تاريخ الحركة التشكيلية الرقيَّة
- جاسم العيادة
الرقّة
«الحركة التشكيلية الرقيَّة ارتبطت كغيرها من الصنوف الإبداعية الأخرى بروزاً وتطوراً وانتشاراً، وكانت البداية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، حيث شهدت المحافظة بعض التجارب الفردية التي أظهرت إصرار البعض على تطوير إنتاجه، وتراجع البعض الآخر بسبب ظروف عدة، واستمرت الحال حتى بداية السبعينيات.
وقد كان المعرض المدرسي الأول عام /1966/ و/1967/م، أول معرض يقام في مدينة "الرقة"، حيث قدم فنانوها لوحاتهم لأول مرة، ومنهم الفنان "عبد المحسن الجدوع الذويب" و"سليمان النجم المشرف" و"محيي الدين الصغير"، بإشراف الأستاذ "برنار محفوظ" أول مدرس فنون في "الرقة"، وبعد سنتين قدم المصريون أول مدرس مختص بالفن التشكيلي، الذي علمنا الرسم المائي بشكل علمي»، هذا ما قاله الفنان التشكيلي الأستاذ "فواز اليونس" لموقع eRaqqa ) عن بداية تشكل الحركة التشكيلية في محافظة "الرقة".
في الخمسينيات من القرن العشرين، كانت "الرقة" أشبه بقرية كبيرة مستلقية على ضفاف نهر "الفرات"، تجترُّ ذكريات عبرت من تاريخها الطويل، تنبئ عما كان لها من مجد غابر، عندما كانت مصيفاً للخليفة "هارون الرشيد"...، أوابدها الأثرية تهمس للرائي: بأن الأيدي التي بنت سور "الرقة" العظيم وأبدعت باب "بغداد" الجميل وقصر البنات وأقواس الجامع العتيق الأثري، لا بدَّ أن تكون أيدٍ ماهرةً لفنانين مبدعين، عاشوا فيها، وتنفسوا هوائها وشربوا مائها ومضوا، تاركين هذه الأوابد الخالدة شاهداً على عظمة فنهم وروعته. في الخمسينيات.. لم تكن المنسوجات الآلية قد غزت الأسواق والبيوتات، كما هو عليه حال هذه الأيام، كانت النسوة الرقيات يتبارين في تزيين أطراف الوسائد والمراكي والمخدات بالزخارف النباتية والحيوانية الجميلة من خلال تطريزها يدوياً بالألوان الزاهية بأسلوب شعبي جذَّاب غاية في البساطة والجمال، وكنَّ يتسابقن في اقتناء البسط الصوفية، التي أتقن الحُيَّاك الرقيون تلوينها وزخرفتها كالبساط "العبيدي" و"الرشواني" و"العجمي"، وكنَّ يتفاخرن بجمعها لما تضفيه هذه المنسوجات الملونة من جمالٍ على بيوتهن. وتفننَّ كثيراً في خياطة المكاحل والمزاود والحشايا من بقايا الأقمشة التالفة، التي يتم صفُّها على شكل مثلثات "حجب" متشابكة في قالب زخرفي بديع، كما كنَّ يتباهين بتزيين وجوههنَّ وأيديهن وسواعدهنَّ ومعاصمهنَّ وأرساغهنَّ بالوشم الأزرق والأخضر، ويخضبنهن بالحناء سعياً وراء الأناقة والجمال، كالـ"رثامية" و"الحجول" و"الخزام" ونثر الحنَّة. وقد كانت في تلك الفترة ملابس المرأة الرقية أكثر جمالاً واحتشاماً مما هو عليه الآن، فـ"الزبون" و"الصاية" و"الملفع" أكثر جمالاً وأصالة من الألبسة النسائية الحديثة القادمة من الغرب، وأنوه هنا إلى أنني لا أريد بحديثي هذا دعوة المرأة الرقية إلى العودة إلى الوراء، فأنا مع التقدم الواعي والجميل في كل ما هو نبيل وأصيل، ولكني أردت القول: إن حب الجمال والفن الأصيل متجذِّرٌ في أعماق المرأة الرقية، فهي تسعى إليه رغم بساطتها وبعدها عن منابع الحضارة والمدنية في تلك الأيام. وفي فترة