عبد رازق (مصطفي)
Abdul Razaq (Moustafa-) - Abdel Razaq (Moustafa-)
عبد الرازق (مصطفى ـ)
(1303ـ 1366هـ/1885ـ1947م)
مصطفى بن حسن بن أحمد عبد الرازق المصري، عالم من علماء الشريعة والأدب الكبار في عصره بمصر، ووزير سابق للأوقاف وأحد شيوخ الأزهر أيام عزّه وبعد نفوذه.
ولد بقرية أبي جُرح من قرى مديرية المِنْيَة بمصر، وكان والده عبد الرازق أحد البشوات في عهد الملك فاروق، فنشأ المترجم له في عزٍّ وأبَّهة، وتلقى تعليمه الأول في قريته، ثم حفظ القرآن الكريم على بعض الشيوخ،ثم غادر قريته إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف وتخرج فيه سنة 1324هـ/1906م ثم نال شهادة العالمية من الدرجة الأولى، ثم قام بالتدريس في مدرسة القضاء الشرعي إلى سنة 1327هـ/1909م وقصد بعدها فرنسا فالتحق بجامعة السوربون، ليجمع إلى ثقافته العربية الإسلامية التي استقاها من الأزهر ثقافة الغرب، ونُدب في أثناء وجوده بفرنسا لتدريس بعض البحوث الإسلامية بجامعة ليون، وعاد إلى مصر عقب نشوب الحرب العالمية الأولى لسنتين، فعين سكرتيراً لمجلس الأزهر، ثم عين مفتشاً في المحاكم الشرعية، وما إن حلّت سنة 1346هـ/1926م حتى عيّن أستاذاً للفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، واستمر في كرسي الأستاذية في تلك الجامعة إلى سنة 1357هـ/1938م ثم اختير لتولي حقيبة الأوقاف في وزارة محمد محمود باشا الثانية، ثم شغل هذا المنصب في وزارات أخرى متعاقبة حتى كانت سنة 1365هـ/1945م حين صدر الأمر الملكي بتعيينه شيخاً للجامع الأزهر خلفاً للشيخ محمد بن مصطفى المراغي، واختير أميراً لموكب الحج المصري في السنة الأخيرة من سنوات حياته فكان خير أمير من أمراء الحج المسلمين في الديار المقدسة في ذلك العام.
كان له أثر بالغ في طلبة العلم في الأزهر وجامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية التي حاضر فيها طويلاً، ولم تنقطع صلته بتلامذته في تلك الجامعات إلى آخر حياته، وكان محبباً إلى النفوس متواضعاً يهتم بأمر الأمة ويسعى إلى إصلاح حالها، وكان يتصدى لحلّ الأمور المعقدة وحسم المنازعات الشائكة والتوفيق بين المطالب المتنافرة، فكان بما حباه الله من هذه المواهب النادرة سبباً مهماً من أسباب الإحسان للمجتمع والوطن والأمة، وكان هادئ الطبع وقوراً، نيّر الفكر، يحاسب نفسه بالكلمة. وقد خلّف مؤلفات كثيرة تدل في مجموعها على علمه وفضله وعلو مكانته وتنوع ثقافته. قال عنه طه حسين: «كان أديباً مقلاً، وعالماً مقلاً، ورُبّ قليل خير من كثير». وانْتُخِبَ عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية في القاهرة.
ومن آثاره المطبوعة: «تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية» و«فيلسوف العرب والمعلم الثاني» و«الدين والوحي في الإسلام» و«الإمام الشافعي» و«الإمام محمد عبده» و«البهاء زهير» و«مذكرات مسافر» و«مذكرات مقيم».
ومن آثاره المخطوطة: «كتاب كبير في المنطق، وكتاب في التصوف، وفصول في الأدب»، تقع في مجلدين كبيرين، و«مذكراته اليومية»، وهي مهيأة للطبع وقد نشر شيئاً منها في بعض الصحف بتوقيع (الشيخ الفزاري). وكانت له مشاركات مختلفة في الكتابة للصحافة المصرية أيام عزّها. ويمكن القول: إنه كان شيخاً مبرِّزاً للجامع الأزهر وأديباً متسلحاً بالمعارف الإسلامية والثقافية الغربية.
مات في القاهرة ودفن فيها، وأقيم له حفل تأبين كبير في جامعتها، ألقيت فيه كلمات: لطفي السيد وعبد العزيز فهمي وحسين هيكل ومنصور فهمي وإبراهيم دسوقي أباظة و طه حسين وأمين الخولي وعباس محمود العقاد وغيرهم، وقد أشادوا جميعاً بمآثره ومناقبه وأثره في مصر في عصره.
