عبد اله علي
Abdullah ibn Ali - Abdullah ibn Ali
عبد الإله بن علي
(…ـ … هـ/1913ـ 1958م)
عبد الإله بن علي، حفيد الشريف حسين بن علي ملك الحجاز، الابن الذكر الوحيد لأبيه، ولد في الطائف حيث تلقى علومه الابتدائية. التحق بالكلية الإسلامية في القدس، ثم انتقل إلى كلية الملكة فيكتوريا بالإسكندرية، وأكمل دراسته في بريطانيا دون أن يحقق أي نجاح.
انتقل مع عمه الملك فيصل من سورية إلى العراق ولازمه حتى وفاته عام 1933، ووقف إلى جانب ابن عمه وزوج شقيقته الملك غازي دون أن تكون له صفة رسمية، لما بين الرجلين من اختلاف في وجهات النظر.
بدأ ظهوره على مسرح العراق السياسي حليفاً موثوقاً للسلطات البريطانية في العراق عام 1939، في أعقاب مقتل الملك غازي بحادث سيارة غامض، فحامت من حوله الشبهات ومعه نوري السعيد، لكنه أصبح وصياً على العرش، ريثما يبلغ الملك فيصل الثاني بن غازي سن الرشد، ومنذ ذلك التاريخ عمل مع نوري السعيد على إرساء القواعد الأساسية التي ارتكزت عليها سياسة العراق التي اتسمت بموالاتها للغرب ومعاداة حركات التحرر العربي على الصعيدين الوطني والقومي.
اتخذ من رموز الطبقة البرجوازية الإنكليزية قدوة لعاداته وقيمه، وأحاط نفسه بالعديد من المستشارين البريطانيين والأمريكيين،ومتّن صلاته بأصحاب الشركات الاحتكارية الغربية المهيمنة على خيرات العراق، وعاش في قصره لاهياً بعيداً عن الجماهير التي غالباً ما كان يصفها بالغوغاء، فقابلته احتقاراً باحتقار، الأمر الذي ألّب عليه العراقيين فقاموا بثورتهم العارمة سنة 1941بزعامة رشيد عالي الكيلاني، فلجأ إلى السفارة الأمريكية في بغداد، ومنها هرب إلى القاعدة العسكرية البريطانية في الحبّانية، وحاول الاتصال ببعض أتباعه من العسكريين لقمع الثورة، فرفضت أوامره، فانتقل على متن طائرة بريطانية إلى البصرة، لائذاً بصديقه متصرف المدينة صالح جبر، وحاول من هناك الاتصال بزعماء القبائل والعشائر محرضاً ومؤلباًً، فلم يجد بينهم من يتعاطف معه، فهرب إلى الأردن ومنها إلى القدس حيث الحماية البريطانية.
تولت الثورة تعيين الشريف (شرف) وصياً على العرش، وهو من غير الموالين للغرب، وكلف رشيد عالي الكيلاني بتشكيل وزارة وطنية، مالبثت أن انهارت حينما عاد الوصي إلى العراق بحماية القوات البريطانية، وتمت تصفية قادة الحركة الوطنية، ومنهم العقداء الأربعة المعروفون باسم المربع الذهبي (صلاح الدين الصالح، محمود سليمان، فهمي سعيد، كامل شبيب)، وأدخل السجن أعضاء الوزارة كافة، وصدر الحكم بإعدام رئيسها رشيد عالي الكيلاني الذي تمكن من الهرب إلى خارج العراق، ومع ذلك فإن القوى الوطنية واصلت نضالها في مواجهة الاستعمار البريطاني وعملائه، فقامت ثورة كركوك عام 1947التي قادها عمال شركة نفط العراق، وثورة عام 1948المعروفة بـ«وثبة كانون» التي جاءت رداً على توقيع معاهدة «بورتسموت»، ونتج منها سقوط حكومة صالح جبر صديق الأمير عبد الإله، وعلى خلفية سحب القوات العراقية من ميدان المعركة في فلسطين، توالى قيام الثورات الشعبية المناهضة للوصي وطغمته، كثورة تشرين الأول 1952 التي جاهرت بتقييد صلاحيات الملك على غرار النظام الملكي البريطاني، وبلغت الأزمة ذروتها بقيام حلف بغداد، في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا تشارك بعدوانها على مصر عام 1956، الأمر الذي أجج المشاعر الوطنية لدى العراقيين، فائتلفت الأحزاب والحركات الوطنية فيما بينها، ومهّدت لقيام ثورة 14 تموز 1958، التي أسفرت عن مقتل الملك ووصي عرشه داخل الرحاب، وبمقتلهما ألغي النظام الملكي وأسدل الستار على حكم الأسرة الهاشمية في العراق.