الخمسينيات من القرن العشرين، كانت ابتدائية "بلقيس" للبنات و"الرشيد" للبنين، أولى بؤر العلم والمعرفة لأبناء وبنات "الرقة"، الذين تلقوا فيها بواكير تعليمهم واطلعوا على بدايات الرسم والتصوير على أيدي معلمين غير مختصين، لعدم توفر المختصين في المحافظات الكبرى، فما بالنا بمحافظة نائية كـ"الرقة". في تلك الأيام لم يكن الأهل يشجعون أبناءهم على تعلم الرسم والتصوير والنحت لأسباب شتى، حيث كانوا يعتبرون ذلك مضيعةً للوقت، وكانوا يحثونهم على الاهتمام بالمواد العلمية والأدبية كالرياضيات والعلوم واللغات..، ليتخرَّج ولدهم طبيباً أو مهندساً أو محامياً أو..، لذا كان أصحاب الهوايات الفنية والمغرمين بالفن التشكيلي يسبحون ضد التيار، فلا مدرسين مختصين ولا مشجعين من الأهل والأقارب، ولا مواد أولية متوفرة. ولكن رغم كل هذه المعوقات والمثبطات، ظهرت في مدينة "الرقة" ثُلَّة من الشباب العاشقين للفن التشكيلي أمثال: "إسماعيل الحمود" و"إبراهيم الموسى" و"محمود الفياض" و"حسين الموسى"، الذين ثابروا على ممارسة الرسم والتصوير الزيتي بجهودهم الخاصة، واستمروا في دراساتهم النظرية حتى أصبح الثلاثة الأوائل محامين، والرابع مخرجاً سينمائياً، ثم تلتهم مجموعة أخرى من الشباب المحب للفن التشكيلي أمثال: "عبد المحسن جدوع" و"سليمان النجم" و"علي المصطفى الحسن" و"إسماعيل الجاسم الحمود" و"فواز اليونس"، وقد كانت لكل منهم تجاربه البسيطة والواعدة، لو أنهم استمروا في نهج الفن التشكيلي. وفي منتصف الستينيات من القرن العشرين، بدأ المدرسون المختصون في الفن التشكيلي يتوافدون إلى مدينة "الرقة" في إعدادياتها وثانوياتها، وبدأت تظهر بواكير المعارض الفنية التشكيلية في صالة نقابة المعلمين، وصالة المركز الثقافي العربي في "الرقة" وصالات المدارس، وبدأت نواة حركة فنية تشكيلية وليدة تبشر بالظهور في هذه المدينة، حتى إذا ما جاء منتصف السبعينيات، تشكل ما سمي بتجمع فناني "الرقة" من مجموعة من الفنانين الهواة والدارسين من مختلف الأعمار والمشارب والتجارب، يجمعهم حب الفن التشكيلي. وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: "إبراهيم الموسى" و"محمود فياض" و"فواز اليونس" و"عنايت عطار" و"محمد صفوت" و"طلال معلا" و"أحمد معلا" و"عبد الحميد الفياض" و"علاء الأحمد" و"فهد الحسن" و"ياسين الجدوع" و"أيمن ناصر"، وكان معرضهم التشكيلي الأول في صالة المركز الثقافي العربي في "الرقة" عام /1977/م، والذي تجول بعد ذلك في مختلف محافظات القطر، ونال إعجاب الكثيرين من جماهير المشاهدين في تلك المحافظات، وقد قرظه كثير من نقاد الفن التشكيلي في تلك الفترة. وفي عام /1977/م، تم إحداث مركز الفنون التشكيلية في "الرقة" من قبل وزارة الثقافة، والذي بدأ يستقطب الهواة والموهوبين من مختلف الأعمار، ويقدم لهم مجاناً المقر والمدرسين المختصين والمواد الأولية اللازمة للأعمال الفنية، واستطاع هذا المركز أن يخرِّج عدداً لا بأس به من الفنانين التشكيليين الذين رفدوا الحركة الفنية التشكيلية في المحافظة، وبذا اشتد عودها وتصلب، وانضم قسم منهم إلى تجمع فناني "الرقة" وساهموا