رجايي (فواد)
Fuad Raja’i - Fuad Raja’i
رجائي (فؤاد -)
(1910-1965)
محمد فؤاد رجائي موسيقي وطبيب أسنان سوري ولد وتوفي في حلب، وهو من أسرة عريقة ميسورة، درس علومه الأولى في مسقط رأسه.
تعلم رجائي العزف على العود على يد أحمد الأبري، وسيساك أفندي، كما تعلم الكمان على يد توفيق الصباغ. في أثناء تخصصه في طب الأسنان في اصطنبول درس الموسيقى في معهد يوردي وتأثر بالموسيقيَيْن مسعود جميل ورؤوف بكتابك.
كان دور فؤاد رجائي في حلب مماثلاً لدور فخري البارودي في دمشق في رعاية الفن الموسيقي والعاملين فيه. فقد عمل على جمع الفنانين من حوله، وإحياء وحفظ التراث الموسيقي والغنائي العربي، وتشجيع الفنانين لإغناء هذا التراث بأعمال جديدة في قوالبها. وكانت داره ملتقى لفناني حلب. وقد قام بتأسيس جمعية للموسيقيين في دمشق مع توفيق الصباغ، ثم أسس جمعية مماثلة في حلب، وأسهم في تأسيس بعض النوادي الفنية بدمشق أيضاً. وفي عام 1944 قام بإنشاء المعهد الموسيقي الشرقي في حلب على غرار مثيله في دمشق، غير أنه توقف بعد نحو شهرين، ثم أعاد إنشاءه عام 1951 بإشراف مديرية التربية في دار قرب ثانوية المأمون، ثم نقل إلى أماكن أخرى وتحول بعدها إلى شعبة موسيقية في دار المعلمين، إلى أن توقف عام 1955. وقد قام بالتدريس في هذا المعهد مشاهير الموسيقيين أمثال: علي الدرويش[ر] وأحمد الفقش ومحمد رجب ومجدي العقيلي[ر] وبهجت حسان وعبد اللطيف النبكي ومحمد عبدو.
وعندما أسست إذاعة حلب عام 1949، أسهم فؤاد رجائي في تأسيسها وعين مديراً لها، واستطاع أن يجتذب إليها نخبة من أهل الموسيقى والغناء، فكانت في عهده مدرسة للقدود والموشحات والقصائد والأغاني الوطنية والشعبية [ر.الأغنية]، حيث أسس فيها فرقة موسيقية ضمت أفضل الخبرات الفنية في المدينة، وقسماً للنصوص والألحان، وشعبة للتدوين الموسيقي رأسها الفنان محمد رجب، وقد عملت جميعاً على توثيق وتدوين وتسجيل جانب كبير من التراث والأعمال الجديدة بإشراف المختصين. ولا تزال تلك المدونات المكتوبة في عهده والتي تعد كنزاً حقيقياً محفوظة، لكنها مهملة، في مكتبة الإذاعة. وفي تلك الحقبة قام فؤاد رجائي مع نديم الدرويش[ر] بتأليف كتاب «من كنوزنا» قدم فيه دراسة قيمة عن أدب الموشحات، التي دوّنها نديم الدرويش. كما حقق وشرح بعض الكتب والرسائل الموسيقية. وقدم في المؤتمر الدولي للموسيقى العربية في براغ، والذي حضره عضواً فيه، دراسة عن درجات السلم الموسيقي العربي.
كان فؤاد رجائي شاعراً أيضاً، وله قصائد وطنية في رجالات الثورة السورية، وديوان شعر عني بتحقيقه وطبعه ابنه أحمد. وقد غنى بكري كردي من قصائده:
عزة الأكوان من عزتنا
وفخار العرب من فخر النبي
يقرأ التاريخ في صفحتنا
سور العـز وآي القضـب
ولرجائي زجليات رقيقة غنى بكري كردي منها:
ياللي سكن قلبي
وبالهجر تكويه
حرام عليك يا جميل
تكوي اللي ساكن فيه
كما قام بتأليف بعض نصوص الموشحات التي تناولها أصدقاؤه الفنانون بالتلحين ومنها موشح:
«سل ما بدا لك
يا سمير سهادي»
(ألحان عبد القادر حجار وغناء يوسف توما)، وموشح:
«في دجى الظلما أنادي
والهوى يذكي فؤادي»
(ألحان نديم الدرويش، وغناء مصطفى ماهر)، وموشح:
«فتاكة اللحظ ممشوقة القد
فتانة اللفظ وثابة النهد»
وقد لحنه عمر البطش على إيقاع أقصاق تركي من مقام الحجاز.
غير أن مكانة رجائي الحقيقية تكمن في دوره المهم في رعاية وجمع الطاقات الفنية وتنشيطها وتوجيهها لإنماء حركة موسيقية كانت غنية بمفرداتها ورموزها في حلب، ووضعها على مسارات الأصالة والإبداع في القرن العشرين. وبوفاة فؤاد رجائي، فقدت حلب واحداً من أهم رعاة الحياة الموسيقية فيها.
وقد قامت نقابة الفنانين، في عام 1985، بتكريمه مع عدد من الرواد الأوائل في حفل أقيم في نادي الاتحاد بحلب.
