عتبي (محمد عبد جبار)
Al-’Atbi (Mohammad ibn ’Abdul Jabar-) - Al-’Atbi (Mohammad ibn ’Abdel Jabar-)
العتبي (محمد بن عبد الجبار ـ)
(…ـ 427هـ/… ـ 1036م)
محمد بن عبد الجبار العتبي، كاتب السلطان الغزنوي محمود بن سبكتكين، أصله من الري، وقد فارقها في مقتبل شبابه، فقدم خراسان على خاله أبي نصر العتبي الذي كان من وجوه العمال بها وفضلائهم، فلم يزل عنده مقدّماً ومكرماً إلى أن قضى أبو نصر.
وتنقّلت بالعتبي أحوال وأسفار في الكتابة، انتهت إليه رياسة الكتابة والإنشاء في خراسان والعراق، وصار نائباً لشمس المعالي قابوس بن وشكمير (ت403هـ)، واستوطن نيسابور، وأقبل على خدمة الآداب والعلوم.
قال عنه أبو منصور الثعالبي في كتاب «يتيمة الدهر»: «هو لمحاسن الأدب وبدائع النثر ولطائف النظم ودقائق العلم كالينبوع للماء، والزند للنار، يرجع إلى أصل كريم، وخلق عظيم».
له من الأقوال المأثورة شيء كثير، كقوله: «تَعَزَّ عن الدنيا تُعَزُّ. الشباب باكورة الحياة. لسان التقصير قصير».
وله نثر جيد، منه رقعة في إهداء نصل، يقول فيها: «خير ما تقرب به الأصاغر إلى الأكابر ما وافق شكل الحال، وقام مقام الفال، وقد بعثت بنصل هندي إن لم يكن له في قيم الأشياء خطر فله في قمم الأعداء أثر، والنصل والنصر أخوان، والإقبال والقبول قرينان، والشيخ أجلّ من أن يرى إبطال الفال وردّ الإقبال».
وله شعر، منه قوله:
له وجه الهلال لنصف شهر
وأجفانٌ مكحّلة بسحرِ
فعند الابتسام كليل بدر
وعند الانتقام كيوم بدرِ
وقال أيضاً:
بنفسي من غدا ضيفاً عزيزاً
عليّ وإن لقيت به عذابا
ينال هواه من كبدي كبابا
ويشرب من دمي أبداً شرابا
ومن شعره أيضاً:
بنفسي من نفسي لديه رهينة
يجرّعها صبراً ويمنعها الصبرا
أغارَ على قلبي فلما استباحه
أغار على دمعي فنظّمه دُرَّا
وقال أيضاً:
إذا رُمْتَ من سيٍّد حاجةً
فراعِ لديه الرِّضا والغضبْ
فإنّ التجهم ليل المنى
وإنّ الطلاقة صبح الأدبْ
ومن شعره أيضاً:
لما سئلت عن المشيب أجبتهم
قول امرىء في قوله لم يمذق
طحن الزمان بريبه وصروفه
عمري فثار طحينه في مفرقي
من أهم مصنفاته: «تاريخ سبكتكين الغزنوي» أو« تاريخ آل سبكتكين» ويقال له «تاريخ العتبي»، نسبة إلى مؤلفه، كما يقال له: «تاريخ اليميني» أو «سيرة اليميني» أو «اليميني» نسبةً إلى السلطان محمود بن سبكتكين يمين الدولة.
طبع عدة طبعات في لاهور ودهلي وبولاق بعنوان: «تاريخ اليميني» وقد ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» في حرف الياء «اليميني».
وقد أورد العتبي في هذا الكتاب تواريخ ناصر الدين سبكتكين صاحب غزنة من سنة 367هـ حتى وفاته سنة 387هـ، وتواريخ ولده السلطان يمين الدولة أبي القاسم محمود الذي توفي سنة 421هـ كلها بعبارات فصيحة بليغة، راعى فيها جميع محسّنات النثر والكتابة، وأودع فيها دقائق غريبة، ولطائف أدبية، تعمل في المقامة والخطابة.
وقد اعتنى الأدباء بضبط ألفاظه وحلّ مشكلاته، وكتبوا له شروحاً كثيرة، منها: «الفتح الوهبي في شرح تاريخ العتبي» أَلفّه أحمد بن علي بن عمر العدوي الدمشقي (ت 1172هـ)، وهو كتاب مطبوع.
