لوس أنجلس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لوس أنجلس

    لوس انجلس Los Angeles - Los Angeles
    لوس أنجلِس



    تشكل مدينة لوس أنجلس Los Angeles مع ضواحيها مُجمَّعاً حضرياً كبيراً يُعّد ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد نيويورك.

    تقع هذه المدينة في أقصى جنوب غربي الولايات المتحدة، وفي جنوبي ولاية كاليفورنيا California على بعد 209كم من مدينة سان دييغو San Diego التي تقع إلى الجنوب الشرقي منها قرب الحدود مع المكسيك، وعلى بعد 563كم من مدينة سان فرانسيسكو San Francisco التي تقع باتجاه الشمال الغربي منها.

    تبلغ مساحة مجمّع لوس أنجلس الحضري Los Angeles Agglomeration 1300 كم2 من مجمل مقاطعة لوس أنجلس التي تبلغ مساحتها 10653كم2، والتي بها 80 مدينة أخرى شديدة الارتباط مع عاصمة المحافظة وتشكل معها منطقة متحضرة واسعة.


    ومن أشهر ضواحي لوس أنجلس: هوليوود Hollywood، بيربانك Burbank، غلينديل Glendale، باسادينا Pasadena، بيڤرلي هلز Beverly Hills.

    ولموقعها على ساحل المحيط الهادئ فإن مناخها محيطي معتدل الحرارة على مدار العام، إذ إن معدل حرارة شهر كانون الثاني/يناير (أبرد شهور السنة) نحو 13 ْم، وحرارة شهر تموز/يوليو (أحر أشهر السنة ) نحو 23 ْم. أما معدل الهطل السنوي فهو بحدود 380مم تقريباً. وتنتشر الغابات الخضراء حولها وفي ضواحيها العديدة معطيةً المكان جمالاً أخاذاً، ولاسيما أن بعض هذه الضواحي تقع على التلال ومقدمات الجبال المجاورة لها من جهة الشرق والشمال الشرقي.

    كان عدد سكان هذا المجَّمع الحضري نحو 8.8 مليون نسمة عام 1980، وأضحى 11.5 مليون نسمة عام 1990 ليصل إلى 12.4 مليون نسمة عام 1995 و13.2 مليون نسمة عام 2000، ومن المتوقع أن يصل عدد سكانه إلى 14.2 مليون نسمة عام 2015، وعليه فقد كان معدل نموه السنوي ما بين 1990 - 2000 قرابة 0.71%، أما نسبة سكانه إلى مجمل السكان الحضر في الولايات المتحدة لعام 2000 فكانت 6%.

    يقدر البيض بنحو نصف سكان المدينة، وهم من أصول أوربية: ألمانية وإنكليزية وأيرلندية وإيطالية وروسية، أما النصف الثاني فمن السود والآسيويين المتحدرين من أصول أمريكية جنوبية ولاسيما من المكسيكيين والكوبيين والبورتوريكيين وبلدان أمريكا الوسطى الأخرى.

    أما الآسيويون فتغلب عليهم الجنسيات الفلبينية واليابانية والصينية والكورية. ويعاني كثير من ذوي الأصول الأمريكية اللاتينية والآسيوية والإفريقية (السود) مشكلات لغوية وتفرقة عنصرية وقلة فرص العمل وتدني الأجور بالمقارنة مع البيض، إضافة إلى تدني مستويات التعليم في صفوفهم واضطرارهم إلى السكن في أحياء الفقراء الأقل تخديماً والأردأ عمراناً، وهذا ما يهدد بحدوث الاضطرابات والشغب أو الخروج على النظام العام، كما حدث في عامي 1965 و1970.

    تشكو المدينة من التلوث ولاسيما بالغازات التي تنفثها عوادم السيارات التي تقدر بنحو 10 ملايين سيارة في المدينة وضواحيها. كما أن انتشار النمط الأمريكي في السكن بمنازل منفردة من نمط القصور أو الفيلات أدى إلى توسع المدينة كثيراً، وإلى ضم الضواحي، وقلة المساحات المخصصة للبناء عليها؛ مما استدعى التحول إلى سكنى الأبراج العالية للحد من مساوئ التوسع الأفقي للمدينة. ويعيش نحو ثلث سكان لوس أنجلس في وادي سان فرناندو San Fernando، ومعظمهم في مساكن منفردة (فيلات) ذات حدائق خلفية وأماكن للسيارات ومسابح خاصة بهذه المساكن.

    تخترق الطرق السريعة وسط المدينة وتتقاطع في عقد طرقية كبيرة، تصل وسط المدينة بأطرافها وتشكل محاوراً للنقل الغزير، حيث يعتمد السكان اعتماداً رئيسياً في انتقالهم ضمن المدينة وضواحيها على سياراتهم الخاصة، إذ يمكن القول إن عدد السيارات يعادل عدد السكان البالغين في المدينة. كما أن أغلب السكان يوجدون خارج مساكنهم في ساعات النهار في العمل أو الترويح عن النفس.


