فتحي العريبي .. مصور متميز من الجماهيرية الليبية
فتحي العريبي مصور إستطاع أن يجذب إلى أعماله شعراء وأدباء كانوا بعيدين عن العمل الفوتوغرافي قبل التعرف على أعماله ، من هؤلاء نذكر غادة السمان ، ونزار قباني والسينمائي المعروف رمسيس مرزوق وفي مفكرة العريبي رسائل لها دلالات كبيرة من هؤلاء وغيرهم ممن تعرفوا على أعماله المميزة .
في لقائي مع الفنان الفوتوغرافي المميز فتحي العريبي كان لا بد من جولة أولية على اعماله ، التي سبق لي وتعرفت عليها منذ معرضه الأول عام ١٩٦٥ ، وبعد التطرق إلى جملة أمور حول الأسماء الأدبية الكبيرة التي أولت المصور إهتمامها . عدت اساله عن كيفية التعامل مع الأشياء الجامدة التي تتحرك أمامه وهل يعتمد على الآلة الكاميرا ـ وهي متوفرة لدى الجميع ، ام انه يتعامل بما هو أبعد من ذلك . وكان سؤالي باختصار :
◻كيف تتم الصورة عندك ، أي كيف تصفها ؟
- أحيانا اضع مخططاً أولياً للصورة أشبه بسيناريو التصوير في السينما وتاتي النتائج بعد ذلك مطابقة للتصور المبدئي .. وانا لست من أولئك المصورين الذين يعتمدون على الصدفة أو اللحظة الخاطفة لتحقيق صورة باهرة .
فصورة ، قطتي العطشي ، مثلا اخذت مني الوقت الطويل إذ دربت قطتي - هيشا - على الشرب من
الحنفية ، وكانت في البداية ترفض ذلك لكنها تحت وطأة العطش رضخت - لكاميرتي - وحصلت بعد أكثر من أسبوع على صورة طريفة جدا وصعبة جدا .
إذن صوري بشكل عام تسلك إسلوب الملصقات وتعتمد على السيناريو والتخطيط الأولي .
◻هذه الاجابة تدفع إلى سؤال عن دراستك لهذا الفن متى واين ؟
- الفضل الأولي يعود إلى والدي - رحمه الله - الذي كان من هواة التصوير .. وكان يعيرني آلته الصندوقية لاصور بها كيفما أشاء ،
الأمر الذي دفعني نحو التصوير بشغف وحب وفي مرحلة تالية تعرفت على كتب الاستاذ عبد الفتاح رياض ودرستها بعناية كما تعرفت على هذا الرائد في إحدى زياراتي للقاهرة وأطلعته على صوري واختار بعضاً منها لنشرها ضمن مؤلفاته الفوتوغرافية ، وهذه الكتب مهدت لي الطريق أثناء دراستي للتصوير السينمائي والمونتاج في مدينة ميونيخ عام ١٩٦٩ . كما درست في سنة ١٩٧٨ الاخراج السينمائي وكتابة السيناريو في مدينة لندن . والمؤسف انني توقفت عن ممارسة التصوير الضوئي منذ اشتغالي بالتصوير السينمائي عام ١٩٦٨ عندما تم افتتاح التلفزيون الليبي .
◻لكنك في الآونة الأخيرة عدت إلى التصوير الضوئي بشكل مكثف وبحماس منقطع النظير ما السبب ؟
- السبب مجلة - فن التصوير ، وهذه المجلة اوحت إلينا بتأسيس مركز فني باسم « ملتقى هواة التصوير ، وهذا الملتقى يقدم الشروح الفنية وطرق إستخدام آلات التصوير بدون مقابل كما أنه يسهل للهواة أيضاً فرصته الاشتراك والحصول على مجلة فن التصوير » .. وغيرها من المجلات والكتب الفوتوغرافية .
اذكر هنا انني اثناء قيامي بإجراء هذا الحوار مع المصور الفنان فتحي العريبي زرته في هذا و الملتقى ، وهو عبارة عن قاعة للتصوير العام ، وسألته عن تاريخ التصوير الضوئي في الجماهيرية الليبية وعن رواد هذا الفن من الليبيين . فاجابني بما يلي :
- فن التصوير بشكله العملي والميداني له تاريخه في ليبيا ولا استطيع تحديد بداياته ، لكنه جاء الينا مع الغزو الايطالي سنة ١٩١١ وظل حكراً على الايطاليين الى أن تم جلاؤهم عن ليبيا عام ١٩٧٠ . فقد كانوا أصحاب محلات التصوير ووكلاء مواده الخام .