في معارضه الفنية السنوية، إضافة لنشاطاتهم ومعارضهم الفردية، وقد حقق قسم منهم حضوراً لافتاً للنظر، في مسار الحركة الفنية التشكيلية أمثال: "جمعة سعيد الحمو" و"حسن المصطفى الحسن" و"موسى الحمادة" و"محمد الرفيع" و"محمود غزال" و"موسى الحمد " و"محمد جاسم العكلة"، الذين عرضوا أعمالهم في صالات "دمشق" و"حلب" ونالت إعجاب الكثيرين. ومن فناني "الرقة" من تابع دراسته في كلية الفنون الجميلة في "دمشق" وتخرج منها أمثال: "فهد الحسن" (ديكوريست) و"محمد الحريري" (ديكوريست) و"أسعد تلاليني" (مصور زيتي) و"عبد الجبار ويس" (إعلان)، وغيرهم. وبسؤال "اليونس" عن واقع الفن التشكيلي بين الأمس واليوم، أجاب: «أستطيع القول أن الفترة الممتدة ما بين عام /1977/م وعام /1990/م، كانت تشكل العصر الذهبي بالنسبة للحركة التشكيلية في محافظة "الرقة"، لما تميزت به من نشاط وغنىً في المعارض والعارضين، وتواصل مع الحركات الفنية التشكيلية في محافظات القطر. ولكننا بدأنا نلاحظ تراجعاً كبيراً في مسار الحركة التشكيلية في هذه المحافظة عما كانت عليه سابقاً وذلك منذ بداية التسعينيات، ولعلَّ مردُّ ذلك يعود لانفراط عقد تجمع فناني "الرقة" وتبعثرهم في الأقطار العربية والأجنبية، وأذكر منهم "عنايت عطار" وقد هاجر إلى فرنسا، و"طلال معلا" الذي يقيم في دولة الإمارات العربية، و"فهد الحسن" المقيم في إحدى دول الخليج العربي، و"محمد الحريري" الذي أمضى سنوات عديدة في دولة قطر، قبل أن يعود إلى "الرقة" منذ سنوات قليلة، و"محمد صفوت" وهو مقيم في مدينة "حلب"، و"أحمد معلا" مقيم في "دمشق"، والباقي شغلتهم هموم الحياة والسعي وراء لقمة العيش عن ممارسة الفن التشكيلي، ناهيك عن غلاء المواد الأولية اللازمة لإبداع اللوحة الفنية، والكساد الشديد في تسويق الأعمال الفنية، فلا عجب إن تراجعت الحركة الفنية التشكيلية في هذه المحافظة عما كانت عليه في عصرها الذهبي
ويتابع قائلاً: «في الخمسينيات من القرن العشرين، كانت "الرقة" أشبه بقرية كبيرة مستلقية على ضفاف نهر "الفرات"، تجترُّ ذكريات عبرت من تاريخها الطويل، تنبئ عما كان لها من مجد غابر، عندما كانت مصيفاً للخليفة "هارون الرشيد"...، أوابدها الأثرية تهمس للرائي: بأن الأيدي التي بنت سور "الرقة" العظيم وأبدعت باب "بغداد" الجميل وقصر البنات وأقواس الجامع العتيق الأثري، لا بدَّ أن تكون أيدٍ ماهرةً لفنانين مبدعين، عاشوا فيها، وتنفسوا هوائها وشربوا مائها ومضوا، تاركين هذه الأوابد الخالدة شاهداً على عظمة فنهم وروعته.
اليونس في أحد المعارض
في الخمسينيات.. لم تكن المنسوجات الآلية قد غزت الأسواق والبيوتات، كما هو عليه حال هذه الأيام، كانت النسوة الرقيات يتبارين في تزيين أطراف الوسائد والمراكي والمخدات بالزخارف النباتية والحيوانية الجميلة من خلال تطريزها يدوياً بالألوان الزاهية بأسلوب شعبي جذَّاب غاية في البساطة والجمال، وكنَّ يتسابقن في اقتناء البسط الصوفية، التي أتقن الحُيَّاك الرقيون تلوينها وزخرفتها كالبساط "العبيدي" و"الرشواني" و"العجمي"، وكنَّ يتفاخرن بجمعها لما تضفيه هذه المنسوجات الملونة من جمالٍ على بيوتهن.
