عباده صامت
Ubadah ibn al-Samit - Ubadah ibn al-Samit
عبادة بن الصامت
(38 ق.هـ ـ 34هـ/586 ـ 654م)
عبادة بنُ الصَّامتِ بن قيس بن أَصرم ابن فِهْر بن قيس بن ثعلبة بن غَنْم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج. أبو الوليد الأنصاري الخزرجي، من القواقل، وهم بنو غنْم ابن عمرو، سموا بذلك لأن غَنْماً كان إذا استجار به مستجير قال له: قَوْقِل حيث شئت، أي اذهب حيث شئت فأَنت في أَمان.وأُمُّ عبادة قرُةْ العين بنت عمارة بن نَضْلة بن العجلان بن زيد بن غَنْم الخزرجية، صحابية أَسْلَمتْ وبايَعَتْ، ولِد عبادُة في المدينة، وكان أَحد الثمانية الأوائل من أَهل المدينة الذين لقوا النبيr في مكة بالموسم وأسلموا، وذلك في السنَّة العاشرة للبعثة، ثم كان في السنَّة التي تليها مع أصحاب بيعة العقبة الأولى، قال عبادة: «بايَعْنا رسول اللهr بيعة النِّساءِ وذلك قبْل أنْ تُفرضَ علينا الحرب، على ألا نشرك بالله شيئًا ولانسرق ولانزني ولانقتل أَولادنا، ولانأتي ببهتان نفتريه من بين أَيْدينا وأَرْجلِنا ولانعصيه في معروف، قال: فمن وفَّى ذلك منكم فأَجْره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو له كفَّارة وطهور، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأَمْرُهُ إلى الله إنْ شاء عذَّب وإنْ شاء غفر، فبايعناه على ذلك». وفي العقبة الثانية كان أَحد النقباء الاثني عشر، وكان من الذين بايعوا على السمع والطاعة في المنشَط والمكرَه، وآخى النبيُّr بينه وبين أبي مرثد الغنوي بعد الهجرة، وكان من الشجعان الذين لايهابون في الحق لومة لائم، شهد المشاهد كلها مع رسول اللهr، فكان من أعيان البدريين، وما بعدها من الغزوات، وشارك في فتوح الشام ومصر، أَرْسله شُرحبيلُ بن حَسَنة بعد فتح حمص إلى الساحل السوري، ففتح اللاذقية وجبلة وطرطوس، ثم كان في الجيش الذي غزا قبرص زمن معاوية، حيث استشهدت زوجته أم سليم بنت ملحان، ثم شهد فتح مصر سنة عشرين، وكان في ربع المدد الذي أرسله عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص حين استعصى عليه فتح مصر أول الأمر، وفتحت على يدي عبادة الاسكندرية.
يعدُّ عبادة أحد الأربعة أو الخمسة الأنصاريين الذين جمعوا القرآن، وكانوا يعلّمونه النَّاس على عهد رسول اللهr فكان يعلم أهلَ الصُّفَّة، ولما كان زمن عمر كتب يزيد بن أبي سفيان والي الشام إلى عمر: إنَّ أَهل الشام كثير، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فأرسل إليه ثلاثة، هم عبادة وأبو الدرداء ومعاذ بن جبل، فخرج الثلاثة إلى الشام. فقال: ابدؤوا بحمص، فإذا رضيتم منهم، فليخرج واحد إلى دمشق، وآخر إلى فلسطين، فأقام عبادة في حمص ثم انتقل إلى فلسطين، فأقام فيها معلِّمًا وقاضياً، وهو أول من تولى منصب القضاء في فلسطين. وُصِفَt عنه بالعفة والرحمة والإيثار والتواضع وأمره بالمعروف، وله في كل ذلك قصص، من ذلك أنه خالف معاوية بن أبي سفيان ـ وكان والي الشام ـ في قضية، فلمَّا لم يتراجع معاوية عن رأْيه فيها قال له عبادة: «لا أساكنك في أرض أنت فيها» وخرج إلى المدينة فلمَّا علِم عمر بنُ الخطاب بالأمر قال لعبادة: «ارجع يا أبا الوليد إلى أرضك، فقبَّح الله أرضًا لست فيها وأَمثالك» وكتب إلى معاوية: «لا إمْرَة لك عليه، واحمل الناس على ما قال». ومن مواقفه التي سطرها له تاريخ الإسلام تبرُّؤه من حلف يهود بني قينقاع حين خانوا المسلمين يوم بدر، فقرَّر النبيrمنابذتهم، وكان بين عبادة وبينهم حلف قبل الإسلام، فقال عبادة: «يا رسول الله إنَّ أوليائي من اليهود كانت شديدة أنفسهم، كثيراً سلاحهم، شديدة شوكتهم، وإني أَبْرأُ إلى الله ورسوله من ولاية يهود، ولا مولى لي إلا الله ورسوله» في حين أنَّ عبد الله بن أُبيّ بن سلول رأس المنافقين ثبَت على حلفه معهم، فأَنزل الله تعالى فيهما قوله: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاْءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[ (المائدة51).
مات عبادة بالرملة من فلسطين، ودفن ببيت المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. أخرجت له كتب الحديث مئة وواحداً وثمانين حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على ستة منها، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بحديثين.
