كلمة العدد
منذ ما يزيد على السنتين و أنا أود تسجيل هذه الكلمة إلى أن جاءت المناسبة .
إسم يتردد باستمرار عبر صفحات المجلة وفي أكثر من زاوية ومع مطلع كل عدد .. إنه الزميل والصديق المصور فريد ظفور والمناسبة لتذكره اليوم وضمن « كلمة العدد » هي بمناسبة منحه شهادة التقدير لجهده وعمله الدؤوب في خدمة الفن الفوتوغرافي عموماً ، وفن التصوير خصوصاً من خلال التغطية الشهرية للنشاطات الفوتوغرافية في بلده سوريا ، دون كلل او تعب . وحتى دون ان يطالب باية تعويضات او نفقات تنقلات او ثمن افلام أو صور الخ .
مؤكداً لنا مع كل رسالة موقفه المبدئي حيث يقوم بخدمة وتطور هذا الفن من خلال المجلة وفي إحدى المرات عرضنا عليه مبلغا من المال بدل نفقات البريد المسجل والذي يصل أسبوعياً من قبله ، فما كان منه إلا أن أعاد الينا المبلغ وبالبريد المسجل .
وقد يكون البعض تساءل عن ورود إسم الزميل مع الذين اختارتهم المجلة ، وهم بالتالي لم يروا أعمالا فوتوغرافية له ونقول ان خزائننا مملوءة بصوره ، والتي يرسلها بشكل دوري وقد خسر هو لقاءا كان ممكن ان يكون معه كأحد المصورين فهو قد اغنى أرشيفنا بصوره ومواضيعه لمدة سنتين كاملتين لذا باسمي واسم ادارة المجلة والعاملين فيها أسجل للزميل ظفور كل التقدير والشكر لجهوده . . وطالما وجدنا من امثاله - وهم كثر على اية حال ـ فحتما سنبقى سائرين نحو الأفضل⏹
- رئيس التحرير
فلاش يقدمه صالح الرفاعي
الصورة الجديدة والاكتشاف_الفاجعة
قبل خمس عشرة سنة ، أي منذ أصبحت مصوراً فوتوغرافيا ، لم أقصد أي استديو بهدف الحصول على صور وجهية خاصة بالمعاملات الرسمية .
هذا لا يعني بالطبع أنني لم أكن بحاجة إلى صور كهذه طيلة السنوات المنصرمة ، فقد كنت في كل مرة احتاج بها لصور خاصة من هذا النوع أعود إلى صورة قديمة في احتفظ بسلبيتها ، عاملا على سحب عدد منها ، حسب الحاجة ولم أكن أعرف سر إهتمامي بالعودة إلى الصورة القديمة ، أهو إنسياب الشعر ، أو جمال الوجه أو ربما اللقطة المهم أن هذه الصورة كانت تشدني إلى حد إستعمالها تكراراً على بطاقة الهوية وجواز السفر وبطاقات الصحافة والتصريحات وخلافه على إمتداد السنين الخمس عشرة إلى أن طلب مني في إحدى الدوائر الرسمية إستبدال هذه الصورة لأنها أصبحت قديمة أو لم تعد تخصني ـ كما قال لي المسؤول - وهو يقصد بالطبع أن فارق السن بين صورتي القديمة وواقعي الحالي جعلها كذلك .
وهكذا خرج الأمر من يدي وصار لا بد لي من إجراء عملية تصوير لهذا الوجه في حالته الراهنة ، وبعدما شهد ويلات الحرب فبانت تجاعيده .
أعرف جيداً أن البصمات التي تركتها كل هذه السنوات على وجهي تتجاوز مجرد التجاعيد
وهروب الشعر عن قمة الرأس وربما لم تبق عندي سوى خمس عشرة شعرة - إنسجاماً مع عدد السنوات التي مرت ـ أتاني بتسريحها يومياً بحيث تبدو أكثر كثافة . وأتاني بالاعتناء بصحتها خشية فقدانها وهي التي لا زالت تذكرني بما مضى .
ذهبت أولا إلى صالون الحلاقة .. نعم فمهما تضاءل عدد الشعرات لا بد من تشذيبها ـ أو تهذيبها ـ في مناسبة كهذه إضافة لما يحتاجه الشاريان من لمسات مقص الحلاق .