وظل الليبيون ردحاً من الزمن موقع المتفرج المبعد غير ان بعضهم وبحكم إحتكاكهم بالايطاليين امتهنوا هذا النوع من الفن للارتزاق ولضرورة الصورة في الحياة العملية ودون أن يضيفوا من عندهم ولقد كثر عدد الهواة منذ الستينات ، وهم الآن في تزايد مستمر والمشكلة التي تواجههم تتمثل في عدم توفر الكتب والمجلات المتخصصة ومعظمهم يمارس هذه الهواية بدون ثقافة فنية تذكر ، مما دفعني الى جمع معارفي المتواضعة في كتاب موسوعي ضخم أطلقت عليه اسم - الحياة صورة ، من المحتمل صدوره منتصف العام الحالي .
◻من هم الرواد الليبيون للتصوير ؟
- من اهم رواد التصوير الضوئي في ليبيا الفنان التشكيلي الكبير الاستاذ عوض عبيدة ومصمم طوابع البريد الفنان التشكيلي الاستاذ فؤاد الكعبـازي وهما الآن من كبار السن وكلاهما درس الرسم والتصوير في ايطاليا ومن جيل الشباب اذكر المخرج التلفزيوني محمد ابو دجاجة والفنان التشكيلي على العباني ولكل منهما أسلوبه المتفرد الجذاب .
◻من الملاحظ أن إهتماماتك صارت موزعة بين التاليف التخصصي والاخراج التلفزيوني وادارة ملتقى هواة التصوير ، والسؤال : في اي من هذه المجالات تجد نفسك ؟
رمقني بنظرة خاطفة وانشغل عني بفرز الصور لهذا اللقاء وقال أثناء ذلك :
- التصوير الضوئي يظل متعتي الأولى وان كان عملي كمخرج يحول دون ذلك بسبب طبيعة العمل التلفزيوني المرهق اما بخصوص التأليف فهو ليس من الأمور الدائمة والثابتة وإن كنت أولي ملتقى هواة التصوير بعض الوقت ايضاً.
◻التصوير الضوئي متعتك الأولى كما تقول حدثني عن معارضك السابقة واين اقيمت وما هي مشاريعك المقبلة في هذا المضمار ؟
- معرضي - الحادي عشر سوف يقام في دمشق تحت اشراف نقابة الفنون الجميلة برعاية الأديبة السيدة نجاح العطار وزيرة الثقافة والارشاد القومي وهذا المعرض سوف يضم نماذج كثيرة من أعمالي الفنية ٢٧٥ صورة صورتها ما بين عامي ١٩٦٤ و ۱۹۸۰ اکثرها بالألوان .
اما معرضي الأول فكان عام ١٩٦٥ والأخير جماعي واقيم في منتصف العام ١٩٨٤ وبين الأول والأخير عرضت صوري في : اثينا . روما . باريس ، فالينا ولندن - وانني أتطلع لعرض صوري في بغداد . حيث هناك نهضة فوتوغرافية راقية وريادة عربية جديرة بالاهتمام واخص بالذكر جهود الفنان سامي النصراوي رئيس تحرير مجلة - المصـور العربي ، ورئيس الجمعية العراقية للتصوير و اذكر هنا انني عضو فخري بهذه الجمعية .
◻سؤال اخير هل انت عضور في هيئة تحرير مجلة فن التصوير ايضاً ام مراسلها الخاص من الجماهيرية ، خصوصا وانك تقوم بالربط بينها وبين هواة التصوير هنا ؟
- هذه امور سابقة لأوانها لان اشتراكي الدائم والمنتظم الآن في هذه المجلة يكفيني ثم انني من وقت لآخر اساهم في تحرير زاوية فلاش ، وبعض المساهمات الفنية وهذا شرف لي أن ينشر انتاجي الأدبي والفني في مجلة راقية يشرف على تحريرها نخبة ممتازة من كبار المصورين العرب⏹
من الأوراق الخاصة بفتحي العريبي
واحدة لها اهميتها ويعتز بها كثيرا من الشاعر نزار قباني . تقول :
عزيزي الفنـان اللماح - فتحي العريبي
الشعر يكتب بطرق مختلفة ، بعضهم يكتب بأصابعه كالشاعر والموسيقي وبعضهم يكتب بصوته كالعصفور وبعضهم يكتب بعينيه وشفتيه كالمرأة الجميلة .
وبعضهم يكتب دون أن يكتب كالعاشق .
أما أنت فتستعمل كل هذه الأساليب معا بحيث تعطي الصورة ابعادهاً الثلاثة الشعرية واللونية والصوتية . كنا نظن من قبل أن - الكاميرا - لا تكتب الشعر لكن نظرة واحدة على هذه الصور الرائعة كافية لتكرسك شاعراً طليعيا تحولت ـ الكاميرا ـ بين يديه الى قصيدة⏹
- بيروت في ٢٦ / ٨ / ٧٥ نزار قباني - .
