات التي تصور فيها ؟
- كل ما في الطبيعة يجذبني من مشاهد الشروق في البادية والصحراء ، إلى الغروب على شاطىء البحر .
والأطفال جزء مهم من الطبيعة وكذلك المزارع ، وهو يداعب التربة بكل الحنان والحب - الطيور ، وكذلك الاشجار - حتى ولو كانت عارية - أقف أمامها وأدرسها واصورها وهي تغازل السحاب بأغصانها العالية الرقيقة ليس في الطبيعة ما هو غير جدير بالدراسة والتصوير حتى بأدق تفاصيلها .
و افضل الأوقات لدي للتصوير هي فترة قبل الظهيرة بين التاسعة والواحدة .
◻من يعجبك من المصورين ؟
- على الصعيد العالمي : ديفيد هاملتون ، غویدو مانغولد ، تاسیلو نروست ، اليستر بلاك ويوسف کارش وغيرهم أما على الصعيد المحلي فإن معرفتي تكاد تنحصر بأعمال الفنان مروان مسلماني ، فهو من الأوائل ، كذلك الفنانين الشباب من أمثال فاهي شاهينيان وغيره .
وهنا علي أن أذكر بأنني أتمنى أن تتاح لكل فنان ضوئي فرصة تقديم المعارض الفردية لأنها هي المقياس الصحيح في الحكم على أعماله ومعرفة مدى نجاحه⏹
دمشق - فريد ظفور
مدرس لمادة التصوير يتعامل مع الصغار في أكثر من مجال بينها مجلة متخصصة في شؤونهم . ومصور متحيز للطبيعة ولا يجد أي موقع فيها لا يشكل جاذبا له نحو الالتقاط ... زين شاشاني صاحب عدة معارض فردية ومشتركة ، نقدمه في هذا اللقاء الموسّع والشامل .
زين شاشاني صياد ماهر للتدرجات اللونية والرمادية عبر جدلية الطبيعة ما بين الماء والبيئة ومخلوقاتها ، فبراعة التعبير وجمال الاسلوب والإطار المدروس والالوان الدافئة المتدفقة وحيوية ... كلها تطرح شاشاني نفسه عبر اسلوب مبسط إلى اللوحة الفوتوغرافية باعتماد النظرة الفنية التي هي اساس تكوين اللوحة .
زين العابدين شاشائي من مواليد دمشق عام ١٩٤٥ ويعمل كمصور في مجلة متخصصة للاطفال ويدرس مادة التصوير الضوئي في أحد المعاهد بدمشق .
اما حول بداية عمله مع التصوير وحول الخبرات السابقة لديه فيقول :
- كانت البداية مع الكاميرا في المرحلة الدراسية الإعدادية ، حيث كنت التقط الصور لبعض زملاء الدراسة ، إضافة لعدد من المشاهد العامة ، وبعد ذلك اكتسبت الخبرة في التعامل مع الغرفة المظلمة حيث تحميض وتكبير أفلام الاسود والأبيض التي كنت أصورها بنفسي وكذلك افلام الاصدقاء .
◻أيهما تفضل التعامل بالأبيض والأسود أم الملون ؟
- لا أستطيع أن أفضل أحدهما على الآخر ، ففي حين يلعب الضوء والظل الدور الأساسي في لوحة الأسود والأبيض نجد أن تناسق الألوان وتدرجها أو تضادها له اليد الطولى في العمل الملون .
والفنان الضوئي يجب ان يتقن التعامل مع النوعين بنفس المقدار ولكل منهما رونقه الخاص وعوامل إنجاحه التي لا بد منها وكثيراً ما يظهر الدمج في العملين عبر لوحة فوتوغرافية متميزة وأخاذة .
◻هل تعتبر الفن الفوتوغرافي فناً قائماً بذاته ، أم أنه ينضوي ضمن فن التشكيل ؟
- إن الكاميرا ما هي إلا أداة في يد الفنان الضوئي ، مهما كانت متقدمة ، كما هي الريشة بيد الفنان التشكيلي وكل منهما يبدع من واقعه ومن خياله . ففي مجال التصوير من المعروف ان التلاعب بفتحات العدسة والسرعات ومدة التعريض للورق الحساس ، كثيراً ما تعطي لوحات لا تشاهد على الطبيعة والواقع ، من هنا ومن جملة أمور أخرى يمكن أن تعتبر الفن الفوتوغرافي فناً قائماً بذاته .
◻كيف ترى موقع التصوير بالنسبة للفنون الأخرى كالرسم والنحت والموسيقى وغيرها ؟
- صحيح أن التصوير بدأ متأخرا جدا عن الفنون الأخرى ، وذلك بسبب تآخر ابتكار آلة التصوير ، ولكنه قفز قفزات نوعية وسريعة في كافة مجالات التصوير الفنية لدرجة أن العديد من المصورين العالميين يمكن التعرف على أعمالهم دون الحاجة لقراءة تواقيعهم وهكذا بدأت تقام المعارض الفوتوغرافية في كافة أنحاء العالم ، وظهرت المجلات المتخصصة في العديد من دول العالم ، مما يؤكد أنه اتخذ لنفسه موقعاً متقدما إلى جانب الفنون الأخرى .
◻ما هي المعارض التي اقمتها او شاركت بها ، وما هي الجوائز التي نلتها ؟ !
