عامر طفيل
Amer ibn al-Tafil - Amer ibn al-Tafil
عامر بن الطُّفَيل
(70 ق.هـ ـ 9هـ/553 ـ630م)
عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر ابن كلاب، من بني عامر بن صَعْصَعة، له كنيتان، فهو في الحرب أبو عَقيل، وفي السلم أبو علي.
وهو أحد شعراء بني عامر في الجاهلية، وكان قومه يسكنون أواسط نجْد، فولد بينهم يوم شِعب جَبَلة الذي حدث قبل ولادة النبيr بسبع عشرة سنة، أي سنة 553م، ونشأ فيهم، فعرفوا منه إقدامه وفروسيته، حتى غدا فارسَهم، وواحداً من فرسان العرب المشهورين، وضربوا بفروسيته المثل فقالوا: «أفرس من عامر». ولما مات سيدُ قومه وابنُ عمه أبو براء مالك بن عامر الملقب: «مُلاعبُ الأسنة» جعله قومُه سيداً عليهم، وفي ذلك يقول:
فما سوّدتْني عامرٌ عن قرابةٍ
أبى الله أن أسمو بأمٍّ ولا أبِ
قاد عامر بن الطفيل قومَه في عدد من المعارك، منها يوم «فيف الريح»، و«الرقْم»، و«ذو نجب». ولما جاء الإسلام وفد مع قومه على النبيrفي عام الوفود، وأضمر له الغدرَ والمكيدة يريد قتله، فلم ينجح في ذلك، ولكنه ترك المجلس وهو يهدد النبي ويتوعده، فدعا النبيُّ اللهَ أن يكفيه شرّه، فأصيب عامر بالطاعون في الطريق ومات قبل أن يصل إلى قبيلته.
كان عامر شاعر قومه وسيدهم وفارسهم، وهو صاحب المنافرة المشهورة التي جرت في الجاهلية بينه وبين علقمة بن علاثة، واحتكما فيها إلى قريش، فأبى القرشيون أن يغلّبوا أحدهما على الآخر، وصارت هذه المنافرة حديث كثير من الشعراء بعد ذلك. وقد اشتُهر بفروسيته، حتى إن قيصر ملك الروم كان يسأل القادمين من العرب عليه عن صلتهم بعامر بن الطفيل. ويُذكر له عدد من الأفراس الأصيلة، منها دِعلج والكُليب والمزنوق الذي ذكره مراراً في شعره، فقد قال في يوم فيف الريح:
وقد علـم المزنـوق أني أكـرّه
على جمعهم كرَّ المنيـح المشهَّر
إذا ازورّ من وقع الرماح زجرته
وقلت له ارجع مقبلاً غير مدبر
وقد علمـوا أني أكـرّ عليهـم
عشية فيف الريـح كـر المدوِّر
وكان شعره جيداً حتى أطلقوا عليه مُحَبِّراً، لحسن شعره، وغلب على شعره الفخر والحماسة، ولاسيما الفخر الفردي، وهذا من مزايا شعر الفرسان، من ذلك قوله:
لقد علمتْ عُليا هوازنَ أنني
أنا الفارسُ الحامي حقيقةَ جعفر
أما الأغراض الشعرية الأخرى كالمدح والهجاء والرثاء والتهديد والوعيد فلم تبرز في شعره.
ومما يُستجادُ له قصيدته التي ذكر فيها عور عينه، ومنها:
فبئس الفتى إن كنتُ أعورَ عاقراً
جباناً فما عذري لدى كل مَحضر
وهو هنا يشير إلى عَور عينه، وإلى أمر آخر وهو عُقْمه، فلم يُنجب أولاداً.
وقد شرح ديوانه من القدماء أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، وطُبع هذا الشرح عدة طبعات الأولى بتحقيق كرم البستاني عام 1979، والثانية بتحقيق محمد نبيل طريفي عام1994، والثالثة بتحقيق هدى جنهويتشي عام 1997.
