جون كيلي نحن رجال حرب العصابات في المعركة الفوتوغرافية
رغم أنه أنتج مجموعة من لقطات التزلج تكاد تكون أفضل ما هو متوفر من هذه الصور عالمياً ، إلا أن جون كيلي يرفض تصنيفه بمصور للتزلج مؤكداً على تصنيف نفسه كمصور فوتوغرافي مما يعني عدم حصر نفسه في مجال واحد .
جون كيلي مصور في السادسة والثلاثين من العمر ، من أبناء كولورادو ويعيش في نيويورك ، وهو من خريجي كلية سانت لورانس ، إضافة لكونه متزلجاً جيداً ، وقد سبق له أن شارك في الحرب الفيتنامية ... وقد أسهمت هذه المزايا في جعله احد أفضل المصورين الفوتوغرافيين في الولايات المتحدة ، خصوصاً في مجال التزلج .
ويتمتع جون كيلي بقامة طويلة ووزن معتدل وعلى صعيد آخر فهو محدث لبق . إضافة لبنية لائقة تسمح له بالتحرك السريع : يملأ الفراغات بين الأفكار ، بحيث تشعر من خلال حديثه أنه يحب الحضور من حوله .
وعندما يذهب كيلي الى المنحدرات لالتقاط صور فوتوغرافية ، يفضل أن يتزلج مع خبراء ، وبدلا
من إعداد الوقفات لهم بدقة وعناية فارضاً عليهم مناوراتهم ، يحب ان يترك لهم الحرية في ذلك . إدسكين ، صديق من سانت لورانس ساعد على تعليم كيلي التزلج وهو يقول :
- نظن باديء الأمر أن اللقطة عشوائية بمجملها ، والشيء التالي الذي تعرفه هو ظهور عشرة من اقدر المتزلجين في الانحاء ضمنها .
وانت موشك على هبوط هاوية . شيء مدهش بحق ، وكل ما يقوله كيلي هو ، « اريدك ان تهبط هذا القطاع ... لا ضرورة لوضع معين ، ذلك انه يكون قد سبقك الى تصور ما يريده ، وهو يحصل عليه .
دخل كيلي الجيش عام ١٩٧٠ بعد تخرجه من سانت لورانس بعام واحد ، فذهب إلى فيتنام وقد قتل الكثير من زملائه في الفرقة وعرف عن تلك الحرب أكثر مما عرفه ويستمور لاند كما قال . مضيفاً انها كانت حرباً بشعة .
المثير في الأمر ان كيلي استعمل الكاميرا اول ما
استعملها في فيتنام بالذات .
و في هونغ كونغ . حقق مجموعة كبيرة من الصور . قال :
- اردت اخذ صور لما يجري ... لم استطع
التصديق أنني في تلك المنطقة مزارع مطاط
قديمة ، والفندق الفرنسي في سايغون ، وصفوف المشاركين بالاضرابات ، احببت اخذ الصور
بالفعل فقد اثارني جداً ان اعرف الفارق بين
سرعة آزا وسرعة مغلاق .
وعندما عاد إلى الولايات المتحدة وقع في حيرة بخصوص ما يفعله ، فظل شهراً يتخبط دون
عمل ، ما لبث بعده ان حصل على وظيفة استاذ لتعليم التاريخ في احدى المدارس الثانوية في كين - نيوها مبشاير ـ وبعد ذلك بسنة كان يعلم لعبة - الكروس ويحكم مبارياتها في اكاديمية كولورادو . واذ به مولعاً هناك بعرض صوره وسلايداته التي حققها في فيتنام تعلم التزلج في الكلية من خلال محاولة اللحاق بزملائه الاكثر مهارة منه على المنحدرات هناك . فكان سيئا بادىء الأمر كما قال ، حيث انحصر همه بالسرعة دون اعتماد اي اسلوب معين او الاستعانة بمعدات محترمة متزلج جيد الآن .
ولكنه بدا كيلي بنشر صورة الفوتوغرافية خلال سنوات عمله كمدرس في أكاديمية كولورادو . ذلك أن صديقا له من سانت لورانس اصبح مديراً لمؤسسة تزلج ففسح له المجال لتصوير سباقات التزلج مقابل ٢٥ دولار يوميا . وهذا مبلغ ضئيل جدا طبعاً , لانه كان يتكلف ثلاثة اضعافه في بعض الاحيان ثمنا لمستلزمات وافلام ومواصلات ، الا انه كان يعوض على ذلك براتبه کمدرس .