فتحي العريبي مصور إستطاع أن يجذب إلى أعماله شعراء وأدباء كانوا بعيدين عن العمل الفوتوغرافي قبل التعرف على أعماله ، من هؤلاء نذكر غادة السمان ، ونزار قباني والسينمائي المعروف رمسيس مرزوق وفي مفكرة العريبي رسائل لها دلالات كبيرة من هؤلاء وغيرهم ممن تعرفوا على أعماله المميزة .
في لقائي مع الفنان الفوتوغرافي المميز فتحي العريبي كان لا بد من جولة أولية على اعماله ، التي سبق لي وتعرفت عليها منذ معرضه الأول عام ١٩٦٥ ، وبعد التطرق إلى جملة أمور حول الأسماء الأدبية الكبيرة التي أولت المصور إهتمامها . عدت اساله عن كيفية التعامل مع الأشياء الجامدة التي تتحرك أمامه وهل يعتمد على الآلة الكاميرا ـ وهي متوفرة لدى الجميع ، ام انه يتعامل بما هو أبعد من ذلك . وكان سؤالي باختصار :
◻كيف تتم الصورة عندك ، أي كيف تصفها ؟
- أحيانا اضع مخططاً أولياً للصورة أشبه بسيناريو التصوير في السينما وتاتي النتائج بعد ذلك مطابقة للتصور المبدئي .. وانا لست من أولئك المصورين الذين يعتمدون على الصدفة أو اللحظة الخاطفة لتحقيق صورة باهرة .
فصورة ، قطتي العطشي ، مثلا اخذت مني الوقت الطويل إذ دربت قطتي - هيشا - على الشرب من
الحنفية ، وكانت في البداية ترفض ذلك لكنها تحت وطأة العطش رضخت - لكاميرتي - وحصلت بعد أكثر من أسبوع على صورة طريفة جدا وصعبة جدا .
إذن صوري بشكل عام تسلك إسلوب الملصقات وتعتمد على السيناريو والتخطيط الأولي .
◻هذه الاجابة تدفع إلى سؤال عن دراستك لهذا الفن متى واين ؟
- الفضل الأولي يعود إلى والدي - رحمه الله - الذي كان من هواة التصوير .. وكان يعيرني آلته الصندوقية لاصور بها كيفما أشاء ،
الأمر الذي دفعني نحو التصوير بشغف وحب وفي مرحلة تالية تعرفت على كتب الاستاذ عبد الفتاح رياض ودرستها بعناية كما تعرفت على هذا الرائد في إحدى زياراتي للقاهرة وأطلعته على صوري واختار بعضاً منها لنشرها ضمن مؤلفاته الفوتوغرافية ، وهذه الكتب مهدت لي الطريق أثناء دراستي للتصوير السينمائي والمونتاج في مدينة ميونيخ عام ١٩٦٩ . كما درست في سنة ١٩٧٨ الاخراج السينمائي وكتابة السيناريو في مدينة لندن . والمؤسف انني توقفت عن ممارسة التصوير الضوئي منذ اشتغالي بالتصوير السينمائي عام ١٩٦٨ عندما تم افتتاح التلفزيون الليبي .
◻لكنك في الآونة الأخيرة عدت إلى التصوير الضوئي بشكل مكثف وبحماس منقطع النظير ما السبب ؟
- السبب مجلة - فن التصوير ، وهذه المجلة اوحت إلينا بتأسيس مركز فني باسم « ملتقى هواة التصوير ، وهذا الملتقى يقدم الشروح الفنية وطرق إستخدام آلات التصوير بدون مقابل كما أنه يسهل للهواة أيضاً فرصته الاشتراك والحصول على مجلة فن التصوير » .. وغيرها من المجلات والكتب الفوتوغرافية .
اذكر هنا انني اثناء قيامي بإجراء هذا الحوار مع المصور الفنان فتحي العريبي زرته في هذا و الملتقى ، وهو عبارة عن قاعة للتصوير العام ، وسألته عن تاريخ التصوير الضوئي في الجماهيرية الليبية وعن رواد هذا الفن من الليبيين . فاجابني بما يلي :
- فن التصوير بشكله العملي والميداني له تاريخه في ليبيا ولا استطيع تحديد بداياته ، لكنه جاء الينا مع الغزو الايطالي سنة ١٩١١ وظل حكراً على الايطاليين الى أن تم جلاؤهم عن ليبيا عام ١٩٧٠ . فقد كانوا أصحاب محلات التصوير ووكلاء مواده الخام .