محمود الأرناؤوط
Abdul Razaq (Moustafa-) - Abdel Razaq (Moustafa-)
عبد الرازق (مصطفى ـ)
(1303ـ 1366هـ/1885ـ1947م)
مصطفى بن حسن بن أحمد عبد الرازق المصري، عالم من علماء الشريعة والأدب الكبار في عصره بمصر، ووزير سابق للأوقاف وأحد شيوخ الأزهر أيام عزّه وبعد نفوذه.
ولد بقرية أبي جُرح من قرى مديرية المِنْيَة بمصر، وكان والده عبد الرازق أحد البشوات في عهد الملك فاروق، فنشأ المترجم له في عزٍّ وأبَّهة، وتلقى تعليمه الأول في قريته، ثم حفظ القرآن الكريم على بعض الشيوخ،ثم غادر قريته إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف وتخرج فيه سنة 1324هـ/1906م ثم نال شهادة العالمية من الدرجة الأولى، ثم قام بالتدريس في مدرسة القضاء الشرعي إلى سنة 1327هـ/1909م وقصد بعدها فرنسا فالتحق بجامعة السوربون، ليجمع إلى ثقافته العربية الإسلامية التي استقاها من الأزهر ثقافة الغرب، ونُدب في أثناء وجوده بفرنسا لتدريس بعض البحوث الإسلامية بجامعة ليون، وعاد إلى مصر عقب نشوب الحرب العالمية الأولى لسنتين، فعين سكرتيراً لمجلس الأزهر، ثم عين مفتشاً في المحاكم الشرعية، وما إن حلّت سنة 1346هـ/1926م حتى عيّن أستاذاً للفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، واستمر في كرسي الأستاذية في تلك الجامعة إلى سنة 1357هـ/1938م ثم اختير لتولي حقيبة الأوقاف في وزارة محمد محمود باشا الثانية، ثم شغل هذا المنصب في وزارات أخرى متعاقبة حتى كانت سنة 1365هـ/1945م حين صدر الأمر الملكي بتعيينه شيخاً للجامع الأزهر خلفاً للشيخ محمد بن مصطفى المراغي، واختير أميراً لموكب الحج المصري في السنة الأخيرة من سنوات حياته فكان خير أمير من أمراء الحج المسلمين في الديار المقدسة في ذلك العام.
كان له أثر بالغ في طلبة العلم في الأزهر وجامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية التي حاضر فيها طويلاً، ولم تنقطع صلته بتلامذته في تلك الجامعات إلى آخر حياته، وكان محبباً إلى النفوس متواضعاً يهتم بأمر الأمة ويسعى إلى إصلاح حالها، وكان يتصدى لحلّ الأمور المعقدة وحسم المنازعات الشائكة والتوفيق بين المطالب المتنافرة، فكان بما حباه الله من هذه المواهب النادرة سبباً مهماً من أسباب الإحسان للمجتمع والوطن والأمة، وكان هادئ الطبع وقوراً، نيّر الفكر، يحاسب نفسه بالكلمة. وقد خلّف مؤلفات كثيرة تدل في مجموعها على علمه وفضله وعلو مكانته وتنوع ثقافته. قال عنه طه حسين: «كان أديباً مقلاً، وعالماً مقلاً، ورُبّ قليل خير من كثير». وانْتُخِبَ عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية في القاهرة.
ومن آثاره المطبوعة: «تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية» و«فيلسوف العرب والمعلم الثاني» و«الدين والوحي في الإسلام» و«الإمام الشافعي» و«الإمام محمد عبده» و«البهاء زهير» و«مذكرات مسافر» و«مذكرات مقيم».
ومن آثاره المخطوطة: «كتاب كبير في المنطق، وكتاب في التصوف، وفصول في الأدب»، تقع في مجلدين كبيرين، و«مذكراته اليومية»، وهي مهيأة للطبع وقد نشر شيئاً منها في بعض الصحف بتوقيع (الشيخ الفزاري). وكانت له مشاركات مختلفة في الكتابة للصحافة المصرية أيام عزّها. ويمكن القول: إنه كان شيخاً مبرِّزاً للجامع الأزهر وأديباً متسلحاً بالمعارف الإسلامية والثقافية الغربية.
مات في القاهرة ودفن فيها، وأقيم له حفل تأبين كبير في جامعتها، ألقيت فيه كلمات: لطفي السيد وعبد العزيز فهمي وحسين هيكل ومنصور فهمي وإبراهيم دسوقي أباظة و طه حسين وأمين الخولي وعباس محمود العقاد وغيرهم، وقد أشادوا جميعاً بمآثره ومناقبه وأثره في مصر في عصره.
محمود الأرناؤوط