ثم حدث عام ١٩٧٥ ، أن مصور تزلج فوتوغرافي ناجح يدعى جون راسيل شجع كيلي على مشاركته في المهام التي ينفذها ، واذ بكيلي هكذا يحصل على مصاريفه وعلى افلام مجانية ولم تكد تمر سنتان على ذلك حتى تخلى كيلي عن مهنة التعليم في محاولة منه للعيش من خلال التصوير الفوتوغرافي . راح الاثنان يعملان تحت اسم « راسيل - كيلي ، وازدهرت أعمالهما الا ان كيلي ظلل ماجوراً يتلقى راتبه من راسل الذي احتفظ بحق استثمار صور كيلي ففي سنة ۱۹۸۱ ، بدأ يشعر بشيء من المرارة كما قال ، ذلك ان عمله راح يستهلك كل وقته ليشمل مهاما ذهبت به إلى النمساو وسويسرا لتغطية سباق كاس العالم هناك ، والى اريزونا لتغطية تدريبات « بيسبول » ربيعية ، وإلى كاليفورنيا للقطات تزلج تجارية ، والنروج لبطولة تغطي البلاد ولكنه لما كان يعمل براتب ، شعر انه لا يحصل على المزيد ليبذل مزيداً من الجهد : وهكذا انفصل عن راسيل عام ١٩٨١ ، وكيلي ما زال يتمنى استعادة بعض الصور التي حققها لراسيل اما راسيل فيقول من جهته ، إنه اشبه بطلاق لا مفر في ان يشعر معه كل من الطرفين انه تعرض للاستغلال .
وانا عندما اتحدث مع كيلي الآن ، اقول انظر يا كيلي ، لدي بعض المشاعر المريرة بدوري » مع ذلك يبقى كل من الرجلين على اعجاب صادق بأعمال الآخر إزدهرت أعمال كيلي وهو يعمل لنفسه في السنوات الثلاث الاخيرة حيث يعلق قائلا : الأمور ابسط كثيراً الآن مع نانس » . زوجته ومساعدته ـ وهو يحصل على ثلاثة اضعاف ما كان يحصل عليه خلال عمله لراسيل ، وقد وشع كيلي مجالات عمله لتشمل لقطات مناظر ولقطات ناشطة لعدد من الالعاب الرياضية الاحترافية ، كالتنيس والغولف ، من هنا يصر على القول ،، است مصـور تـزلج فقط انا مصور فوتوغرافي ،،
مع ذلك تبقى صوره في حقل التزلج وهي أفضل ما يجعله معروفاً ، ومن خلالها بالذات تعبر عينه الثاقبة عن نفسها أفضل تعبير .
التصوير الفوتوغرافي لاعمال التزلج ، يدور حلقة من الكليشيهات ، ومن الجهود التي يبذلها كيلي عمله على تجنب هذه الكليشيهات ويقول عن ذلك :
- تنبع الكليشيهات من غلافات واعلانات ومتزلجين يهبطون المنحدرات بسرعة ، ومن ثياب جميلة ... وانت تحصل على كليشيهاتك من مواقع جرى الاعداد لها مسبقاً ... التقطت الكثير منها مع راسيل والصورة التي أصبحت مبتذلة لكثرة تكرارها هي لقطة قريبة لنموذج شقراء الشعر ببذلة حمراء تمارس إحدى القفزات .