جلست على الكرسي المخصص في الصالون لمدة ثلاث دقائق ، وهي المدة اللازمة لقص شعري ، وبينما أنا أنظر أمامي بالمرأة جذبتني مؤخرة رأس جالس خلفي تأملته ملياً في محاولة لمعرفة صاحبه ، دون جدوى . التفت يمنة أبحث عن صاحب الرأس ، فالتفت هو الآخر وكررت المحاولة يسرة ففعل ، أمعنت النظر فعاد إلى جموده الأول ...
وهكذا تأكدت أن مؤخرة الرأس هذه تخصني ، فصعقت مما نقلته لي المرايا الخلفية لهذا الصالون الذي لا يكتفي بفضح مقدمة الرأس وقمته ، بل تجاوزذلك ليكشف لي عن خلفية صعقتني .
إنها صحراء جرداء ، لم أصدق عيني ولا المرأة الخلفية أنها تخصني ، فمددت يدي أتلمس المكان ، ولما هزني صقيع كفي على المنطقة الجرداء أدركت الحقيقة وعرفت فعلا أنني أمام فاجعة جديدة تتمثل بخلفية رأسي .
توجهت إلى زميلنا عدنان ناجي طالباً منه إلتقاط صورة وجهية وأخرى خلفية ، فاستغرب ضاحكاً ، ومتسائلا بالتالي عن السبب فشرحت له أمري .
إنني أريد التأكد والتأمل بمواقع في رأسي لا أشاهدها سوى للحظات ، وربما أستطيع معها إكتشاف مكامن العطب في رأسي .
ورغم إعتقاده بأنها مجرد مداعبة ـ جاء تأكيدي له ـ يحثه على الرضوخ لطلبي الفريد من نوعه ، وحصلت على صورتين للراس ـ من الأمام والخلف ـ وكانت يومها ماساة مصورة إرتمت أمامي لأيام كنت أعود إليها بين الحين والحين حتى تأكد لي فعلا أن الصورة حقيقة مجردة ، وأنني قد هرمت فعلا⏹
منذ ما يزيد على السنتين و أنا أود تسجيل هذه الكلمة إلى أن جاءت المناسبة .
إسم يتردد باستمرار عبر صفحات المجلة وفي أكثر من زاوية ومع مطلع كل عدد .. إنه الزميل والصديق المصور فريد ظفور والمناسبة لتذكره اليوم وضمن « كلمة العدد » هي بمناسبة منحه شهادة التقدير لجهده وعمله الدؤوب في خدمة الفن الفوتوغرافي عموماً ، وفن التصوير خصوصاً من خلال التغطية الشهرية للنشاطات الفوتوغرافية في بلده سوريا ، دون كلل او تعب . وحتى دون ان يطالب باية تعويضات او نفقات تنقلات او ثمن افلام أو صور الخ .
مؤكداً لنا مع كل رسالة موقفه المبدئي حيث يقوم بخدمة وتطور هذا الفن من خلال المجلة وفي إحدى المرات عرضنا عليه مبلغا من المال بدل نفقات البريد المسجل والذي يصل أسبوعياً من قبله ، فما كان منه إلا أن أعاد الينا المبلغ وبالبريد المسجل .
وقد يكون البعض تساءل عن ورود إسم الزميل مع الذين اختارتهم المجلة ، وهم بالتالي لم يروا أعمالا فوتوغرافية له ونقول ان خزائننا مملوءة بصوره ، والتي يرسلها بشكل دوري وقد خسر هو لقاءا كان ممكن ان يكون معه كأحد المصورين فهو قد اغنى أرشيفنا بصوره ومواضيعه لمدة سنتين كاملتين لذا باسمي واسم ادارة المجلة والعاملين فيها أسجل للزميل ظفور كل التقدير والشكر لجهوده . . وطالما وجدنا من امثاله - وهم كثر على اية حال ـ فحتما سنبقى سائرين نحو الأفضل⏹
- رئيس التحرير
فلاش يقدمه صالح الرفاعي
الصورة الجديدة والاكتشاف_الفاجعة
قبل خمس عشرة سنة ، أي منذ أصبحت مصوراً فوتوغرافيا ، لم أقصد أي استديو بهدف الحصول على صور وجهية خاصة بالمعاملات الرسمية .