    منظر جوي لمدينة لوس انجلس

    يبرز مبنى بلدية المدينة بين المعالم العمرانية المعاصرة التي تتوسطها، ويرتفع إلى ثلاثين طابقاً، مشكلاً واحداً من المباني الحكومية العديدة التي تحتل مركز المدينة وتتميز بفن عمارتها الجميل.

    وتعدّ لوس أنجلس المركز الرئيسي للمال والأعمال والتجارة والصناعة في غربي الولايات المتحدة، فهي مركز صناعي مرموق يُصنِّع كل شيء تقريباً من مركبات الفضاء إلى الطائرات ووسائط النقل البرية والملابس والحواسب والأثاث والمطاط والمواد الكيميائية والآلات الكهربائية والزجاج والحديد والصلب والأغذية… وغيرها كثير.

    وفي المدينة ما يزيد على 18 ألف مؤسسة صناعية، منها نحو ألفين في مجال الصناعات الفضائية. وفي المدينة مصافٍ للبترول من أكبرها في عموم البلاد، وهي أكبر مركز في العالم لصناعة السينما والأفلام والمسلسلات التلفزيونية في ضاحيتها (هوليوود)، وتكثر فيها مؤسسات التعليم العالي والمسارح والمتاحف وشركات التسجيل الموسيقي (أكثر من 50 شركة). ويحوي مسرح هوليوود المفتوح 20 ألف مقعد.

    وهي عقدة مواصلات مهمة، إذ تبلغ شبكة الطرق ضمن المدينة نحو 1000كم، وترتبط مع المدن القريبة والبعيدة بنقل بري وجوي ممتاز من خلال مطاراتها ومحطات السكك الحديدية والقطارات التي تربطها مع بقية أرجاء البلاد، فقد وصلتها سكة القطار القادمة من الشرق في عام 1885 مع وسط الولايات المتحدة وشرقها وصولاً إلى المحيط الأطلسي.

    كما أن ميناء لوس أنجلس هو أكبر ميناء أمريكي على المحيط الهادئ، إذ يتعامل مع دول أمريكا الجنوبية وأستراليا وشرقي آسيا وكندا.

    يزور المدينة ملايين من السياح كل عام سواء من داخل الولايات المتحدة أم من خارجها؛ لطبيعة مناخها الملائم للسياحة على مدار العام، وانتشار الشواطئ الرملية الواسعة، وفتنة الطبيعة الخلابة، ورقي الخدمات وتوافر جميع أشكال النقل والتسهيلات السياحية. ويزور كثيرون حديقة المدينة (حديقة كاليفورنيا) التي تبلغ مساحتها 1.6 مليون هكتار، وكذلك حديقة ديزني لاند الشهيرة ومعالمها التي أسسها عام 1955والت ديزني، والتي تعد من أهم رياض الترويح في العالم، والتي تقع في ضاحية بيربانك.

    وللتطور السريع في النصف الثاني من القرن العشرين في أوجه الحياة كافة أضحت لوس أنجلس مركز جذب قوي للمهاجرين من بقية الولايات ومن خارج البلاد من أجل فرص عملٍ ودخلٍ أفضل، وأضحت حالياً مكاناً لتركز المهندسين والفنيين والعلماء والفنانين والموسيقيين والكتاب وغيرهم.

    تعود بداية الاستقرار في موضع لوس أنجلس إلى القرن السادس عشر، حيث استقرت جماعة من قبيلة الشوشون (الشوشونيان) الهندية في هذا المكان على ضفة نهر لوس أنجلس فيما يعرف حالياً بوسط المدينة.

    وفي عام 1771 م احتل الإسبان المنطقة وكانت لوس أنجلس لاتزال قرية صغيرة اسمها يانغنا Yangna في اللغة الهندية، لغة سكان البلاد الأصليين، ويمارس سكانها مهنة تربية الأبقار ورعيها.

    وعند استقلال المكسيك عن إسبانيا عام 1821 قامت باحتلال كاليفورنيا ومنها لوس أنجلس ولكن لاحقاً تم تحريرها من قبل الجيش الأمريكي. وفي عام 1850 أضحت لوس أنجلس مدينة وأخذ نموها وازدهارها يتسارع ولاسيما بعد عام 1920؛ نتيجة لاستثمار النفط الذي كان قد اكتشف في أواخر القرن التاسع عشر، وكذلك لتطور الصناعة والخدمات والسياحة وغيرها من أنشطة بشرية.

    عدنان عطية
يعمل...
X