ويتابع كيلي :
- اما عني فاريد ان اكون عفوياً طبيعياً أذهب مع الاصدقاء ونركب المغامرات . فانا اترك للمتزلجين حرية ممارسة المزيد من التزلج . ابعث بهم إلى منحدرات كاملة يهبطونها بجانب بعضهم البعض واترك لهم ان يندفعوا يعنف لا أطلب منهم أن يقفوا في الارجاء ولا أحدد لهم الوقفات التي يتخذونها وانا التقطهم كذلك احب التزلج في الأحوال الجوية السيئة حيث لا يكون هناك غيري ، وحيث يتجمع الضباب ويتساقط الثلج . تشعر أنك عدت إلى أيام الطفولة حينذاك ، هذه الحال التقط عدداً اقل من الافلام ولكنني اعتمد مزيداً من الاختيار ويفاخر كيلي بانه يحمل كل معداته بنفسه متجنباً الاستعانة بمساعد . وفي المهمة النموذجية على احد المنحدرات يحمل عدسة ٦٠٠ ملم مع ركيزة رجل واحدة ، وعدسة ٣٠٠ ملم مع ركيزة برجل واحدة ، ورزمة تحتوي على عدد من العدسات الأقصر وكاميرتين على الاقل وعدادات ضوئية ومحركات دفع وافلام يصل وزن هذه المعدات الى ٢٥ كلغ تقريباً ؛ ولكنه رغم هذه العوائق ، يبقى ملازماً للمتزلجين الآخرين لا يدعهم يسبقونه ، وملتقطاً صوراً جيدة كيفما كانت الأحوال الجوية ، وهو يقول :
- انا اشعر بالمتعة عندما أحقق ما ابتغيه في ذات الوقت ، بينما الآخرون يشتكون من شدة البرد ، واعرف دائما وتماماً مكان كل عدسة . كما انني عادة اعمل بكفين عاريين . هذا ضروري لتجنب متاعب البحث .
وقد حدث ان تجمدت أصابع يديه ورجليه مرات عديدة بالفعل .
- في مجال آخر يقول كيلي :
- احب ان ابتعد عن مواضيعي بعض الاحيان ، بحدود نصف ميل في الوادي احياناً حيث اراهم هكذا كنقاط صغيرة ، ولا تعود هناك أهمية إذا كانوا يرتدون سترات تكلف واحدتها ٦٠٠ دولار او مجرد خرق باليه ، كذلك حققت بعض افضل صوري بعدما اعطيت نفسي الوقت لاتزلج واتسلق واعرق . كثيرون هم الذين لا يريدون دفع هذا الثمن ، وهناك مصورو تزلج فوتوغرافيون يلتقطون كل شيء على مجرد منحدر مخصص لصغار الاطفال .
ديفيد ماديسون مصور مستقل وزميل لكيلي سبق وكان المحرر الفوتوغرافي الذي يتعاون معه في مجلة « رانرز وورلد ، وهو يقول :
- هنالك شيء تعلمته من كيلي هو ان لا اكون تقنياً اكثر مما ينافي ... لا أخذ الكثير من المعدات ، اربع عدسات - ۹۰۰ و ۳۰۰ وربما ۱۸۰ و ٣٥ - وزوجاً من الكاميرات ، وبالنسبة لكيلي فان اسلوبه يتمثل بالهبوط من الطائرة ليلتقط السباق . تتوفر له المقدرة على الحركة ولديه العين اللازمة ، بحيث انه عندما يحدث شيء ما ، يستطيع ان يتجاوب معه منتجا صوراً رائعة ، وقد قال في مرة : « نحن رجال حرب العصابات في المعركة الفوتوغرافية » .
تتميز صور كيلي بوجهة نظر فريدة فهو يحب ان يرتفع فوق الحدث ويلتقطه هبوطاً . وقد حقق بعض أكثر لقطاته الحيوية من مواقع مرتفعة ، كما انه يتمنطق بزلاجاته ويهبط على احد الجبال ليلتقط المصورين تحته ، او انه يقف على جسر فوق فسحة السباق الواسعة ليسلط كاميرته هبوطاً على المتسابقين مباشرة أثناء مرورهم تحته كما انه قد يتسلق سارية أحد اليخوت ليعمل من هناك أو يصور من فوق احد السطوح , تشوقه لأخذ الصور من مواقع غير معتادة ربما يمكن تفسيره كحاجة عنده لفصل نفسه عن حشود رجال العدسات الآخرين ، لديه صورة مذهلة ، لمتسابقة تزلج انثى التقطها من الوراء وهي على رؤوس قدميها عند فتحة الانطلاق ويقول مفاخراً عنها : كنت الوحيد الذي فكر بالالتقاط من كوخ الانطلاق .
