ابيس
Apis - Apis
أبيس
تعود عبادة الثور أَبيس Apis (هَبْ بالمصرية القديمة) إِلى الأسرة الأولى, وهي ترتبط بالزراعة والخصب والقوّة. وكانت منفيس مقر عبادته التي اتحدت بعبادة «بْتَاح» المعبود المحلي حامي المدينة. أما قرص الشمس الذي يحمله أبيس بين قرنيه فهو من تأثير عبادة رع في إِيون (هليوبوليس), وأما رأس الكوبرا فهو رمز القوة التي يتمتع بها «رَع» وتُمنح للفراعنة.
الثور المقدس أبيس (متحف الوفر) |
والسيرابيوم Serapion اسم أطلق على مقابر تقع بين أبو صير وصقّارة مخصصة لدفن مومياءات الثيران (أبيس), وتتألف من مجموعة من السراديب المبنية تحت الأرض, استخدمت منذ أيام أمنحوتب الثالث, ولكل أبيس فيها قبر ومصلّى جنزي فوقه, وفي زمن رعمسيس الثاني أقيم لهذه المعبودات قبر مشترك كانت توضع شواهد تذكارية على عتباته الخارجية. وبقي هذا السيرابيوم مقبرةً أيام البطالمة اللاجيديين Lagid, وعُيّن لحراسته قيّمون اختاروا الاعتكاف فيه زهداً وتعبداً, فيه مستوصف أسكلبيون Asclépieion كان يقصده المرضى أملاً بالشفاء.
وقد اختلطت عبادة أبيس بعبادات أخرى, فوجدت صلات بين عبادة أبيس وعبادة أتوم ِِِإله الغروب في هليوبوليس تعود إِلى زمن الامبراطورية. وكان يعتقد أن أبيس يتحد بأوزيريس إِله القمر في العالم الآخر, وكان يُعبد باسم أوزيريس - أبيس ثم سيرابيس Serapis في العصرين الهلنستي والإِغريقي - الروماني. وكانت لعبادته شعبية كبيرة. ويدّعي هيرودوت أن الملك الفارسي قمبيز قتل أبيس في فورة من الغضب ولكنه أمر بأن يُصنع له تابوت فخم استرضاء للمصريين.
وقد جمع سيرابيس خصائص متعدِّدة, مصرية من أوزيريس وأبيس, وهيلينية من زيوس وديونيزوس وأسكلبيوس, وأضحى المعبود الرسمي في دولة البطالمة اللاجيديين. وهو مثل على اندماج الثقافتين المصرية والهلّينية في العصر الهلنستي, وأُقيمت له معابد في كل أنحاء مصر كان أهمها في الاسكندرية ومنفيس.ولقيت عبادته استجابة عامة لا في مصر وحدها بل في كل أنحاء الامبراطورية الرومانية بعد أن أضحت مصر ولاية امبراطورية.
محمد حرب فرزات