وظل الليبيون ردحاً من الزمن موقع المتفرج المبعد غير ان بعضهم وبحكم إحتكاكهم بالايطاليين امتهنوا هذا النوع من الفن للارتزاق ولضرورة الصورة في الحياة العملية ودون أن يضيفوا من عندهم ولقد كثر عدد الهواة منذ الستينات ، وهم الآن في تزايد مستمر والمشكلة التي تواجههم تتمثل في عدم توفر الكتب والمجلات المتخصصة ومعظمهم يمارس هذه الهواية بدون ثقافة فنية تذكر ، مما دفعني الى جمع معارفي المتواضعة في كتاب موسوعي ضخم أطلقت عليه اسم - الحياة صورة ، من المحتمل صدوره منتصف العام الحالي .
◻من هم الرواد الليبيون للتصوير ؟
- من اهم رواد التصوير الضوئي في ليبيا الفنان التشكيلي الكبير الاستاذ عوض عبيدة ومصمم طوابع البريد الفنان التشكيلي الاستاذ فؤاد الكعبـازي وهما الآن من كبار السن وكلاهما درس الرسم والتصوير في ايطاليا ومن جيل الشباب اذكر المخرج التلفزيوني محمد ابو دجاجة والفنان التشكيلي على العباني ولكل منهما أسلوبه المتفرد الجذاب .
◻من الملاحظ أن إهتماماتك صارت موزعة بين التاليف التخصصي والاخراج التلفزيوني وادارة ملتقى هواة التصوير ، والسؤال : في اي من هذه المجالات تجد نفسك ؟
رمقني بنظرة خاطفة وانشغل عني بفرز الصور لهذا اللقاء وقال أثناء ذلك :
- التصوير الضوئي يظل متعتي الأولى وان كان عملي كمخرج يحول دون ذلك بسبب طبيعة العمل التلفزيوني المرهق اما بخصوص التأليف فهو ليس من الأمور الدائمة والثابتة وإن كنت أولي ملتقى هواة التصوير بعض الوقت ايضاً.
◻التصوير الضوئي متعتك الأولى كما تقول حدثني عن معارضك السابقة واين اقيمت وما هي مشاريعك المقبلة في هذا المضمار ؟
- معرضي - الحادي عشر سوف يقام في دمشق تحت اشراف نقابة الفنون الجميلة برعاية الأديبة السيدة نجاح العطار وزيرة الثقافة والارشاد القومي وهذا المعرض سوف يضم نماذج كثيرة من أعمالي الفنية ٢٧٥ صورة صورتها ما بين عامي ١٩٦٤ و ۱۹۸۰ اکثرها بالألوان .
اما معرضي الأول فكان عام ١٩٦٥ والأخير جماعي واقيم في منتصف العام ١٩٨٤ وبين الأول والأخير عرضت صوري في : اثينا . روما . باريس ، فالينا ولندن - وانني أتطلع لعرض صوري في بغداد . حيث هناك نهضة فوتوغرافية راقية وريادة عربية جديرة بالاهتمام واخص بالذكر جهود الفنان سامي النصراوي رئيس تحرير مجلة - المصـور العربي ، ورئيس الجمعية العراقية للتصوير و اذكر هنا انني عضو فخري بهذه الجمعية .
◻سؤال اخير هل انت عضور في هيئة تحرير مجلة فن التصوير ايضاً ام مراسلها الخاص من الجماهيرية ، خصوصا وانك تقوم بالربط بينها وبين هواة التصوير هنا ؟
- هذه امور سابقة لأوانها لان اشتراكي الدائم والمنتظم الآن في هذه المجلة يكفيني ثم انني من وقت لآخر اساهم في تحرير زاوية فلاش ، وبعض المساهمات الفنية وهذا شرف لي أن ينشر انتاجي الأدبي والفني في مجلة راقية يشرف على تحريرها نخبة ممتازة من كبار المصورين العرب⏹
من الأوراق الخاصة بفتحي العريبي
واحدة لها اهميتها ويعتز بها كثيرا من الشاعر نزار قباني . تقول :
عزيزي الفنـان اللماح - فتحي العريبي
الشعر يكتب بطرق مختلفة ، بعضهم يكتب بأصابعه كالشاعر والموسيقي وبعضهم يكتب بصوته كالعصفور وبعضهم يكتب بعينيه وشفتيه كالمرأة الجميلة .
وبعضهم يكتب دون أن يكتب كالعاشق .
أما أنت فتستعمل كل هذه الأساليب معا بحيث تعطي الصورة ابعادهاً الثلاثة الشعرية واللونية والصوتية . كنا نظن من قبل أن - الكاميرا - لا تكتب الشعر لكن نظرة واحدة على هذه الصور الرائعة كافية لتكرسك شاعراً طليعيا تحولت ـ الكاميرا ـ بين يديه الى قصيدة⏹
- بيروت في ٢٦ / ٨ / ٧٥ نزار قباني - .
تعليق