كذلك نجد بين اروع صور كيلي واحدة كانت من اصعب ما يمكن التقاطه . فهي بعدسة تيليفوتو بالغة تظهر قافز تزلج في « أولمبياد ليك بلاسيد ۱۹۸۰ وسط القفزة ، والخلفية هي ببحر هادر من المتفرجين ، وحتى يحققها ، تسلق كيلي مسافة بعيدة تحت مسري بدء انطلاق القافزين ، وهي منطقة ممنوعة على المشاهدين والمصورين على السواء ، تعذب كثيراً حتى بلغ ذلك الموقع ، ثم حشر نفسه بين سياجين ليحافظ على توازنه ، ويقول كيلي :
- كانت معي عدسة ٣٠٠ ملم أمسكها يدوياً وهي على سرعة أبطأ من الـ ٥٠٠ من الثانية . من هناك ، كان كل قافز عبارة عن مجرد حذاء وتغبيش اثناء مروره على مرأى مني . فالتقطت ٣٥ او ٤٠ قافزاً ، حيث الكثيرون منهم لم يظهروا في الصور - ولكنني من خلال عملي في كتيبة مدفعية فيما مضى ، تعلمت كيف الاحق هؤلاء واحصل عليهم . كنت احاول العثور على القافز ، واتوقع اللحظة التي سيصبح فيها ضمن التركيز ، ثم التقط عند هذا الجزء الدقيق من الثانية . لم استوع التركيز على اللانهاية فانظر الى حشود المتفرجين ، لأرى انهم ليسوا ضمن التركيز تماماً ، اما القافز فهو هناك .
كيلي هو كتلة من الطاقة الفعلية ، هذا هو ما قاله عنه شريكه ورئيسه السابق جون راسيل - والحقيقة أن الطاقة هي أول ما يلفت النظر في كيلي حال مقابلته ، انها طاقة تنبع من عنف مجرد ، يمثل بدوره غضباً انتاجياً منضبطاً .
وإلى جانب تعلقه الشديد بمعارفه ، بما في ذلك زوجته ، ينظر الى من يعيقه عن تحقيق مآربه كاعداء ، حيث ياتي المسؤولون عن تنظيم السباقات في مقدمة هؤلاء . انها حالة نفسية نشأت عنده في حرب فييتنام وراحت تؤثر على سلوكه في وقت السلم⏹
رغم أنه أنتج مجموعة من لقطات التزلج تكاد تكون أفضل ما هو متوفر من هذه الصور عالمياً ، إلا أن جون كيلي يرفض تصنيفه بمصور للتزلج مؤكداً على تصنيف نفسه كمصور فوتوغرافي مما يعني عدم حصر نفسه في مجال واحد .
جون كيلي مصور في السادسة والثلاثين من العمر ، من أبناء كولورادو ويعيش في نيويورك ، وهو من خريجي كلية سانت لورانس ، إضافة لكونه متزلجاً جيداً ، وقد سبق له أن شارك في الحرب الفيتنامية ... وقد أسهمت هذه المزايا في جعله احد أفضل المصورين الفوتوغرافيين في الولايات المتحدة ، خصوصاً في مجال التزلج .
ويتمتع جون كيلي بقامة طويلة ووزن معتدل وعلى صعيد آخر فهو محدث لبق . إضافة لبنية لائقة تسمح له بالتحرك السريع : يملأ الفراغات بين الأفكار ، بحيث تشعر من خلال حديثه أنه يحب الحضور من حوله .
وعندما يذهب كيلي الى المنحدرات لالتقاط صور فوتوغرافية ، يفضل أن يتزلج مع خبراء ، وبدلا
من إعداد الوقفات لهم بدقة وعناية فارضاً عليهم مناوراتهم ، يحب ان يترك لهم الحرية في ذلك . إدسكين ، صديق من سانت لورانس ساعد على تعليم كيلي التزلج وهو يقول :
- نظن باديء الأمر أن اللقطة عشوائية بمجملها ، والشيء التالي الذي تعرفه هو ظهور عشرة من اقدر المتزلجين في الانحاء ضمنها .
وانت موشك على هبوط هاوية . شيء مدهش بحق ، وكل ما يقوله كيلي هو ، « اريدك ان تهبط هذا القطاع ... لا ضرورة لوضع معين ، ذلك انه يكون قد سبقك الى تصور ما يريده ، وهو يحصل عليه .
