عبد الله بن عمر العبلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد الله بن عمر العبلي

    عبد الله عمر عبلي

    Abdullah ibn Umar ibn al-Abli - Abdullah ibn Umar ibn al-Abli

    عبد الله بن عمر العَبَْلي
    (…ـ بعد 145هـ/… ـ بعد 762م)

    عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي بن عَدِيِّ بن ربيعة. ينتهي نسبه إلى عبد شمس بن عبد مَناف، ويكنى أبا عَدِيّ. شاعر مُجيد من شعراء قريش، ومن مخضرمي الدولتين (الأموية والعباسية)،له أخبار مع بني أمية وبني هاشم. أدخل الناس بني عبد العُزَّى بن عبد شمس في العَبَلات لمّا صار الأمر لبني أمية، وسادوا وعظم شأنهم في الجاهلية والإسلام. والعَبَلات هم بالأصل وَلَدُ أميَّة الأصغر ابن عبد شمس، سموا بذلك نسبة إلى أمهم عَبْلَة بنت عُبيد بن حارك بن قيس بن مالك التي يرتفع نسبها إلى تميم. وجَدُّ الشاعر«عليٌّ» من الذين شهدوا مع عائشة موقعة الجمل.
    كان عبد الله في زمن بني أمية يميل إلى بني هاشم ويمدحهم ويؤيد موقفهم من الخلافة،ولذا فإنه حين امتدح هشام بن عبد الملك، لم يعطه ما يؤمِّله، فقال في ذلك:
    خََسَّ حَظّي إنْ كنت من عبد شمسٍ
    ليتني كنت من بني مخزوم
    فأفوز َالغداةَ منهم بِسَهمٍ
    وأبيعَ الأبَ الشريف بِلُومِ
    وقد حرص في مواقفه على وحدة الأمويين، وله قصيدة طويلة يدعو فيها إلى نبذ التناحر، لما في ذلك من انحطاط شأنهم وتفرق كلمتهم، وقد صدق إحساس الرجل، إذ أدت الفرقة إلى هزيمتهم وسقوط خلافتهم على أيدي بني العباس بن عبد المطلب، فرثى ملكهم بقصيدة ترسم صورة مؤلمة لحالهم، وتمور بعاطفة صادقة جياشة يتجلى فيها الحزن النبيل، من ذلك قوله:
    أولئك قومي أناخت بهم
    نوائبُ من زمن مُتْعِسِ
    فما أنسَ لا أنسَ قتلاهُمُ
    ولا عاش بَعْدَهُمُ من نَسي
    ولما سقطت الدولة الأموية توارى عبد الله مع من توارى من بني أمية، فأخذ داود بن علي والي بني العباس على المدينة حُرَمه وأمواله، فاشتكاه إلى أبي العباس السَّفاح، بعد أن استخفى وتحايل للدخول عليه، فاستعطفه ومدحه علّه يرد نسوته وأمواله، ومما قال في مديح السفاح واستعطافه:
    أيا أهلَ الرسولِ وَصِيْدَ فِهْرٍ
    وخيرَ الواقفين على الجمار
    أَتُؤخذ نِسْوتي ويُحازُ مالي
    وقد جاهرت لو أغنى جِهاري
    ولما استجلى السفاح أمره، وعرف نسبه، أمر داود بإطلاق من حَبَس من أهله، وردّ أمواله إليه وأكرمه، وأمر له بنفقة تبلغه المدينة.
    اتصل عبد الله بالطَّالبيِّين من أبناء علي كرّم الله وجهه في أثناء تخفِّيه من بني العباس، فقام هؤلاء بعطائه وأجزلوا له ، ومدَحهم بواحدة من القصائد المؤثرة. ولما ثار محمد بن عبد الله بن الحسن المعروف بالنَّفْس الزَّكيَّة عام 145هـ على أبي جعفر المنصور، وقف الشاعر إلى جانبه فولاَّه الطائف، فقصدها مع أعراب من مُزَيْنَةَ وجُهَينةَ وأَسْلَمَ، ومعه أحد عشر رجلاً من ولد أبي بكر الصديق، فقدمها حتى غلب عليها، ولم يدم ذلك طويلاً، بعد مقتل محمد بن عبد الله على يد العباسيين ففر إلى اليمن.
    لا تذكر المصادر التي ترجمت للشاعر المكان الذي توفي فيه. وقدَّر صاحب الأعلام سنة وفاته تقديراً.
    يعد الشاعر من طبقات الشعراء العالية، تنوَّعت أغراض شعره فمدح ورثى ودعا إلى الألفة والوحدة، ويعبر ما وصلنا من شعره عن تمثل حيٍّ للحياة السياسية الزاخرة بالتحولات في أواخر عصر بني أمية وأوائل العصر العباسي، ويدل أيضاً على صلابة الشاعر في الدفاع عن موقفه الذي ارتضاه.
    عبد الرحمن عبد الرحيم
يعمل...
X