- في الحقيقة أقمت معارض تصوير للأطفال الذين كنت أقوم بتدريسهم مادة التصوير الضوئي . وهي عديدة وكان أحدها في - صالة الشعب للفنون الجميلة ،
أما على الصعيد الشخصي فقد شاركت في المعرض السنوي العام لعامي ١٩٨٤ و ١٩٨٥ - وكذلك عدة معارض فردية في المحافظات السورية وآخرها معرض بعنوان . الطبيعة في سورية في صالة المعارض بالمركز الثقافي العربي بدمشق كما سبق أن حصلت على الجائزة الأولى في مسابقة أفضل صورة فوتوغرافية أقامتها إحدى الصحف المحلية قبل سنوات .
◻لا باعتبارك تعمل للطفولة فما هو العمل الذي تعتز به وماذا تعد في هذا المجال ؟
- في التعامل مع الطفولة اعتز بكل أعمالي خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالاطفال والطبيعة ، فهم لا يتمردون عليها بل ينظرون اليها كصديقة وفية تقدم لهم كل ما يرغبون من هنا اشعر بسعادة لا توصف حينما ترصد عدستي أنشطة الأطفال ومرحهم ولهوهم في حداثقهم حيث يجدون كل الرعاية اللازمة والتوجيه السليم والترفيه .
وفي هذا المجال أنا بصدد إعداد معرض خاص بالطفولة أرجو أن ينال تقدير المشاهدين وثقتهم .
◻ما هي معاناتك كمصور ، وما هي أطرف حادثة وأجمل حادثة مرت بك ؟
- إن المعاناة تنحصر في فقدان الكثير من المواد التي نحتاجها ، إضافة إلى أسعارها التي ترتفع باستمرار ، أما اطرف حادثة صادفتني فتتلخص في أنني كنت أعبر حديقة عامة فلفت نظري عصفور صغير يقف على حافة ، ماسورة ، للمياه تتسرب منها المياه بشكل قطرات صغيرة وكان العصفور ينتظر كل قطرة لتتجمع حتى يتمكن من التقاطها ـ أو ما إلتقاط بعض منها - . كان المشهد فريداً ولسوء الحظ لم أكن أحمل الكاميرا ا بل أنني حاولت أن أجد انسانا معه كاميرا لكي اقدم له هذا المشهد كهدية ولكن عبثا وبعد قليل ذهب المشهد وبقيت الحسرة .
اما أجمل مشهد ، فقد تم في مجال التصوير السينمائي فبينما كنت اصور مشهد بحيرة نبع بردى ، واتقدم بالزوم باتجاهها ، اذ بخروف يقف في وجه الكاميرا السينمائية مما زاد المشهد جمالا وتابعت الاقتراب بالزوم حتى اصبحت الصورة كاملة لوجه الخروف ، وعندما أخذت اتراجع بالزوم قليلا قليلا فوجئت بخروفين آخرين يقفان على جانبي الخروف الأول وكل منهما ينظر اليه . وما زلت احتفظ بهذه اللقطة الرائعة .
◻انت مدرس لمادة التصوير الضوئي ، ماذا تقول لطلابك أو لطلاب كلية الفنون الجميلة ؟
- احذروا أن تظنوا بأنكم وصلتم لنهاية المعرفة فإن نهاية الطريق تعني العودة ، والعودة تعني التراجع ، لنخطط دوماً للمستقبل ولتكن نصب أعيننا مقولة « أن الصورة الأجمل هي تلك التي لم تلتقط بعد .. فإذا اعتبرت نفسي في بداية الطريق فذلك يعني لي المزيد من التقدم ، أما إذا اعتبرت نفسي قد وصلت فذلك يشكل نهاية الطموح وبداية التراجع .
◻أنت من عشاق الطبيعة فمن هم أحبابك هناك وما هي الأوقات التي تصور فيها ؟
- كل ما في الطبيعة يجذبني من مشاهد الشروق في البادية والصحراء ، إلى الغروب على شاطىء البحر .
والأطفال جزء مهم من الطبيعة وكذلك المزارع ، وهو يداعب التربة بكل الحنان والحب - الطيور ، وكذلك الاشجار - حتى ولو كانت عارية - أقف أمامها وأدرسها واصورها وهي تغازل السحاب بأغصانها العالية الرقيقة ليس في الطبيعة ما هو غير جدير بالدراسة والتصوير حتى بأدق تفاصيلها .
و افضل الأوقات لدي للتصوير هي فترة قبل الظهيرة بين التاسعة والواحدة .
◻من يعجبك من المصورين ؟
- على الصعيد العالمي : ديفيد هاملتون ، غویدو مانغولد ، تاسیلو نروست ، اليستر بلاك ويوسف کارش وغيرهم أما على الصعيد المحلي فإن معرفتي تكاد تنحصر بأعمال الفنان مروان مسلماني ، فهو من الأوائل ، كذلك الفنانين الشباب من أمثال فاهي شاهينيان وغيره .
وهنا علي أن أذكر بأنني أتمنى أن تتاح لكل فنان ضوئي فرصة تقديم المعارض الفردية لأنها هي المقياس الصحيح في الحكم على أعماله ومعرفة مدى نجاحه⏹
دمشق - فريد ظفور
تعليق