دخل كيلي الجيش عام ١٩٧٠ بعد تخرجه من سانت لورانس بعام واحد ، فذهب إلى فيتنام وقد قتل الكثير من زملائه في الفرقة وعرف عن تلك الحرب أكثر مما عرفه ويستمور لاند كما قال . مضيفاً انها كانت حرباً بشعة .
المثير في الأمر ان كيلي استعمل الكاميرا اول ما
استعملها في فيتنام بالذات .
و في هونغ كونغ . حقق مجموعة كبيرة من الصور . قال :
- اردت اخذ صور لما يجري ... لم استطع
التصديق أنني في تلك المنطقة مزارع مطاط
قديمة ، والفندق الفرنسي في سايغون ، وصفوف المشاركين بالاضرابات ، احببت اخذ الصور
بالفعل فقد اثارني جداً ان اعرف الفارق بين
سرعة آزا وسرعة مغلاق .
وعندما عاد إلى الولايات المتحدة وقع في حيرة بخصوص ما يفعله ، فظل شهراً يتخبط دون
عمل ، ما لبث بعده ان حصل على وظيفة استاذ لتعليم التاريخ في احدى المدارس الثانوية في كين - نيوها مبشاير ـ وبعد ذلك بسنة كان يعلم لعبة - الكروس ويحكم مبارياتها في اكاديمية كولورادو . واذ به مولعاً هناك بعرض صوره وسلايداته التي حققها في فيتنام تعلم التزلج في الكلية من خلال محاولة اللحاق بزملائه الاكثر مهارة منه على المنحدرات هناك . فكان سيئا بادىء الأمر كما قال ، حيث انحصر همه بالسرعة دون اعتماد اي اسلوب معين او الاستعانة بمعدات محترمة متزلج جيد الآن .
ولكنه بدا كيلي بنشر صورة الفوتوغرافية خلال سنوات عمله كمدرس في أكاديمية كولورادو . ذلك أن صديقا له من سانت لورانس اصبح مديراً لمؤسسة تزلج ففسح له المجال لتصوير سباقات التزلج مقابل ٢٥ دولار يوميا . وهذا مبلغ ضئيل جدا طبعاً , لانه كان يتكلف ثلاثة اضعافه في بعض الاحيان ثمنا لمستلزمات وافلام ومواصلات ، الا انه كان يعوض على ذلك براتبه کمدرس .
ثم حدث عام ١٩٧٥ ، أن مصور تزلج فوتوغرافي ناجح يدعى جون راسيل شجع كيلي على مشاركته في المهام التي ينفذها ، واذ بكيلي هكذا يحصل على مصاريفه وعلى افلام مجانية ولم تكد تمر سنتان على ذلك حتى تخلى كيلي عن مهنة التعليم في محاولة منه للعيش من خلال التصوير الفوتوغرافي . راح الاثنان يعملان تحت اسم « راسيل - كيلي ، وازدهرت أعمالهما الا ان كيلي ظلل ماجوراً يتلقى راتبه من راسل الذي احتفظ بحق استثمار صور كيلي ففي سنة ۱۹۸۱ ، بدأ يشعر بشيء من المرارة كما قال ، ذلك ان عمله راح يستهلك كل وقته ليشمل مهاما ذهبت به إلى النمساو وسويسرا لتغطية سباق كاس العالم هناك ، والى اريزونا لتغطية تدريبات « بيسبول » ربيعية ، وإلى كاليفورنيا للقطات تزلج تجارية ، والنروج لبطولة تغطي البلاد ولكنه لما كان يعمل براتب ، شعر انه لا يحصل على المزيد ليبذل مزيداً من الجهد : وهكذا انفصل عن راسيل عام ١٩٨١ ، وكيلي ما زال يتمنى استعادة بعض الصور التي حققها لراسيل اما راسيل فيقول من جهته ، إنه اشبه بطلاق لا مفر في ان يشعر معه كل من الطرفين انه تعرض للاستغلال .