كاميليا أبو جبل
Abdullah ibn Ali - Abdullah ibn Ali
عبد الإله بن علي
(…ـ … هـ/1913ـ 1958م)
عبد الإله بن علي، حفيد الشريف حسين بن علي ملك الحجاز، الابن الذكر الوحيد لأبيه، ولد في الطائف حيث تلقى علومه الابتدائية. التحق بالكلية الإسلامية في القدس، ثم انتقل إلى كلية الملكة فيكتوريا بالإسكندرية، وأكمل دراسته في بريطانيا دون أن يحقق أي نجاح.
انتقل مع عمه الملك فيصل من سورية إلى العراق ولازمه حتى وفاته عام 1933، ووقف إلى جانب ابن عمه وزوج شقيقته الملك غازي دون أن تكون له صفة رسمية، لما بين الرجلين من اختلاف في وجهات النظر.
بدأ ظهوره على مسرح العراق السياسي حليفاً موثوقاً للسلطات البريطانية في العراق عام 1939، في أعقاب مقتل الملك غازي بحادث سيارة غامض، فحامت من حوله الشبهات ومعه نوري السعيد، لكنه أصبح وصياً على العرش، ريثما يبلغ الملك فيصل الثاني بن غازي سن الرشد، ومنذ ذلك التاريخ عمل مع نوري السعيد على إرساء القواعد الأساسية التي ارتكزت عليها سياسة العراق التي اتسمت بموالاتها للغرب ومعاداة حركات التحرر العربي على الصعيدين الوطني والقومي.
اتخذ من رموز الطبقة البرجوازية الإنكليزية قدوة لعاداته وقيمه، وأحاط نفسه بالعديد من المستشارين البريطانيين والأمريكيين،ومتّن صلاته بأصحاب الشركات الاحتكارية الغربية المهيمنة على خيرات العراق، وعاش في قصره لاهياً بعيداً عن الجماهير التي غالباً ما كان يصفها بالغوغاء، فقابلته احتقاراً باحتقار، الأمر الذي ألّب عليه العراقيين فقاموا بثورتهم العارمة سنة 1941بزعامة رشيد عالي الكيلاني، فلجأ إلى السفارة الأمريكية في بغداد، ومنها هرب إلى القاعدة العسكرية البريطانية في الحبّانية، وحاول الاتصال ببعض أتباعه من العسكريين لقمع الثورة، فرفضت أوامره، فانتقل على متن طائرة بريطانية إلى البصرة، لائذاً بصديقه متصرف المدينة صالح جبر، وحاول من هناك الاتصال بزعماء القبائل والعشائر محرضاً ومؤلباًً، فلم يجد بينهم من يتعاطف معه، فهرب إلى الأردن ومنها إلى القدس حيث الحماية البريطانية.
تولت الثورة تعيين الشريف (شرف) وصياً على العرش، وهو من غير الموالين للغرب، وكلف رشيد عالي الكيلاني بتشكيل وزارة وطنية، مالبثت أن انهارت حينما عاد الوصي إلى العراق بحماية القوات البريطانية، وتمت تصفية قادة الحركة الوطنية، ومنهم العقداء الأربعة المعروفون باسم المربع الذهبي (صلاح الدين الصالح، محمود سليمان، فهمي سعيد، كامل شبيب)، وأدخل السجن أعضاء الوزارة كافة، وصدر الحكم بإعدام رئيسها رشيد عالي الكيلاني الذي تمكن من الهرب إلى خارج العراق، ومع ذلك فإن القوى الوطنية واصلت نضالها في مواجهة الاستعمار البريطاني وعملائه، فقامت ثورة كركوك عام 1947التي قادها عمال شركة نفط العراق، وثورة عام 1948المعروفة بـ«وثبة كانون» التي جاءت رداً على توقيع معاهدة «بورتسموت»، ونتج منها سقوط حكومة صالح جبر صديق الأمير عبد الإله، وعلى خلفية سحب القوات العراقية من ميدان المعركة في فلسطين، توالى قيام الثورات الشعبية المناهضة للوصي وطغمته، كثورة تشرين الأول 1952 التي جاهرت بتقييد صلاحيات الملك على غرار النظام الملكي البريطاني، وبلغت الأزمة ذروتها بقيام حلف بغداد، في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا تشارك بعدوانها على مصر عام 1956، الأمر الذي أجج المشاعر الوطنية لدى العراقيين، فائتلفت الأحزاب والحركات الوطنية فيما بينها، ومهّدت لقيام ثورة 14 تموز 1958، التي أسفرت عن مقتل الملك ووصي عرشه داخل الرحاب، وبمقتلهما ألغي النظام الملكي وأسدل الستار على حكم الأسرة الهاشمية في العراق.
كاميليا أبو جبل