هذا لا يعني بالطبع أنني لم أكن بحاجة إلى صور كهذه طيلة السنوات المنصرمة ، فقد كنت في كل مرة احتاج بها لصور خاصة من هذا النوع أعود إلى صورة قديمة في احتفظ بسلبيتها ، عاملا على سحب عدد منها ، حسب الحاجة ولم أكن أعرف سر إهتمامي بالعودة إلى الصورة القديمة ، أهو إنسياب الشعر ، أو جمال الوجه أو ربما اللقطة المهم أن هذه الصورة كانت تشدني إلى حد إستعمالها تكراراً على بطاقة الهوية وجواز السفر وبطاقات الصحافة والتصريحات وخلافه على إمتداد السنين الخمس عشرة إلى أن طلب مني في إحدى الدوائر الرسمية إستبدال هذه الصورة لأنها أصبحت قديمة أو لم تعد تخصني ـ كما قال لي المسؤول - وهو يقصد بالطبع أن فارق السن بين صورتي القديمة وواقعي الحالي جعلها كذلك .
وهكذا خرج الأمر من يدي وصار لا بد لي من إجراء عملية تصوير لهذا الوجه في حالته الراهنة ، وبعدما شهد ويلات الحرب فبانت تجاعيده .
أعرف جيداً أن البصمات التي تركتها كل هذه السنوات على وجهي تتجاوز مجرد التجاعيد
وهروب الشعر عن قمة الرأس وربما لم تبق عندي سوى خمس عشرة شعرة - إنسجاماً مع عدد السنوات التي مرت ـ أتاني بتسريحها يومياً بحيث تبدو أكثر كثافة . وأتاني بالاعتناء بصحتها خشية فقدانها وهي التي لا زالت تذكرني بما مضى .
ذهبت أولا إلى صالون الحلاقة .. نعم فمهما تضاءل عدد الشعرات لا بد من تشذيبها ـ أو تهذيبها ـ في مناسبة كهذه إضافة لما يحتاجه الشاريان من لمسات مقص الحلاق .
جلست على الكرسي المخصص في الصالون لمدة ثلاث دقائق ، وهي المدة اللازمة لقص شعري ، وبينما أنا أنظر أمامي بالمرأة جذبتني مؤخرة رأس جالس خلفي تأملته ملياً في محاولة لمعرفة صاحبه ، دون جدوى . التفت يمنة أبحث عن صاحب الرأس ، فالتفت هو الآخر وكررت المحاولة يسرة ففعل ، أمعنت النظر فعاد إلى جموده الأول ...
وهكذا تأكدت أن مؤخرة الرأس هذه تخصني ، فصعقت مما نقلته لي المرايا الخلفية لهذا الصالون الذي لا يكتفي بفضح مقدمة الرأس وقمته ، بل تجاوزذلك ليكشف لي عن خلفية صعقتني .
إنها صحراء جرداء ، لم أصدق عيني ولا المرأة الخلفية أنها تخصني ، فمددت يدي أتلمس المكان ، ولما هزني صقيع كفي على المنطقة الجرداء أدركت الحقيقة وعرفت فعلا أنني أمام فاجعة جديدة تتمثل بخلفية رأسي .
توجهت إلى زميلنا عدنان ناجي طالباً منه إلتقاط صورة وجهية وأخرى خلفية ، فاستغرب ضاحكاً ، ومتسائلا بالتالي عن السبب فشرحت له أمري .
إنني أريد التأكد والتأمل بمواقع في رأسي لا أشاهدها سوى للحظات ، وربما أستطيع معها إكتشاف مكامن العطب في رأسي .
ورغم إعتقاده بأنها مجرد مداعبة ـ جاء تأكيدي له ـ يحثه على الرضوخ لطلبي الفريد من نوعه ، وحصلت على صورتين للراس ـ من الأمام والخلف ـ وكانت يومها ماساة مصورة إرتمت أمامي لأيام كنت أعود إليها بين الحين والحين حتى تأكد لي فعلا أن الصورة حقيقة مجردة ، وأنني قد هرمت فعلا⏹
تعليق