وانا عندما اتحدث مع كيلي الآن ، اقول انظر يا كيلي ، لدي بعض المشاعر المريرة بدوري » مع ذلك يبقى كل من الرجلين على اعجاب صادق بأعمال الآخر إزدهرت أعمال كيلي وهو يعمل لنفسه في السنوات الثلاث الاخيرة حيث يعلق قائلا : الأمور ابسط كثيراً الآن مع نانس » . زوجته ومساعدته ـ وهو يحصل على ثلاثة اضعاف ما كان يحصل عليه خلال عمله لراسيل ، وقد وشع كيلي مجالات عمله لتشمل لقطات مناظر ولقطات ناشطة لعدد من الالعاب الرياضية الاحترافية ، كالتنيس والغولف ، من هنا يصر على القول ،، است مصـور تـزلج فقط انا مصور فوتوغرافي ،،
مع ذلك تبقى صوره في حقل التزلج وهي أفضل ما يجعله معروفاً ، ومن خلالها بالذات تعبر عينه الثاقبة عن نفسها أفضل تعبير .
التصوير الفوتوغرافي لاعمال التزلج ، يدور حلقة من الكليشيهات ، ومن الجهود التي يبذلها كيلي عمله على تجنب هذه الكليشيهات ويقول عن ذلك :
- تنبع الكليشيهات من غلافات واعلانات ومتزلجين يهبطون المنحدرات بسرعة ، ومن ثياب جميلة ... وانت تحصل على كليشيهاتك من مواقع جرى الاعداد لها مسبقاً ... التقطت الكثير منها مع راسيل والصورة التي أصبحت مبتذلة لكثرة تكرارها هي لقطة قريبة لنموذج شقراء الشعر ببذلة حمراء تمارس إحدى القفزات .
ويتابع كيلي :
- اما عني فاريد ان اكون عفوياً طبيعياً أذهب مع الاصدقاء ونركب المغامرات . فانا اترك للمتزلجين حرية ممارسة المزيد من التزلج . ابعث بهم إلى منحدرات كاملة يهبطونها بجانب بعضهم البعض واترك لهم ان يندفعوا يعنف لا أطلب منهم أن يقفوا في الارجاء ولا أحدد لهم الوقفات التي يتخذونها وانا التقطهم كذلك احب التزلج في الأحوال الجوية السيئة حيث لا يكون هناك غيري ، وحيث يتجمع الضباب ويتساقط الثلج . تشعر أنك عدت إلى أيام الطفولة حينذاك ، هذه الحال التقط عدداً اقل من الافلام ولكنني اعتمد مزيداً من الاختيار ويفاخر كيلي بانه يحمل كل معداته بنفسه متجنباً الاستعانة بمساعد . وفي المهمة النموذجية على احد المنحدرات يحمل عدسة ٦٠٠ ملم مع ركيزة رجل واحدة ، وعدسة ٣٠٠ ملم مع ركيزة برجل واحدة ، ورزمة تحتوي على عدد من العدسات الأقصر وكاميرتين على الاقل وعدادات ضوئية ومحركات دفع وافلام يصل وزن هذه المعدات الى ٢٥ كلغ تقريباً ؛ ولكنه رغم هذه العوائق ، يبقى ملازماً للمتزلجين الآخرين لا يدعهم يسبقونه ، وملتقطاً صوراً جيدة كيفما كانت الأحوال الجوية ، وهو يقول :
- انا اشعر بالمتعة عندما أحقق ما ابتغيه في ذات الوقت ، بينما الآخرون يشتكون من شدة البرد ، واعرف دائما وتماماً مكان كل عدسة . كما انني عادة اعمل بكفين عاريين . هذا ضروري لتجنب متاعب البحث .
وقد حدث ان تجمدت أصابع يديه ورجليه مرات عديدة بالفعل .
- في مجال آخر يقول كيلي :
- احب ان ابتعد عن مواضيعي بعض الاحيان ، بحدود نصف ميل في الوادي احياناً حيث اراهم هكذا كنقاط صغيرة ، ولا تعود هناك أهمية إذا كانوا يرتدون سترات تكلف واحدتها ٦٠٠ دولار او مجرد خرق باليه ، كذلك حققت بعض افضل صوري بعدما اعطيت نفسي الوقت لاتزلج واتسلق واعرق . كثيرون هم الذين لا يريدون دفع هذا الثمن ، وهناك مصورو تزلج فوتوغرافيون يلتقطون كل شيء على مجرد منحدر مخصص لصغار الاطفال .