بديع السيد اللحام
Ubadah ibn al-Samit - Ubadah ibn al-Samit
عبادة بن الصامت
(38 ق.هـ ـ 34هـ/586 ـ 654م)
عبادة بنُ الصَّامتِ بن قيس بن أَصرم ابن فِهْر بن قيس بن ثعلبة بن غَنْم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج. أبو الوليد الأنصاري الخزرجي، من القواقل، وهم بنو غنْم ابن عمرو، سموا بذلك لأن غَنْماً كان إذا استجار به مستجير قال له: قَوْقِل حيث شئت، أي اذهب حيث شئت فأَنت في أَمان.وأُمُّ عبادة قرُةْ العين بنت عمارة بن نَضْلة بن العجلان بن زيد بن غَنْم الخزرجية، صحابية أَسْلَمتْ وبايَعَتْ، ولِد عبادُة في المدينة، وكان أَحد الثمانية الأوائل من أَهل المدينة الذين لقوا النبيr في مكة بالموسم وأسلموا، وذلك في السنَّة العاشرة للبعثة، ثم كان في السنَّة التي تليها مع أصحاب بيعة العقبة الأولى، قال عبادة: «بايَعْنا رسول اللهr بيعة النِّساءِ وذلك قبْل أنْ تُفرضَ علينا الحرب، على ألا نشرك بالله شيئًا ولانسرق ولانزني ولانقتل أَولادنا، ولانأتي ببهتان نفتريه من بين أَيْدينا وأَرْجلِنا ولانعصيه في معروف، قال: فمن وفَّى ذلك منكم فأَجْره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا فهو له كفَّارة وطهور، ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأَمْرُهُ إلى الله إنْ شاء عذَّب وإنْ شاء غفر، فبايعناه على ذلك». وفي العقبة الثانية كان أَحد النقباء الاثني عشر، وكان من الذين بايعوا على السمع والطاعة في المنشَط والمكرَه، وآخى النبيُّr بينه وبين أبي مرثد الغنوي بعد الهجرة، وكان من الشجعان الذين لايهابون في الحق لومة لائم، شهد المشاهد كلها مع رسول اللهr، فكان من أعيان البدريين، وما بعدها من الغزوات، وشارك في فتوح الشام ومصر، أَرْسله شُرحبيلُ بن حَسَنة بعد فتح حمص إلى الساحل السوري، ففتح اللاذقية وجبلة وطرطوس، ثم كان في الجيش الذي غزا قبرص زمن معاوية، حيث استشهدت زوجته أم سليم بنت ملحان، ثم شهد فتح مصر سنة عشرين، وكان في ربع المدد الذي أرسله عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص حين استعصى عليه فتح مصر أول الأمر، وفتحت على يدي عبادة الاسكندرية.
يعدُّ عبادة أحد الأربعة أو الخمسة الأنصاريين الذين جمعوا القرآن، وكانوا يعلّمونه النَّاس على عهد رسول اللهr فكان يعلم أهلَ الصُّفَّة، ولما كان زمن عمر كتب يزيد بن أبي سفيان والي الشام إلى عمر: إنَّ أَهل الشام كثير، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فأرسل إليه ثلاثة، هم عبادة وأبو الدرداء ومعاذ بن جبل، فخرج الثلاثة إلى الشام. فقال: ابدؤوا بحمص، فإذا رضيتم منهم، فليخرج واحد إلى دمشق، وآخر إلى فلسطين، فأقام عبادة في حمص ثم انتقل إلى فلسطين، فأقام فيها معلِّمًا وقاضياً، وهو أول من تولى منصب القضاء في فلسطين. وُصِفَt عنه بالعفة والرحمة والإيثار والتواضع وأمره بالمعروف، وله في كل ذلك قصص، من ذلك أنه خالف معاوية بن أبي سفيان ـ وكان والي الشام ـ في قضية، فلمَّا لم يتراجع معاوية عن رأْيه فيها قال له عبادة: «لا أساكنك في أرض أنت فيها» وخرج إلى المدينة فلمَّا علِم عمر بنُ الخطاب بالأمر قال لعبادة: «ارجع يا أبا الوليد إلى أرضك، فقبَّح الله أرضًا لست فيها وأَمثالك» وكتب إلى معاوية: «لا إمْرَة لك عليه، واحمل الناس على ما قال». ومن مواقفه التي سطرها له تاريخ الإسلام تبرُّؤه من حلف يهود بني قينقاع حين خانوا المسلمين يوم بدر، فقرَّر النبيrمنابذتهم، وكان بين عبادة وبينهم حلف قبل الإسلام، فقال عبادة: «يا رسول الله إنَّ أوليائي من اليهود كانت شديدة أنفسهم، كثيراً سلاحهم، شديدة شوكتهم، وإني أَبْرأُ إلى الله ورسوله من ولاية يهود، ولا مولى لي إلا الله ورسوله» في حين أنَّ عبد الله بن أُبيّ بن سلول رأس المنافقين ثبَت على حلفه معهم، فأَنزل الله تعالى فيهما قوله: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاْءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[ (المائدة51).
مات عبادة بالرملة من فلسطين، ودفن ببيت المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. أخرجت له كتب الحديث مئة وواحداً وثمانين حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على ستة منها، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بحديثين.
بديع السيد اللحام