وتفننَّ كثيراً في خياطة المكاحل والمزاود والحشايا من بقايا الأقمشة التالفة، التي يتم صفُّها على شكل مثلثات "حجب" متشابكة في قالب زخرفي بديع، كما كنَّ يتباهين بتزيين وجوههنَّ وأيديهن وسواعدهنَّ ومعاصمهنَّ وأرساغهنَّ بالوشم الأزرق والأخضر، ويخضبنهن بالحناء سعياً وراء الأناقة والجمال، كالـ"رثامية" و"الحجول" و"الخزام" ونثر الحنَّة.
صورة لبعض فناني الرقة في مطلع الثمانينيات.
وقد كانت في تلك الفترة ملابس المرأة الرقية أكثر جمالاً واحتشاماً مما هو عليه الآن، فـ"الزبون" و"الصاية" و"الملفع" أكثر جمالاً وأصالة من الألبسة النسائية الحديثة القادمة من الغرب، وأنوه هنا إلى أنني لا أريد بحديثي هذا دعوة المرأة الرقية إلى العودة إلى الوراء، فأنا مع التقدم الواعي والجميل في كل ما هو نبيل وأصيل، ولكني أردت القول: إن حب الجمال والفن الأصيل متجذِّرٌ في أعماق المرأة الرقية، فهي تسعى إليه رغم بساطتها وبعدها عن منابع الحضارة والمدنية في تلك الأيام.
وفي فترة الخمسينيات من القرن العشرين، كانت ابتدائية "بلقيس" للبنات و"الرشيد" للبنين، أولى بؤر العلم والمعرفة لأبناء وبنات "الرقة"، الذين تلقوا فيها بواكير تعليمهم واطلعوا على بدايات الرسم والتصوير على أيدي معلمين غير مختصين، لعدم توفر المختصين في المحافظات الكبرى، فما بالنا بمحافظة نائية كـ"الرقة".
الفنان فواز اليونس في مرسمه
في تلك الأيام لم يكن الأهل يشجعون أبناءهم على تعلم الرسم والتصوير والنحت لأسباب شتى، حيث كانوا يعتبرون ذلك مضيعةً للوقت، وكانوا يحثونهم على الاهتمام بالمواد العلمية والأدبية كالرياضيات والعلوم واللغات..، ليتخرَّج ولدهم طبيباً أو مهندساً أو محامياً أو..، لذا كان أصحاب الهوايات الفنية والمغرمين بالفن التشكيلي يسبحون ضد التيار، فلا مدرسين مختصين ولا مشجعين من الأهل والأقارب، ولا مواد أولية متوفرة.
ولكن رغم كل هذه المعوقات والمثبطات، ظهرت في مدينة "الرقة" ثُلَّة من الشباب العاشقين للفن التشكيلي أمثال: "إسماعيل الحمود" و"إبراهيم الموسى" و"محمود الفياض" و"حسين الموسى"، الذين ثابروا على ممارسة الرسم والتصوير الزيتي بجهودهم الخاصة، واستمروا في دراساتهم النظرية حتى أصبح الثلاثة الأوائل محامين، والرابع مخرجاً سينمائياً، ثم تلتهم مجموعة أخرى من الشباب المحب للفن التشكيلي أمثال: "عبد المحسن جدوع" و"سليمان النجم" و"علي المصطفى الحسن" و"إسماعيل الجاسم الحمود" و"فواز اليونس"، وقد كانت لكل منهم تجاربه البسيطة والواعدة، لو أنهم استمروا في نهج الفن التشكيلي.
وفي منتصف الستينيات من القرن العشرين، بدأ المدرسون المختصون في الفن التشكيلي يتوافدون إلى مدينة "الرقة" في إعدادياتها وثانوياتها، وبدأت تظهر بواكير المعارض الفنية التشكيلية في صالة نقابة المعلمين، وصالة المركز الثقافي العربي في "الرقة" وصالات المدارس، وبدأت نواة حركة فنية تشكيلية وليدة تبشر بالظهور في هذه المدينة، حتى إذا ما جاء منتصف السبعينيات، تشكل ما سمي بتجمع فناني "الرقة" من مجموعة من الفنانين الهواة والدارسين من مختلف الأعمار والمشارب والتجارب، يجمعهم حب الفن التشكيلي.
وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: "إبراهيم الموسى" و"محمود فياض" و"فواز اليونس" و"عنايت عطار" و"محمد صفوت" و"طلال معلا" و"أحمد معلا" و"عبد الحميد الفياض" و"علاء الأحمد" و"فهد الحسن" و"ياسين الجدوع" و"أيمن ناصر"، وكان معرضهم التشكيلي الأول في صالة المركز الثقافي العربي في "الرقة" عام /1977/م، والذي تجول بعد ذلك في مختلف محافظات القطر، ونال إعجاب الكثيرين من جماهير المشاهدين في تلك المحافظات، وقد قرظه كثير من نقاد الفن التشكيلي في تلك الفترة.
وفي عام /1977/م، تم إحداث مركز الفنون التشكيلية في "الرقة" من قبل وزارة الثقافة، والذي بدأ يستقطب الهواة والموهوبين من مختلف الأعمار، ويقدم لهم مجاناً المقر والمدرسين المختصين والمواد الأولية اللازمة للأعمال الفنية، واستطاع هذا المركز أن يخرِّج عدداً لا بأس به من الفنانين التشكيليين الذين رفدوا الحركة الفنية التشكيلية في المحافظة، وبذا اشتد عودها وتصلب، وانضم قسم منهم إلى تجمع فناني "الرقة" وساهموا في معارضه الفنية السنوية، إضافة لنشاطاتهم ومعارضهم الفردية، وقد حقق قسم منهم حضوراً لافتاً للنظر، في مسار الحركة الفنية التشكيلية أمثال: "جمعة سعيد الحمو" و"حسن المصطفى الحسن" و"موسى الحمادة" و"محمد الرفيع" و"محمود غزال" و"موسى الحمد " و"محمد جاسم العكلة"، الذين عرضوا أعمالهم في صالات "دمشق" و"حلب" ونالت إعجاب الكثيرين.
ومن فناني "الرقة" من تابع دراسته في كلية الفنون الجميلة في "دمشق" وتخرج منها أمثال: "فهد الحسن" (ديكوريست) و"محمد الحريري" (ديكوريست) و"أسعد تلاليني" (مصور زيتي) و"عبد الجبار ويس" (إعلان)، وغيرهم.
وبسؤال "اليونس" عن واقع الفن التشكيلي بين الأمس واليوم، أجاب: «أستطيع القول أن الفترة الممتدة ما بين عام /1977/م وعام /1990/م، كانت تشكل العصر الذهبي بالنسبة للحركة التشكيلية في محافظة "الرقة"، لما تميزت به من نشاط وغنىً في المعارض والعارضين، وتواصل مع الحركات الفنية التشكيلية في محافظات القطر.
ولكننا بدأنا نلاحظ تراجعاً كبيراً في مسار الحركة التشكيلية في هذه المحافظة عما كانت عليه سابقاً وذلك منذ بداية التسعينيات، ولعلَّ مردُّ ذلك يعود لانفراط عقد تجمع فناني "الرقة" وتبعثرهم في الأقطار العربية والأجنبية، وأذكر منهم "عنايت عطار" وقد هاجر إلى فرنسا، و"طلال معلا" الذي يقيم في دولة الإمارات العربية، و"فهد الحسن" المقيم في إحدى دول الخليج العربي، و"محمد الحريري" الذي أمضى سنوات عديدة في دولة قطر، قبل أن يعود إلى "الرقة" منذ سنوات قليلة، و"محمد صفوت" وهو مقيم في مدينة "حلب"، و"أحمد معلا" مقيم في "دمشق"، والباقي شغلتهم هموم الحياة والسعي وراء لقمة العيش عن ممارسة الفن التشكيلي، ناهيك عن غلاء المواد الأولية اللازمة لإبداع اللوحة الفنية، والكساد الشديد في تسويق الأعمال الفنية، فلا عجب إن تراجعت الحركة الفنية التشكيلية في هذه المحافظة عما كانت عليه في عصرها الذهبي».