ديفيد ماديسون مصور مستقل وزميل لكيلي سبق وكان المحرر الفوتوغرافي الذي يتعاون معه في مجلة « رانرز وورلد ، وهو يقول :
- هنالك شيء تعلمته من كيلي هو ان لا اكون تقنياً اكثر مما ينافي ... لا أخذ الكثير من المعدات ، اربع عدسات - ۹۰۰ و ۳۰۰ وربما ۱۸۰ و ٣٥ - وزوجاً من الكاميرات ، وبالنسبة لكيلي فان اسلوبه يتمثل بالهبوط من الطائرة ليلتقط السباق . تتوفر له المقدرة على الحركة ولديه العين اللازمة ، بحيث انه عندما يحدث شيء ما ، يستطيع ان يتجاوب معه منتجا صوراً رائعة ، وقد قال في مرة : « نحن رجال حرب العصابات في المعركة الفوتوغرافية » .
تتميز صور كيلي بوجهة نظر فريدة فهو يحب ان يرتفع فوق الحدث ويلتقطه هبوطاً . وقد حقق بعض أكثر لقطاته الحيوية من مواقع مرتفعة ، كما انه يتمنطق بزلاجاته ويهبط على احد الجبال ليلتقط المصورين تحته ، او انه يقف على جسر فوق فسحة السباق الواسعة ليسلط كاميرته هبوطاً على المتسابقين مباشرة أثناء مرورهم تحته كما انه قد يتسلق سارية أحد اليخوت ليعمل من هناك أو يصور من فوق احد السطوح , تشوقه لأخذ الصور من مواقع غير معتادة ربما يمكن تفسيره كحاجة عنده لفصل نفسه عن حشود رجال العدسات الآخرين ، لديه صورة مذهلة ، لمتسابقة تزلج انثى التقطها من الوراء وهي على رؤوس قدميها عند فتحة الانطلاق ويقول مفاخراً عنها : كنت الوحيد الذي فكر بالالتقاط من كوخ الانطلاق .
كذلك نجد بين اروع صور كيلي واحدة كانت من اصعب ما يمكن التقاطه . فهي بعدسة تيليفوتو بالغة تظهر قافز تزلج في « أولمبياد ليك بلاسيد ۱۹۸۰ وسط القفزة ، والخلفية هي ببحر هادر من المتفرجين ، وحتى يحققها ، تسلق كيلي مسافة بعيدة تحت مسري بدء انطلاق القافزين ، وهي منطقة ممنوعة على المشاهدين والمصورين على السواء ، تعذب كثيراً حتى بلغ ذلك الموقع ، ثم حشر نفسه بين سياجين ليحافظ على توازنه ، ويقول كيلي :
- كانت معي عدسة ٣٠٠ ملم أمسكها يدوياً وهي على سرعة أبطأ من الـ ٥٠٠ من الثانية . من هناك ، كان كل قافز عبارة عن مجرد حذاء وتغبيش اثناء مروره على مرأى مني . فالتقطت ٣٥ او ٤٠ قافزاً ، حيث الكثيرون منهم لم يظهروا في الصور - ولكنني من خلال عملي في كتيبة مدفعية فيما مضى ، تعلمت كيف الاحق هؤلاء واحصل عليهم . كنت احاول العثور على القافز ، واتوقع اللحظة التي سيصبح فيها ضمن التركيز ، ثم التقط عند هذا الجزء الدقيق من الثانية . لم استوع التركيز على اللانهاية فانظر الى حشود المتفرجين ، لأرى انهم ليسوا ضمن التركيز تماماً ، اما القافز فهو هناك .
كيلي هو كتلة من الطاقة الفعلية ، هذا هو ما قاله عنه شريكه ورئيسه السابق جون راسيل - والحقيقة أن الطاقة هي أول ما يلفت النظر في كيلي حال مقابلته ، انها طاقة تنبع من عنف مجرد ، يمثل بدوره غضباً انتاجياً منضبطاً .
وإلى جانب تعلقه الشديد بمعارفه ، بما في ذلك زوجته ، ينظر الى من يعيقه عن تحقيق مآربه كاعداء ، حيث ياتي المسؤولون عن تنظيم السباقات في مقدمة هؤلاء . انها حالة نفسية نشأت عنده في حرب فييتنام وراحت تؤثر على سلوكه في وقت السلم⏹
تعليق