محمد موعد
Al-’Atbi (Mohammad ibn ’Abdul Jabar-) - Al-’Atbi (Mohammad ibn ’Abdel Jabar-)
العتبي (محمد بن عبد الجبار ـ)
(…ـ 427هـ/… ـ 1036م)
محمد بن عبد الجبار العتبي، كاتب السلطان الغزنوي محمود بن سبكتكين، أصله من الري، وقد فارقها في مقتبل شبابه، فقدم خراسان على خاله أبي نصر العتبي الذي كان من وجوه العمال بها وفضلائهم، فلم يزل عنده مقدّماً ومكرماً إلى أن قضى أبو نصر.
وتنقّلت بالعتبي أحوال وأسفار في الكتابة، انتهت إليه رياسة الكتابة والإنشاء في خراسان والعراق، وصار نائباً لشمس المعالي قابوس بن وشكمير (ت403هـ)، واستوطن نيسابور، وأقبل على خدمة الآداب والعلوم.
قال عنه أبو منصور الثعالبي في كتاب «يتيمة الدهر»: «هو لمحاسن الأدب وبدائع النثر ولطائف النظم ودقائق العلم كالينبوع للماء، والزند للنار، يرجع إلى أصل كريم، وخلق عظيم».
له من الأقوال المأثورة شيء كثير، كقوله: «تَعَزَّ عن الدنيا تُعَزُّ. الشباب باكورة الحياة. لسان التقصير قصير».
وله نثر جيد، منه رقعة في إهداء نصل، يقول فيها: «خير ما تقرب به الأصاغر إلى الأكابر ما وافق شكل الحال، وقام مقام الفال، وقد بعثت بنصل هندي إن لم يكن له في قيم الأشياء خطر فله في قمم الأعداء أثر، والنصل والنصر أخوان، والإقبال والقبول قرينان، والشيخ أجلّ من أن يرى إبطال الفال وردّ الإقبال».
وله شعر، منه قوله:
له وجه الهلال لنصف شهر
وأجفانٌ مكحّلة بسحرِ
فعند الابتسام كليل بدر
وعند الانتقام كيوم بدرِ
وقال أيضاً:
بنفسي من غدا ضيفاً عزيزاً
عليّ وإن لقيت به عذابا
ينال هواه من كبدي كبابا
ويشرب من دمي أبداً شرابا
ومن شعره أيضاً:
بنفسي من نفسي لديه رهينة
يجرّعها صبراً ويمنعها الصبرا
أغارَ على قلبي فلما استباحه
أغار على دمعي فنظّمه دُرَّا
وقال أيضاً:
إذا رُمْتَ من سيٍّد حاجةً
فراعِ لديه الرِّضا والغضبْ
فإنّ التجهم ليل المنى
وإنّ الطلاقة صبح الأدبْ
ومن شعره أيضاً:
لما سئلت عن المشيب أجبتهم
قول امرىء في قوله لم يمذق
طحن الزمان بريبه وصروفه
عمري فثار طحينه في مفرقي
من أهم مصنفاته: «تاريخ سبكتكين الغزنوي» أو« تاريخ آل سبكتكين» ويقال له «تاريخ العتبي»، نسبة إلى مؤلفه، كما يقال له: «تاريخ اليميني» أو «سيرة اليميني» أو «اليميني» نسبةً إلى السلطان محمود بن سبكتكين يمين الدولة.
طبع عدة طبعات في لاهور ودهلي وبولاق بعنوان: «تاريخ اليميني» وقد ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» في حرف الياء «اليميني».
وقد أورد العتبي في هذا الكتاب تواريخ ناصر الدين سبكتكين صاحب غزنة من سنة 367هـ حتى وفاته سنة 387هـ، وتواريخ ولده السلطان يمين الدولة أبي القاسم محمود الذي توفي سنة 421هـ كلها بعبارات فصيحة بليغة، راعى فيها جميع محسّنات النثر والكتابة، وأودع فيها دقائق غريبة، ولطائف أدبية، تعمل في المقامة والخطابة.
وقد اعتنى الأدباء بضبط ألفاظه وحلّ مشكلاته، وكتبوا له شروحاً كثيرة، منها: «الفتح الوهبي في شرح تاريخ العتبي» أَلفّه أحمد بن علي بن عمر العدوي الدمشقي (ت 1172هـ)، وهو كتاب مطبوع.
محمد موعد