"حسان عبد العظيم" روحانيات اللوحة التشكيلية
- أحمد العلي
دمشق
ملامسة اللوحة الجمالية تحددها صفات الخامات التي يطوعها الفنان التشكيلي في لوحاته حيث تكسبها ملمساً روحياً معيناً، خشناً كان أم ناعماً.
موقع "eDamascus" وللوقوف على تجربة الفنان التشكيلي "حسان عبد العظيم" الروحانية المتفردة في الفن التشكيلي، يحدثنا صديقه الفنان التشكيلي "محمود عبيدو": «غدت الروح في لوحات الفنان "عبد العظيم" نافذة تطل على رياض جميلة من الصيغ التشكيلية والمنظومات اللونية، فألوانه التي جسدت الروح لم تأت من فراغ فهي ليست شطحات شكلية أو افتراضات لونية لا تحمل بعداً فكرياً، بل هي بحسب الفنان ترجمة حيوية لما رأته بصيرته من قيم روحية، وبالتالي هي انعكاس صادق لما جادت به مخيلته وفاض به وجدانه، أما ألوان اللوحات فهي عبارة عن حوار يحمل عذوبة المشاهدة وقوه الانبعاث والتجديد الحياتي والاستغراق في المجال اللوني وكأن الألوان تحتشد وتتزاحم في روح اللوحات إلى أن تتشكل في وحدة تكوينية خالصة تخرج منها الكثير من الرؤى والأحلام».
عمله الفني يشكل حدثاً مرئياً وفناً أصيلاً ينبع من قلب صاف وروح هائمة في انسياب الحس المرهف، فكل عمل من أعماله عالم وهذه العوالم لها بعدها الزمني واللوني فهذا الثالوث المثيولوجي يشكل عملاً مرهفاً يستحق الاحترام
تحدث الدكتور "محمود شاهين" عميد كلية "الفنون الجميلة" على "بروشور" أحد معارض الفنان التشكيلي "حسان عبد العظيم" الذي أقيم مؤخراً في صالة المركز الثقافي "أبو رمانة": «إن الفنان التشكيلي المجتهد "حسان عبد العظيم" قدم آخر إضافات بحثه التشكيلي المتفرد شكلاً وتقنية وموضوعاً ليس على صعيد التشكيل السوري فحسب بل العربي والعالمي وخاصة على صعيد التقانة اللونية الجديدة والمتميزة والخاصة التي يستخدمها في تنفيذ لوحاته والتي يحرص على أن تبقى سراً من أسرار لوحته التي اقتحمت الساحة السورية والعربية خلال السنوات القليلة الماضية، والتي قدمها من خلال بضعة معارض فردية في "دمشق" و"بيروت"، وفي عدد من المعارض الجماعية المتفرقة».
الفنان التشكيلي حسان عبد العظيم
وفي لقاء لموقعنا بالمركز الثقافي في "أبو رمانة" مع المخترع السوري "عادل مهنا" صديق الفنان، يقول في تجربة "عبد العظيم" التشكيلية: «أعرف الصديق العزيز "حسان عبد العظيم" منذ الطفولة لقد درسنا معاً سنوات طويلة إلى أن افترقنا في البكالوريا ليرى كل منا مستقبله وكنت على الدوام أتابع معارضه وأعماله الفنية على مر السنين، وفنه ترك أثراً جميلاً في نفس كل قارئ ومتابع لأعماله وبغض النظر عن فنه فهو إنسان ذو روحانية خاصة تنبع منها جماليات تعامله مع الناس ويجسدها في أعماله بألوان تستنهض بواعث النفس الإنسانية مقدماً من خلالها جماليات بصرية يتعاضد فيها اللون مع الرسم، و"حسان" هو فنان إنسان بكل معنى الكلمة، فقراءة لوحاته هي قراءة للروح الداخلية للإنسان».
أما الفنان العراقي "موريس حداد"، فيقول في تجربة "عبد العظيم": «عمله الفني يشكل حدثاً مرئياً وفناً أصيلاً ينبع من قلب صاف وروح هائمة في انسياب الحس المرهف، فكل عمل من أعماله عالم وهذه العوالم لها بعدها الزمني واللوني فهذا الثالوث المثيولوجي يشكل عملاً مرهفاً يستحق الاحترام».
بعض ما كتب عن حسان عبد العظيم
واللقاء الأهم كان مع صاحب التجربة الروحانية المتفردة في الفن التشكيلي، الفنان "حسان عبد العظيم" ليحدثنا عن تجربته التشكيلية التي نالت إعجاب الكثير في معارضه: «أنا من مواليد "دمشق" 1951 درست الفن التشكيلي دراسة خاصة وعملت على تقنية عالية تعتمد على كيميائية اللون حتى تمكنت من الحصول على التقنية المتفردة التي تحتضنها أعمالي ولوحاتي، وأقمت العديد من المعارض منذ عام/2000/ وحتى العام الحالي، كان معرضي الفردي الأول في "صالة دمشق" والثاني في منتدى "السيتي كافي الثقافي" بـ "بيروت" في نفس العام، وتمت أرشفة أعمالي في المكتبة الوطنية بـ"دمشق"، واقتبست بعضها للطباعة على الأزياء من قبل معهد "إسمود الفرنسي" لما تحمل من ثراء لوني وشكلي لافت يكتنزه بكثير من الجمال والطرب البصري بين التجريد والتشخيص، وبين الواقع والخيال».
وأضاف "عبد العظيم": «تتداخل الخطوط والخيوط اللونية بحرارة فائقة الإبداع تنم عن إحساس مرهف وخيال خصب يعبر عن نفس كل إنسان، والطبيعة في أرق تكويناتها كانت الموضوع الأساسي في معرضي الأخير في "أبو رمانة" فقد تنقلت موضوعاتي بين موج البحر إلى رمل الصحراء إلى زرقة السماء ضمن حساسية عالية للون من حيث شفافيته وقدرته على الإيحاء والتعبير وضمن رؤية للزمن والمكان وبين إمكانية التشكيل في التعبير عن الذات الوجدانية ضمن كل لوحة بحيث أوازن بين الواقع وتجلياته الانطباعية بكل ما يعنيه ذلك من تحفيز اللون وتغذيته ليكون الحامل الأساسي للعمل الفني».
الفن التشكيلي المتحد مع الروح
يشار إلى أن الفنان "حسان عبد العظيم" من مواليد "دمشق" عام 1951 عضو اتحاد الفنانين التشكيليين ومشارك في الكثير من المعارض الفردية والجماعية في "دمشق" و"بيروت".