علي أبوزيد
Amer ibn al-Tafil - Amer ibn al-Tafil
عامر بن الطُّفَيل
(70 ق.هـ ـ 9هـ/553 ـ630م)
عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر ابن كلاب، من بني عامر بن صَعْصَعة، له كنيتان، فهو في الحرب أبو عَقيل، وفي السلم أبو علي.
وهو أحد شعراء بني عامر في الجاهلية، وكان قومه يسكنون أواسط نجْد، فولد بينهم يوم شِعب جَبَلة الذي حدث قبل ولادة النبيr بسبع عشرة سنة، أي سنة 553م، ونشأ فيهم، فعرفوا منه إقدامه وفروسيته، حتى غدا فارسَهم، وواحداً من فرسان العرب المشهورين، وضربوا بفروسيته المثل فقالوا: «أفرس من عامر». ولما مات سيدُ قومه وابنُ عمه أبو براء مالك بن عامر الملقب: «مُلاعبُ الأسنة» جعله قومُه سيداً عليهم، وفي ذلك يقول:
فما سوّدتْني عامرٌ عن قرابةٍ
أبى الله أن أسمو بأمٍّ ولا أبِ
قاد عامر بن الطفيل قومَه في عدد من المعارك، منها يوم «فيف الريح»، و«الرقْم»، و«ذو نجب». ولما جاء الإسلام وفد مع قومه على النبيrفي عام الوفود، وأضمر له الغدرَ والمكيدة يريد قتله، فلم ينجح في ذلك، ولكنه ترك المجلس وهو يهدد النبي ويتوعده، فدعا النبيُّ اللهَ أن يكفيه شرّه، فأصيب عامر بالطاعون في الطريق ومات قبل أن يصل إلى قبيلته.
كان عامر شاعر قومه وسيدهم وفارسهم، وهو صاحب المنافرة المشهورة التي جرت في الجاهلية بينه وبين علقمة بن علاثة، واحتكما فيها إلى قريش، فأبى القرشيون أن يغلّبوا أحدهما على الآخر، وصارت هذه المنافرة حديث كثير من الشعراء بعد ذلك. وقد اشتُهر بفروسيته، حتى إن قيصر ملك الروم كان يسأل القادمين من العرب عليه عن صلتهم بعامر بن الطفيل. ويُذكر له عدد من الأفراس الأصيلة، منها دِعلج والكُليب والمزنوق الذي ذكره مراراً في شعره، فقد قال في يوم فيف الريح:
وقد علـم المزنـوق أني أكـرّه
على جمعهم كرَّ المنيـح المشهَّر
إذا ازورّ من وقع الرماح زجرته
وقلت له ارجع مقبلاً غير مدبر
وقد علمـوا أني أكـرّ عليهـم
عشية فيف الريـح كـر المدوِّر
وكان شعره جيداً حتى أطلقوا عليه مُحَبِّراً، لحسن شعره، وغلب على شعره الفخر والحماسة، ولاسيما الفخر الفردي، وهذا من مزايا شعر الفرسان، من ذلك قوله:
لقد علمتْ عُليا هوازنَ أنني
أنا الفارسُ الحامي حقيقةَ جعفر
أما الأغراض الشعرية الأخرى كالمدح والهجاء والرثاء والتهديد والوعيد فلم تبرز في شعره.
ومما يُستجادُ له قصيدته التي ذكر فيها عور عينه، ومنها:
فبئس الفتى إن كنتُ أعورَ عاقراً
جباناً فما عذري لدى كل مَحضر
وهو هنا يشير إلى عَور عينه، وإلى أمر آخر وهو عُقْمه، فلم يُنجب أولاداً.
وقد شرح ديوانه من القدماء أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، وطُبع هذا الشرح عدة طبعات الأولى بتحقيق كرم البستاني عام 1979، والثانية بتحقيق محمد نبيل طريفي عام1994، والثالثة بتحقيق هدى جنهويتشي عام 1997.
علي أبوزيد