عبد الفتاح رواس قلعة جي
Fuad Raja’i - Fuad Raja’i
رجائي (فؤاد -)
(1910-1965)
محمد فؤاد رجائي موسيقي وطبيب أسنان سوري ولد وتوفي في حلب، وهو من أسرة عريقة ميسورة، درس علومه الأولى في مسقط رأسه.
تعلم رجائي العزف على العود على يد أحمد الأبري، وسيساك أفندي، كما تعلم الكمان على يد توفيق الصباغ. في أثناء تخصصه في طب الأسنان في اصطنبول درس الموسيقى في معهد يوردي وتأثر بالموسيقيَيْن مسعود جميل ورؤوف بكتابك.
كان دور فؤاد رجائي في حلب مماثلاً لدور فخري البارودي في دمشق في رعاية الفن الموسيقي والعاملين فيه. فقد عمل على جمع الفنانين من حوله، وإحياء وحفظ التراث الموسيقي والغنائي العربي، وتشجيع الفنانين لإغناء هذا التراث بأعمال جديدة في قوالبها. وكانت داره ملتقى لفناني حلب. وقد قام بتأسيس جمعية للموسيقيين في دمشق مع توفيق الصباغ، ثم أسس جمعية مماثلة في حلب، وأسهم في تأسيس بعض النوادي الفنية بدمشق أيضاً. وفي عام 1944 قام بإنشاء المعهد الموسيقي الشرقي في حلب على غرار مثيله في دمشق، غير أنه توقف بعد نحو شهرين، ثم أعاد إنشاءه عام 1951 بإشراف مديرية التربية في دار قرب ثانوية المأمون، ثم نقل إلى أماكن أخرى وتحول بعدها إلى شعبة موسيقية في دار المعلمين، إلى أن توقف عام 1955. وقد قام بالتدريس في هذا المعهد مشاهير الموسيقيين أمثال: علي الدرويش[ر] وأحمد الفقش ومحمد رجب ومجدي العقيلي[ر] وبهجت حسان وعبد اللطيف النبكي ومحمد عبدو.
وعندما أسست إذاعة حلب عام 1949، أسهم فؤاد رجائي في تأسيسها وعين مديراً لها، واستطاع أن يجتذب إليها نخبة من أهل الموسيقى والغناء، فكانت في عهده مدرسة للقدود والموشحات والقصائد والأغاني الوطنية والشعبية [ر.الأغنية]، حيث أسس فيها فرقة موسيقية ضمت أفضل الخبرات الفنية في المدينة، وقسماً للنصوص والألحان، وشعبة للتدوين الموسيقي رأسها الفنان محمد رجب، وقد عملت جميعاً على توثيق وتدوين وتسجيل جانب كبير من التراث والأعمال الجديدة بإشراف المختصين. ولا تزال تلك المدونات المكتوبة في عهده والتي تعد كنزاً حقيقياً محفوظة، لكنها مهملة، في مكتبة الإذاعة. وفي تلك الحقبة قام فؤاد رجائي مع نديم الدرويش[ر] بتأليف كتاب «من كنوزنا» قدم فيه دراسة قيمة عن أدب الموشحات، التي دوّنها نديم الدرويش. كما حقق وشرح بعض الكتب والرسائل الموسيقية. وقدم في المؤتمر الدولي للموسيقى العربية في براغ، والذي حضره عضواً فيه، دراسة عن درجات السلم الموسيقي العربي.
كان فؤاد رجائي شاعراً أيضاً، وله قصائد وطنية في رجالات الثورة السورية، وديوان شعر عني بتحقيقه وطبعه ابنه أحمد. وقد غنى بكري كردي من قصائده:
عزة الأكوان من عزتنا
وفخار العرب من فخر النبي
يقرأ التاريخ في صفحتنا
سور العـز وآي القضـب
ولرجائي زجليات رقيقة غنى بكري كردي منها:
ياللي سكن قلبي
وبالهجر تكويه
حرام عليك يا جميل
تكوي اللي ساكن فيه
كما قام بتأليف بعض نصوص الموشحات التي تناولها أصدقاؤه الفنانون بالتلحين ومنها موشح:
«سل ما بدا لك
يا سمير سهادي»
(ألحان عبد القادر حجار وغناء يوسف توما)، وموشح:
«في دجى الظلما أنادي
والهوى يذكي فؤادي»
(ألحان نديم الدرويش، وغناء مصطفى ماهر)، وموشح:
«فتاكة اللحظ ممشوقة القد
فتانة اللفظ وثابة النهد»
وقد لحنه عمر البطش على إيقاع أقصاق تركي من مقام الحجاز.
غير أن مكانة رجائي الحقيقية تكمن في دوره المهم في رعاية وجمع الطاقات الفنية وتنشيطها وتوجيهها لإنماء حركة موسيقية كانت غنية بمفرداتها ورموزها في حلب، ووضعها على مسارات الأصالة والإبداع في القرن العشرين. وبوفاة فؤاد رجائي، فقدت حلب واحداً من أهم رعاة الحياة الموسيقية فيها.
وقد قامت نقابة الفنانين، في عام 1985، بتكريمه مع عدد من الرواد الأوائل في حفل أقيم في نادي الاتحاد بحلب.
عبد الفتاح رواس قلعة جي